على وقع تصاعد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 3 أسابيع، جددت الدول العربية إدانتها «الانتهاكات الصارخة». وأكد وزراء خارجية السعودية والإمارات، بالإضافة إلى مصر والأردن والبحرين وعمان وقطر والكويت والمغرب في بيان مشترك، امس الخميس، رفضهم أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم بأي صورة من الصور.
وشددوا على أن عملية التهجير تشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، وبمثابة جريمة حرب. كما دعوا إلى «الاحترام الكامل لاتفاقيات جنيف لعام 1949، بما في ذلك ما يتعلق بمسؤوليات قوة الاحتلال». ونوّهوا بأن حق الدفاع عن النفس الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة لا يبرر الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، أو الإغفال المتعمد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال المستمر من عشرات السنين. إلى ذلك، شددوا على أهمية الإفراج الفوري عن الرهائن والمحتجزين المدنيين، وضمان توفير معاملة آمنة وإنسانية لهم اتساقاً مع القانون الدولي مع التأكيد على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا الصدد. كذلك، طالبت الدول الموقعة على البيان، مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، معتبرة أن التقاعس في توصيف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني يعد بمثابة منح الضوء الأخضر لاستمرار هذه الممارسات، وتورط في ارتكابها. وحثت على ضمان وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق. كما أعربت عن بالغ القلق إزاء احتمال توسع المواجهات الحالية ورقعة الصراع لتمتد إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. يشار إلى أنه منذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على القطاع المكتظ بالسكان، داعيًا سكان شمال غزة إلى النزوح جنوبًا. فيما حذرت معظم الدول العربية من محاولات «التهجير القسري: للفلسطينيين وفي مقدمتهم مصر، الدولة العربية الوحيدة التي تجمعها حدود مشتركة مع غزة». بينما بلغ عدد القتلى في غزة المحاصرة أكثر من 7 آلاف قتيل في أحدث حصيلة للصحة الفلسطينية. من ناحية اخرى أعلنت حركة حماس، الخميس، أن العدد التقديري للأسرى الذين قتلوا في غزة من جراء الغارات الإسرائيلية يبلغ نحو 50. ولم يقدم المتحدث باسم الحركة أي تفاصيل أخرى في هذا الإعلان، الذي أورده على «تلغرام». وتحتجز
حماس أكثر من 200 رهينة، منذ شنت هجومها المباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري. وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، الخميس، إن من الممكن إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم حماس غزة في غضون أيام «إذا توقف القتال». وأضاف الخليفي في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس صعبة، لكن «الوسطاء يحققون تقدمًا». يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على قطاع غزة لليوم الـ20 من إعلان عملية «السيوف الحديدية»، أمس الخميس، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا، فيما أطلقت كتائب القسام رشقة صاروخية على تل أبيب «ردًا على قتل المدنيين». فقد ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى أكثر من سبعة آلاف شخص، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، مشيرة إلى مقتل 481 جراء الغارات الإسرائيلية على غزة خلال الساعات الماضية. وأضافت الوزارة أنها تلقت بلاغات عن 1650 مفقودًا، بينهم 940 طفلاً، مازالوا تحت الأنقاض، لافتة إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت 57 مؤسسة صحية، و12 مستشفى خرجت من الخدمة. في غضون ذلك قال المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، أمس الخميس، إننا «سنختار توقيت اجتياح غزة البري، وسيكون موعده مفاجئا». وأضاف في مقابلة مع «العربية» أن الجيش الإسرائيلي مستعد للدخول البري إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حماس ليست معنية بالسلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما أضاف «سنقضي على حماس حتى إن استغرق هذا الأمر سنوات»، متهمًا الحركة بنشر أرقام زائفة عن أعداد القتلى في قطاع غزة. كذلك لفت إلى أن حماس خططت لاختطاف أكبر عدد ممكن من المدنيين، موضحًا أن أكثر من 220 رهينة بأيدي حماس. وقال المتحدث باسم نتنياهو: «إن من حق مواطنينا حمل السلاح، وسنقتل أي فلسطيني يهددنا بالضفة الغربية.. سنعتبرهم إرهابيين». في السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «سنبذل كل الجهود الممكنة لاستعادة الرهائن والمفقودين»، لافتًا إلى أن القوات جاهزة للعملية البرية «وسندخل غزة في الوقت المناسب». وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد للدفاع والهجوم على كل الجبهات. يذكر أن الجيش الإسرائيلي نفّذ، الليلة الماضية، عملية توغل في قطاع غزة، شارك فيها رتل من الدبابات وقوة من المشاة، وفق متحدث عسكري، ضد أهداف «عديدة» قبل الانسحاب، في وقت تواصل تل أبيب استعداداتها لشن هجوم بري رغم التحذيرات الدولية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية:
فيروس كورونا
فيروس كورونا
فيروس كورونا
الجیش الإسرائیلی
قطاع غزة
أکثر من
إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد.. هذه طريقة تدريبهم
نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت خلال الاشهر الماضية في تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في قطاع غزة.
وذكرت المصادر، أن عناصر حماس الجدد يتلقون تدريبات على يد قادة جدد يكيّفونهم مع أنماط قتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أنهم يقاتلون مع قيادات عسكرية لم ينجح الاحتلال باغتيالها.
وأضافت المصادر العسكرية، أنه في الشهور الأخيرة يخضع مقاتلو حماس لتدريبات ويقيمون خطوطا دفاعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات بحماس لا تزال تعمل بصورة غير تقليدية مقابل قوات جيش الاحتلال بغزة، مؤكدة أن حماس كيّفت نفسها في بعض مناطق جنوب القطاع مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال.
أكدت مصادر عبرية أن حركة حماس تتعافى وتجند المزيد من المقاتلين لخوض حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأفادت إذاعة
الجيش الإسرائيلي، الأحد، بأن حركة حماس تسعى إلى إعادة تأهيل قدراتها العسكرية، وذلك من خلال تجنيد المزيد من المقاتلين لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة، بحسب موقع "عرب48".
ووفقا للإذاعة، فإن الجيش الإسرائيلي لاحظ أن حماس تبذل المزيد من الجهود من أجل تجنيد وتدريب نشطاء ومقاتلين جدد للجناح العسكري للحركة، بحيث يحلون محل أولئك الذين قتلوا أو جرحوا خلال الحرب.
وبحسب مزاعم الجيش الإسرائيلي، فإن حماس تتوجه إلى جمهور الشباب البالغ من العمر 18 عاما للالتحاق بصفوفها.
ونقلت إذاعة الجيش حينها عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "جميع الوحدات وأطر حماس العسكرية تتعافى، حيث تحاول حماس إعادة تأهيلها في جميع أنحاء قطاع غزة، ولكن بشكل رئيسي في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي مثل شمال القطاع وخان يونس".
ووفقا للمسؤول الأمني الإسرائيلي، فإن خان يونس تعتبر مثالا جيدا على تعافي حماس، ليس فقط من ناحية الأطر العسكرية التي يتم إعادة بنائها هناك، بعد مرور أكثر من شهرين على مغادرة "الفرقة 98" بالجيش الإسرائيلي المنطقة، ولكن أيضا استعادة السيطرة المحلية ووجود أفراد حماس في الميدان.
وذكرت إذاعة الجيش في تقريرها وقتها أن أفراد حركة حماس يتواجدون في الميدان وينتشرون بالشوارع والطرقات، وذلك من خلال الشرطة المحلية، حيث إنهم يقومون بالإشراف على توزيع الشحنات الإنسانية.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.