صحيفة الاتحاد:
2025-03-29@01:16:26 GMT

عدسة سالم الصوافي.. محلية بطابع عالمي

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

خولة علي (دبي)
الصورة تظهر علاقة الفنان الفوتوغرافي بالزمن وارتباطه بالمكان، توثّق وتدّون اللحظات بتفاصيلها لنستشعر سحرها، ويقتنصها المصور من زوايا مختلفة ومستويات متباينة، حتى يصل إلى الفكرة التي يرغب في إيصالها إلى المتلقي، ليقرأ المشهد بعين الفنان. تلك اللحظة البديعة يترجمها المصور معتمداً فيها على مكونات وعناصر الطبيعة ومدى تناغمها في لوحة فنية فريدة، نادراً ما تتكرر.

وقد أبدع المصور الفوتوغرافي الإماراتي سالم سرحان الصوافي من مدينة العين بتوثيق طبيعتها الساحرة، منطلقاً من مناظرها الخلابة، فحصد جوائز عالمية، وأخذ مكانه على منصات التتويج بين المصورين المحترفين على مستوى العالم. 

سحر الطبيعة
الطبيعة كانت ولا تزال المحفز الأول لإبداع سالم الصوافي، نظراً لتنوعها ومقوماتها التي تضعه في تحد دائم للبحث عن أفكار متجددة يكسر فيها روتين المشهد، مكرساً وقته وجهده للتعريف بمعالم الوطن على اختلاف تضاريسه وتنوع طبيعته. وتحمل الصورة عند الصوافي معاني ومفاهيم كثيرة، فهي اللغة التي لا حدود لها، واللوحة الفنية التي تنبض بالحياة وتقرأ المشهد وتترجمه.

انطلاقة الصوافي الفعلية في عالم التصوير كانت عام 2015، حيث كرّس وقته في تطوير مهاراته واكتساب خبرات جديدة، من خلال الاطلاع على أعمال من سبقوه في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم، ومن خلال بحثه المتواصل للتعرف على معدات التصوير الحديثة وأنواعها وأنماط التصوير المختلفة، وحرصه على المشاركة في الورش التدريبية والمسابقات المحلية والعالمية. 

أخبار ذات صلة «ما نتركه وراءنا».. دعم فني لقضية المناخ ورش أسبوعية للتصوير في منارة السعديات

معالم سياحية 
ومن بين أعماله المميزة أبدع الصوافي في توثيق المعالم السياحية للدولة، وكذلك هندسة العمارة والمدن العصرية، مؤكداً أن عالم التصوير على تنوعه يحتاج إلى أسس معينة ليظهر الفنان بعمل فريد، حيث يضع المصور الفوتوغرافي بصمته، ويثبت جدارته وموهبته لينطلق عالمياً بأعمال تعكس بيئته وهويته ووطنه. 

رسائل وقصص
ويؤكد الصوافي أن كل صورة تحمل في طياتها رسائل وقصصاً هادفة، فهناك صور تعكس جماليات الطبيعة المحلية المتمثلة في مزارع النخيل والواحات الخضراء، ومدى ارتباط الإنسان بها، وعلاقته بالمكان واهتمامه بالبيئة ومكوناتها التي تعبر عن بساطتها وتفاصيلها. ويوضح أن تغيرات مظاهر الطبيعة ومكوناتها في كل موسم يجعل المحتوى أكثر ثراءً للمصور، إضافة إلى بعض المناطق التاريخية والسياحية والمشاريع التراثية التي تصور نمط الحياة التقليدية القديمة في البيئة المحلية، وكل هذه المفاهيم تروي إنجازات وتاريخ الدولة وتقدمها بشكل مختلف وأكثر إبهاراً.

إنجازات 
حقق سالم الصوافي الكثير من الإنجازات والمشاركات على المستوى المحلي، منها مشاركته مع وزارة التربية والتعليم في طباعة أعماله على منهاج التربية الاسلامية لسنوات متتالية. وحقق أيضا نجاحات على المستوى العالمي كأول إماراتي يُتوج في مسابقة من مسابقات «ناشيونال جيوغرافيك» للتصوير الفوتوغرافي من بين أكثر من 27 صورة، وبمشاركة 23 دولة، كما حصد جائزة عالمية في إحدى مسابقات التصوير بإيطاليا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التصوير التصوير الفوتوغرافي فن التصوير

إقرأ أيضاً:

حقوق الحيوان أولا والموت لغزّة ثانيا

#حقوق_الحيوان أولا و #الموت لغزّة ثانيا

هذه القصّة تفضح صناعة العالم أولوياته الأخلاقية

دوسلدورف/ #أحمد_سليمان_العمري

في قاعة «كريستال» الفاخرة بفندق «رويال جراند»، حيث تتدلّى ثريات الكريستال مثل دموع مجمّدة، اجتمع صُنّاع القرار تحت شعار «حقوق الحيونات؛ أولويتنا الأولى».

مقالات ذات صلة المدرسة! لمن؟؟ 2025/03/27

الرخام الإيطالي يلمع تحت الأضواء، وكأنه يحاول جاهدا إخفاء بقع الدم التي لا تُغسل.

المشهد الأول: #طاولة_النفاق_الأوروبي

يعتدل جون (وزير أوروبي) في جلسته، يرفع صحيفة ويصرخ غاضبا: «هذا غير مقبول، كلب في برلين حُرم من نزهته اليومية».

يرد عليه ريتشارد (رئيس منظمة حقوق الحيوان): «لقد أغلقنا حملة التبرعات بعد جمع مليون يورو لعلاج القطط المصابة بالصدمة».

في رُكن آخر، ينظر مارك (دبلوماسي أممي) إليهم بحزن، ثم يتمتم: «بينما في غزّة، الأطفال يشربون مياها ملوّثة بالصرف الصحي…».

(صمت مطبق)، ثم ينهض جون فجأة: «أقترح تشكيل لجنة دولية للتحقيق في معاملة الكلاب في أوروبا».

(تصفيق حار).

المشهد الثاني: غرفة الحرب العربية

بعيدا عن الأضواء، في قاعة مغلقة ومؤمّنة جيدا، يجتمع وزراء عرب حول طاولة ضخمة من خشب «الأبنوس». تنتشر أمامهم وثيقة سرية بعنوان: «مشروع إعادة التوطين الإنساني – البروتوكول الذهبي».

الوزير الأول (يقرأ بصوت عالٍ): «المادة 7: سيتم توفير خيام بيضاء تحمل شعار ‘يد العون العربية’».

الوزير الثاني (يضحك وهو يشعل سيجارا كوبيا): «ولكن بشرط ألّا تزيد مساحة الخيمة عن 2م² لكل عائلة، نحن لسنا دولة رفاهية».

الوزير الثالث (يضيف بينما يعيد ترتيب أزرار بدلته الفاخرة): «ونطلب من الإسرائيليين تزويدنا بصور جوية لـ ‘تحسين جودة الخدمات’».

الوزير الأول (مبتسما): «المهم أن نصوغ البيان بشكل يُظهر إنسانيتنا… مثلا: ‘بسبب الوضع الإنساني المتفاقم قرّرت الدول العربية الشقيقة توفير ملاجئ آمنة للفلسطينيين مؤقتا’».

الوزير الثاني (بسخرية): «’مؤقّتا’؟ هاهاها! مثلما كانت اتفاقياتنا مؤقّتة، ثم أصبحت دائمة».

الوزير الرابع (يخفض صوته): «ماذا عن ردود الفعل الشعبية؟ هناك تعاطف كبير مع الفلسطينيين».

الوزير الأول (وهو يشير إلى شاشة تبث قنواته الإعلامية الرسمية): «لا تقلق، نحن نتحكّم بالسرد؛ سنُظهرهم كمجموعة من الجاحدين الذين رفضوا مساعداتنا الكريمة».

الجميع يضحك، ثم يضغطون أزرار توقيع الوثيقة، وتُحسم القضية بجرّة قلم.

المشهد الثالث: كواليس المؤتمر

في القاعة الرئيسية، تُعرض حملة دعائية على شاشة ضخمة: «تبرعوا لإنقاذ كلاب أوكرانيا – 500 يورو تنقذ حياة».

في الزاوية اليمنى، تمُرّ أخبار عاجلة: «غزّة: مستشفى الأمل يخرج عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي، ونقص الوقود والأكسوجين والمياه وارتقاء الكوادر الطبية والمرضى».

المذيع (بابتسامة واسعة): «عذرا للانقطاع، نعود لمؤتمرنا الرئيسي عن حقوق القطط في الفنادق الفاخرة».

آدم (رجل حُرّ إنسان، ولا ينتمي لأي من هذه الأنظمة التي تنادي بالحُرّيات المكذوبة والإنسانيات المُعلّبة لتسويقها للعالم  الثالث «المستوي»؛ يُراقب كُلّ شيء بصمت، قبل أن يتصفّح هاتفه المحمول، حيث تصله رسالة قصيرة من طفلة في غزّة): «أنا ليلى، عمري 8 سنوات، قتل الجيش الإسرائيلي أمي وأبي وأُخوتي وكُلّ أسرتي. أبيع حجارة مدرستي المُدمّرة كي أحصل على بعض الطعام، إن وُجد. هل تريد واحدة؟ ثمنها 10 دولارات».

يُحدّق في الصورة: حجر صغير، مكتوب عليه بالطباشير: «هذا ما تبقى من مقعدي في الصف الثاني».

آدم (يكتب وهو يحوّل لها كل مُدّخراته): «خذي المال، ولا تبيعي ذكرياتك؛ هي التي يحُفّها الألم وترويها الدموع بأكثر من الماء المعدوم، فقد قصفت الصواريخ الإسرائيلية آخر بئر ماء في غزّة… لا تبيعي بنيتي ذكرياتك، فهي آخر ما تبقى لكم».

المشهد الرابع: العدالة العمياء

داخل الفندق، ترتفع أصوات الاحتفال: «نحن رواد حقوق الحيوانات».

يقف آدم بجانب النافذة، يشاهد المدينة الباردة التي يضيئها وهج الثراء، بينما يظهر على الشريط الإخباري العاجل على شاشة التلفاز خلفه: «عاجل: إسرائيل توسّع عملياتها العسكرية في غزّة، وارتقاء 500 فلسطيني؛ جُلّهم أطفال ونساء».

المذيع (ببرود): «تحذير: قد يحتوي هذا التقرير على مشاهد غير ملائمة».

المَشَاهِد؟

طفل يبحث بين الأنقاض عن أمّه.

رجل يحمل طفلته الشهيدة؛ مبتورة الأطراف.

أم تُمسك بيد رضيعها تحت الأنقاض.

آدم يهمس لنفسه: «غير ملائمة… لمن؟ لمن يعيشون هنا؟ أم من أجل ماذا يموتون هناك؟».

المشهد الأخير: الحقيقة المرّة

في الخارج، تمطر السماء، وفي غزّة تمطر السماء القنابل الإسرائيلية والصواريخ صناعة أمريكية وألمانية.

داخل الفندق، يرفع الحضور كؤوسهم: «للعالم الحُرّ… ولحقوق الحيونات».

أمّا آدم، فيغلق هاتفه؛ ينظر إلى لوحة المؤتمر المكتوب عليها: «معا نبني عالما أفضل للجميع».

ثم يتمتم: «للجميع…؟ إلّا لمن لا يملكون حتى حجرا في غزّة ينامون عليه».

وأخيرا، ليست كُلّ الكتابات تحتاج إلى خاتمة؛ فبعضها يترك الجرح فاغرا وغائرا لكي لا ينسى #العالم أنّه ينزف، وأنّ الغزّيين قُتلوا صبرا وهُجّروا قسرا.

Ahmad.omari11@yahoo.de

مقالات مشابهة

  • محمد بن حمد يعزّي في وفاة سالم الوهيبي
  • عدسة سانا ترصد حركة أسواق مدينة منبج بمحافظة حلب قبل عيد الفطر
  • تركيا.. ما بعد توقيف أوغلو
  • العدوان الأمريكي يشن سبع غارات على صعدة
  • الجيش السوداني يعلن تطهير آخر جيوب مليشيا الدعم السريع في محلية الخرطوم
  • عدسة سانا ترصد ازدحام الأسواق في مدينة أريحا بمحافظة إدلب قبل حلول عيد الفطر المبارك
  • حقوق الحيوان أولا والموت لغزّة ثانيا
  • ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد
  • 27.5 ألف شركة محلية وأجنبية منتسبة لـ"غرفة جنوب الباطنة"
  • عودة التيار الكهربائي لأحياء وقرى شرق مدني وبعض محلية شرق الجزيرة