الخليج الجديد:
2025-04-27@05:57:16 GMT

تخريجة الاعتداء على المدنيّين

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

تخريجة الاعتداء على المدنيّين

تخريجة الاعتداء على المدنيّين

ساسة الغرب دمروا وشوهوا صورة ذلك الغرب، وقلبوه إلى غرب قبيح انتهازي صهيوني حتى النخاع.

دوائر الغرب الاستعمارية والاستخباراتية تنجح من جديد في مهزلة التلاعب بالألفاظ التي برعت فيها عبر القرون.

ليس المستوطنون المحيطون بغزة مدنيين، إنهم جزء من جيوش المرتزقة الذين عبثوا بفلسطين منذ عشرات السنين.

من يقود تلك الحملة الجائرة ويجيش القوى الإعلامية الصهيونية وأنصارها من الانتهازيين لطمس الحقائق، لجعل المجرم القاتل ضحية والضحية هي المجرم؟

* * *

ها أن دوائر الغرب الاستعمارية والاستخباراتية تنجح من جديد في مهزلة التلاعب بالألفاظ التي برعت فيها عبر القرون. فهي تصف رد الفعل الفلسطيني تجاه عقود من الإذلال والحصار، وسرقة الأرض وما عليها، وتهجير ملايين الفلسطينيين خارج أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم… تصف ذلك باعتداء إرهابي ضد مدنيين عزل.

فهل حقاً أن الجيوش الجرارة من الذين جاءت بهم الحركة الصهيونية العالمية، بمباركة ومعاونة مالية وتسليحية من بعض دول الغرب الاستعماري، يقتحمون البيت الفلسطيني ويقيمون المستعمرات المدججة بالسلاح، يحاصرون، مثلا، غزة سنة بعد سنة، ويمنعون عن أهل البيت الماء والغذاء والدواء والكهرباء متى شاؤوا وكيفما شاؤوا.

ويمنعون التعليم عن أولاد البيت، أحياناً كعقاب وأحياناً كنكاية، ويأخذون الأرض الزراعية المحيطة بغزة ويحرثونها والبنادق فوق أكتافهم، أو يستعبدون أهل غزة ليقوموا بحرث أرضهم كعبيد مطأطئي الرؤوس من أجل لقمة عيش مذلة… هل هؤلاء حقاً يمكن وصفهم، زوراً وبهتاناً، وكذباً ونفاقاً، وتلاعباً حقيراً بالألفاظ، بأنهم مدنيّون عزّل؟

ومن يقود تلك الحملة الجائرة ويجيش كل القوى الإعلامية الصهيونية وأنصارها من الانتهازيين لطمس الحقائق، لجعل المجرم القاتل ضحية والضحية المتهالكة هي المجرم؟

إنها الولايات المتحدة التي يعطي دستورها الحق لصاحب كل بيت أن لا يسمح لأي متطفل حتى بالمرور في أرض بيته أو أو أملاكه، بل والحق في أن يحذره مرة واحدة، فإذا لم يستجب ويخرج من أرضه يطلق عليه النار من بندقيته ويرديه قتيلاً.

هناك يعتبرون الدفاع عن ملكية صغيرة في شكل بيت أو مزرعة وقتل حتى من يجرؤ على أن يدخلها بالغلط هو حق دستوري مشروع، وهنا في فلسطين يعتبرون مقاومة سرقة وطن بكامله إرهاباً ضد مدنيّين.

لكن هل هناك غرابة في ذلك؟ ألم يعتبر المجتمع الأمريكي في ما مضى راعي البقر الكاوبوي، الذي يذهب إلى الغرب الأمريكي، ويخرج الهندي الأحمر من أرضه تحت تهديد السلاح بطلاً مغواراً؟

بل ويعتبر قادة ذلك المجتمع أن ذلك ما هو إلا استجابة لأوامر المسيح بتطهير أمركيا من الهنود الكفار ليحل محلهم المؤمنون الغزاة الأنكلو سكسون؟

ألم تتهم الهندي الأحمر بالإجرام والتوحش والإرهاب، إذا تجرأ ودافع عن أرضه وعرضه؟ والأمر نفسه ينطبق على ما فعله المستعمرون المستوطنون الفرنسيون في المغرب العربي.. فدفاع أصحاب البلاد كان يعتبر اعتداءً على مدنيين مسالمين (حتى ولو كانوا مدججين بالسلاح ومن القتلة وحثالات الأرض).

والأمر نفسه فعله الاستعمار الإنكليزي في الهند: يسرق وينهب ويذل، حتى إذا ما تجرأ غاندي على المقاومة اعتبره إرهابياً في ثوب رجل كاهن. والواقع أن هذا العالم، وعلى الأخص العرب والمسلمين، قد ملّ وهو يرى الغرب الاستعماري يتعامل معه كما تتعامل بائعة الهوى مع محيطها.

فأمام مرآتها أنواع من المكياجات. فإن أرادت الذهاب إلى حانة لتغوي وضعت مكياجاً معيناً. وإن أرادت أن تتظاهر بامتلاكها العفة وتذهب يوم الأحد للكنيسة وضعت مكياجاً آخر. وهكذا هناك مكياج أمام مرآتها لألف موقف. لا يوجد خجل ولا ضمير ولا قيم. هناك فقط لذة الإغواء والابتزاز والنفاق.

والآن، ونحن نرى رئيس دولة مخرّف، ورئيس وزراء دولة لم يقرأ تاريخ البلاد التي جاء منها حتى يبقى انتهازياً مقبولاً في البلاد التي هاجر إليها، ورئيس دولة لا تهمه حتى مشاعر الملايين ممن أصولهم مغربية إسلامية، نرى هؤلاء يذهبون ليقبّلوا وجنة المجرم ويذرفوا دموع الكذب والنفاق ويتحسروا على موت من يدعون بأنهم من المدنيين العزل من المستوطنين السارقين لأرض غيرهم، الحاملين لأفتك الأسلحة، المذلين لكل ذرة في فلسطين.. يتحسرون على أولئك، ولكنهم لا يذكرون ولا بكلمة تعاطف واحدة الضحية الحقيقية، ولا يرف لهم جفن لبكاء ما بقي من نتف جثث أطفال غزة.

لا، ليس كل المستوطنين المحيطون بغزة، مدنيين، إنهم جزء من جيوش المرتزقة الذين عبثوا بفلسطين منذ عشرات السنين. وإذا كنتم، يا رؤساء الغرب، لا تعرفون الفرق بين المدني المسالم والمستوطن المعتدي فارجعوا إلى مفكريكم عبر تاريخكم الطويل. ولكن لا ترجعوا إلى أمثال مكيافيلي، بل إقرأو ما كتبه أمثال برتراند رسل وشومسكي وغيرهم من أحرار الغرب غير الاستعماري، بمن فيهم الكثير من الأحرار اليهود الرائعين.

يوجع قلبنا أن نتحدث هكذا عن ثقافة غربية رائعة، تعلمنا منها الكثير. لكن بعضاً من ساسة الغرب دمروا تلك الصورة وشوهوا صورة ذلك الغرب الجميل، وقلبوه إلى غرب قبيح انتهازي صهيوني حتى النخاع.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، مفكر قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الغرب الضحية المجرم الاستعمار الغربي المدنيون الهنود الحمر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يختطفون مدنيين للانتقام من فضح سقوط صاروخهم في المحويت.. ومنظمات حقوقية تدين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

كشفت منظمة راصد للحقوق والحريات أن جماعة الحوثي شنّت حملة اختطافات تعسفية ضد مدنيين في محافظة المحويت، كرد فعل انتقامي بعد تداول مقطع فيديو يفضح سقوط صاروخ تابع لها في منطقة “ابن عبدالله”، والذي حاولت الجماعة التستر عليه بادعاء أنه نتيجة قصف أمريكي.

وأصدرت المنظمة بياناً أدانت فيه بأشد العبارات هذه الانتهاكات، مؤكدة أن الحوثيين اختطفوا العشرات من المدنيين لإجبارهم على مشاركة قسرية في وقفات سياسية، في انتهاك صارخ لـحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي.

وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن المختطفين دون قيد أو شرط، محمّلة الحوثيين كامل المسؤولية عن سلامتهم، ومعتبرة أن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.

الغارة التي أعلن عنها في جبل المحويت ،
من شكل الحطام ، تكون صاروخا حوثيا من نوع قدس pic.twitter.com/9XKLhjyKjY

محمد الحيدري Moh. Haidari ????.???? (@haidari700) April 21, 2025

وأشارت “راصد” إلى أن هذه الحملة ليست معزولة، بل تأتي ضمن موجة مداهمات واعتقالات شملت منازل ومرافق تجارية في عدد من المحافظات خلال الأسبوعين الماضيين، تحت ذرائع واهية مثل “العمالة” و”إرسال الإحداثيات”.

كم جانبها، أكدت منظمة “عين لحقوق الإنسان” في بيان لها، أن جماعة الحوثي، اعتقلت ستة مواطنين خلال اليومين الماضيين بسبب توثيقهم للحادثة، معتبرة ذلك “انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير وتهديداً لأمن وسلامة المواطنين”.

وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ووقف حملات الترهيب والملاحقة على خلفية النشر والتعبير، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

وذكرت منظمة “عين لحقوق الإنسان” أن هذه الحملة شملت ستة مواطنين حتى لحظة صدور بيانها في وقت متأخرى من مساء الأربعاء، وهم: عبدالعزيز محمد صغير نايف الأشـموري، محمد يحيى أحمد العبادي، نصار ناصر علي الأشـموري، ميثاق عبدالله الحرازي، عصام عبده عبدالله مظنون، أديب محمد محمد الصيراني.

وأكدت المنظمة أن هذه الاعتقالات جاءت عقب نشر مقاطع فيديو توثق سقوط صاروخ أطلقته الجماعة في منطقة “عزلة ابن عبدالله” بمحافظة المحويت، وهو ما أثار موجة غضب بين الأهالي.

ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي يعكس ارتباكًا داخليًا ومحاولة للسيطرة على حالة الغضب الشعبي المتصاعد في مناطق سيطرتهم، ضد سياساتهم القمعية.

 

مقالات مشابهة

  • فون دير لاين تنعى موت الغرب
  • الأمن السوري يلقي القبض على لواء سابق بعهد الأسد.. متورط بجرائم حرب
  • الحوثيون: إصابة مدنيين إثر غارات أمريكية على صنعاء وصعدة
  • اصابة 8 مدنيين بينهم طفلان في العدوان الامريكي على مدينة الروضة شمال صنعاء
  • مديرية أمن حمص تعلن القبض على المجرم اللواء عساف عيسى النيساني
  • رواية مختلفة لأمريكا بشأن قصف حي شعبي بصنعاء سقط فيه مدنيين
  • بوتين: هناك قوى في الغرب تسعى الآن لاستعادة العلاقات مع روسيا
  • الحوثيون يختطفون مدنيين للانتقام من فضح سقوط صاروخهم في المحويت.. ومنظمات حقوقية تدين
  • واشنطن تعترف بسقوط ضحايا مدنيين جراء هجماتها في اليمن
  • الفاشر الصامدة أذاقت مجرمي آل دقلو صنوفاً من العذاب والأسي سيلاحقهم أينما حلّوا