تسريب معلومات حول عدم استعداد جيش الاحتلال للقتال في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
انقسام حاد في أوساط كيان العدو بشأن كيفية مواجهة المقاومة الفلسطينية
الثورة /متابعة/حمدي دوبلة
خسائر فادحة يتكبدها الكيان الصهيوني على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية جراء عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من عشرين يوما، فيما يشهد مجتمعه الهش وحكومته الفاشية انقسامات حادة وصفتها صحف غربية أمس الخميس، بالضارة والمؤثرة وخصوصا في ما يتعلق بالعملية البرية التي ينوي الكيان القيام بها على غزة وسط تسريبات أفادت بعدم استعداد جيشه المنهزم في عملية طوفان الأقصى لخوض غمارها.
وفي هذا الإطار قال تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة جيشه منقسمون “بشكل ضار” إزاء كيفية محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكشفت المجلة أن زعيم حزب شاس اليهودي المتشدد أرييه درعي، سرَّب معلومات -في اجتماع لأعضاء حزبه بعد زيارته المفاجئة الثلاثاء الماضي للجنود الإسرائيليين على الحدود مع قطاع غزة– أن الجيش ليس مستعدا بعد للقتال هناك.
وذكر التقرير أن أدرعي لا يضطلع بدور رسمي في الحكومة، ولا يتمتع بأي خبرة عسكرية، وأن كل مؤهلاته أنه حليف سياسي مهم لنتنياهو.
وقالت إيكونوميست، إن الحرب هي ممارسة للسياسة بوسائل أخرى، مشيرة إلى أن الحرب التي تدور رحاها حاليا في إسرائيل أضحت مسيسة أكثر وأكثر.
وأشارت إلى أن وكلاء الإرهابي نتنياهو ظلوا يطلعون الصحفيين على أن الجيش ليس على أتم الاستعداد لبدء الحملة البرية، وأنه بدلا من تعريض حياة الجنود “الإسرائيليين” للخطر من خلال غزو سريع، كما يقترح جنرالات إسرائيل.
لكن أحد كبار المسؤولين يعترف بأنه لا توجد خطة في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أن نتنياهو قام بعزل غزة وإهمالها لأكثر من عقد من الزمان، اعتقادا منه أنه الأسلم ترك الأوضاع فيها تلتهب. غير أن هجوم السابع من أكتوبر الجاري أثبت مدى الفشل الذريع لهذه السياسة.
واختتمت المجلة تقريرها بتأكيد أن تسييس نتنياهو للحرب الآن، وإحجامه عن التخطيط للمستقبل، قد يكلف إسرائيل كثيرا.
إلى ذلك تكبد كيان الاحتلال الإسرائيلي، حتى يوم أمس ، خسائر جائرة منذ تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام مع باقي الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر الجاري.
ووفقا لتقارير إعلامية خسر الكيان في أول خمس أيام من العملية نحو 1.5 مليار دولار، ووصل حتى اليوم إلى أكثر من 38 مليار دولار، وخسرت الأسهم الإسرائيلية أكثر من 20 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وتوقف أكثر من 1.3 مليون عامل عن العمل بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى عملهم، ونزوح أكثر من 120 ألف من المستوطنين من الجنوب إلى خيام وفنادق في شمال الكيان (فلسطين المحتلة).
وخفضت وكالة “موديز” تصنيف “إسرائيل” إلى (A1) قيد المراجعة، تمهيدا لخفض محتمل جراء تصاعد المواجهات واستنزاف الاحتلال في حربها على غزة.
ووفقا لتقرير رصدته وكالات، فإن أكثر من 84 من شركات “الهاي تيك” والشركات الناشئة تضررت من الحرب.
يشار إلى أن خسائر فادحة لم تحصر بعد، تكبدها الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى، وذلك بعد نزوح الملايين في مناطق متفرقة داخل الكيان، وتوقف الأعمال في مختلف القطاعات، وهروب عشرات الالاف في الأيام الأولى للحرب قبل إيقاف تأشيرات الرحيل لأمريكا ودول غربية للحد من هروب المستوطنين.
إلى جانب ذلك يتوقع تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في حال قرر احتلال غزة، وذلك وفقا لمخطط أعدته المقاومة مسبقا لمواجهة جيش الاحتلال.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
والخميس قالت إذاعة جيش العدو إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت قوات الجيش لفترة 4 أشهر.
وبرزت تساؤلات في الإعلام العبري عن سبب مقتل هؤلاء الإسرى الأربعة، الذين تؤكد المقاومة الفلسطينية أنهم أُسروا أحياء وقتلوا في قصف إسرائيلي متعمد على أماكن احتجازهم بغزة.
وتعود الجثامين الأربعة إلى "شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل"، و "الأسير عوديد ليفشتس"، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وتعد هذه أول مرة تسلم فيها “حماس” جثث أسرى صهاينة، في إطار الاتفاق الساري مع كيان الاحتلال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
تراجع نتنياهو
نتنياهو المطلوب للعدالة على خلفية جرائم ضد الإنسانية أراد أن يحول مشهد استعادة الجثامين إلى نصر سياسي له، لكنه تحول فعليا إلى نقمة وسخط؛ ما أجبره على التراجع عن اعتزامه المشاركة في مراسم استقبال الجثامين، وفق تقديرات إعلام صهيوني.
وقالت القناة “12” العبرية (خاصة) إن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى.
وتابعت: “درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثامين، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصوله، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره”.
القناة رجحت أن يكون قرار إلغاء مشاركة نتنياهو اتُخذ بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسماء للأسرى الأربعة القتلى قبل التيقن من هويتهم، وانتقاد مكتب نتنياهو الذي نشر الأسماء قبل تعرف معهد الطب الشرعي النهائي عليهم.
وعبَّر صهاينة، بينهم سياسيون وصحفيون، عن غضبهم من نتنياهو بسبب مقتل بعض الأسرى والتأخر في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حماس، بسبب مصالحه السياسية.
عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” المعارض ميراف كوهين، قالت عبر منصة إكس: “منذ مايو/أيار 2024، قُتل 124 جنديا (إسرائيليا) في غزة، عندما كانت صفقة مماثلة تقريبا للصفقة الحالية مطروحة على الطاولة”.
ومستنكرة تساءلت: “كم عدد الذين سيموتون بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلا من إعادة الجميع وإنهاء الحرب الآن؟”.
وارتكب كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
فظيع وبلا قلب
من جهته قال الصحفي البارز بن كسبيت، عبر إكس: “عندما يكون هناك نجاح فهو (نتنياهو) مَن سيحققه، (أما) عندما يكون هناك فشل، فهم المسؤولون عنه”، في إشارة إلى الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وأضاف بصحيفة “معاريف”: “ليس هناك خيار، علينا أن نقولها بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو رجل فظيع”.
كما لم ينجو نتنياهو من غضب وانتقادات عائلات الأسرى الصهاينة.
ومتحدثا عن نتنياهو للقناة “13” العبرية، قال إلحانان دانينو، والد أوري الذي أسر وقتل في غزة: “بحثت عن قلبه (نتنياهو) ولم أجده”.
ووقف عشرات الصهاينة يلوحون بأعلام الكيان على طرق مرت منها سيارات تحمل الجثامين.
وأقام جنود من جيش العدو مراسم تأبين مقتضبة، أجراها الحاخام الأكبر للجيش إيال كاريم، ووضعت الجثامين في توابيت مغطاة بعلم الكيان.
وقالت هيئة البث الصهيونية (رسمية): “عقب ذلك، نقلت الجثامين بواسطة سيارات إسعاف تحت حراسة الشرطة إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير في تل أبيب للتعرف على هوياتهم”.
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال أن “عملية التحقق النهائي من هويات الجثامين قد تستغرق يومين. وفور اكتمال العملية، سيتم إبلاغ العائلات رسميا بنتائج الفحوصات”، وفق الهيئة.
بدوره قال يزهار ليفشيتس، نجل الأسير الصهيوني عوديد ليفشيتس الذي تم تسليم جثمانه، لهيئة البث: “هذا يوم حزين لنا كعائلة ولكل الدولة، لكن قلوبنا لا تزال مع أولئك الفتيان والفتيات الذين لا يزالون في غزة”.
وتابع مئات من الصهاينة مشاهد إعادة الجثامين في ما باتت تسمى “ساحة المختطفين” بتل أبيب.
وجرى تسليم الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة استمرت نحو 16 شهرا.
وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الصهيوني مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة بقصف أماكن احتجازهم، فيما أكدت أن المقاومة بقطاع غزة “عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم”.
راي اليوم