تقرير حقوقي: إسرائيل تشن حرب تجويع وتعطيش وخطر أوبئة في غزة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ما وصفه بـ "حرب التجويع والتعطيش والتسبب بالأوبئة" التي قال بأن إسرائيل تشنها على قطاع غزة، بالتزامن مع جرائم القتل الجماعي والتدمير الواسع للأحياء السكنية على رؤوس قاطنيها لليوم العشرين تواليًا.
وقال المرصد الأورومتوسطي، ومقره في جنيف، في بيان له اليوم الخميس أرسل نسخة منه لـ "عربيث21"، إنه يتابع بخطورة بالغة عمليات القصف الإسرائيلي الممنهجة التي ترمي إلى مفاقمة أزمة النقص للمواد الغذائية والتموينية التي بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة.
ووثق فريق الأورومتوسطي ما قال إنه "تعمد إسرائيل قصف المخابز في قطاع غزة، إذ طال التدمير 10 منها حتى الآن، آخرها مخبز المغازي الذي استهدف مساء أمس الأربعاء بعد ساعات من تزويده بالدقيق من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ما أدى إلى تدميره ومقتل 10 فلسطينيين ممن كانوا يصطفون لطوابير لشراء الخبز".
ولفت بيان الأورومتوسطي إلى أن بعض المخابز المستهدفة تلقت كميات من الدقيق من وكالة الأونروا لتأمين احتياجات مئات آلاف النازحين في مناطق جنوب وادي غزة التي حددتها إسرائيل كمنطقة آمنة مزعومة، رغم استباحتها على مدار الساعة بمئات الغارات.
وأشار الأورومتوسطي إلى تعمد إسرائيل استهداف الأسواق ومراكز تسوق في وقت ذروة تحرك السكان لشراء احتياجاتهم؛ ما يدلل على وجود قرارا بشل قدرة وصول المدنيين على هذه المراكز لتأمين احتياجات لبعض ما تبقى فيها من مواد غذائية.
كما أن القصف الإسرائيلي طال مخزنا للمواد التموينية لوكالة الأونروا ف شمال قطاع غزة، في الأيام الأولى من الهجوم العسكري واسع النطاق المستمر على القطاع.
وذكر المرصد أن فرقه الميدانية، رصدت تعمد هجمات إسرائيل استهداف تمديدات المياه البديلة التي عملت عليها البلديات لتوصيل المياه للتجمعات السكنية ومراكز إيواء النازحين كما حدث في خانيونس خلال الأيام الماضية؛ وهو ما يدلل على وجود قرار سياسي وعسكري إسرائيلي بحرمان المدنيين من حقهم في الحصول على المياه.
يترافق ذلك مع تفاقم حاد لأزمة نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء في وقت نزح نحو مليون ونصف نسمة من أصل 2.3 مليون من مناطق سكنهم وغالبيتهم يقيمون في مراكز إيواء وساحات المدارس والمستشفيات من دون أي من احتياجاتهم الأساسية.
ولا يزال الوقود، الذي تشتد الحاجة إليه لتشغيل المولدات الاحتياطية، محظورا من الدخول إلى قطاع غزة بقرار إسرائيلي، ونتيجة لذلك، فإن الأونروا وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، استنفدت تقريبا احتياطاتها من الوقود وبدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير.
كما أن أزمة الوقود تهدد بتوقف شامل لعمل المخابز المتبقية في قطاع غزة، فيما تتصاعد التحذيرات من تأثيرات انعدام الأمن الغذائي، بما في لك تعرض النساء والأطفال لخطر سوء التغذية، مما سيؤثر سلبًا على صحتهم المناعية، ويزيد من خطر الوفاة لكل من الأمهات والأطفال.
ونقل بيان المرصد عن سيدة نازحة تبلغ من العمر 52 عاما في مركز إيواء في غزة قولها إنها شعرت قبل يومين بألم شديد في المعدة تبعه غثيان شديد ليتبين أنها لم تكن المصابة الوحيدة بل الكثير من النازحين معنا بسبب تناول أطعمة فاسدة في ظل انقطاع الكهرباء.
فضلا عن ذلك فإن سكان قطاع غزة مهددون بموجة أوبئة واسعة النطاق في ظل الازدحام الكبير في مراكز الإيواء إلى جانب شح المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي وانعدام النظافة الشخصية.
وقال عاملون في منظمات إغاثية لفريق الأومتوسطي إن مراكز الرعاية الأولية سجلت في الأيام الأخيرة آلاف الإصابات بأمراض وبائية جلها بين الأطفال، شملت أمراض الإسهال والتسمم الغذائي وأمراض جلدية وجرب والتهابات شعب هوائية إلى جانب تسجيل عشرات الحالات من جدري الماء.
وقال رجل عرف عن نفسه بـ "أبو حامد عودة" في مركز إيواء في شمال قطاع غزة لفريق الأورومتوسطي، إن أطفاله الخمسة أمراض جلدية وجرب بفعل شح المياه النظيفة وأزمة الصرف الصحي إلى جانب غياب أزمة الرعاية نتيجة إخلاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) موظفيها في المنطقة.
بموازاة ذلك تتصاعد مخاطر تكدس النفايات في الأحياء السكنية في ظل مصاعب شديدة تواجهها أطقم البلديات سواء في جمع تلك النفايات -في ظل الغارات الإسرائيلية وأزمة الوقود ـ أو حظر وصولهم إلى المكبات الرئيسية الواقعة على الأطراف الحدودية لقطاع غزة بغرض ترحيل النقابات ما يهدد بكارثة صحية وبيئية خطيرة.
ووثق المرصد في مدينة غزة وحدها تكدس نحو 16 ألف طن من النفايات تم تجميع 50% منها فقط وتجميعها حالياً في مركزين مؤقتين يقعان وسط المدينة.
وأعاد المرصد الأورومتوسطي التذكير بما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 9 أكتوبر الجاري في تصريحات تلفزيونية وقال فيها: "نفرض حصارا كاملا على قطاع غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز... كل شيء مغلق"، مدعيا أن ذلك جزءا من معركة ضد "حيوانات بشرية".
كما ذكر بما سبق أن أعلنه وزير البنى التحتية الوطنية والطاقة والمياه الإسرائيلي مساء 7 أكتوبر الجاري، بأن إسرائيل ستتوقف عن تزويد قطاع غزة بالكهرباء كخطوة إضافية من العقاب الجماعي.
وقال الأورومتوسطي إن هذا التصريحات تعبر عن موقف إسرائيلي رسمي بتنفيذ حرب تجويع وتعطيش وحرمان من مقومات الحياة لأكثر من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، في سابقة تكاد تحدث لأول مرة في التاريخ الحديث، وكل ذلك بدعم وإسناد أمريكي وكذلك من العديد من الدول الأوروبية، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية التي تحدث.
وشدد المرصد الحقوقي على أن كل ما يجري في غزة يمثل تجسيدا حقيقيا للإبادة الجماعية كما ورد في تعريفها في المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليه، وجاء فيها: تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: ( أ ) قتل أعضاء من الجماعة. (ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة. ( ج) إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.
وأكد توثيق فريق الأورمتوسطي للأحداث أن إسرائيل ارتكبت جميع هذه الانتهاكات الفظيعة وبتوسع، وبقرار معلن رسمي من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في سابقة غير معهودة في تاريخ النزاعات المسلحة.
وشدد على أن تصعيد إسرائيل سياساتها الانتقامية ونهجها القائم على الإبادة الجماعية، وانتهاكاتها الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، يتطلب تدخلات عاجلات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ لضمان الوقف الفوري لها، والمحاسبة عليها، والتوقف عن ازدواجية المعايير التي تحكم مواقف الكثير من الدول والجهات حتى الآن على حساب حقوق الإنسان.
ولليوم الـ20، واصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، فيما تستمر الفصائل الفلسطينية في إطلاق صواريخ من القطاع على بلدات ومدن إسرائيلية.
وحتى الأربعاء، قتلت إسرائيل في غزة 6546 فلسطينيا في غزة، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسنا، وأصابت 17439 شخصا، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض، وفقا لسلطات غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة جرائم الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة جرائم سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس السوري: تقدم المتمردين هو محاولة "لإعادة رسم" الخريطة الإقليمية
دمشق - وصف الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين 2ديسمبر2024، الهجوم الذي تقوده فصائل إسلامية وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي بأنه محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يتماشى مع المصالح الأميركية.
جاءت تعليقاته، التي أدلى بها في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في الوقت الذي نفذ فيه الجيش السوري وحليفته روسيا غارات جوية قاتلة على مناطق خاضعة لسيطرة الإسلاميين والمتمردين المدعومين من تركيا.
ويحظى الأسد بدعم روسيا وإيران، حيث أكدت الدولتان أنهما ستساعدان جيشه في القتال بعد خروج حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، عن سيطرة الحكومة.
وتشهد سوريا حربا منذ أن شن الأسد حملة قمع على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011، ومنذ ذلك الحين اجتذب الصراع قوى أجنبية وجهاديين، وأسفر عن مقتل 500 ألف شخص.
ومع عودة جيش الأسد إلى السيطرة على معظم أنحاء البلاد بعد سنوات من تغيير خطوط القتال، ظل الصراع خاملاً في معظمه حتى الأسبوع الماضي، عندما شن التحالف الذي يقوده الإسلاميون هجومه.
وقال الأسد في بيان صادر عن مكتبه إن "التصعيد الإرهابي يعكس الأهداف البعيدة في تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخريطة بما يتوافق مع أهداف الولايات المتحدة والغرب".
سيطرت هيئة تحرير الشام الإسلامية والفصائل المتحالفة معها خلال عطلة نهاية الأسبوع على مدينة حلب، باستثناء الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حلب، المدينة القديمة التي تهيمن عليها قلعتها التاريخية، هي موطن لنحو مليوني شخص، وشهدت معارك ضارية في وقت سابق من الصراع.
ولكن حتى نهاية هذا الأسبوع، لم يتمكن المتمردون من السيطرة بشكل كامل.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس مقاتلين بملابس عسكرية وهم يقومون بدوريات في شوارع حلب، وبعضهم أشعل النار في العلم السوري بينما رفع آخرون علم الثورة باللون الأخضر والأحمر والأسود والأبيض.
وبينما بدت الشوارع فارغة في الغالب، خرج البعض ليهتف للمقاتلين المتقدمين.
هيئة تحرير الشام هي تحالف يقوده فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا. وهي تقاتل إلى جانب فصائل متحالفة معها، وتتلقى وحداتها الأوامر من قيادة مشتركة.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، إن غارات جوية نفذتها سوريا وروسيا بشكل مشترك على عدة مناطق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل 11 مدنياً، بينهم خمسة أطفال.
وقال حسين أحمد خضر، وهو مدرس يبلغ من العمر 45 عاما لجأ إلى المخيم هربا من القتال في محافظة حلب، إن "الضربات استهدفت... عائلات نازحة تعيش على أطراف مخيم للنازحين".
وقال إن أحد الأطفال الذين لقوا حتفهم كان أحد طلابه، وأن الأطفال الأربعة الآخرين كانوا شقيقاته.
وقالت روسيا، التي تدخلت لأول مرة بشكل مباشر في الحرب السورية في عام 2015، يوم الاثنين إنها تواصل دعم الأسد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نحن بالطبع نواصل دعم بشار الأسد ونواصل الاتصالات على المستويات المناسبة، ونقوم بتحليل الوضع".
قالت وسائل إعلام رسمية إن كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي زار سوريا الأحد لتقديم رسالة دعم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن الجمهورية الإسلامية دخلت سوريا بناء على دعوة رسمية من حكومة الأسد.
وأضاف أن "مستشارينا العسكريين كانوا موجودين في سوريا وما زالوا موجودين، ووجود مستشارين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا ليس بالأمر الجديد".
- 'فائدة محدودة' -
ورغم أن القتال يعود إلى حرب بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان، فقد تغير الكثير منذ ذلك الحين.
وقد نزح ملايين السوريين، ويعيش نحو 5.5 مليون منهم في الدول المجاورة.
معظم المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للأسد في بدايتها إما ماتوا، أو في السجن، أو يعيشون في المنفى.
إن روسيا في حالة حرب في أوكرانيا، وحلفاء إيران المسلحون حزب الله وحماس ضعفوا بشكل كبير بسبب أكثر من عام من الصراع مع إسرائيل.
ويبقى دور حزب الله اللبناني، الذي لعب دورا رئيسيا في دعم الحكومة خاصة حول حلب، موضع تساؤل بعد انسحابه من العديد من مواقعه للتركيز على قتال إسرائيل.
وبدأت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها هجومهم، الأربعاء، في الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بعد أكثر من عام من الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن مقتل أكثر من 457 شخصا، معظمهم من المقاتلين، ولكن بينهم أيضا ما لا يقل عن 72 مدنيا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي لديه شبكة من المصادر داخل سوريا.
وقال المرصد إن تقدم المتمردين لم يواجه مقاومة تذكر.
وقال آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، إن "الوجود الروسي تراجع بشكل كبير، وأصبحت الضربات الجوية السريعة ذات فائدة محدودة".
ووصف تقدم المتمردين بأنه "تذكير بمدى ضعف النظام".
- 'ضائع' -
وقال آرون لوند من مؤسسة سينتشري إنترناشيونال البحثية: "يبدو أن النظام فقد السيطرة على حلب".
وأضاف: "إن أي حكومة بدون حلب ليست حكومة فعّالة في سوريا".
وأضاف المرصد أن المتمردين سيطروا أيضا على عشرات البلدات في أنحاء الشمال، بما في ذلك خان شيخون ومعرة النعمان، على بعد نحو نصف الطريق بين حلب وحماة.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس مقاتلين من المعارضة وهم يتقدمون نحو محافظة حماة في وسط سوريا، بالإضافة إلى دبابات ومعدات للجيش مهجورة على جانب الطريق.
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأحد إلى "خفض التصعيد" في سوريا وحماية المدنيين والبنية التحتية.
تحتفظ الولايات المتحدة بمئات الجنود في شمال شرق سوريا كجزء من التحالف المناهض للجهاديين.
وبالتوازي مع الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، هاجمت فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا مقاتلين أكراد في محافظة حلب يوم الأحد، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنهم استولوا على بلدة تل رفعت الاستراتيجية والقرى المجاورة.
وفي يوم الاثنين، وفي أعقاب السيطرة على تل رفعت، قالت قوة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في سوريا إنها تسعى إلى إجلاء الأكراد حول حلب إلى مناطق آمنة تحت سيطرتها.
Your browser does not support the video tag.