الدول العربية تقول كفى وآن للعالم أن يخرج عن صمته ودعمه للاحتلال من أجل السلام والعدالة
إزاء حمّام الدم المفتوح في قطاع غزة، وسياسة الأرض المحروقة التي تمارسها إسرائيل ضد القطاع وأهله، مع ما يرافقها من دمار هائل، وضحايا بالآلاف، وعمليات تهجير غير مسبوقة. وأمام عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بدوره في حماية المدنيين جراء السياسات المزدوجة التي تمارسها بعض الدول، فإن الإمارات و8 دول عربية شاركت في «قمة القاهرة للسلام»، هي البحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت ومصر والأردن والمملكة المغربية، إصدرت بياناً مشتركاً أكدت فيه ثوابتها حول ما يجري على أرض قطاع غزة من فظائع، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين، والسعي لتحقيق السلام، وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنفاذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، ومتصلة الأراضي، وقابلة للحياة على خطوط ما قبل الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
ولأن هذه الدول تدرك تبعات ما تحمله تطورات الوضع في القطاع من مخاطر خصوصاً في ظل استمرار النزف واستهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية والمستشفيات، وقطع الكهرباء والمياه عن أكثر من مليوني إنسان في إطار العقاب الجماعي غير المسبوق في تاريخ الحروب، إضافة إلى سياسات التهجير القسري في سياق محاولة تصفية القضية الفلسطينية فقد حددت مواقف حاسمة ورافضة لكل ما يجري، معتبرة أن تقاعس مجلس الأمن عن القيام بدوره في وقف حمّام الدم، وفي إلزام كل الأطراف بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والتقاعس في توصيف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والإنساني «يعد بمثابة منح الضوء الأخضر لاستمرار هذه الممارسات وتورط في ارتكابها»، بمعنى الشراكة المتعمدة في ما يرتكب بحق قطاع غزة وأهله.
الدول التسع تدرك أن ما يجري يحمل الكثير من المخاطر، إذ أعربت عن قلقها من احتمال توسع المواجهات الحالية ورقعة الصراع، بما تكون له عواقب وخيمة على شعوب المنطقة، وعلى الأمن والسلم الدوليين.
ولم تغفل هذه الدول عن ما يجري في الضفة الغربية المحتلة من تصاعد للعنف بالتوازي مع ما يجري في القطاع، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مع مطالبة المجتمع الدولي بدعم وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني.
إن ما جرى ويجري هو نتيجة طبيعية لغياب السلام، وانعدام أفق التسوية، والتهرب من تنفيذ القرارات الدولية، والدعم المتواصل لسياسات التوسع والتهويد والاستيطان والاقتلاع من خلال التغاضي عن كل هذه الممارسات التي تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وكل قراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
الدول العربية تقول «كفى»، وآن للعالم أن يخرج عن صمته ودعمه للاحتلال، من أجل السلام والعدالة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة ما یجری
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية: هجوم نتنياهو ونجله على ماكرون اعتراف صريح بمعاداة السلام
فلسطين – دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونجله يائير على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن نيته الاعتراف بدولة فلسطين.
وقالت الخارجية في بيان صادر اليوم الاثنين: “تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الهجوم غير المبرر والتصريحات المسيئة التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ونجله ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على خلفية مواقفه الأخيرة بشأن نيته الاعتراف بدولة فلسطين”.
واعتبرت الوزارة “هذه التصريحات اعترافا واضحا بمعاداة نتنياهو المستمرة للسلام القائم على حل الدولتين، وإمعانا في رفضه للشرعية الدولية وتشبثه بخيارات العنف والحلول العسكرية على حساب المسار السياسي”.
ورأت الوزارة أن “الهجوم يعكس مجددا جوهر السياسات الإسرائيلية القائمة على الإبادة والتهجير والضم، ويكشف إصرار نتنياهو على عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية بهدف تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية موحدة ذات سيادة”.
وأكدت وزارة الخارجية أن “هذه المواقف الاستعمارية يجب أن تدفع فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى تسريع خطوات الاعتراف بدولة فلسطين، بما يسهم في حماية حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”.
وأمس الأحد، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منشور له على منصة “إكس أن “ماكرون يرتكب خطأ جسيما بالاستمرار بالترويج لفكرة دولة فلسطينية في قلب أرضنا، دولة تطمح فقط إلى تدمير دولة إسرائيل”.
كما أعرب نتنياهو عن دعمه لابنه يائير بعد شتمه الرئيس الفرنسي، ردا على تصريح الأخير الداعم لقيام دولة فلسطين.
والسبت الماضي، شتم يائير نتنياهو عبر منصة “إكس” ماكرون قائلا: “تبا لك”، مضيفا: “أوقفوا الاستعمار الفرنسي في شرق إفريقيا”.
ودعما لنجله، قال نتنياهو عبر “إكس” الأحد: “أنا أحب ابني يائير، هو صهيوني حقيقي يهتم بمستقبل الدولة”.
والأربعاء الماضي، قال ماكرون عقب زيارته مصر: “يتعين علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بفلسطين)، ويمكننا أن نصل إلى ذلك في الأشهر المقبلة”، مضيفا أن هذا الاعتراف قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو المقبل.
المصدر: RT