الثورة نت:
2025-02-12@05:58:21 GMT

فلسطين كرامة الأمة المستباحة..!

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

 

 

بيد أن هرولة (بلينكن) وزير خارجية أمريكا للمنطقة برفقة وزير الدفاع الأمريكي، وهرولة عدد من المسؤولين الأوروبيين للكيان، بعد الصدمة التي أرعبتهم وهم يشاهدون حراسهم المتقدمين وحماة مصالحهم وهم مذعورون يتخبطون كالفئران، بل أن يشاهد العالم قائد دبابة (الميركافا) وهو يبكي وأحد أبطال المقاومة يسحبه من داخل برج الدبابة، صورة تكفي ليعرف العالم حقيقة أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر مجرد كذبة، والحقيقة أن هدا الجيش هو أجبن جيش وأنذل جيش وأحقر جيش عرفته البشرية، فالجيش الذي يقتل النساء والأطفال والمدنيين العزل ويحاصرهم، والجيش الذي يطالب بإغلاق المستشفيات والمراكز الصحية، والجيش الذي يقطع الكهرباء والمياه والغذاء والدواء عن ملايين من البشر وإن كانوا أعداءه، جيش كهذا جريمة أن ينسب للجيوش، بل هو مجموعة من القتلة والمرتزقة ومحترفي الإجرام بدليل ردة فعله على الأرض وهي ردة فعل لا تأتي من جيش كلاسيكي محترف، بل من عصابة إجرامية، مع أن المقاومة تصرفت بمسؤولية عالية مع سكان المستوطنات بعكس ما قاله الرئيس الأمريكي وما سرد من أكاذيب تدل على أن الرعب الذي عاشته عصابة الاحتلال بلغ البيت الأبيض وأصاب الرجل الأول فيه الذي تحدث عن ذبح أطفال وتقطيع رؤوس وكان حديثه بمثابة إيحاء لعصابته في جيش الاحتلال بهدم قطاع غزة على رؤوس ساكنيه طالما عجز هذا الجيش في الوصول للمقاومة.

.!
هنا يجب إعادة النظر في آلية الصراع والمواجهة مع العدو، وهنا يجب أن نقف مليا أمام تداعيات معركة (طوفان الأقصى) والتعامل مع مخرجاتها ومساراتها وفق قواعد جديدة مستوحاة من السلوك الأمريكي -الغربي وردة الفعل الصهيونية، بعد أن بدا واضحا أن الكيان بدون أمريكا والغرب زائل..!
بمعنى أن عدو فلسطين والأمة ليس الكيان بل أمريكا والغرب، ويجب مواجهة أمريكا والغرب وضرب مصالحهم في المنطقة، وهذا هو الطريق الصحيح إذا اردنا تحرير فلسطين وتحرير الأمة من هيمنة أمريكا واستعمارها، إن الأمة تعيش اليوم تحت رحمة الاستعمار الأمريكي الأكثر قبحا وبشاعة، إنه استعمار غير مسبوق وغير معهود خاصة وهو يأتي في لحظة تاريخية نتوهم أو يتوهم بعض أبناء الأمة أنهم يعيشون في كنف الحرية والاستقلال والتنمية وأنهم مستقلون وبرعاية أنظمة يتربع عليها أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، وأن أنظمة الخليج وشيوخها يعيشون في حالة تنمية وتطور واستقرار وأنهم أصبحوا يحتلون مكانة دولية مرموقة، ونرى تنافس حكام وأنظمة الخليج على خوض معترك التنافس الجيوسياسي داخل الجغرافية العربية، زاعمين أنهم شركاء موثوقون لدى المحاور الدولية، والحقيقة أن كل هذه الأنظمة ليست أكثر من مجرد (سماسرة) توظفهم أمريكا وبعض المحاور الغربية لتأدية أدوار بذاتها، أدوار تدمر كل إمكانيات الأمة وقدراتها ومقوماتها وحقوقها، وإلا ماذا يعني أن توافق هذه الأنظمة على القيام بدورها في إطلاق أسرى الصهاينة لدى المقاومة ولم يسبق لها أن تحدثت عن آلاف الأسري في سجون الاحتلال بمن فيهم النساء والأطفال..؟!
أعرف أن هذه الأنظمة أعجز وأجبن من أن تسجل موقفاً عروبياً تجاه ما يحدث من مجازر في فلسطين وبحق شعبها، حتى من باب التهديد وحسب، وأعرف أن هناك أنظمة عربية وإسلامية للأسف تمارس منذ انطلاق معركة (طوفان الأقصى) ضغوطات على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى فصائل المقاومة، وهي ضغوطات كبيرة وقاسية لصالح الكيان الصهيوني نزولا عند رغبة واشنطن ولندن وباريس، ولكن بالمقابل فإن معركة طوفان الأقصى قد تكون هي المعركة الفاصلة في مسار النضال العربي الفلسطيني، لأن هناك محاور أخرى على هذا الكون بدأت في إطلاق مفردات الرفض لكل ما يجري وبدأت في التوجه الجاد نحو إنهاء معاناة شعب منذ 75 عاما، احتكرت مفاتيحها واشنطن التي نصبت نفسها خصما وحكما وجلادا وهذا سلوك مرفوض وغير مقبول، وبالتالي لم يعد ممكنا الصمت عما يجري وبرعاية دولة كانت الوسيط وكانت الخصم والحكم والجلاد والراعي الرسمي لكل الجرائم التي لن تقف تبعاتها في نطاق الجغرافية الفلسطينية، بل سوف تمتد قهرا وقسرا لداخل جغرافية أولئك الذين يتوهمون أن أمنهم القومي خط أحمر..!
إن الجغرافية القومية ستكون في دائرة الاستباحة المطلقة إذا لم يقف العالم موقفاً عادلاً بخصوص قضية فلسطين العادلة، وأن تسحب وصاية أمريكا وبريطانيا عن المنطقة، وأن يدرك الجميع من حكام الأمة الخونة منهم والعملاء والمرتهنون والشرفاء المخلصون أن هناك في هذا العالم محاور فاعلة لن تبقي مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية أسيرة لرغبات عواصم الاستعمار القديم والحديث مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا، نعم إذا كانت بعض أنظمة الحكم العربية تخشى على ما أنجزته من أبراج زجاجية أو شقق مفروشة فارهة، أو تخشى على فقدان ازدهارها المزيف الذي توصلت إليه بعد أن حولت مدنها إلى ملاه ليلية، فإن هناك محاور دولية فاعلة لن ترضى بإبقاء العربدة الأمريكية الصهيونية البريطانية وحتى الفرنسية، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فليكن الجميع على علم أن هذه المعركة لها ما بعدها فلسطينيا وعربيا وربما إسلاميا ودوليا، وقد تأتي مرحلة قادمة تنتج جيوباً راديكالية متعددة تستهدف مصالح الدول الراعية لهذا الكيان والتي تمده بكل ممكنات القوة خاصة في مرحلة تاريخية أصبح فيها من السهل على أي مجموعة امتلاك عوامل القوة، بدءا من أسلحة فتاكة، وصولا للطائرات المسيَّرة التي يمكن توظيفها لضرب كل هدف في ضربه إرباك وإقلاق لحركة الاقتصاد العالمي، وإن كانت مجموعة من المقاومين قد مرغت كرامة الصهاينة والأمريكان معا، فإن تشكيل جيوب مقاومة على امتداد الجغرافية العربية فعل قابل للتحقق على ضوء نتائج معركة طوفان الأقصى، على أن تكون هذه الجيوب المقاومة في مواجهة مصالح أمريكا والغرب، وضد كل عملائهم في المنطقة أنظمة كانت أو جماعات أو أفراداً وأحزاباً..!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

معركة المسعودية لم تكن سوى معركة (كسر العظم)

من أحاجي الحرب ( ١٣٠٤٨ ):
○ كتب: أ. Faisal Alshareef
□□ معركة المسعودية لم تكن سوى معركة (كسر العظم) ،، فقد أبى الجيش وقوات العمل الخاص أن يدخلونها (سيرة) ،، دون أن يخرج الجنجويد من مخابئهم ،، فكانت الحيلة الإستخبارية عنصرا حاضرا وحاسما في المعركة ،، فقد قامت طلائع قوات العمل الخاص بإستخدام (الذكاء الإستراتيجي ) في مواجهة رعاع الجنجويد والمتعاونين ،، فمن واقع دراستهم المتأنية لطبيعة المنطقة الجغرافية وإمتدادات وتضاريس المسعودية ،، وتنبؤاتهم الفطنة بطريقة تفكير العدو ،، وهي المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب ال(40)الف نسمة وترتمي على مساحات واسعة وشاسعة ،، ويحدها النيل و الطريق القومي وخط السكك الحديدية وإمتدادات مشروع الجزيرة ،، والمزارع الخاصة .

فقد اقتضت حكمة الإجهزة الاستخباراتية ان تتقدم طليعة فدائية من قوات العمل الخاصة لتقوم بمناورة ذكية ،، اعتمدت فيها على إعلان استلام الجيش ل (بنك المزارع)والذي كان يشكل (باستيلا ) جديدا تستخدمه المليشيا سجنا حربيا وموقعا للاستجواب وتحرير صكوك المغادرة للسيارات والمتحركات حتى المراكب ، ثم قامت بالإنسحاب ، ولحظة انتشار فيديو استلام البنك وتطهير المسعودية بالوسائط ،، كانت قوات العمل الخاص والاستخبارات العسكرية تدرك ان رسالتها قد وصلت الى المتمردين عبر المتعاونيين بالوسائط ومحموعات الواتساب ، الخبرة الإستخبارية والأمنية جعلهم ينسجون السيناريوهات المسبكة وبتوقعون النتائج المرجوة تماما ،،فقد سارع الجنجويد المختبئين في بعض الأعيان والمنشأت الى الظهور لإعلان سيطرتهم على (بنك المزارع)والمراكز الصحي المجاور ،، فتوزعوا على ارتكازات كانت معلومة للجيش ،، بعد ان أطمأنو الى ان طلائع القوات الخاصة قد انسحبت وعادت الارتكاز بمنطقة النوبة (الشقيقة) .

وهنا برز وعي المواطن المسعودي ، الذي إستجاب الى توجهات ابناءه في جهاز الأمن والجيش ،، الذين كانوا جزءا من خطة قيادة العمليات ،، فتم في ساعة إسناد واحدة إغلاق كافة مجموعات الواتساب الخاصة بأبناء المنطقة مع التنويه بعدم نشر أي معلومة عن سير العمليات ،، و توّج ذلك بعملية إخلاء مدروسة للمواطنيين القاطنيين بالقرب من المناطق المستهدفة ،، فقد توجه كل الأهالي الى مناطق تم تحديدها بسرية وذكاء يحسد عليه القائمون بالأمر ، وفي تلك اللحظة (البكماء) جراء توقف الوسائط وفقدان المتعاونيين والمصادر ،، ووسط حالات السُّعار و (حراق الروح ) و(الزهللة) ،التي إنتابت الأعداء ، خرج الجنجويد لتأكيد وجودهم ،، فكانت الضربة القاضية،، حيث تم تمديرهم وألفتك بهم في معركة جعلتهم عبرة لكل معتبر ،، لم تفقد المسعودية شيئا في هذه المعركة سوى بعض الاعيان ،، إذ تضرر المركز الصحي الذي تم تأسيسه في العام 1966كثاني مركز صحي بالولاية بعد مركز صحي ابوعشر ،، ومنازل (آل القناص) ومنزل الأستاذ المربي / بخيت الحاج ابراهيم ، وسلمت كل الأرواح ،،بفضل الله وعنايته ثم بالتدبير المحكم بإذن الله من القائمين على ادارة العمليات ،، الجميع كان يخشى على المسعودية ،، فالواقع هناك معقد جدا ،،فهناك مدينة جياد والتحاماتها مع المنطقة ،، ثم مبنى الشركة التركية للطوب الحراري بتلته الشاهقة ،، والمزارع ،، وحلة التامة ،، وكمون بعض براغبث المتمردين في بعض منازل الأهالي ، وتحديات أخرى أكثر تعقيدا لكن الثقة في العقول الاستخبارية النابهة وقدرتها في التعامل مع التحديات المعقدة،، والواقائع المتغيرة ،غيّرت من طبيعة الصراع وحولته الى نصر أكيد ،،فليس يالمستغرب أن يتحلى أفراد قواتنا المسلحة بالبصيرة والحكمة، وحسن تقدير المخاطر.

والشكر للقوات المسلحة وجهاز الأمن وكل فصائل القوات المسلحة والاحتياطي المركزي ،، التي ساهمت في تحرير بلدتنا الجميلة ،، والشكر لأبناء المسعودية في القوات المسلحة وجهاز الأمن ،، الذين لا أريد حصرهم وعدّهم فهم كُثر ،،فقط دعوني افرد التحية للأخ العقيد أمن سيف الدين علي مساعد ،، والأبن النقيب إمن /عبدالله غزالي . وغدا بإذن الله تكتب عن شهداء المنطقة الإكارم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كرامة الشعب الفلسطيني أولا.. رد ناري من ماكرون على تصريحات ترامب بشأن ترحيل مليوني شخص من غزة.. عاجل
  • أحمد الشرع: هذا هو الدرس الذي تعلمته الأجيال من فلسطين
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مصر وقطر تعملان بجهد مع أمريكا للالتزام بوقف إطلاق النار
  • احتدام معركة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين
  • لجان المقاومة في فلسطين تستنكر تصريحات ترامب بشأن شراء وامتلاك غزة
  • لجان المقاومة في فلسطين تستنكر تصريحات ترامب بشأن “شراء وامتلاك” غزة
  • معركة المسعودية لم تكن سوى معركة (كسر العظم)
  • الحية: مشاريع ترامب إلى زوال والشعب الذي حمى الطوفان لن يغادر أرضه
  • شهيد النصر والانتصار في معركة طوفان الأقصى المجاهد محمد الضيف
  • الفساد في العراق.. معركة الإصلاح الصعبة