اتفق الفقهاء على أنَّ القيام في الصلاة المفروضة في موضعه فرضٌ على المستطيع، وأنَّه متى أخلَّ المُصَلي بالقيام مع القدرة بطلت صلاته؛ استدلالًا بقوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وبحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الصَّلاةِ فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» رواه البخاري وأبو داود.

 وزاد النسائي: «فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا».

كما اتَّفق الفقهاء على أنَّ مَن لم يستطع القيام في صلاة كان له أن يؤديها كما جاء في هذا الحديث.

ويسقط عنه الوقوف؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فَخُذُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ» "سنن النسائي" (باب الحج) (5/ 110، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية-حلب). ومِمَّا ذُكر يُعلَم الجواب عن السؤال.

 

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)

هذه الآية الكريمة والتي بعدها والآية التي هي خاتمة هذه السورة هن آيات علم الفرائض ، وهو مستنبط من هذه الآيات الثلاث ، ومن الأحاديث الواردة في ذلك مما هي كالتفسير لذلك ولنذكر منها ما هو متعلق بتفسير ذلك ، وأما تقرير المسائل ونصب الخلاف والأدلة ، والحجاج بين الأئمة ، فموضعه كتاب 

" الأحكام "

 فالله المستعان .

وقد ورد الترغيب في تعلم الفرائض ، وهذه الفرائض الخاصة من أهم ذلك . وقد روى أبو داود وابن ماجه ، من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي ، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 

" العلم ثلاثة ، وما سوى ذلك فهو فضل : آية محكمة ، أو سنة قائمة ، أو فريضة عادلة "

 .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

" يا أبا هريرة ، تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم ، وهو ينسى ، وهو أول شيء ينتزع من أمتي "

 .

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلى الله علیه

إقرأ أيضاً:

كيفية الاستفادة من ركام منازل غزة المهدمة

وقفتنا هذا الأسبوع سوف نتحدث فيها، حضراتكم، عن اقتراح لكيفية الاستفادة من ركام منازل غزة التى تم هدمها بمعرفة آلة الحرب الإسرائيلية الجائرة.

كمية الركام ضخمة بأطنان ليس لها عدد من الحجارة وذلك بنشر الممكن منها كحاجز لأمواج البحر المتوسط المطلة عليها شواطئ غزة بعد تهذيبها وتدعيمها على مسافات مناسبة من الشواطئ داخل البحر لا تعرقل الصيد أو السباحة أو الاستخدام الاقتصادى للشواطئ، مما سيقلل نحر الأمواج للشواطئ والتقليل من تغيرات المناخ المتوقعة المستقبلية ويقلل من المخاطر الناتجة عن تغير المناخ والاستفادة القصوى لشواطئ غزة دون حدوث أى ضرر.

أتمنى دراسة هذا المقترح من السلطات الفلسطينية المسئولة عن غزة، وأظن أنها ستقلل وتساعد كثيرا فى التخلص المفيد من أغلب الركام الناتج، وسيسهل من عملية البناء القادمة لمنازل ومنشآت غزة والضفة.

ويا ليت يتم التفكير أيضا فى اعتماد أشقائنا الفلسطينيين على إنشاء المنازل سابقة التجهيز الخفيفة لحين تحرير كامل الأرض الفلسطينية من الصهاينة، والتخلص من هذا الاحتلال البغيض، لأنه طالما بقى هذا المحتل بآلته العسكرية البغيضة والجائرة، فلن يأمن أشقاؤنا الفلسطينيون مستقبلا من الجانب الإسرائيلي المحتل، ووقتها مع كل تعدٍ صهيونى لن تكون خسائر المنشآت الفلسطينية كبيرة كما هو حادث الآن. يا ليت التفكير فى تلك المقترحات لعلها تناسب المرحلة الحالية لفلسطين الحبيبة.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع المقبل إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • كيفية الاستفادة من ركام منازل غزة المهدمة
  • "النواب" يقر موادا تنظم كيفية الفصل في النزاع حول شخصية المحكوم عليه
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • لا أستطيع الخشوع في الصلاة.. احذر مصيبة محققة ونجاتك بهذا العمل
  • بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة
  • هل يأثم الشخص بأداء السنن إذا كان عليه فوائت من الفرائض؟ الإفتاء تجيب
  • وسط حضور جماهيري كبير.. علي الحجار ينير مسرح البالون في احتفالية "الحب كله".. صور
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح في المنزل؟.. شوقي علام يُجيب