أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أنه من الضروري تعزيز دور القطاع الخاص والشركات في العمل المناخي وفق معايير حوكمة واضحة للممارسات البيئية والاجتماعية.

وقال محيي الدين، خلال مشاركته في اجتماع مجلس منظمة Competent Boards المعنية بمعايير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة ذات الصلة بتغير المناخ ودور مجالس إدارات الشركات في العمل المناخي، إن المزيد من الجهود يجب أن تبذل من جميع الأطراف، وخاصةً القطاع الخاص والشركات، لإعادة العمل المناخي لمساره الصحيح الذي يحقق الأهداف المتفق عليها في اتفاق باريس وأجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة.

وأوضح محيي الدين أن التأثير السلبي المتزايد لتغير المناخ على الاقتصاد العالمي ككل، وعلى القطاع الخاص والشركات على وجه الخصوص، يستلزم تعزيز دور القطاع الخاص والشركات في تمويل وتنفيذ العمل المناخي، مع ضرورة تحديد معايير واضحة للممارسات البيئية وحوكمة العمل المناخي لهذه القطاعات.

وأفاد محيي الدين بأن الجدل حول ما يمكن اعتباره ممارسات خضراء أو غير خضراء والمخاوف ذات الصلة بشأن ظاهرة الغسل الأخضر يمكن التغلب عليها من خلال التوافق حول معايير واضحة ذات مصداقية للممارسات البيئية للشركات والقطاع الخاص، وذلك بالاسترشاد بالمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، والمعايير التي حددتها المنظمة الدولية للمعايير (آيزو)، وكذلك توصيات فريق الخبراء رفيع المستوى الذى تم تكليفه من جانب الأمين العام للأمم المتحدة لإعداد تقرير بشأن التزامات الجهات غير الحكومية فى مجال تحقيق صافي انبعاثات صفرية، موضحًا في هذا الصدد أن عددًا من الدول أحرز تقدمًا في وضع التشريعات الحاكمة للممارسات البيئية والاجتماعية للشركات.

تنفيذ أنشطة التكيف مع تغير المناخ

وأكد محيي الدين على ضرورة تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ أنشطة التكيف مع تغير المناخ، قائلًا إن أجندة شرم الشيخ للتكيف التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين بالتعاون مع رواد المناخ حددت مجالات عمل رئيسية ومسارات واضحة للتمويل والاستثمار في أنشطة التكيف، كما أسفرت مبادرة المنتديات الإقليمية التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 بالمشاركة مع اللجان الإقليمية للأمم المتحدة ورواد المناخ العام الماضي، وانضمت لها هذا العام الرئاسة الإماراتية لمؤتمر COP28 عن مجموعة من مشروعات التكيف والتخفيف الواعدة القابلة للاستثمار والتمويل والتنفيذ.

ونوه رائد المناخ، في هذا السياق، الى ضرورة توسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومشاركة مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف في تمويل وتنفيذ أنشطة التكيف من خلال تبني سياسات جديدة للتمويل الميسر، والمساهمة في خفض مخاطر التمويل والاستثمار في هذه الأنشطة بما يشجع القطاع الخاص على المشاركة.

وشدد محيي الدين على ضرورة تفعيل أدوات التمويل المبتكر، والاستفادة من أسواق الكربون الطوعية والإلزامية في الدول النامية والأسواق الناشئة، ومبادلة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العمل المناخی أنشطة التکیف محیی الدین

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يدعو لرصد 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل العمل المناخي

دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء الدول إلى رصد 1.3 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2035 لتمويل العمل المناخي الذي تقوم به البلدان النامية.

وشدد غوتيريش في كلمة خلال افتتاح مؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية الذي تستضيفه قطر من 4 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على ضرورة مضاعفة التمويل المخصص للتكيف للوصول به إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار هذا العام، ورسملة صندوق مواجهة الخسائر والأضرار بمساهمات كبيرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غوتيريش يحث الدول على تنفيذ أنظمة تحذير من الكوارثlist 2 of 4غوتيريش: عصر الوقود الأحفوري يتلاشى والمستقبل للطاقة النظيفةlist 3 of 4غوتيريش يدعو للاعتراف بالمظالم التاريخية المرتكبة في أفريقياlist 4 of 4غوتيريش يدعو لمواجهة "الفوضى المناخية" وفجوات التمويلend of list

وقال الأمين العام إن قمة الدوحة تفتتح أعمالها في منعطف يتسم بمعاناة بشرية والنزاعات، ولا يزال الإنسان يعاني من الجوع والفقر والنزوح والبطالة.

وأشار إلى أن "الدول النامية لا تحصل على مستوى الدعم الذي تحتاجه وسرعة العمل دون المستوى المطلوب للاستفادة من الابتكار ووقف الارتفاع في درجات الحرارة، وبالتأكيد نحن نبتعد عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وأوضح غوتيريش أن إعلان الدوحة قد أكد على الدور المحوري للإنسان والعمل في مجالات من تسريع الكفاح ضد الفقر وانعدام المساواة، لافتا إلى أن هناك نحو 700 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع.

وأضاف الأمين العام أنه "من غير المقبول أن يعاني الملايين من الجوع يوميا ومن الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها، في حين أن الحكومات تقلل ميزانياتها في مجال الصحة".

وكان غوتيريش قد أكد قبل أيام تعقيبا على نتائج تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تمويل التكيف العالمي لا يواكب الآثار المناخية المتسارعة، مما يجعل الفئات الأضعف في العالم عرضة للضرر من "ارتفاع منسوب مياه البحار والعواصف المهلكة والحرارة الحارقة".

وأشار إلى أن ذلك ليس مجرد فجوة في التمويل، بل خلل في التضامن العالمي، وهو خلل يقاس بالمنازل التي غمرتها المياه، والمحاصيل التالفة، والتنمية المعطلة والأرواح المفقودة.

إعلان

وشدد الأمين العام على أن مؤتمر الأمم المتحدة الـ30 للمناخ (كوب 30) المقرر في بيليم بالبرازيل الشهر المقبل يجب أن يقدم خطة عمل عالمية لضمان امتلاك البلدان النامية الموارد والقدرات اللازمة لحماية شعوبها، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وبناء القدرة على الصمود في كل قطاعات التنمية.

كما أكد أن ذلك يشمل وفاء البلدان المتقدمة بتعهدها بمضاعفة تمويل التكيف، ومضي جميع الجهات المالية الفاعلة قدما في تنفيذ خريطة طريق باكو (مكان انعقاد مؤتمر المناخ الـ29)، مع تخصيص حصة عادلة ومستقرة للتكيف، وضمان ألا يؤدي التمويل الجديد إلى زيادة أعباء الديون.

وأشار الأمين العام إلى ضرورة أن يصبح الوصول إلى التمويل العام أسرع وأبسط، "بحيث يصل إلى المجتمعات الواقعة في الخطوط الأمامية للتأثر بالمناخ عندما وحيثما تكون الحاجة إليه على أشدها".

وشدد أيضا على أهمية تفعيل نظم الإنذار المبكر للجميع بحلول عام 2027 "بحيث نحمي كل شخص على وجه الأرض من الأخطار المناخية قبل أن تقع".

كما أكد على أن التكيف ليس تكلفة، بل هو شريان حياة، وسد الفجوة في تمويل التكيف هي الطريقة التي نحمي بها الأرواح، ونحقق العدالة المناخية، ونبني عالما أكثر أمانا واستدامة.

وفي كلمته اليوم الثلاثاء بقمة الدوحة أكد غوتيريش على أهمية الاسترشاد بإعلان الدوحة لإطلاق الخطة التنموية الطموحة التي تحتاجها البشرية بشدة.

يذكر أن مؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة يشهد حضور نحو 14 ألف شخص على مدى يومين، لمناقشة سبل الحد من الفقر والفوارق الاجتماعية، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتوسيع فرص الوصول إلى وظائف ذات أجر جيد على مستوى العالم.

مقالات مشابهة

  • علاء مصطفى: التنسيقية حولت العمل البرلماني إلى منظومة حوكمة إلكترونية
  • غوتيريش يدعو لرصد 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل العمل المناخي
  • تقرير : التحول المناخي في أوروبا على المحك
  • لماذا تزداد الأرض ظلمة وما علاقة ذلك بالتغير المناخي؟
  • سوق الشركات الواعدة.. نحو مستقبل اقتصادي مستدام
  • البيئة: مصر تؤكد التزامها بتعزيز الاقتصاد الدائري والعمل المناخي العربي المشترك
  • إطلاق الخطة الوطنية لـ«التكيف المناخي» في ليبيا
  • منال عوض: أولوية التكيف وتمويله ضرورة لتحسين سبل العيش
  • لطرحها بمؤتمر المناخ المقبل.. منال عوض تبحث مع المفوض الأوروبي لشؤون المناخ الموضوعات البيئية المهمة
  • تقرير أممي: فجوة هائلة في تمويل التكيف ضد مخاطر المناخ