موقع 24:
2024-07-06@15:31:16 GMT

الدعم الشعبي للفلسطينيين والسياسي لإسرائيل

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

الدعم الشعبي للفلسطينيين والسياسي لإسرائيل

الحاصل أن إسرائيل المؤيّدة من الغرب لن تتوقف عن تحقيق أهدافها في غزة والانتقام من حماس

زاد الدعم الشعبي المؤيد لحق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس، وعدم اختزال مقاومتهم في حماس والوجه القاتم الذي أرادت إسرائيل إلصاقه بها، وبدأت حملات دعم معنوية تنتشر، شرقا وغربا، بينما لا يزال الدعم السياسي مستمرا لإسرائيل في دول غربية عديدة، ووصل إلى حد التطابق مع روايتها لأسباب الحرب على قطاع غزة وتوسيع نطاق التدمير فيه، بشرا وحجرا.


تعالت بعض الأصوات الشعبية في الولايات المتحدة وأوروبا لحث النخب السياسية على النظر بإنصاف لجوهر الأزمة، إلا أن الممانعة جاءت صارمة، وبموجب تكرار الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس تم هدم جزء من القوام الرئيسي لمنظومة القيم الإنسانية التي شيدها الغرب على مدار عقود طويلة، لأن هذا الحق أصبح يستثني الفلسطينيين منه.
حصلت إسرائيل على مجموعة كبيرة من المواقف السياسية والعسكرية الغربية، منحتها حججا قوية للتمادي في تصرفاتها ضد سكان غزة، بذريعة أنها تريد اقتلاع القوة المسلحة لحركة حماس فوق الأرض وتحتها.

لم يعلم الكثير من الساسة في الغرب أن الضوء الأخضر الذي قدموه إلى إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية على المستوى الشعبي، فالرفض الذي عبرت عنه تظاهرات عدة وفي دول مختلفة كان أحد تجليات الدعم الغربي المُفرط لإسرائيل.
يعتقد من يقومون بالتظاهر في الشوارع أن هذا الفعل يكفي لتغيير المواقف السياسية، ويتجاهل أصحابه أن التظاهر نفسه قاصر على دعم إسرائيل، ومن خرجوا في شوارع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا تم التصدي لهم، ولم تسمح بعض الدول بخروجهم أصلا، وهي إشارة على أن الدعم الشعبي لا يغير المواقف السياسية.
خرجت الحرب على غزة من نطاق الحسابات الإنسانية ورؤية القانون الدولي والشرعيات الأممية التي حصل عليها الشعب الفلسطيني عن مدى عقود، ودخلت في مربع الدفاع عن مصالح الدول الغربية، فإسرائيل أشبه برأس حربة، وأن التخلي عنها أو الضغط عليها تحت وقع الحماس الشعبي مستحيل حدوثه، فالضربة التي وجهتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري لم توجه إلى جيش إسرائيل فقط، بل ضربت معها قلب وعقل الكثير من الدول الغربية.
يمكن للتظاهرات أن تحقق نتائج سياسية جيدة في حالات أخرى، لكن في حالة إسرائيل تؤدي إلى نتائج عكسية، لأن الاستجابة لها والرضوخ لمطالبها بوقف الحرب، أو حتى الضغط بقوة لإدخال المساعدات الإنسانية يفرّغ العلاقة مع إسرائيل من مضمونها القائم على عدم وضع حد لدعمها في المواقف المصيرية، والتي إذا انكسرت فيها الدولة اليهودية ستصل تداعياتها إلى الغرب.
أخذت المعركة بين إسرائيل والفلسطينيين بعدا دينيا ظاهرا هذه المرة، ممثلا في التوراتي الذي يخيم ضمنيا على خطاب المسؤولين والنخب السياسية والإعلامية في الأول، والقرآني الواضح في تصريحات قادة حركة حماس ومن يؤيدونها.
فاق الدعم الغربي نظيره الذي قُدم إلى إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 مع مصر، لأن الحرب الأولى كانت دوافعها معروفة في استرداد سيناء المحتلة، بينما الحرب الثانية الراهنة لها آفاق تتجاوز صد العدوان عن غزة وفك الحصار المفروض عليها، أو حتى وضع حل الدولتين على الطاولة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتصل إلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

بصرف النظر عن مدى واقعية هذا الهدف، فالدول الغربية تعلم أن ترديده يحيي نفسا عربيا وإسلاميا اندثر منذ عقود طويلة، ويمكن أن يفتح الباب لطموحات تهدد المصالح الغربية في المنطقة والعالم، بالتالي فوقوف غالبية القادة علنا بجوار إسرائيل هو رسالة تحمل نوعا من الدفاع عن النفس لا تخطئها عين وقطع الطريق على تكرار “المغامرة” التي قامت بها حماس وتسببت في جرح غائر لدى إسرائيل وحلفائها.
تشير هذه المعطيات إلى الحد من التعويل على دور التظاهرات الشعبية في التأثير على القيادات الغربية، ولن ينسى العالم مئات الآلاف الذين خرجوا في لندن للتنديد بالغزو الأميركي للعراق منذ نحو عقدين وأخفق صوتهم في هز شعرة في حكومة لندن أو أي من الحكومات المؤيدة للحرب، فقرارها اتخذ بلا رجعة، وقد تكون بريطانيا اعترفت بالخطأ لاحقا، لكنها في خضم الحرب اندفعت وراء الحليف الأميركي.
يمكن أن نرى مقاطع من هذا المشهد تتكرر في الحرب الإسرائيلية على غزة في المستقبل، لأن حجم الدمار كبير، والتداعيات واسعة النطاق، وأي محاسبة داخل إسرائيل أو خارجها لن تعيد ضحايا غزة إلى الحياة، أو تجلب معها اعتذارا لما ارتكب من جرائم، وبالطبع لن تعيد العجلة إلى الوراء، فما كان قبل عملية طوفان الأقصى لن يكون شبيها بما بعدها.
من المفيد أن يكون هناك دعم شعبي للفلسطينيين لرفع روحهم المعنوية وليشعروا أنهم جزء من العالم الذي غابت عنه معايير الحق والعدالة والقانون، وبقيت فيه معايير الظلم والبغي والعدوان، وأكثر من ذلك قد تكون المسألة خيالية، لأن حرب غزة ربما تتحول إلى حرب إقليمية، كل طرف فيها على قناعة بأنه يملك الحق في الوصول إلى أهدافه كاملة بالوسائل التي يراها مناسبة.

من المفيد أيضا أن يرى الفلسطينيون وغيرهم المواقف الغربية على وجهها الصحيح ليعلموا كيف يدار العالم، ويتيقنوا من مكانة إسرائيل فيه، فمع أنها تبدو عبئا على كاهل بعض الدول، إلا أن دعمها لم يتزحزح، حاليا على الأقل، ما يؤكد أهميتها، وأنها ليست دولة احتلال تقليدي أو مركزا متقدما للغرب في منطقة الشرق الأوسط، فقد زرعت خصيصا لتبقى منغصا لمن يمثلون خطرا على الغرب.
الحاصل أن إسرائيل المؤيّدة من الغرب لن تتوقف عن تحقيق أهدافها في غزة والانتقام من حماس دون التدقيق في الخطوة التالية، فالخطاب الغربي لم يهتز بموت طفل أو امرأة فلسطينية، ومرتاح للرواية الإسرائيلية الخاصة بضحايا حماس في اليوم الأول لطوفان الأقصى، ولا يعبأ بالصور والفيديوهات التي تحوي مشاهد مفزعة في غزة.
تكشف هذه المخاتلة عن جزء معتبر من الموقف الغربي، فهو لن يتأثر بتظاهرات شعبية تخرج من هنا أو هناك، فوقع الصدمة عليه لا يزال قويا، بما يفرض توفير أقصى درجات الدعم لإسرائيل، وعدم الاعتداد بضغوط شعبية من الداخل، أو سياسية من الخارج، فالمعادلة محسومة في الانحياز لإسرائيل إلى أن تصل إلى نقطة مريحة لها.
لا يعني هذا أن التظاهرات فقدت مفعولها السياسي في الغرب عموما، لكن من يرى تأثيراتها في قضايا محلية داخل فرنسا والولايات المتحدة تحديدا وطريقة التعامل مع المتظاهرين يعلم أن روافدها الإيجابية في القضايا الخارجية أشد صعوبة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة إسرائیل فی الدفاع عن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب

الجديد برس/ تقرير

لا تزال آثار عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الـ7 من اكتوبر الماضي، تعصف بالكيان الصهيوني عسكريًا واقتصاديًا، وأثرت بشكل كبير على معيشة المستوطنين وحياتهم اليومية، جراء هروب وعزوف شركات الاستثمار العالمية من (تل أبيب).

غياب البيئة الاستثمارية الآمنة، دفعت رجال الأعمال والأثرياء، والمستثمرين إلى المغادرة أو التوقف عن الاستثمار في الاراضي المحتلة، بعد فقدان الثقة بمستقبل الاحتلال، إثر المعركة الوحشية في غزة.

أظهر تقرير هجرة الثروات للعام 2024م، الصادر عن شركة “هنلي أند بارتنرز” للمرة الأولى” أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من “إسرائيل” أكثر من أولئك المصرين على البقاء.

خروج من قائمة الـ 20

ونقلت منصة غلوبس الإسرائيلية عن التقرير خروج “إسرائيل” من القائمة للدول العشرين المستقطبة للثروات الخاصة، وهو خروج كبير وفقًا للمنصة، عن المركز الـ12 الذي حققته العام الماضي، عندما شهدت “إسرائيل” تدفقًا صافيًا لـ600 فرد ثري.

بحسب صحيفة “كالكاليست” العبرية، تشير البيانات بالفعل إلى فقدان ثقة المستثمرين بـ “إسرائيل”، حيث انخفضت حصة المستثمرين الأجانب في إصدارات السندات لـ”إسرائيل” انخفضت من 15% عشية الحرب، إلى 9% اليوم، ويبلغ عجز الموازنة 7.2%، ولا توجد حاليًا خطة تحتوي على هذا الرقم وتحاول أن تنقل إلى مستثمري العالم.

الرئيس التنفيذي لجمعية “هاديو” قال في تصريح لصحيفة ” يديعوت أحرونوت” العبرية: إن العمل الخيري لم يعد كما كان من قبل؛ منذ أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية، ظهر جيل جديد من فاعلي الخير الذين يقدمون المساعدة كاستثمار اجتماعي لمشروع أو آخر، لكنهم يطلبون استرداد الأموال في وقت ما.

التدهور الاقتصادي وهروب المستثمرين بحسب صحيفة “غلوبس” العبرية، يطال 80% من مجال التكنولوجيا الفائقة، حيث يوفر هذا القطاع وحده نصف صادرات الكيان، الذي يقدم نفسه على أنه الأفضل في هذا المجال.

لتنشر الصحيفة خبرًا مفاده أن شركة Intel Corp Nasda) INTC) المتخصصة في في البنية التحتية أبلغت الكيان بوقف العمل في استثمار وتوسعة مصنع للرقائق الالكترونية في كريات جات بمبلغ  15 مليار دولار.

أما الرئيس التنفيذي لمجلس الألبان إيتسيك شنايدر فقد عبر عن معاناة الشركة بالقول إن 40% من الأبقار خارج الإنتاج ولم تتعافَ من الصدمة، وبعضها لا تحمل، وهناك حالات إجهاض، وبعضها انخفض وزنها وتراجع إنتاج الحليب واضطر مزارعو الألبان إلى إزالتها من القطيع، مرجعًا ذلك إلى تأثر الوضع الاقتصادي بأحداث طوفان الأقصى، وتداعيات العدوان على غزة.

انهيار كارثي

الانهيار الواسع لعمل الشركات في “تل أبيب” جرف في طريقه العديد من الشركات ومنها شركة Mitronics الإسرائيلية المصنعة للروبوتات؛ التي بلغ انهيار السهم فيها بنحو 80% من الرقم القياسي وشطب مليارات الشواكل من القيمة، وتراجعت الأرباح بنسبة 55%.

ومع أن العدوان الصهيوني سبب ضررًا كبيرًا على غزة وسكانها وطال التخريب كل شيء في القطاع؛ إلا أن انعكاساته على الاقتصاد الإسرائيلي زاد لدرجة أن وزارة صحة الاحتلال تضررت هي الأخرى، حيث نشرت تقريرا بخصوص التجارب السريرية التي تجريها الشركات العالمية في “إسرائيل”، وخلص الفارق الرقمي إلى أنه في العام 2022 تم تسجيل إيرادات للمستشفيات الإسرائيلية من التجارب السريرية بقيمة 818 مليون شيكل(219 مليون دولار)،تراجع هذا الرقم في عام 2023 – إلى 518 مليون شيكل (139 مليون دولار ).

انخفاض الاستثمارات الأجنبية

بشكل عام، انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في “إسرائيل” إلى 1.1 مليار دولار في الربع الأول من 2024 بتراجع 55.8% مقارنة بالربع الأخير من 2023، وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، ويعد أدنى مستوى مسجّل منذ الربع الأخير من 2021.

صحيفة ” كالكاليست” العبرية تطرقت إلى ذلك، وأوضحت أن أرقام الاستثمار الأجنبي في “إسرائيل” مثيرة للقلق، إذ تراجعت من متوسط ربع سنوي نسبته 4.8 مليارات دولار في السنوات الأربع الماضية.

الصحيفة أشارت بشكل صريح إلى أن هذا التراجع، سببه العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، داعية إلى الأخذ في الاعتبار التبعات الاقتصادية والاستراتيجية عند اتخاذ قرارات استمرار الحرب.

وتضيف الصحيفة أن انخفاض الاستثمارات الأجنبية بنحو 56% لا يعكس الخوف من استمرار الحرب فقط، بل يشير -بشكل أساسي- إلى أن قيادة البلاد غير مهتمة بالاقتصاد.

وإذا كان ما يعانيه الكيان الصهيوني، قد دفع  الشركات والمستثمرين إلى الهروب من “تل ابيب”؛ فإن الوضع بحسب الصحيفة الاقتصادية سيستمر لسنوات قادمة، حيث نقلت الصحيفة تصريحًا لمدير قسم الأبحاث في بنك “إسرائيل”، عدي براندر، قال فيه: “القرارات التي تنتظرنا في مجال موازنة الدفاع لن تؤثر فقط على ميزانية 2025، بل يمكن أن تؤثر على نمونا ومستوى معيشتنا لسنوات قادمة”.

وقفزت استثمارات الإسرائيليين في الخارج بنحو 30% في الربع الأول من السنة الحالية حيث ارتفعت من 2.2 مليار دولار إلى 2.9 مليار دولار، مما يعني أن الإسرائيليين يهربون باستثماراتهم إلى الخارج.

تداعيات مؤثرة

لقد سجل قطاع رأس المال الاستثماري في “إسرائيل” تباطؤا حادا في إبرام الصفقات منذ اندلاع الحرب مع حماس والمقاومة الفلسطينية، وباتت التداعيات مؤثرة جدا على الكيان الصهيوني، الذي يحتار بين قراري إيقاف الحرب أو مواصلتها، وسط تعنت من قبل رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يرغب بمواصلة العدوان رغم كل تلك الخسائر السابقة وما سيليها من خسائر اقتصادية لاحقة.

مقالات مشابهة

  • هذا هو سر تحرك ملف تهدئة غزة المُفاجئ .. وهل تنازلت “حماس” عن شرطها؟ تطورات مفاجئة وتوقعات باتفاق قريب
  • الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها
  • لبحث التنسيق الميداني والسياسي.. نصرالله يلتقي وفدا من حماس في لبنان
  • وقف الحرب في غزة على طاولة نصر الله وحماس
  • بيسكوف: تصريحات كييف والدول الغربية الرافضة لخطة السلام الروسية تتسم بقصر النظر
  • باحث: موقف الشباب الأمريكي ضد السياسة المنحازة بشكل أعمى لإسرائيل
  • باحث سياسي: نتنياهو يريد المحتجزين دون إبرام صفقة تبادل
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد
  • الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب