محور المقاومة والعدوان على غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
نصرة فلسطين الدولة والمقدسات والمقاومة والقضية الفلسطينية هي مسؤولية كل العرب والمسلمين، كون فلسطين دولة عربية إسلامية، وفيها القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والقضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين المصيرية، وليست مهمة خاصة بدول محور المقاومة، وإن كانت الأخيرة هي الأكثر نصرة ودعما وإسنادا لفلسطين وحقها المشروع في تحرير أرضها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي من تدفع ثمن مواقفها المشرفة لنصرة فلسطين ودعم مقاومتها الباسلة ومقارعة كيان العدو الصهيوني والتنديد بالمجازر التي يرتكبها بحق أبناء فلسطين .
مع كل عدوان صهيوني همجي على غزة، يتسابق المنافقون والمرجفون على تحميل المقاومة الفلسطينية ودول محور المقاومة المسؤولية، ويهاجمونها بشكل مكثف من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، ودائما ما نسمع منهم مطالبات لمحور المقاومة بالتدخل لنصرة فلسطين على خلفية مواقف دول المحور المساندة والداعمة لها، وكأنهم يعيبون على محور المقاومة هذه المواقف التي ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق، بمعنى أنهم يستنكرون الوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني، ويرون في ذلك مادة للتندر والسخرية والتهكم وكل ذلك من باب الكيد السياسي وتصفية الحسابات النفعية الرخيصة .
عقب عملية طوفان الأقصى النوعية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، سارعت قنوات وأبواق أنظمة التطبيع واليهودة والتصهين ومن دار في فلكها من المخدوعين وأصحاب النظريات والأحكام المسبقة ومن في قلوبهم مرض إلى مهاجمة حركة حماس واتهام محور المقاومة بقيادة إيران بالوقوف خلف العملية والذهاب لتخوين حركة حماس وشيطنتها والوقوف إلى جانب كيان العدو الصهيوني من خلال تصوير حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على أبناء قطاع غزة بأنها عبارة عن ردة فعل مشروعة، والبعض لم يجد حرجا في اتهام حركة حماس بالإرهاب، وهناك من الغوغائيين وذوي العقليات المأزومة والنظرة القاصرة، من جاهروا بإفلاسهم الديني والقومي والأخلاقي والإنساني وذهبوا للغمز واللمز ضد محور المقاومة، هذا يقول (هيا أين إيران والحرس الثوري وفيلق القدس) وذاك يقول (هيا أين حزب الله وحسن نصر الله) وآخر يقول (هيا وين الحوثيين شغلونا الموت لأمريكا الموت لإسرائيل هيا يورونا عضلاتهم وصواريخهم) وآخر يقول (هيا أين الجيش السوري والحشد الشعبي العراقي)، المهم أشعلوا وسائل التواصل الاجتماعي في مهاجمة محور المقاومة وتركوا كيان العدو الصهيوني دونما أي إدانة أو استنكار للجرائم والمجازر التي يرتكبها أو إشارة إليها .
المهم هراء هؤلاء وترهاتهم غير مستغربة فهم وأمثالهم مجرد فقاعات تتطاير في الهواء لا أثر لها مطلقا، المهم حزب الله دخل في خط المواجهة وبدأ بضرب مستوطنات كيان العدو الصهيوني وفتح جبهة في شمال فلسطين استطاع من خلالها إخلاء ٨٢ مستوطنة صهيونية وتمكن من السيطرة على خط التماس مع العدو، الذي نجح الحزب في جره إلى حرب استنزاف وتحييد قرابة ٤ فرق عسكرية صهيونية في الجبهة الشمالية لفلسطين، كل ذلك ولم نسمع أي تعليق من قبل تلكم الأبواق التي قالت (أين حزب الله) وكذلك الحال فيما يتعلق بسوريا والحشد الشعبي واليمن وإيران كل طرف يسهم بالمتاح والممكن في نصرة غزة وأهلها، ودعم وإسناد مقاومتها في معركة الشرف والبطولة والكرامة التي يخوضها الغزاويون الأبطال بالنيابة عن العرب والمسلمين.
بالمختصر المفيد، نصرة ودعم وإسناد غزة والمقاومة الفلسطينية وسام شرف وعنوان فخر لكل من يبادر إلى ذلك، وليس في ذلك أي مدعاة للخوف أو القلق، محور المقاومة أفعاله في نصرة فلسطين أكثر من أقواله، هو محور قول وفعل، والعار كل العار والخزي كل الخزي للخونة العملاء المطبعين المنبطحين لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي، ولشلة الشقاق والنفاق والدس الرخيص أقول لهم : قبل أن توجهوا سهام نقدكم صوب محور المقاومة عليكم أن تتحرروا من الوصاية والتبعية الأمريكية وأن تتطهروا من دنس العمالة والخيانة، وتثبتوا حضوركم في المشهد الفلسطيني في جبهة المقاومة الفلسطينية ودعما ونصرة لها بالمال والرجال والسلاح، لا كمجرد قطيع من الخونة العملاء الذين لم تسلم فلسطين وشعبها من خيانتكم وعمالتكم ومواقفكم المخزية والمذلة الجالبة للعار الذي سيظل يلاحقكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المسيرة المليونية تجسيدٌ للأمل في مواجهة الاحتلال ودفاعٌ عن الحق
فتحي الذاري
عندما نتحدث عن المسيرات المليونية فَــإنَّنا نشير إلى تجسيدٍ حي لشعور عميق بالوحدة والتضامن بين الشعوب في سياق مقاومة الظلم والاحتلال؛ فالمسيرة المليونية مع غزة ولبنان دماء الشهداء تنتصر، أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي لم تكن مُجَـرّد حدثٍ عابر بل كانت تعبيرًا قويًّا عن إرادَة الشعوب في الانتصار للحق والعدالة واستهداف القاعدة الجوية الإسرائيلية هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، هذه الهجمات تظهر قدرة محور المقاومة على تنفيذ عمليات نوعية تخلّ بالاستقرار الإسرائيلي وتثبت أن الاحتلال ليس محصنًا ضد الضغوط العسكرية، والرسالة التي تحملها هذه العمليات واضحة، الإرهاب والاحتلال لن يستمرا في ظل وجود مقاومة متجذرة.
وإن هذه الأفعال تستند إلى الدماء الزكية للشهداء الذين سقطوا في معارك الشرف، مما يشير إلى أن كرامة الشهداء ستكون محورًا رئيسيًّا في بناء الأمل والنصر الذي تسعى إليه شعوب المقاومة، ولا يمكننا الحديث عن هذه المسيرة دون الإشارة إلى دور كُـلٍّ من غزة ولبنان في نشر شعاع الأمل.
إنهم يمثلون رمزًا لتاريخ طويل من النضال، حَيثُ استطاعوا أن يقاوموا ما مروا به من اعتداءات وحصار، تجسدت هذه المقاومة في مسيرات مليونية تعبر عن تضامن الشعب اليمني مع قضاياهم العادلة، حَيثُ يعبر الدم المتدفق من الشهداء عن قوة الشعب وإرادته المحقرة للظالمين، وأن التحَرّكات التي يقوم بها محور المقاومة لا تعبر فقط عن الالتزام بالدفاع عن الحقوق المسلوبة، بل تجسد أَيْـضًا الأمل في التحولات الإيجابية التي تسعى لتحقيقها الشعوب في مواجهة الاعتداءات العدوانية، وَمحور المقاومة لا يقاتل؛ مِن أجلِ الأرض فحسب، بل يدافع عن كرامة الشعوب وعن حقوقهم الأَسَاسية في الحياة.
التحَرّكات الأخيرة تكشف عن حيوية هذا المحور وحرصه على بناء تجارب تنموية واجتماعية تعزز من التماسك الاجتماعي والعدالة.
مسيرة الشهداء ليست أعلامًا مرفوعة فقط، بل هي تمسك بالفكر والمبادئ التي تستند إليها الشعوب في نضالها كما تلعب وسائل الإعلام دورًا كَبيرًا في إبراز هذه الإنجازات، حَيثُ تسلط الضوء على الأمل والمقاومة وتعزز من الوعي العام بقضايا الحق والحرية، أن نشر قصص الشهداء وإنجازاتهم يزيد من شعلة الحماس ويؤكّـد لكافة الشعوب بأن النصر آتٍ لا محالة.
نؤكّـد أن المسيرات المليونية وتواجد الشعوب الكثيف في ساحة النضال يعتبر علامة فارقة وأملًا.
إن الدماء التي ضحى بها الشهداء هي وقود النضال، وهي تعزز من المسار نحو الحرية والكرامة، أن العاقبة ستكون للمتقين، ولمن يسعى وراء الحق والعدالة، وليستعد العدوّ ليدفع ثمن اعتداءاته في زمنٍ ربما ليس ببعيد.
إن الشعوب المقاومة في غزة ولبنان والعراق وسوريا واليمن وإيران وغيرها من الأراضي المنكوبة، ستظل متمسكة بحبال الأمل ورايات العز.