الثورة نت:
2024-11-17@18:40:18 GMT

الإمارات وجدار إسرائيل !

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

 

 

لم تكن إسرائيل- طوال زمن وجودها الذي لم يتجاوز العقد السابع بعد- هادئة أو مسالمة بل أحدث وجودها قلقا للمنطقة كلها، وهذا القلق ترك أثرا على وجودها ما جعلها تعمل جاهدة على تمتين آصرة وجودها في مجالات مختلفة وشكلت لنفسها دروعا واقية لوجودها ظاهرة وباطنة، ولذلك لم يكن اختيار دبي في قلب الجزيرة والخليج عبثا كمركزية اقتصادية ولكن شكّل حزاما اقتصاديا يتحكم في المنطقة , فالشركات العاملة في الإمارات شركات يهودية بجنسيات مختلفة وقد أصبح من الغباء المفرط التفريق بين الإمارات وإسرائيل فهما كيان واحد ويؤديان الوظيفة نفسها، ما تعجز عنه اسرائيل تنفذه الإمارات وما تعجز عنه الإمارات تنفذه إسرائيل فهما كيان واحد بعد أن عملت إسرائيل عبر شركاتها على تحويل دبي كمركزية اقتصادية في الشرق الأوسط، وهو مشروع التغريب لصحراء الجزيرة العربية وتحويلها إلى كيان غريب اليد واللسان، وكيان يدير الحالة الاقتصادية ويتحكم بمقاليدها ويتداخل في تفاصيلها الصغيرة، ويعمل جاهدا على تعطيل كل مشاريع النهضة في المنطقة العربية، ولعل الذاكرة مازالت تذكر بما قامت به شركة دبي القابضة في منطقة عدن الحرة التي كانت تهدف إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي وقد تكون منافسا قويا بحكم الموقع الاستراتيجي وربما تترك دبي غبارا تسفه رياح الخماسين في صحراء العرب .


اليوم.. مؤشرات الوضع الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في دولة الإمارات أصبح أكثر وضوحا من ذي قبل، فقد كشفت الأحداث الغلالة التي كانت تحجب الرؤية وتجعل من عرب الصحراء رجال تنمية واقتصاد ومركزية حضارية ذات فرادة في العالم على خلاف الطبيعة البدوية الصحراوية التي هي في الأساس ضد العمران وأكثر ميلا إلى التدمير والفوضى، وهي الطبيعة التي يتم توظيفها بطرق بالغة الذكاء في اليمن من قبل الجهاز الاستخباري الصهيوني وعبر أدواته من عرب الصحراء ومرتزقة اليمن، كما أن نشاط الإمارات العسكري في اليمن- منذ بدأ تحالف العدوان إلى اليوم- يمتاز بالحذر الشديد فهو حين يشعر أن مصالحه باتت في خطر يحاول أن يقوم بتحرك سياسي أو عسكري أو دبلوماسي يخفف من خلاله درجة التوتر ثم نراه يعود متى شعر أن الحاجة تقتضي نشاطا أمنيا أو عسكريا حتى يحقق غايات ليست في مصلحة الإمارات، إذ لا مصلحة لها بل في مصلحة إسرائيل .
حين رفعت الإمارات رايتها على جزيرة سقطرى اكتشف الكل أن وراء تلك الراية كانت إسرائيل، فقد سارعت إسرائيل إلى الإعلان عن نفسها في صور شتى منها الأفواج السياحية ومنها القيام بإنجاز أفلام وثائقية وتسجيلية ودرامية في الجزيرة، وهي اليوم تتواجد في الجزيرة عسكريا كما تتواجد اقتصاديا في شركات انمائية واستثمارية وخدمات واجهتها العلم الإماراتي وتحت ابطيها علم النجمة الاسرائلية، ومثل ذلك أصبح مقروءا ومشاهدا في سقطرى، ويحدث اليوم في سقطرى نشاط ثقافي واجتماعي مكثف يهدف إلى تغريب سكان الجزيرة وفصلها عن امتدادها التاريخي والجغرافي ونسيجها الوطني، فالمواطن السقطري أصبح مواطنا إماراتيا في ظاهر الشكل وهو في جوهره احتلال إسرائيلي للجزيرة ببشت وعقال ودشداشة خليجية وتلك من الرذائل التي عليها عرب الصحراء اليوم حين تحولوا إلى أداة طيعة بيد العدو التاريخي للعرب والمسلمين وينفذون أجنداته بصورة فجة ووقحة وعلى مرأى ومسمع من العالم الحر ومن المسلمين الذين وقعوا تحت تأثير الخطاب المضلل الذي تنتهجه الرأسمالية العالمية دون أن تصغي لحقائق الواقع أو خطاب حركة المقاومة الاسلامية التي بدأ محورها يشتد عوده ويكشف الكثير من الزيف والتضليل لكن في ظل حالة من الانغلاق الفكري وعدم الانفتاح من تيار التطبيع، فقد سلكوا طريق عمه الطغيان فلم تكن قلوبهم إلا غلف يعلوها الران .
ليس للإمارات من جيش حتى تمارس نشاطا عسكريا في اليمن لكن أحدا لم يسأل نفسه من أين جاءت الإمارات بذلك الجيش إلى اليمن ؟ وسلاح الجو الذي يقصف وقصف اليمن هل هو إماراتي ؟ كيف لدويلة صغيرة واقعة تحت الوصاية أن تقوم بنشاط عسكري، ويقوم المجتمع الدولي بكله لغض الطرف عن ذلك النشاط ؟ القضية واضحة لكل ذي لب أو عقل، دولة صغيرة مثل الإمارات لا يمكنها أن تلعب دورا محوريا في المنطقة العربية وهي تستأجر شركات أمنية وعسكرية صهيونية للحماية الأمنية والعسكرية للحكام والشركات وفرض النظام الأمني في المدن .
لم تكن الإمارات في مفردات العدوان على اليمن إلا إسرائيل بكل ترسانتها العسكرية وبكل تقنيات سلاح الجو الإماراتي الظاهر تحت لافتات العلم الإماراتي، فقد أضحى واضحا أن الإمارات وجه عربي لإسرائيل تدير من خلاله حركة التطبيع وتدير من خلاله مصالحها في المنطقة برمتها ولذلك يتحرك محمد بن زايد وفق أجنداتها هنا أو هناك .
ويبدو لي أن طوفان غزة اليوم قد أرسل رسائله لكل ذي لب أو عقل، وقال بكل وضوح قولا فصلا في موضوع الأمارات التي شاركت مع إسرائيل في حرب الإبادة لغزة، الإعلام تحدث وكل وسائل التواصل تضج بمثل ذلك الدور، كما أن العلم الإماراتي والكثير من عرب الصحراء عبروا عن مشاعر الحب والاعتزاز بإسرائيل، قد يكونون يهوداً بلسان عربي وقد لا يكونون من مواطني دولة الإمارات حسب ما ورد على لسانهم في شبكة التواصل الاجتماعي .
نحن في اليمن خضنا و نخوض حربا مع إسرائيل بيد أن إسرائيل تحاربنا من وراء جدر الإمارات وهذه هي الحقيقة التي تفصح عنها أحداث غزة اليوم من خلال مشاركة طائرات تحمل العلم الإماراتي في قصف غزة، ومثل هذه من الحقائق التي يفصح عنها الواقع يتوجب الوعي بها لأنها جزء من أدوات العدو في إدارة معركته معنا .
ولذلك فالشعار الذي يردده أهل اليمن لم يكن إلا بوعي عن طبيعة المعركة الوجودية، والأيام سوف تفصح عن ذلك، وإن كان الواقع يفصح يشكل جلي بيد أن الكثير لا يرغبون في الفهم بسبب عمه الطغيان .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مبعوث سمو أمير البلاد وزير الخارجية يتوجه إلى الإمارات لتسليم دعوة من سموه إلى الرئيس الإماراتي لحضور القمة الخليجية في الكويت

غادر مبعوث حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وزير الخارجية عبدالله اليحيا البلاد اليوم الأحد متوجها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتسليم رسالة خطية موجهة من سموه رعاه الله إلى أخيه حضرة صاحب السمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تتضمن الدعوة لحضور اجتماع المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمقرر أن تستضيفه دولة الكويت بتاريخ 1 ديسمبر 2024 وتتصل كذلك بالأواصر التاريخية المتينة والعلاقات الاخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

المصدر كونا الوسومالإمارات القمة الخليجية وزير الخارجية

مقالات مشابهة

  • المهرجان الوطني للتسامح والتعايش يحتفي بالإبداع الإماراتي والكوري
  • مبعوث سمو أمير البلاد وزير الخارجية يتوجه إلى الإمارات لتسليم دعوة من سموه إلى الرئيس الإماراتي لحضور القمة الخليجية في الكويت
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم الأحد في البنوك
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم الأحد 17-11-2024 في البنوك
  • سعر الدرهم الإماراتي في مصر اليوم.. الأحد 17-11-2024
  • شاهد اليمن يحاصر إسرائيل .. كاريكاتير
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت 16 نوفمبر 2024
  • محمد بن شمباس: الاتحاد الإفريقي يدين الجرائم الوحشية التي ارتكـبها الدعم السريع في الجنينة وولاية الجزيرة وغيرها
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه اليوم