أقمار تجسس أمريكية تكشف عن حصون رومانية مفقودة في سوريا والعراق
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
درس باحثون صور أقمار صناعية استخدمت في عمليات التجسس خلال الحرب الباردة، توفر لقطات فريدة لسهوب الشرق الأوسط في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، في سوريا والعراق.
وحدد الخبراء بقايا 396 حصنا رومانيا، وهي المباني التي كانت بمثابة قواعد للقوات الرومانية خلال أيام الإمبراطورية منذ ما يقارب ألفي عام.
إقرأ المزيد "جماجم محطمة" تكشف تطور العنف في المجتمعات البشرية المبكرةوبسبب التصميم الفريد للحصون المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة بدلا من تشكيل خط، يعتقد الفريق أنها كانت بمثابة قواعد، وسهّلت "حركة الأشخاص والبضائع".
وأظهرت دراسات أخرى أن الحصون الرومانية كانت تشكل خطا في يوم من الأيام، وبالتالي كانت بمثابة حاجز ضد الغزاة، ما يجعلها مواقع للصراع العنيف.
لكن الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في قسم الأنثروبولوجيا بكلية دارتموث في هانوفر، نيو هامبشاير، تظهر أن هذا ربما لم يكن هو الحال دائما. ويقول الفريق إن نتائجهم لها "آثار جذرية" على الفهم الحديث للحياة الرومانية.
ومن المعروف بالفعل أن سهوب الشرق الأوسط كانت موقعا للعديد من الحصون التي بناها الرومان. وحتى لو لم يكن من الممكن رؤية أي آثار للإنشاءات بالعين المجردة على الأرض، فيمكن التقاط بصماتها على المناظر الطبيعية من خلال الصور الجوية، وغالبا ما يتم ذلك باستخدام طرق استشعار الضوء.
وتم نشر مسح أولي جوي للسهوب في هذه المنطقة من قبل عالم الآثار الفرنسي الرائد أنطوان بويدبارد في عام 1934.
Declassified images from American Cold War spy satellites reveal HUNDREDS of lost Roman forts across Syria and Iraq https://t.co/iN9WRVnpi5pic.twitter.com/mIQWytUIB4
— Daily Mail U.K. (@DailyMailUK) October 26, 2023Declassified images from American Cold War spy satellites reveal HUNDREDS of lost Roman forts across Syria and Iraq
via https://t.co/SoLYFq4fjshttps://t.co/L63RWbatC1
وسجل خطا مكونا من 116 حصنا، وأشار إلى أن موقعها يشكل خطا ويتوافق مع الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية.
ولهذا السبب، كان بويدبارد متأكدا من أن الحصون تعمل كخط دفاعي لحماية المقاطعات الشرقية من الغارات العربية والفارسية من الغرب.
إقرأ المزيد رسم خرائط بالليزر يكشف عن آلاف الهياكل القديمة المخفية في منطقة الأمازنوقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، البروفيسورة جيسي كاسانا في كلية دارتموث: "منذ الثلاثينيات، ناقش المؤرخون وعلماء الآثار الغرض الاستراتيجي أو السياسي لنظام الحصون هذا. لكن القليل من العلماء شككوا في ملاحظة بويدبارد الأساسية بوجود خط من الحصون يحدد الحدود الرومانية الشرقية".
وأراد الفريق من خلال الدراسة الحديثة معرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على دليل على وجود حصون إضافية لم يعثر عليها بويدبارد، والتي يمكن أن تتحدى افتراضاته.
واستخدموا صور الأقمار الصناعية للتجسس التي رفعت عنها السرية من الحرب الباردة، من برنامجين مختلفين يحملان الأسماء الرمزية "كورونا" و"هيكساغون".
ويقول الباحثون إنه تم جمع صور "كورونا" من عام 1960 إلى عام 1972، وصور "هيكساغون"، من عام 1970 إلى عام 1986. وباستخدام الحصون التي عثر عليها بويدبارد كنقطة مرجعية، تمكن الفريق من تحديد 396 حصنا إضافيا، ليصل المجموع إلى 512.
وما كان مثيرا للاهتمام هو أنه تم العثور عليها منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة من الشرق إلى الغرب، وهو ما لا يشير إلى أنها شكلت معا حدودا، كما كان يعتقد بويدبارد.
وبدلا من ذلك، يعتقد الباحثون الآن أن الحصون تم بناؤها لدعم التجارة في المنطقة وحماية القوافل الرومانية التي تسافر بين المقاطعات الشرقية والمناطق الغير الرومانية.
إقرأ المزيد الجفاف الشديد في منطقة الأمازون يكشف عن "نقوش وجوه بشرية" تعود إلى ألفي عاموفي الوقت نفسه، فإن توزيع حصون بويدبارد هو مجرد نتاج "التحيز الاستكشافي"، كما يزعم الفريق.
وكتبوا: "إن إضافة هذه الحصون تشكك في أطروحة بويدبارد عن الحدود الدفاعية، وتشير بدلا من ذلك إلى أن الهياكل لعبت دورا في تسهيل حركة الأشخاص والبضائع عبر السهوب السورية. ودعمت هذه الحصون نظام التجارة الأقاليمية القائم على القوافل، والاتصالات والنقل العسكري".
وبالفعل، أعادت الأبحاث الحديثة تصور الحدود الرومانية باعتبارها مواقع "للتبادل الثقافي" بدلا من كونها حواجز حيث يدور الصراع الدموي باستمرار.
وعلى الرغم من احتمال حدوث صراعات في الحصون، إلا أن هذا لم يكن على الأرجح هدفها الوحيد، كما يشير الباحثون.
ويشير الفريق إلى أنه نظرا لأن صور الأقمار الصناعية التي رفعت عنها السرية عمرها نحو نصف قرن، فعلى الأرجح قد تم تدمير العديد من الحصون منذ ذلك الحين بسبب التنمية الحضرية أو الزراعية.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: آثار اكتشافات روما مواقع اثرية إلى أن
إقرأ أيضاً:
صور حديثة لوكالة أمريكية تكشف اكتمال إنشاء مهبط طيران غامض في سقطرى لصالح الإمارات (ترجمة خاصة)
كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية وجود مهبط طائرات غامض قيد الإنشاء في جزيرة عبدالكوري التابعة لأرخبيل سقطرى، والواقعة في المحيط الهندي، مؤكدة أنه يقترب من الاكتمال، ويعد واحدا من عدة مهبطات تم بناؤها في اليمن مؤخرا، والتي تعد دولة غارقة في حرب متوقفة تهدد بالاشتعال مرة أخرى.
وقالت الوكالة في تقرير لمراسلها جون جامبريل – ترجمه الموقع بوست - إن من المرجح أن تكون الإمارات العربية المتحدة، التي يشتبه منذ فترة طويلة في أنها تعمل على توسيع وجودها العسكري في المنطقة ودعمت الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، هي التي بنت المدرج.
وذكرت بأن مهبط الطائرات في جزيرة عبد الكوري يمثل منطقة هبوط رئيسية للعمليات العسكرية التي تقوم بدوريات في هذا الممر المائي، وقد يكون مفيدًا، خاصة بعد انخفاض الشحن التجاري عبر الخليج والبحر الأحمر، الذي يعد طريق رئيسي لشحنات البضائع والطاقة المتجهة إلى أوروبا، وانخفضت إلى النصف تحت هجمات الحوثيين، وبنفس الوقت شهدت المنطقة تهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين .
ووفقا للوكالة فقط أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs PBC في السابع من يناير شاحنات ومعدات ثقيلة أخرى على المدرج الشمالي الجنوبي المدمج في قاعدة عبد الكوري، والتي يبلغ طولها حوالي 35 كيلومترًا (21 ميلًا) وحوالي 5 كيلومترات (3 أميال) في أوسع نقطة.
وتضيف: "تم رصف المدرج، مع وضع علامات التعيين "18" و "36" إلى الشمال والجنوب من المدرج على التوالي، واعتبارًا من 7 يناير، كان لا يزال هناك جزء مفقود من المدرج الذي يبلغ طوله 2.4 كيلومتر (1.5 ميل) وعرضه 45 مترًا (150 قدمًا)، ويمكن رؤية الشاحنات وهي تقوم بتسوية ووضع الأسفلت فوق الجزء المفقود الذي يبلغ طوله 290 مترًا (950 قدمًا)".
وتعلق بالقول: "بمجرد الانتهاء من بنائه، فإن طول المدرج سوف يسمح للطائرات الخاصة وغيرها من الطائرات بالهبوط هناك، رغم أنه من غير المرجح أن يسمح للطائرات التجارية الأكبر حجما أو القاذفات الثقيلة بالنظر إلى طوله".
وتنقل الوكالة عن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الدولي وليام رايلانت كلارك قوله إن المنظمة التي تتخذ من مونتريال مقرا لها، والتي تحدد رموز المطارات الخاصة بها في مختلف أنحاء العالم، ليس لديها أي معلومات عن مهبط الطائرات في عبد الكوري، مضيفا بالقول: "يتعين على اليمن، بصفتها دولة عضوا في منظمة الطيران المدني الدولي، أن تقدم معلومات عن مهبط الطائرات إلى المنظمة".
وتشير الوكالة بأن هذا ليس المطار الوحيد الذي شهد توسعة في السنوات الأخيرة، ففي مدينة المخا على البحر الأحمر، يسمح مشروع لتوسيع مطار المدينة بهبوط طائرات أكبر حجماً بكثير، وعزا المسؤولون المحليون هذا المشروع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتذكر بأن المطار يقع المطار على مسار مماثل من الشمال إلى الجنوب مثل مهبط عبد الكوري، ويبلغ طوله تقريباً نفس الطول.
وتكشف الوكالة صور أخرى التقطتها الأقمار الصناعية من بلانيت لابز مدرجًا آخر غير مُطالب به قيد الإنشاء حاليًا جنوب المخا بالقرب من ذباب، وهي بلدة ساحلية في محافظة تعز اليمنية، وأظهرت صورة التقطتها بلانيت لوكالة أسوشيتد برس يوم الخميس المدرج مبنيًا بالكامل، رغم عدم وجود أي علامات مرسومة عليه.
وتقول أسوشيتدبرس إن من المرجح أن يفتح الإماراتيون مهبط الطائرات في عبد الكوري، كما جرى رصد سفينة إنزال تحمل العلم الإماراتي قبالة ساحل عبد الكوري في يناير 2024 وقبالة سقطرى عدة مرات أخرى في العام، وارتبطت هذه السفينة سابقًا بالعمليات العسكرية الإماراتية في اليمن.
وتقول الوكالة إن إنشاء مطار جديد في عبد الكوري من شأنه أن يوفر منطقة هبوط جديدة منعزلة لطائرات المراقبة حول جزيرة سقطرى، وقد يكون هذا أمرا حيويا لمنع تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، الذين لا يزالون خاضعين لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.