الخليج الجديد:
2025-03-10@12:53:53 GMT

حرب غزة: إبادة وليست تطهيراً عرقيّاً

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

حرب غزة: إبادة وليست تطهيراً عرقيّاً

حرب غزة: "إبادة" وليست "تطهيراً عرقيّاً"

من الأفضل استخدام "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" لوجودهما في صلب نظام المحكمة، على مصطلح "التطهير العرقي".

تصريحات مسؤولين إسرائيليين تصف الفلسطينيين بـ"حيوانات بشرية" ودعت لقتل جميع سكان غزة، تثبت "نية" إسرائيل بإبادة أهلها بصفتهم الجماعية.

في حال تجنّب استخدام "الإبادة الجماعية" قانونيا، يستحسن عدم استخدام مبدأ "التطهير العرقي"، لأنه لا يقع في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي انضمت إليها فلسطين.

الغرب يصرّ على أن أعمال إسرائيل "دفاع عن النفس"، في حين قال خبراء أمميون إنه "تطهير عرقي" رغم أن المصطلح يصف جريمة لم يشملها نظام المحكمة الجنائية الدولية.

حرص غربي على تبرئة "إسرائيل" من "الإبادة" لأنها "جريمة الجرائم" في القانون الدولي ومع وجودها في نظام المحكمة الجنائية الدولية فهي الجريمة خصصها القانون الدولي، مبكراً، باتفاقية خاصة.

* * *

رغم أنّ كلّ ما تفعله "إسرائيل" في غزة اليوم، ينطبق عليه وصف "إبادة" بجميع المعايير القانونية الدولية، ما زال الغرب يصرّ على أن هذه الأعمال هي "دفاع عن النفس"، في حين قال بعض الخبراء في الأمم المتحدة إنه "تطهير عرقي"، علماً أن هذا المصطلح يصف جريمة لم يشملها نظام المحكمة الجنائية الدولية والتي دخلت فلسطين عضواً في نظامها.

ويأتي الحرص الغربي على تبرئة "إسرائيل" من تهمة "الإبادة"، لأنها تعتبر "جريمة الجرائم" في القانون الدولي، ولأنه إضافة إلى وجودها في نظام روما الأساسي (نظام المحكمة الجنائية الدولية)، فهي الجريمة التي خصصها القانون الدولي، مبكراً، باتفاقية خاصة لمنعها عام 1951.

1. جريمة الإبادة

أوّل من صاغ مصطلح "الإبادة الجماعية" هو المحامي البولندي اليهودي رافائيل ليمكين عام 1944 من خلال الجمع بين كلمة geno، من الكلمة اليونانية التي تعني العرق أو القبيلة، مع كلمة -cide، المشتقّة من الكلمة اللاتينية وهي مرادف للقتل.

طوّر ليمكين مفهوم الإبادة الجماعية جزئياً ليصف الهولوكوست، ولكن أيضاً ليشير إلى الجرائم السابقة التي اعتبر فيها أن أمماً ومجموعات عرقية ودينية قد تمّ تدميرها بشكل كامل أو جزئي، ومنها مذبحة الأرمن.

وبعدها، باتت جريمة الإبادة الجماعية جريمة مستقلة يعاقب عليها القانون الدولي، وذلك في اتفاقية خاصة أقرّت عام 1948، والتي دخلت حيّز النفاذ عام 1951، وذلك لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. ثم أقرّ نظام روما الأساسي تجريمها وكذلك في النظام الأساسي لمحكمة رواند ومحكمة يوغسلافيا السابقة وغيرها.

وذكرت محكمة العدل الدولية في عدّة قرارات، أن أحكام "اتفاقية الإبادة الجماعية" تجسّد المبادئ التي تشكّل جزءاً من القانون الدولي العرفي العام، ما يعني أنه سواء كانت الدول صدّقت على اتفاقية الإبادة الجماعية أم لا، فهي ملزمة من الناحية القانونية بمبدأ اعتبار الإبادة الجماعية جريمة بموجب القانون الدولي، وعليها بالتالي التزام قانوني بمنعها والمعاقبة عليها.

وتتضمّن اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 (المادة 2) تعريفاً للإبادة الجماعية بأنها "أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية ..."، بما في ذلك:

- قتل أعضاء من الجماعة؛

- إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة؛

- إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً؛

- فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة؛

- نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.

2. التطهير العرقي

أصبح "التطهير العرقي" المصطلح السائد المستخدم لوصف جرائم الإبادة الجماعية لتجنّب استخدام كلمة "إبادة جماعية". وعلى النقيض من "الجرائم ضد الإنسانية" المتمثّلة في الترحيل أو النقل القسري للسكان، وجريمة "الإبادة الجماعية" و"جرائم الحرب"، فإن هذا المصطلح لا يظهر في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا توجد معاهدة تجرّم "التطهير العرقي".

3. توصيف قانوني لما ترتكبه "إسرائيل" في غزة

عملياً، إنّ استخدام مصطلحات "التطهير العرقي" أو "الإبادة الجماعية" أو "الجرائم ضد الإنسانية" لا علاقة له بعدد الأشخاص الذين قتلوا، بل بمعايير قانونية محدّدة. وينطلق الإثبات القانوني للقول إن هناك فعل "إبادة جماعية" والفرق بينها وبين الجرائم الأخرى، وهو إثبات "النية" لدى مرتكبي الجرم، بإهلاك تلك الجماعة كلياً أو جزئياً بوصفها جماعة (وهو عنصر يصعب غالباً تحديده).

على سبيل المثال، في قضية دارفور(السودان)، قالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بقيادة القاضي أنطونيو كاسيزي إن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في دارفور، لا يمكنها اعتباره جريمة "إبادة" لأنها لم تجد دليلاً كافياً على "نية" حكومة السودان بإهلاك الجماعة بصفتها "جماعة".

ولكن، هذا لا يعني تبرئة المتهمين من حكومة السودان بارتكاب جرائم دولية، بل تمّ اتهامهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" وذلك بحسب المعطيات القانونية المتوافرة.

أما في الموضوع الإسرائيلي، فمن الواضح أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي وصفت الفلسطينيين بأنهم "حيوانات بشرية"، وتلك التي دعت إلى قتل جميع سكان غزة، وإلى ترحيلهم جماعياً بالقوة إلى سيناء، وغيرها... تثبت "النية" الإسرائيلية بإبادة أهل غزة كلياً أو جزئياً بصفتهم الجماعية.

وبما أن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية يشمل جميع الأراضي الفلسطينية، فإن المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، يستطيع أن يباشر بنفسه التحقيقات ضد الحكومة الإسرائيلية، ومن دون أن تكون "إسرائيل" عضواً في تلك المحكمة، وذلك لأن تلك الجرائم وقعت على أرض "دولة" عضو.

هذا وكانت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة، أصدرت حكمها في 5 شباط/فبراير 2021، ورأت "أن المحكمة تملك اختصاصاً في حالة فلسطين، وأن المنطقة المعنية تشمل غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".

في النتيجة، ورغم أنه لن يكون متعذّراً إثبات "النية" الإسرائيلية في إهلاك أهل غزة جزئياً أو جماعياً، ولكن في حال تمّ تجنّب استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" قانونياً لسبب ما، فمن المستحسن عدم استخدام مبدأ "التطهير العرقي"، لأنه جريمة لا تقع في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي انضمت إليها فلسطين، ومن الأفضل استخدام "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" على مصطلح "التطهير العرقي"، لوجودهما في صلب نظام المحكمة.

*د. ليلى نقولا أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية

المصدر | الميادين نت

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة حرب غزة التطهير العرقي الإبادة الجماعية المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى نظام روما الأساسي المحكمة الجنائية الدولية نظام المحکمة الجنائیة الدولیة جرائم ضد الإنسانیة الإبادة الجماعیة التطهیر العرقی القانون الدولی جریمة الإبادة فی نظام

إقرأ أيضاً:

سيارة وليست هاتف.. فولكس فاجن تلغي التاتش بمقصورة القيادة

بدأت شركة فولكس فاجن تدرك أن الاعتماد الكلي على شاشات اللمس للتحكم في وظائف السيارة الأساسية لم يكن قرارًا موفقًا. 

واليوم، فولكس فاجن واحدة من أبرز الشركات التي اعترفت بهذا الخطأ، وقررت إعادة الأزرار المادية إلى سياراتها، بدءًا من طراز ID.2 القادم، مما يشير إلى تغيير جذري في تصميم مقصورات القيادة الحديثة.

انتقادات لشاشات اللمس

خلال السنوات الأخيرة، انتقد العديد من الصحفيين وخبراء السيارات تجربة المستخدم في المركبات التي تعتمد بالكامل على شاشات اللمس، حيث أدى ذلك إلى تشتيت السائقين وزيادة مخاطر الحوادث. 

ليس الصحافيون وحدهم من يعتبرون التحول نحو واجهات اللمس فقط فكرة سيئة. 

فقد قال «ماثيو أفيري» مدير التطوير الاستراتيجي في برنامج تقييم السيارات الجديدة، لصحيفة بوليتيكو: "ما نراه الآن هو أننا نشهد المزيد والمزيد من الحوادث التي يصطدم فيها الناس بسبب تشتيت انتباههم".

وقد أكد «أندرياس ميندت» رئيس التصميم في فولكس فاجن، أن الشركة تدرك الآن خطأها وستعيد الأزرار المادية للوظائف الأساسية مثل:

مستوى الصوتدرجة حرارة التدفئة لكل جانب من السيارةالتحكم في المراوحزر أضواء الخطر


وأشار ميندت إلى أن فولكس فاجن لن ترتكب هذا الخطأ مجددًا، مؤكدًا أن السيارة ليست هاتفًا ذكيًا، بل تحتاج إلى عناصر تحكم ملموسة يمكن للسائق استخدامها بسهولة أثناء القيادة دون تشتيت انتباهه.

معايير السلامة تضغط على الشركات

قرار فولكس فاجن لا ينبع فقط من رغبة في تحسين تجربة المستخدم، بل أيضًا استجابة لمتطلبات Euro NCAP، التي ستبدأ في عام 2026 بإدراج عناصر التحكم المادية ضمن معايير تصنيف السلامة. 

أي سيارة لا تحتوي على أزرار مخصصة للبوق، إشارات الانعطاف، مساحات الزجاج الأمامي، أضواء الخطر، ووظيفة SOS قد لا تحصل على تصنيف خمس نجوم.

مع تزايد القلق بشأن تشتيت انتباه السائقين، قد نشهد عودة تدريجية للأزرار المادية في مزيد من السيارات، خاصة بعد التقارير التي أكدت ارتفاع معدلات الحوادث المرتبطة باستخدام شاشات اللمس أثناء القيادة.

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة يتسبب في إبادة جماعية
  • النواب يمنع صاحب العمل من تجاوز شروط العقد الفردي أو الاتفاقية الجماعية
  • كاتب يهودي أميركي: توقعت تطهيرا عرقيا واسعا لكن ما رأيته بغزة يفوق الخيال
  • ألبانيز: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة يُنذر بـ"إبادة جماعية"
  • باستئناف استخدام سلاح التجويع.. العدو الإسرائيلي يستمرأ جريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • في تطهير عرقي..مئات القتلى في الساحل السوري
  • يوم المرأة العالمي.. 260 ألف فلسطينية تعرضن لعنف الإبادة الجماعية
  • سيارة وليست هاتف.. فولكس فاجن تلغي التاتش بمقصورة القيادة
  • إيران تحذر من العنف في سوريا وليست "متعجلة" في إقامة علاقات
  • إيران تحذر من العنف في سوريا وليست "متعجلة" في إقامة علاقات