دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد، وزير الداخلية كمال الفقي خلال اجتماعهما ظهر اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023 بقصر قرطاج، إلى مزيد اليقظة والانتباه في هذا الظرف الذي يعبر فيه الشعب التونسي عن وقوفه غير المشروط مع الشعب الفلسطيني ودعمه غير المحدود له لاستعادة حقه السليب في فلسطين.

وتحدث رئيس الجمهورية بصفة خاصة عن وجود من يسعى للاندساس حتى يشوه الموقف الثابت الشعب التونسي، إلى جانب الطوابير الخفية للحركة الصهيونية العالمية التي دأبت على العمالة والخيانة ولا هدف لها سوى تدمير المجتمعات وتفجير الدول والأوطان، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

أمن الأوطان.. مسؤولية جماعية في وجه التحديات المعاصرة

 

د. سالم بن عبدالله العامري

ليس بعد الإيمان نعمة أعظم من نعمة الأمن، يمُن بها الله على الأوطان، والبلدان، والإنسان، ولا تستقيم الحياة ولا تنتشر السعادة إلّا بالأمن في الأوطان، ولا تصلح حياة الناس إلّا معها؛ لأنَّ الأمن إذا ما رُفِع- لا قدر الله- رُفعت معه سعادة العباد، ونماء البلاد، وحلَّ مكانه الخوف والجوع، والنهب والسرقة، وانتهاك الأعراض، وضياع الحقوق والأموال، وانتشار الخراب والدمار.

والحديث عن أمن الأوطان هو الحديث عن الحياة ذاتها؛ بل هو النقطة التي تتقاطع عندها كل مقومات النهضة والبقاء؛ فالأوطان ليست مجرد حدود جغرافية تُرسم على الخرائط؛ بل هي كيان حي ينبض بقيمه، وتاريخه، ومُستقبله، وحينما يتهدد أمن الوطن- لا قدر الله- فإنِّه يتهدد معه وجود الأمة واستمرارها.

ولأهمية الأمن في الحياة قرنه الله تعالى بالرزق فقال سبحانه: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" (البقرة: 126). فقد قدَّم خليل الله إبراهيم- عليه السلام- طلب الأمن على طلب الرزق؛ لأنَّ الناس لا يتمكنون من تحصيل الرزق إلا مع توفر الأمن، ولهذا جاء في الحديث: "مَنْ أصبحَ منكم آمنًا في سِربِه مُعافىً في جسدِه عندَه قوتُ يومِه فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها".

وفي ظل ما تشهده المنطقة والإقليم من تحوُّلات عميقة ونزاعات عنيفة وأزمات إنسانية خطيرة في زمن كثرت فيه النزاعات واشتدت الصراعات وتمزقت البلدان وكثر الطامعون في الأوطان، بات من الضروري الاهتمام بالوعي الأمني والمحافظة على أمن الأوطان، خصوصًا في ظل التحولات الدولية المعاصرة والمستقبلية والتطور التقني والتحول إلى مجتمع المعلومات؛ الأمر الذي يزيد من تفاقم المخاطر والتحديات ويهدد السلام والأمن وعدم الاستقرار. ومن هنا تأتي أهمية المسؤولية في المحافظة على أمن الأوطان.

وإذا كان الأمن والأمان، الذي نعيشه اليوم في وطننا، هو نعمة عظيمة، فضلًا عن كونه ضرورة عصرية لتحقيق مزيد من التقدم والرخاء، فإنه من المؤكد أن تحقيق ذلك والحفاظ عليه، ليس مسؤولية جهة بعينها؛ بل هو مسؤولية الجميع الصغير والكبير، ذكورًا وإناثًا، مواطنين ومقيمين، ولا شك أن للأسرة دورًا كبيرًا في ذلك من خلال توجيه أبنائها التوجيه الصحيح، وغرس حب الأوطان في نفوسهم، وكذا المؤسسات التعليمية، والثقافية والإعلامية، كلٌ له دوره المناط به، وفق أسس ومعايير ثابتة وواضحة، تهدف من خلالها إلى حماية وصون أمن الأوطان وعدم تقبل ما تبثه القنوات الإعلامية الموجهة من أكاذيب وخداع تمس الأوطان وقاداتها، ورموزها، ومكتسباتها وعدم الاندفاع وراء الشائعات الكاذبة المغرضة التي تبث هنا وهناك، بهدف زعزعة الأمن وإثارة الفتنة، والمشكلات بين أبناء الأمة، حيث تتكامل كل هذه الجهود المؤسسية بالتعاون مع الجهات الأمنية في البلدان التي تقوم هي الأخرى بدورها الاستراتيجي والوطني في مجابهة المخاطر التي تحدق بالأوطان وتزعزع أمنها واستقرارها.

إنَّ أمن الأوطان يتجاوز المفهوم الضيق الذي يحصُرُه البعض  في الجانب الأمني؛ إذ إنه منظومة شاملة تتداخل فيها جوانب وأبعاد معقدة ومتداخلة، فليست الحروب والصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية هي وحدها المخاطر والتحديات التي تواجه أمن الأوطان؛ بل إن أخطر ما يهدد أمن الأوطان هو الفكر المتطرف الذي يسعى لهدم البنية الاجتماعية وتشويه القيم الوطنية والإنسانية. وتأتي التحديات الاقتصادية مثل التضخم والبطالة وغيرها كأزمات تهدد استقرار الأوطان وتزيد من احتمالية حدوث قلاقل واضطرابات أمنية خطيرة تنعكس بشكل أو بأخر على سلامة واستقرار الأوطان. وفي عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات تُشن الحروب والهجمات السيبرانية بصمت عبر الفضاء الإلكتروني، مُستهدفةً البنى الأساسية والمعلومات الحساسة للدول مما يجعلها في حالة استنزاف دائم ومستمر.                                     
ختامًا.. الأوطان هي البوصلة التي تُحدِّد مكاننا في هذا العالم، والأوطان الآمنة تُنشئ مجتمعات متماسكة، تسود فيها قيم التعاون والاحترام المتبادل؛ مما يُعزِّز اللُحمة الوطنية ويمنع التصدعات الداخلية.. إنها أوطان تُصبح وجهة للاستثمارات، ومكانًا للعيش، ونموذجًا يُحتذى به وتكون أكثر تأثيرًا واحترامًا ولاعبًا قويًا في الساحة الدولية، وتكون قادرة على الاستمرار في التقدم ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بحكمة وحزم. فلنكن جميعًا خط الدفاع الأول عن أوطاننا، وشركاء فاعلين في صون أمن أوطاننا وحماية مكتسباتها ومقدراتها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية: رسالتنا هي بناء جيش لحماية الشعب وحريته لا لتهديد دول الجوار
  • أمن الأوطان.. مسؤولية جماعية في وجه التحديات المعاصرة
  • سعيد محمد رئيسًا للمنيا وأحمد خلف لملوي.. ننشر حركة تنقلات الجهاز التنفيذي بالمنيا
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي يدعو لمناقشة أمنية عاجلة
  • طوابير لا تنتهي.. تأخير الرواتب يُغرق مصارف السليمانية بكبار السن والمتقاعدين (صور)
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية تفجير بين منطقتي علما الشعب وطير حرفا في القطاع الغربي بقضاء صور جنوبي لبنان
  • رئيس الجمهورية يشيد بسيرة شهيد المحراب الوطنية لتوحيد البلاد
  • رئيس الجمهورية: ملتزمون بعدم السماح باستخدام أراضي العراق منطلقا للعدوان على أيٍّ من جيرانه
  • مفتي سلطنة عمان يدعو إلى دعم الحوثيين.. ما السبب ؟! 
  • مفتي سلطنة عمان يدعو اليمنيين إلى دعم الحوثيين