إسرائيل تستعين بشركات تصنيع برامج التجسس لتتبع أسراها في غزة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
تسعى إسرائيل لتعقب أسراها في قطاع غزة، مستعينة بشركات مختصة بتصنيع برامج التجسس، بما في ذلك الشركة المصنعة لبرنامج "بيغاسوس" المثير للجدل.
ونقلت وكالة "بلومبرج"، عن 4 مصادر في صناعة الأمن السيبراني ومسؤول حكومي إسرائيلي، القول إن السلطات طلبت من مجموعة "إن سي أو" وشركة "كانديرو"، وكلتاهما مدرجتان على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، تطوير قدرات برامج التجسس الخاصة بهما بسرعة لتلبية احتياجات قوات الأمن في البلاد.
وأضافت المصادر (طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتعليق على العمليات العسكرية)، إن الشركات المذكورة، إلى جانب العديد من شركات البرمجيات الأخرى، تتعاون مع طلب السلطات الإسرائيلية وتقدم خدماتها مجانا إلى حد كبير.
ولم تستجب وزارة الدفاع الإسرائيلية على الفور لطلب التعليق، كما رفض الجيش الإسرائيلي وشركة "إن سي أو" المصنعة لبرنامج "بيجاسوس" التعليق.
فيما قالت شركة "كانديرو" في بيان، الخميس، إنها مستعدة للمساعدة في "المجهود الحربي بأي طريقة مطلوبة"، من دون الخوض في التفاصيل.
وكانت صحيفة "هاآرتس" العبرية، أول من نشر معلومات تتعلق باستعانة السلطات بشركات برامج التجسس، كاشفة أن شركتي "رايزون" و"بارغون" تقدمان المساعدة أيضا.
ونقلت "بلومبرج"، عن أشخاص منفصلين مطلعين على المناقشات، القول إن إسرائيل تناقش سبل إنقاذ الرهائن مع حكومات أخرى، قدمت معلومات استخباراتية وخبرة حول عمليات الإنقاذ، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية مع قطر ومصر بهذا الشأن.
اقرأ أيضاً
الإيكونوميست: غضب إسرائيلي من طريقة تعامل نتنياهو مع أزمة الأسرى المحتجزين بغزة
وكانت كتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة "حماس"، قالت الخميس، إنها تقدر بأن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا في قطاع غزة، نتيجة القصف، بلغ ما يقرب من 50 قتيلا.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة، أن عدد الأسرى الصهاينة في قطاع غزة يقارب 250 منهم 200 لدى كتائب "القسام"، إلى جانب مجموعة تبين أنهم من جنسيات أجنبية، وهم ضيوف بغزة لحين توفر ظروف مناسبة لإطلاقهم، بينما تقول تل أبيب إنهم 224 شخصا.
وخلال الأيام الماضية، أطلقت كتائب القسام على مرتين 4 محتجزين، أميركية وابنتها، وإسرائيليتين مسنتين، برعاية قطرية ومصرية.
وأكد المفرج عنهم أن محتجزيهم عاملوهم بشكل جيد، وأن جرى نقلهم من مكان لآخر نتيجة القصف الإسرائيلي.
وتطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بالإفراج الفوري عن الأسرى لدى "حماس"، دون قيد أو شرط، فيما تقول الحركة إنه لا تفاوض حول الأسرى الإسرائيليين لديها، إلا بعد انتهاء الحرب، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع أثمانا مقابل الأمر.
فيما ترغب حركات المقاومة في مبادلة هؤلاء الأسرى بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ولليوم الـ20 يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 7028 فلسطينيا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً، وأصابت 18484 شخصا، إضافة إلى أكثر من 1650 مفقودا تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
حماس تشترط إنهاء العدوان الإسرائيلي لمناقشة مصير أسرى الاحتلال
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أسرى غزة حماس القسام برامج تجسس بيغاسوس برامج التجسس
إقرأ أيضاً:
محللون: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في القضاء على قدرات حماس
فاجأ تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية مؤيدي الحرب في إسرائيل، بإعلانه على ألسنة مسؤولين غربيين، فشل تل أبيب في تحقيق واحد من أهم أهداف حربها على قطاع غزة، وهو القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأفاد التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن حماس استعادت جزءا من قدراتها على السيطرة بصورة وصفها المسؤولون بأنها مفاجئة، وأنها نجحت في القضاء على ما سماها جهات إجرامية كانت تسرق القوافل الإنسانية في قطاع غزة.
وفي تعليقهم على ما أورده تقرير الصحيفة الإسرائيلية، رأى محللون سياسيون وعسكريون -تحدثوا ضمن الفقرة التحليلية "مسار الأحداث"- أن هناك العديد من الأسباب التي جعلت الاحتلال الإسرائيلي يفشل في تحقيق الأهداف التي وضعها، وأبرزها تقويض قدرات حركة حماس.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن الاحتلال لم يفهم أن حماس ليست حركة مقاومة فقط، بل هي جزء من المجتمع الفلسطيني، ولها بنية مدنية وتنظيمية، وهي من تدافع وتقاوم -إلى جانب بقية فصائل المقاومة- على الأرض ثأرا للفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب وحشية.
ويتمسك أهل غزة بحماس وبالمقاومة، لأن الاحتلال الإسرائيلي عندما شن حربه على غزة- يضيف الحيلة- لم يكتف بمواجهة حماس، بل استهدف الأطفال والنساء والشيوخ، في محاولة لإلغاء وجود الإنسان الفلسطيني.
إعلانووفق الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فقد جربت إسرائيل كل الأساليب من أجل القضاء على قدرات حماس، لكنها فشلت في ذلك، مشيرا إلى أن ما يتعب ويؤرق الاحتلال هو أن حماس ما زالت قادرة على إعادة بناء قدراتها في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال.
وقال في السياق نفسه إن ما يسمى بـ "خطة الجنرالات" وضعت من أجل تقويض قدرات حماس، لكنها فشلت في هذه المهمة.
يذكر أن تقرير الصحيفة الإسرائيلية ذكر نقلا عن دبلوماسيين غربيين، أن قدرة حماس على فرض النظام في مناطق مختلفة من قطاع غزة، "مثّلت مسألة عصية على الفهم"، وأشار إلى أن ذلك تحقق بشكل أساسي في مناطق بوسط القطاع مثل المواصي والنصيرات ودير البلح.
رهان خاسركما راهن الاحتلال -يضيف مصطفى- على إحداث القطيعة بين الغزيين وحماس، وعلى إيجاد البديل لحكم غزة، لكنه فشل في ذلك أيضا، فلا أهل غزة تمردوا على حماس، ولا بعض العشائر والأهالي قبلوا بالعرض الإسرائيلي.
وأشار أيضا إلى أن إسرائيل لا تريد "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة، التي ترعاها مصر، كما لا تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، رغم أن الأخيرة تقوم بالتنسيق مع الاحتلال.
وأرجع الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم الفلاحي فشل الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على قدرات حماس إلى الأسلوب الذي تعتمده الحركة في المقاومة، ومنها توظيف الجغرافيا والأنفاق وحرب العصابات، وإلى التخطيط الذي اعتمد على مواجهة طويلة الأمد.
كما أن القرار السياسي الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة أدى إلى استنزاف الجيش الإسرائيلي وتآكل قدراته، وهو ما حذر منه عسكريون إسرائيليون سابقون، كما قال العقيد الفلاحي.