موقع 24:
2024-07-06@06:05:56 GMT

المعركة السياسية الأمريكية

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

المعركة السياسية الأمريكية

اتسع الخرق على الواقع بينما كانت واشنطن منشغلة بالعالم الخارجي آن الأوان إلى الرجوع إلى الداخل

بينما ينشغل العالم بالمعارك الطاحنة في شرق المتوسط، هناك معركة كبيرة تدور رحاها في واشنطن أقل ضراوة ولكنها شرسة سياسياً عما يدور في المنطقة.
 
عنوان الصراع السياسي في واشنطن هو التحزب والتقوقع في خنادق سياسية متضادة لا تنبئ بالخير.

الحوكمة تتطلب نهجاً عقلانياً يؤدي بالضرورة إلى مساومات بين الفرقاء.
ولكن كل الأطراف تأبى إلا تحزباً. وقد بدأت المعركة الحالية حينما أقدم كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب على الوصول إلى مساومات لتخطي عقبة اعتماد الميزانية من قبل الكونغرس.
هذه الخطوة الجريئة التي كادت أن تشكل فارقاً في العلاقة بين الحزبين دفع ثمنها مكارثي بعزله عن منصبه. وهو منصب رفيع في سلم القيادات الأمريكية حيث يمثل المتحدث للكونغرس الثالث بعد الرئيس ونائبه.
ومما يجدر إليه الإشارة أن ثمانية من اليمينيين الجمهوريين بالتعاون مع الديمقراطيين أطاحوا برئيس مجلس النواب منذ أسابيع.
وبقي الجمهوريون محتشدون حتى تم إيجاد بديل وهو مايك جونسون. ومن نافل القول إن انعدام وجود رئيس لمجلس النواب يعطل أعماله بشكل سافر ومنها اعتماد ميزانية دائمة لتحل محل الإجراء المؤقت الذي وافق عليه المجلسان وإلا ستتوقف الحكومة عن العمل في نوفمبر المقبل.
وفي تقرير لمنظمة بيو لاستطلاع الآراء يذكر أن الاستقطاب بين الجمهوريين والديمقراطيين أصبح أكبر اتساعاً منذ خمسين عاماً.
ورغم ذلك يقول التقرير إن العوامل التي أدت إلى الاصطفاف الشديد في الكونغرس استهلت في التشكل منذ زمن. وما نراه اليوم هو نتيجة لهذه التطورات التي رشحت إلى العلن.
ويحدد التقرير ثلاثة عناصر ترافدت لخلق الحالة القائمة: والعنصر الأول يتمثل في التماسك الأيديولوجي للطرفين. هناك حوالي 20 عضواً فقط في الكونغرس ممكن تصنيفهم بالمعتدلين بالمقارنة مع 160 في العام 1971 - 1972.
الحزبان الرئيسان أصبحا أكثر ابتعاداً من المركز، حيث أصبح متوسط العضو الديمقراطي أكثر ليبرالية ومتوسط العضو الجمهوري أكثر محافظة.
والتكوين الجغرافي الديمغرافي للحزبين أصبحا أكثر تبايناً. حوالي نصف الجمهوريين يأتون من الولايات الجنوبية المحافظة حينما يتشكل حوالي نصف الديمقراطيين من خلفيات الأقليات العرقية مثل السود والإسبانيين.
وقد عزز من هذا الاستقطاب توفر وسائل إعلام اجتماعية في أيادي الأطراف جميعها. ويقول تقرير لمعهد بروكينجز الشهير إن وسائل التواصل الاجتماعية ليست السبب الرئيس للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، ولكنها بكل تأكيد هي من تؤجج من هذه النزعة.
ورغم أن هذه الوسائل تنكر تأثيراتها السلبية على قضية الاستقطاب السياسي إلا أن الإجماع العلمي يؤكد على هذه الحقيقة، وأن خمسة عشر باحثاً توصلوا إلى نتيجة مفادها أن منصات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«إكس» تعمقان من التحزب السياسي في البلاد.
وهناك التكوين الاجتماعي للحزبين، فحسب وكالة «إن بي سي» فإن الحزب الجمهوري يتشكل من 62 في المئة من البيض غير الخريجين من الجامعات.
بينما كان نسبة هذه الفئة 48 في المئة قبل عشر سنوات. بينما أصبح البيض الجامعيون في الحزب الجمهوري 25 في المئة فقط.
وهذه الفوارق في المستويات التعليمية أثرت وما زالت على التوجهات السياسية. وتعتبر الطبقة الوسطى العماد الأساسي الذي تقوم عليه الديمقراطيات المتقدمة. وانحدار هذه الطبقة يشي بمستقبل مجهول لأي بلد.
اتسع الخرق على الواقع بينما كانت واشنطن منشغلة بالعالم الخارجي. آن الأوان إلى الرجوع إلى الداخل وإعادة بناء المؤسسات الداخلية وإلا فسدت السياسة الداخلية والخارجية. وقد قال الشاعر قديماً:
أرى بين الرماد وميض نار         ويوشك أن يكون لها ضرام

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا

إقرأ أيضاً:

التغيير في العراق: واختلاف طريقة التفكير!

بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد :
١-بلا شك ان التغيير السياسي في العراق أصبح ضرورة محلية واقليمية ودولية بعد الفشل السياسي والإداري والاقتصادي الذريع في أهم بلد في منطقة الشرق الأوسط (شماله في اوربا حيث تركيا ،وجنوبه في المنظومة الشرقية “ان صح التعبير” حيث ايران والقوقاز وروسيا وصولا للصين ” )وهذا لا يختلف عليه اثنان في المحافل الدولية ” .فمعظم المختصين باتوا يعرفون ان العالم على أبواب تشكيل جديد ،وهذا معروف لدى المفكرين والمختصين والاستراتيجيين في العالم .والعراق منطقة ليست رخوه استراتيجيا بل منطقة صلبة جدا في عملية التغيير العالمي والاقليمي حيث منه سوف تتحدد حدود وفواصل وعلامات !
٢-فبعد الحرب العالمية الاولى تشكل عام جديد، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فتشكل عالم آخر مختلف عن الاول عندما ولدت المعاهدات الدولية واهمها معاهدة ” سايكس بيكو” التي فصلت عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط . وصار لزاما ان يتشكل عالم جديد يضمنه منطقة الشرق الأوسط .ولن يستشكل العالم الجديد إلا من خلال حرب عالمية ثالثة. حاولوا ان يجعلوها حرب عالمية بالتقسيط هذه المرة من خلال فصول ( جائحة كورنا هي احد فصول الحرب العالمية الثالثة ، ثم الأزمة الاقتصادية واضعاف الدول ، ثم الحرب الاوكرانية ، ثم الحرب في غزة وتداعياتها في البحر الاحمر، ثم تغييرات الأنظمة في أفريقيا ، ثم الحرب الداخلية السودانية ، ثم مايدور بين لبنان وإسرائيل، وصعود أحزاب اليمين المتطرف اخيرا في اوربا …الخ ) وان التغيير السياسي في العراق احد هذه الفصول . ومع ذلك هناك من يلوح وهناك من يجزم بحرب عالمية ثالثة سلاحها النووي !
ولكن السؤال :
هل سيفلت العيار وتسقط استراتيجية التقسيط والفصول نحو ولادة عالم جديد .. وتكون هناك ضربة كبرى لأحداث الحرب العالمية الثالثة، وبعدها سنرى عالم جديد بضمنه واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط ؟
نقطة نظام !
علما ان جميع الدول في المنطقة وضعت استراتيجياتها وكذلك حددت وجهتها قبيل زلزال التغيير العالمي الذي تحدثنا عنه في الاسطر الماضية. إلا العراق فليس لديه اي استراتيجية تُذكر ، وكذلك لم يحدد وجهته على الإطلاق وتراه تارة مع المحور الاميركي وتارة مع المحور الروسي الصيني وتارة مع ايران وتارة يبيع عنتريات ضد الدول . والسبب في فشل القيادة العراقية التي لا تفكر إلا بمصالحها الذاتية وكمية المناصب والمغانم والبقاء في السلطة ( اما مصالح العراق كدولة ومجتمع فليس في اولويات القيادة العراقية )!
اختلاف في طريقة التفكير !
١-أن موضوع التغيير السياسي في العراق قد تقرر وحُسم وبقرار من المجتمع الدولي وليس بقرار أميركي او بريطاني ” بل بتحالف يقوده المجتمع الدولي ” !
٢-ان التغيير في العراق ينتظره ٩٠٪؜ من العراقيين ومن مختلف الشرائح والمستويات والأعراق والمذاهب والطوائف والاديان. فجميع هؤلاء ال ٩٠٪؜ يدعون الله ليل نهار ان يُعجّل في التغيير بعد ان كرهوا ومقتوا وجوه وقادة الطبقة السياسية !
٣- الاختلاف في طريقة التفكير :
أ:- طريقة التفكير عند الغرب مختلفة فهي التأني والصبر في اتخاذ القرار بسبب جمع آراء المعاهد والمراكز المختصة وتهيئة اللوجست الإعلامي ” وهذا كله يحتاج إلى جهد وعمل واموال ضخمة” . إضافة إلى دراسة التدخل اقتصادياً وامنيا وسياسيا ،ناهيك عن الرصد المالي لعملية التغيير ، ووضع الخطط لما بعد التغيير لكي لا يتكرر الفشل الاميركي في العراق والذي بسببه سوف يتدخل المجتمع الدولي لإصلاح مادمرته امريكا في العراق . وان هذا الصبر والتأني أصاب الشعب العراقي باليأس !.لا بل حتى الطبقة السياسية الحاكمة ظنت ان لا تغيير لها اطلاقاً وتمارس سطوتها على انها لن تتغير ” وهي سذاجة سياسية وانعزال عن الواقع ” ولم يتذكروا شاه ايران ، وحسني مبارك … الخ
ب:-وطريقة التفكير العراقية المستوحاة من حقبة حزب البعث “٣٥ سنة” والتي تستند على المنطق الديكتاتوري ومنطق القائد الأوحد الذي يأمر فينفذ طلبه خلال ساعات وحتى وان كان الأمر حرباً ضد دول ( وجميعنا شهود على ذلك ) . العراقيون يعتقدون أن عملية تغيير النظام السياسي الفاشل في العراق هي مجرد ايام او اشهر قليلة وينتهي الموضوع لانه هكذا ثقافتهم !
ج:- المجتمع الدولي غير خائف وغير مكترث للطبقة السياسية ومليشياتها ان قرر التدخل ولكن هناك أمور ومثلما ذكرنا سابقا يجب ان تكتمل اضافة للجنبة ( القانونية ) وحال اكمالها فموضوع التغيير واصلاح النظام السياسي قادمة وبنسبة ٩٩٪؜ !
د:- وللعلم فمتى ما تدخل المجتمع الدولي سيكون فتح الملفات ” الفساد ، وانتهاكات حقوق الإنسان ، وسرقة أصول الدولة وثروات العراق ، والإعدامات ، والاعتقالات ، والسجون ،وتمويل المنظمات الأرهابية، وتهريب عملة البلد …الخ ) كلها ستفتح بأثر رجعي منذ مجلس الحكم وحتى آخر يوم من عمر هذه الطبقة السياسية . وان جميع الدول المجاورة للعراق والعالم سوف تتعاون مباشرة مع المجتمع الدولي بكشف الحسابات والاموال والعقارات والاستثمارات التابعة للطبقة السياسية الحاكمة !
سمير عبيد
٣ تموز ٢٠٢٤

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة: على القوى السياسية والاجتماعية أن تتحلى بمسؤولية وتتجاوز عملية الاستقطاب
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • البيت الأبيض: بايدن سيلتقي بنتانياهو على الأرجح عندما يزور واشنطن
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟
  • شابتان تكتشفان أنهما توأم مفترق منذ الولادة عبر تيك توك
  • السيد القائد: المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن
  • الرئيس الروسي: من المستحيل إجراء حوار بناء مع واشنطن الآن وعلينا انتظار الانتخابات الأمريكية
  • “الحويج” يشدد على عقد الصالون السياسي في مدن الجنوب الليبي
  • التغيير في العراق: واختلاف طريقة التفكير!
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين