برج مائل في إيطاليا يُغلق وسط مخاوف من سقوطه
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان الشاعر الإيطالي، دانتي أليغييري، مسحورًا جدًا ببرج "غاريسيندا" لدرجة أنه كتب عنه مرتين، كما اندهش الكاتب تشارلز ديكنز به أثناء سفره حول إيطاليا.
والآن، يثير البرج "المائل" في بولونيا، الذي يعود إلى القرون الوسطى، الاهتمام نتيجة المخاوف الناجمة عن احتمالية سقوطه.
وأُغلِقت الشوارع المحيطة ببرج "غاريسيندا"، وهو واحد من "البرجين التوأمين" وسط المدينة، أثناء مراقبة العلماء النصب التذكاري بحثًا عن أدلة تصدع الهيكل وتحركه.
وبُني البرج، ويبلغ ارتفاعه 48 مترًا، في القرن الـ12 عندما اعتُبِرت بولونيا نسخة مصغّرة من منطقة مانهاتن الأمريكية، مع تمتّعها بعشرات الأبراج المرتفعة.
وآنذاك، حاولت العائلات المحلية بناء الأبراج لتصل إلى ارتفاعات أعلى من السابق.
ولكن، يميل برج "غاريسيندا" بزاوية قدرها 4 درجات، وهو أكثر استقامة من برج "بيزا" المائل.
وكان البرج مائلاً بالفعل بحلول أوائل القرن الـ14 عندما ألّف دانتي "الجحيم"، والذي وصف فيه الدّوار الذي شعر به عند النظر إلى الجانب المائل من هيكل "غاريسيندا".
واليوم، تخلّد لافتة على البرج ما كتبه المؤلف عنه.
والبرج يقع وسط المدينة بجوار برج "أسينيلي" الذي يبلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع "غاريسيندا".
وقام عمدة المدينة، ماتيو ليبور، بإغلاق المنطقة المحيطة بالبرجين في عطلة نهاية الأسبوع بعد اجتماعه مع المشرف على التراث بالمدينة، ولجنة العلماء التي راقبت الهيكلين منذ عام 2018، من أجل "مواصلة رصده، وتركيب أجهزة الاستشعار.. للحصول على معلومات نهائية حول حالة غاريسيندا"، بحسب ما أعلن عنه أثناء اجتماع لمجلس المدينة الإثنين في خطاب تمت مشاركته مع CNN.
ووُضِعت أجهزة استشعار صوتية حول البرج لرصد أي ضجيج ناتج عن الشقوق، كما تم تركيب بندول لتتبع الحركة.
وأُوقف وصول الزوار إلى برج "أسينيلي"، وسيتم أيضًا تركيب بندول في البرج الأكثر ارتفاعًا.
وقال ليبور إنّ الاختبارات ستستمر لبقية الأسبوع لمعرفة ما إذا كان البرج يقوم بأي شيء آخر غير "التأرجح.. كما فعل بطريقة أو بأخرى منذ بنائه"، مضيفًا أنّ جميع الأبراج وناطحات السحاب تتحرك لحدٍ معين.
وسيتم تسليم تقرير نصف سنوي من المقرّر تقديمه في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب ما ذكره.
وعيّن مجلس المدينة بالفعل شركة للقيام بما يجب فعله، وهي الشركة ذاتها التي عملت على جسر "موراندي" المنهار في مدينة جِنوة.
سيتم تشكيل لجنة بقيادة المجلس لمشروع الترميم أيضًا.
وستُغلق الطرق حتى الجمعة، ومن المحتمل ألا يتم السماح للحافلات بالتجول حول البرجين مرة أخرى، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام المحلية.
وفي خطابه لمجلس المدينة،وصف ليبور البرج بكونه "رمز مدينتنا إلى جانب برج أسينيلي"، مؤكدًا: "نحن نعمل على القيام بكل ما يجب فعله".
إيطالياعمارةنشر الجمعة، 27 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: عمارة
إقرأ أيضاً:
من فينيسيا إلى نافورة تريفي.. السياحة المفرطة تدفع إيطاليا لزيادة الرسوم
أصبح لزاما على زوار مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية دفع رسوم دخول تصل إلى 10 يوروهات لزيارة المدينة ليوم واحد، وهي ضعف الرسوم التي كانت مفروضة عند إطلاق البرنامج لأول مرة العام الماضي.
واعتبارا من الجمعة 18 أبريل/نيسان، بدأت المدينة تطبيق الرسوم الجديدة، التي ستُفرض يوميا حتى أول عطلة نهاية أسبوع من مايو/أيار، ثم تستمر من الجمعة إلى الأحد من كل أسبوع حتى نهاية يوليو/تموز.
تأتي هذه الزيادة وسط معاناة إيطاليا من مستويات غير مسبوقة من "السياحة المفرطة"، التي أدت إلى نقص حاد في السكن الميسور، وازدحام المدن، والتكدس في مواقع الجذب السياحي، حتى في القرى الصغيرة التي كانت تُعرف بهدوئها.
بموجب الإجراءات الجديدة، ستُطبق رسوم زيارة فينيسيا خلال 54 يوما من العام الجاري، وهو ما يمثل ضعف عدد الأيام مقارنة بالعام الماضي تقريبا.
ويُطلب من الزوار الحصول مسبقا على رمز الاستجابة السريع (QR Code) عبر الإنترنت، وتنزيله على هواتفهم الذكية قبل الوصول إلى المدينة.
فينيسيا أصبحت في عام 2024 أول مدينة في العالم تفرض رسوم دخول على الزوار اليوميين، بطريقة تشبه دخول المتاحف.
ويواجه من لا يحمل تذكرة صالحة خطر دفع غرامة قد تصل إلى 300 يورو.
إعلانورغم أن النظام الأساسي لم يتغير كثيرا عن العام الماضي، فإن إلزامية الدفع باتت أوسع وأكثر صرامة.
ويُتاح للزوار الذين يقومون بالحجز المبكر الحصول على تذكرة دخول مقابل 5 يوروهات فقط، بينما يُطلب من الزوار الذين يحجزون في اللحظات الأخيرة دفع 10 يوروهات.
ولم يعد الضغط الذي تسببه السياحة المكثفة مقتصرا على السكان المحليين فقط، بل بات يؤثر أيضا على الزوار أنفسهم.
ففي محاولة للحفاظ على أصالة المدينة القديمة ومواقعها التراثية، بدأ العديد من الوجهات السياحية الإيطالية الأخرى أيضا بتطبيق قيود على الدخول، وفرض رسوم وحظر على بعض المناطق.
في مدينة بومبي الأثرية، التي تستقطب حوالي 4 ملايين زائر كل صيف، أدى التكدس إلى تطبيق إجراءات صارمة.
فقد تم فرض حد أقصى للزوار اليوميين يبلغ 20 ألف شخص، مع إصدار تذاكر مخصصة للسيطرة على الأعداد المتزايدة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى تخفيف الضغط على الموقع الأثري، وضمان سلامة الزوار والحفاظ على إرث المدينة الذي يعود إلى ما قبل ألفي عام، حين دُفنت بالكامل تحت الرماد البركاني بسبب ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلاديا.
أما العاصمة الإيطالية روما، فأصبحت نافورة تريفي الشهيرة واحدة من أكثر المواقع ازدحاما، خاصة مع انتشار ثقافة صور السيلفي وإلقاء العملات المعدنية.
ومع الازدحام المستمر والضغط الكبير على الموقع، بدأ مجلس المدينة، مدعوما من السكان وأصحاب الأعمال التجارية، مناقشة فرض إجراءات تنظيمية جديدة.
وتشمل الاقتراحات قيد الدراسة تقييد عدد الزوار حول النافورة، وفرض رسم دخول رمزي بقيمة يوروهين للمساهمة في تحسين إدارة الحشود.
في الوقت نفسه، بدأت بالفعل أعمال ترميم النافورة، حيث تم تقييد الوصول بممر خاص حول النافورة يسمح بدخول أعداد محدودة من الزوار في كل مرة.
وتسعى السلطات الإيطالية من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق توازن حساس بين حماية المواقع التاريخية العريقة، والحفاظ على راحة السكان المحليين، وضمان تجربة مميزة وآمنة للزوار.
إعلانوتشير كل المؤشرات إلى أن السياحة الجماعية ستظل تمثل تحديا كبيرا في السنوات المقبلة، مما يدفع المزيد من المدن إلى التفكير في حلول مشابهة لما تقوم به فينيسيا اليوم.