قال رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، إن غزة تخوض حربا شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي، للدفاع عن الأمة، داعيا إلى حراك سياسي واسع لإدانة العدوان، وتأكيد رفض التهجير وإغاثة غزة.
وكاشفا عن جهود مصرية قطرية لعقد صفقة تبادل بين الاحتلال والمقاومة، رأى مشعل أن دخول حزب الله في مواجهة شاملة سيشكل فارقا في الحرب.



وأضاف مشعل في لقاء متلفز مع الصحفي المصري، مصطفى بكري، أن المقاومة في غزة التي "بهدلت" جيش الاحتلال وأن غزة التي صمدت خمس حروب مع أعتى قوة في المنطقة ستصمد في هذه الحرب، مشيرا إلى أنه في حال دخول الاحتلال في حرب برية ضد غزة؛ فسيرى العالم الحقيقة.


وشدد مشعل على أن "العدو مرتبك ومضطرب ولهذا يؤجل الحرب البرية، خصوصا بعد ما أصابهم في 7 أكتوبر وما تم فيه من قضاء على فرقة غزة، ورغم ذلك نحن نعرف أنهم لم يتوقفوا بعد عن الحرب البرية، ولكنهم يؤجلون بسبب الضغط الأمريكي الذي بريد توفير الخسائر عليهم".



غاز الأعصاب
وكشف مشعل أنه لديه معلومات تفيد بوجود 4000 من القوات الأمريكية والضباط والجنرالات يشاركون في إدارة المعركة مع دولة الاحتلال، إضافة إلى فرقة "دلتا" المتخصصة بتحرير الرهائن.
وفي هذا الصدد حذر مشعل من أن التخطيط الأمريكي الإسرائيلي يتضمن استخدام غاز الأعصاب لشل المقاتل الفلسطيني في الأنفاق ثم تحرير الرهائن، دون أن يكون لديهم خسائر.

تدخل حزب الله
وأكد على أن التدخل الشامل من حزب الله يشكل فارقا كبيرا في هذه الحرب الكبيرة بقيادة أمريكا، مضيفا: "نحن نتمنى أن تحصل هذه الخطوة، ولكنهم هم أصحاب القرار،وهم منذ بداية الحرب يشاغلون العدو في المنطقة الشمالية لفلسطين".

وتابع: "حتى الآن لم يحصل تدخل شامل، ونحن لا نزال نتمنى تدخل أمتنا، ولكن أيضا مطلوب من الأمة أن تبحث خياراتها، كالزحف الشعبي نحو الحدود، المظاهرات المستمرة، محاصرة السفارات الإسرائيلية بشكل دائم".


مفاوضات حول الأسرى
وكشف مشعل عن تحركات مصرية قطرية للتفاوض على الأسرى، مشيرا إلى أن حماس أبدت استعدادها للإفراج عن المدنيين ولكن هذا يحتاج لتهدئة الظروف، مردفا: "نريد فتح المعابر لإدخال المساعدات والجهود مستمرة من قطر بالتعاون مع مصر للوصول لصفقة وتمت مكالمة بين رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل وهناك تعاون من مصر بهذا الشأن".

أمريكا شريكة في العدوان
وشدد على أن البوارج والتعزيزات الأمريكية جاءت لدعم معنوية نتنياهو الذي ارتعد خوفا، ثم لردع حزب الله وغيره من الأطراف العربية الأخرى من توسيع المعركة، مشددا على أنأمريكا شريكة في العدوان والتخطيط والمؤامرة.

ومستنكرا ما قاله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن حين قال إن زيارته لإسرائيل يصفته يهوديا، قال مشعل إن ما صرح به بلينكن "وقاحة"، قائلا: "نحن لا ندعو لحرب دينية، نحن نقاتلهم كمحتلين وليس بسبب دينهم، ولكننا نعتز بديننا وعروبتنا".

التهجير نحو الأردن
وتطرق مشعل إلى ما يقوم به المتطرف ايتمار بن غفير من تسليح المستوطنين، لـ"إكمال هدفهم بالتهجير وعمل نكبة ثانية عبر المجازر"، مخاطبا الأردن بقوله: "لو كنت قريبا من صناعة القرار الأردني لأعددت لمنع هذا المخطط، وهذا لا يكون بالرفض فقط، بل بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وتقوية المقاومة، وهذا أمن قومي أردني كما هو أمن فلسطيني
وهذا ينطبق على مصر، تعزيز المقاومة الفلسطينية هو جزء من الأمن القومي المصري والأردني واللبناني والعربي عموما".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة التهجير المقاومة الفلسطيني فلسطين غزة المقاومة التهجير سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله على أن

إقرأ أيضاً:

نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي

عندما يتحدّث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فإنه يبعث فينا الأمل ويُحْيي العزائم في الأمة؛ لأنه إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى، ويعلم ما يقول؛ فكلُّ كلمة ينطقها تكون محسوبة بدقة، وتحسب لها إسرائيل ألف حساب، وهو ما حدث مع خطابه يوم الأربعاء 19 يونيو 2024م، الذي ألقاه في الضاحية الجنوبية لبيروت في احتفال تأبيني للقائد سامي طالب عبدالله، إذ وصفته وسائل إعلام إسرائيلية، في أول تعليق لها أنّه «من أقوى خطابات نصر الله على الإطلاق، الذي يدرك اليوم أكثر من أيِّ وقت مضى، أنه لن يكون هناك مفرّ من حرب شاملة»، وأنّ «نصر الله مصمّم على الاستمرار في المعركة الحالية من أجل غزة، حتى تحقيق وقف إطلاق النار، وهو غير متأثر بتهديدات إسرائيل والوسطاء»؛ بل إنّ صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية - على سبيل المثال - أكدت أنّ تهديدات إسرائيل طوال الأشهر الماضية بتدمير حماس، وإعادة لبنان إلى العصر الحجري، ما هي إلا تهديدات فارغة و«انكشفت الآن».

جاء خطاب نصر الله، متزامنًا مع نشر حزب الله، مقطع فيديو من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في غاية الأهمية، مدته تجاوزت تسع دقائق ونصف، وحمل عنوان «هذا ما رجع به الهدهد»، وهو عبارة عن مشاهد من استطلاع جوي، تضمّنت معلومات استخبارية مهمة عن مواقع «إسرائيلية» داخل فلسطين المحتلة، التقطتها طائرة مسيّرة، وأظهرت هذه المقاطع وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة، من الميناء إلى مصافي النفط إلى مصانع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع تمركز البوارج الحربية، وأماكن اقتصادية مهمّة، في ضربة عُدَّتْ الأقوى من حزب الله ضد الكيان الإسرائيلي، حيث إنّه حتى مواقع البحث العادية تعتم على المواقع الحساسة في إسرائيل، ولا تستطيع أن تنقل من الجو صورًا واضحة كالتي نقلتها مسيَّرات حزب الله.

كان متوقعًا أمام إنجاز كبير كهذا، أن يتناول نصر الله هذا الموضوع في خطابه، إذ أمدت عملية الهدهد المقاومة بكمٍّ كبيرٍ من المعلومات، ظهر جزء منها فقط في دقائق الفيديو التسع التي اختيرت من بين ساعات طويلة من التصوير فوق حيفا، وهو ما أشار إليه نصر الله بتأكيده أنّ المقاومة «تملك بالتفصيل الممل المعلومات حول المواقع الأمامية، وتعرف تفاصيل كثيرة عنها». ندرك أهمية هذا الإنجاز لحزب الله إذا ما استذكرنا أنّ أكبر إنجازات إسرائيل عبر تاريخها هو التجسس؛ فقد نجحت في تتبع كلِّ صغيرة وكبيرة في الوطن العربي، وزرع رجالها شرقًا وغربًا، وتدخلت في رسم سياسات التعليم والسياسات الإعلامية، ووصل بها الأمر إلى توجيه خطب الجمعة!. وما فعله حزب الله اليوم كأنه يقول لنا إنّ الأيام دول، وإنّ الدور جاء على إسرائيل لتقع هي فريسة التجسس؛ فتصوير مراكز ثقلها ونقاطها الحساسة ومفاصل «دولتها» ونشرها علنًا بكلِّ وضوح، هو أمرٌ لم يخطر ببالها قط، ونزل عليها كصاعقة، أو كقنبلة شلت قدرتها على الحركة، وهذا يعني أنّ تهديدات حسن نصر الله ضد الكيان كانت في محلها.

وعودة إلى خطاب حسن نصر الله الذي بعث فيه رسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و«جيشه»، مفادها أنّ التهديد بتوسيع الحرب على مدى ثمانية أشهر لا يخيف المقاومة في لبنان، وأنّ «العدو يعلم وسيده الأمريكي، أنّ شنّ الحرب على لبنان سيحمل تداعيات على المنطقة والإقليم»، بل إنه أكد أنّ حزب الله حضّر نفسه «لأسوأ الأيام، والعدو يعلم ما ينتظره، ولذلك بقي مرتدعًا»، مضيفًا أنّ «كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكانٌ فيه سالمًا من صواريخ المقاومة ومُسيّراتها الدقيقة، التي لن تقصف أهدافها بشكل عشوائي»، ولم يكتف بذلك، بل أعلن في تحدٍّ واضح أنّ ما ينتظر الاحتلال في البحر المتوسط «كبير جدًا»، إذ إنّ «كلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف»، وأنه «إذا فرضت الحرب، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف». ولكي يؤكد على صحة تهديده أشار إلى أنّ المقاومة «لديها بنك أهداف كامل وحقيقي، ولديها القدرة على الوصول إلى كلِّ الأهداف مما يزعزع أسس الكيان».

وهناك نقطة لافتة في خطاب نصر الله، وهي تحذيره للحكومة القبرصية من أنّ تفتح مطاراتها وقواعدها لـ«إسرائيل» لاستهداف لبنان؛ فذلك يعني رسميًّا «أنها أصبحت جزءًا من الحرب». ولم تكن إسرائيل هي الوحيدة التي صغت للخطاب؛ فالرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس تابعه بدقة، فمع آخر كلمة نطقها نصر الله، سارع إلى كتابة تدوينة على حسابه في منصّة «إكس»، ليُؤكّد أنّ بلاده لا تُشارك بأيّ شكلٍ من الأشكال في أيّ أعمال عدائيّة ضدّ لبنان، وأنّها «جُزءٌ من الحل وليست جُزءًا من المُشكلة». وفي اعتقادي أنّ تهديدًا كهذا موجهًا لقبرص سيجعلها وغيرها تحسب حسابًا لكلِّ خطوة قد تخطوها في المشاركة في الحرب ضد لبنان، فالقبارصة وغيرهم يعلمون جيدًا أنّ نصر الله إذا قال فعل.

من نافل القول إنه لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عما يحدث في لبنان؛ فالجبهتان هما جبهة واحدة، وكان كثيرون قد انتقدوا عدم دخول حزب الله الحرب، متناسين أنّ الحزب أشغل الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر 2023، وقد أكّد السيد نصر الله أنّ الضغط من جبهة لبنان والجبهات الأخرى والصمود الأسطوري في غزة، قد أثر على مسار المفاوضات وأعطى للمفاوض الفلسطيني القوة، وأنّ الاحتلال «عجز عن إنهاء معركة رفح المُحاصرة، وفشل أمام صمود المقاومة والقتال الأسطوري في غزة، على الرغم من استمرار القصف، ومشاركة عدة فرق من جيش الاحتلال في العملية».

وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تهتم بخطابات نصر الله، وتحلل نبرات صوته وحركات يديه، فماذا عن وجهة نظر المسؤولين الإسرائيليين عن حزب الله؟ يجيب عن السؤال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، من خلال مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، ضمن تحقيق بعنوان «كيف قد تبدو الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟»، يقول إنّ حزب الله يشكّل تهديدًا استراتيجيًا لـ«إسرائيل»، واصفًا ما يمكن أن يفعله الحزب بـ«إسرائيل» خلال ثلاثة أيام فقط بـ«المروّع»، إذ يقول: «أنت تتحدّث عن تدمير كلِّ بنيتنا التحتية الأساسية، ومصافي النفط، والقواعد الجوية، ومنشأة ديمونا»، وفي تحقيقها أكدت المجلة أنّ التقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله نحو مائة وثلاثين ألف صاروخ وقذيفة يمكن أن تتفوّق على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في «إسرائيل»، وتضرب أكبر مدنها، لافتةً إلى ما يعنيه نشر الحزب للقطات التي التقطتها الطائرة المسيّرة لميناء حيفا، من إثباتٍ لقدرته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى عمق «إسرائيل»، ورجّحت المجلة أن «تكون لدى حزب الله شبكة أنفاق متطورة تمتد تحت لبنان»، ناقلةً عن بعض المحللين الإسرائيليين قولهم إنّ هذه الأنفاق أكثر اتساعًا من تلك التي تستخدمها حركة حماس، وقد يقول قائلٌ إن تصريح أورين وتحقيق مجلة «فورين بوليسي» عن قوة حزب الله ليس سوى مبالغات لها أهداف هم أعلم بها، إلا أنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ الحزب قد يكون لقمة سائغة في أية حرب قادمة، وهو ما يعلمه قادة الاحتلال تمامًا.

ردّدنا كثيرًا من قبل، ولا نزال نردِّد أنّ الكيان الصهيوني - والعالم أجمع - لا يعترف إلا بمنطق القوة، وقد رأينا كيف غيّر صمود غزة العالم، لصالح القضية الفلسطينية التي أدخلت في الثلاجة سنين طويلة، لذا فإنّ القوة التي يتحدّث بها وعنها حسن نصر الله، هي السبيل الوحيد لإيقاف الغطرسة الإسرائيلية؛ فنحن نعيش لحظات تاريخية هي الأعظم منذ عام 1948م، ستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • مدارس مؤقتة في مخيمات النزوح بغزة تتحدى الحرب (شاهد)
  • سمو أمير البلاد يستقبل رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح يوسف الفضالة
  • نتنياهو يراهن على الحرب.. هل يحقق أهدافه؟
  • نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي
  • كتائب القسام تنشر فيديو لورشة تصنيع أسلحة في أثناء الحرب (شاهد)
  • انطلاق مفاوضات الأسرى والمختطفين بين الحكومة اليمنية وذراع إيران في مسقط
  • لابيد: ستنتهي الحرب دون إبرام صفقة تبادل
  • شرطة الاحتلال تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس
  • شرطة "إسرائيل" تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس
  • وفد الحوثيين غادر صنعاء متوجها إلى مسقط لحضور مفاوضات تبادل الأسرى