قراءة سريعة لخلفية الحرب الصهيوأمريكية على غزة
ولد الكيان الإسرائيلي من رحم الخطيئة البريطانية مشوهاً .. يعاني من نقص حاد في القيم الأخلاقية والإنسانية..
لقيط… من كل شوارع العالم جمعته بريطانيا العظمى آنذاك لتشكل منه كيان بني صهيون…
وبعد الذلة والمسكنة التي عاشها يهود العالم على إثر محرقة الهولوكست عادت اليهم طقوسهم المحببة في الخسة والوضاعة، وقد مكنتهم بريطانيا – بكل وقاحة وصفاقة – من أرض فلسطين كوطن بديل للشتات، وهو ما عرف بعطاء من لا يملك من أرض الغير لمن لا يستحق، وذلك بموجب وعد بلفور المشؤوم 2 نوفمبر1917م.
كما مكنتهم بريطانيا من السلاح الفتاك والمال ووفرت لهم الحماية..تاركة الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين شعباً أعزل في مواجهة عصابات صهيونية مسلحة تجردت من القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية..
ولكي تثبت بريطانيا وجودهم الزائف أوهمتهم بحياة أبدية هناك في جبل صهيون..
وقبلها كانت بريطانيا قد سعت مع فرنسا – ومجموعة دول الاستعمار القديم – لإيجاد اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم أرض العرب والمسلمين لكي تُؤمِّن بقاء ذلك الكيان الصهيوني الغاصب…
وهكذا ..بعد أن كان العرب والمسلمون أمة لا تفصلهم حواجز أو حدود.. أصبحوا دولاً تفصلهم حدود مصطنعة بموجب تلك الاتفاقية الظالمة.. وما تلاها..
وصار للأشقاء والإخوة العرب جوازات سفر للتنقل في أرجاء البيت العربي الواحد..
وعلى العكس من ذلك أصبح لليهود – رغم اختلافهم – جواز سفر واحداً لكل دول أوروبا…
مفارقات عجيبة تلك التي جمعت اليهود من شتات العالم لتمنحهم وطناً بديلاً لا يملكون فيه ذرة تراب واحدة…
ثم كيف صار اليهودي الروسي والأوكراني والأوروبي والفلاشا والعرب مجتمعين بكل حقاراتهم واختلافاتهم العرقية ولغاتهم وصورهم وعاداتهم وتقاليدهم، كيانا يمتلك دولة في زمن النفاق والخنوع والاستسلام والمعايير الدولية المزدوجة..
فيما بات الفلسطينيون أصحاب الأرض مشردين في كل بقاع العالم ..
إنه الشتات أساس المشكلة بمعادلة بريطانية وحسابات استعمارية بحتة..
خططت للمستقبل البعيد…
وهكذا تم تخليص اليهود من شتاتهم ليفرض على الشعب الفلسطيني كي يعيش الشتات واقعا مراً..
لتبدأ رحلة القتل والتنكيل والمطاردة والتهجير القسري..بحق أبناء الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي..
وبموجب هذه المعادلة والمؤامرة.. تحول اليهود من لا دولة إلى كيان صهيوني محتل وغاصب لدولة على أرض ليست ملكًا له وأصبح أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض والسيادة والمقدسات يستجدون العالم كي يمنحهم صكا لإقامة دولتهم على أرضهم .. وهي من الأمور التي يشيب لها الرأس..
ليخرج أبناء الشعب الفلسطيني بأغرب وأقسى مظلومية في تاريخ البشرية..
وظلت معهم آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم تكبر وتتجذر بحجم آمال وتطلعات إخوانهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية وأن قضيتهم تشكل قضية العرب والمسلمين المصيرية والمركزية الأولى..
ومثلما فرقت وقسمت اتفاقية سايكس بيكو العرب فرقت الفلسطينيين أنفسهم إلى أحزاب وجماعات وحركات، وكل ينشد تحرير فلسطين والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف… على هواه.
إذ لم يعد للعرب قضية مركزية واحدة… بل صار لهم أكثر من قضية ومظلومية وفي أكثر من قطر عربي وهي المأساة التي تم التخطيط لها بذكاء
وصولاً لمخطط التطبيع على ثلاث مراحل ..
تمثلت المرحلة الأولى منه في اللقاءات السرية والاعتماد على عملاء لتحقيق مكاسب ومنها اختراق بعض أنظمة الطوق العربي وما وراءها مرورا بخروج التطبيع إلى العلن ومن ثم إعلان بعض الأنظمة للتطبيع مع العدو الصهيوني ومنها مصر والمغرب وموريتانيا والاردن وقطر وغيرها لتلحق بها عمان والإمارات وصولا لمملكة آل سعود والسودان وغيرها من الدول التي تجاوزت التطبيع إلى الموالاة والهرولة والانبطاح ..
كل تلك المقدمات كانت تمهيدا لإقامة حلم دولة اسرائيل المزعومة من النيل إلى الفرات..
وتحويل القضية الفلسطينية من صراع العرب والمسلمين مع اليهود إلى حرب فلسطينية اسرائيلية.
ومنه إلى الحرب الاسرائيلية مع المقاومة الفلسطينية وبالتحديد حركة حماس…
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً: