«إنتاج الحرير».. مشروع يعيد أمجاد مصر الصناعية في «عهد البطالمة»
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
رغم توقف صناعة الحرير فى مصر منذ عصر محمد على، ما زالت المعامل التى تم استخدامها فى تلك الصناعة بمصر شاهدة على حقبة ذهبية من تاريخ مصر فى العهد البطلمى، حيث كان الحرير أساس صناعة الملابس، وفى عهد الرئيس السيسى عادت تلك الصناعة إلى الصحراء الغربية، وتحديداً فى محافظة الوادى الجديد بعدد 15 مشروعاً لإنتاج الحرير، ضمن خطط الدولة لدعم المشروعات الصغيرة وتمكين الشباب والمعيلات اقتصادياً.
تعد «واحة الحرير» من المشروعات القومية المهمة بالوادى الجديد، وهى عبارة عن مشروع زراعى صناعى سكنى عملاق، تجرى فيه زراعة أشجار التوت الهندى التى تتغذى عليها دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعى، فى أكبر مزرعة لإنتاج الحرير فى مصر والشرق الأوسط.
والمستهدف أن تصل المساحة المنزرعة إلى 9 آلاف فدان خلال عام 2030، حيث بدأت المحافظة تطبيق التجربة على مساحة صغيرة لا تتجاوز 50 فداناً بمركز الداخلة، ومن المقرر أن تصل مساحة المشروع فى مرحلته الأولى إلى 1000 فدان، ليزيد عدد المشروعات إلى 15 مشروعاً لإنتاج الحرير الطبيعى فى المحافظة، بواقع 3 مشروعات للحرير بمدينة الخارجة، و12 مشروعاً بمدينة الداخلة، ما بين مشروعات كبيرة وصغيرة.
تم إطلاق مبادرة إنتاج الحرير لدعم وتشجيع شباب الخريجين لإقامة المشروع من خلال التقديم على الأراضى للشباب بأسعار مخفضة، لتنشيط عملية زراعة أشجار التوت وإنتاج الحرير الطبيعى، كما تم التوسع فى زراعة أشجار التوت بمراكز الخارجة والداخلة وبلاط، وإنشاء معامل لإنتاج معدات تُستخدم فى عمليات إنتاج الشرانق.
كما يجرى توريد ماكينة آلية لفصل خيوط الحرير من الشرانق وسيكون مقرها فى مدينة الخارجة، ويعمل بالمشروع العملاق أكثر من 5 آلاف شخص، لتغطية الاحتياج المصرى من الحرير، وتصدير الباقى، لتصبح مصر فى المرتبة الثالثة على العالم فى إنتاج الحرير الطبيعى، بعد الصين والهند.
توفير فرص عمل لـ5 آلاف شخص ودورات تدريبية عملية على تربية الدودة وإنتاج الخيوطالدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد، قال إنّ المديرية تقوم حالياً بإعداد دورات تدريبية مكثفة لنشر ثقافة تربية دودة القز، وزراعة التوت، ضمن مبادرة إنتاج الحرير، إذ جرى تنفيذ عدد من الندوات التثقيفية، بالإضافة إلى دورات تدريبية عملية على تربية دودة القز وإنتاج الحرير والشرانق.
وأضاف أن المديرية تستهدف تشجيع المزارعين على فكرة زراعة التوت الهندى، الذى يمتاز بسرعة النمو، خاصة القزمى، والمعتمد فى زراعته على الصوب الزراعية المعدَّلة لاستيعاب 1000 شتلة هندى فى مساحة 525 متراً مربعاً، لإنتاج كمية كبيرة من أوراق التوت الكافية لتربية صندوق من شرنقة الدودة الذى يصل إلى 12 جراماً، إذ يعاد بناء أشجار التوت للدورة التالية عقب مرور 4 - 6 أشهر، لحين اكتمال النضج.
يستهدف تعزيز التمكين الاقتصادى للشباب والسيدات وزيادة دخل الأسر بقرية البشندىوأوضح وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد أنّ هناك متابعة بصفة دورية لمشروع إنتاج الحرير التابع لجمعية تنمية المجتمع بقرية البشندى بمركز بلاط، وجرت معاينة صالة تربية الأعمار الكبيرة وصالة تربية الأعمار الصغيرة لدودة الحرير ومعامل إنتاج الحرير وتربية دودة القز: «هناك تطور ملحوظ رغم ارتفاع درجات الحرارة بالمحافظة، وتستكمل مديرية الزراعة أعمال التدريب لطلبة كلية الزراعة بمركز الداخلة تحت إشراف الإدارة الزراعية داخل مشروع الحرير بالبشندى، وتم عرض محاضرة عن مبادرة الحرير وكيفية تربية ديدان الحرير كمشروع صغير فى المنازل يدر دخلاً للشباب أثناء الدراسة وكيفية تطبيق المشروع داخل الجامعة».
وأكد عبدالسلام بشندى، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالبشندى بمركز بلاط، فى تصريح لـ«الوطن»، أنّ إنتاج الحرير بالنسبة لأهالى القرية كان حلماً، وخاصة مع ارتفاع درجات حرارة الطقس بالمحافظة والتى لم تكن تتحملها باكورة زراعة أوراق التوت وتربية دودة القز، فلن نتوقف عن التجارب لإنتاج حرير طبيعى بجودة عالية فى فترة قياسية بمتابعة قطاع الزراعة، تنفيذاً لتوجيهات المحافظ بالتوسع فى إنتاج الحرير الطبيعى وإعادة إحياء صناعة الحرير مرة أخرى بدعم الأجهزة التنفيذية بالدولة.
وأضاف أن مشروع إنتاج الحرير عزَّز التمكين الاقتصادى للشباب والسيدات، بالإضافة إلى توفير فرص عمل، وزيادة دخل الأسرة داخل قرية البشندى بمركز بلاط، حيث نجح المشروع لأول مرة فى إنتاج شرانق الحرير كمرحلة أولى تلبِّى احتياجات إنتاج الخيوط، ما يزيد من القيمة المضافة.
ويستهدف المشروع إنشاء مركز تدريب على إنتاج الحرير بجمعية تنمية المجتمع المحلى بقرية البشندى، والتى تعد نواة لمشروعات صغيرة تدعم التمكين الاقتصادى للشباب والسيدات والمرأة المعيلة، كما يستمر المركز فى تدريب دفعات جديدة لنشر الوعى ونشر ثقافة إنتاج الحرير، بغرض تحقيق رؤية منظمة «الفاو» والحكومة المصرية لدعم الشباب والسيدات، بالتعاون مع جامعة الوادى الجديد ومديرية الزراعة بالمحافظة ومنظمة «الفاو».
«مفيدة»: البداية بزراعة التوت الهندى وتمر بمراحل مختلفة حتى استخراج الخيوط وتصنيعهاوأوضحت مفيدة منصور، إحدى العاملات بجمعية تنمية المجتمع بالبشندى بمركز بلاط فى الوادى الجديد، فى تصريح لـ«الوطن»، أن مراحل إنتاج الحرير تبدأ بزراعة التوت الهندى، ويتم بعدها شراء البيض المجفف لدودة القز وتوضع داخل معامل معزولة لتبدأ مرحلة الشرانق بعد صيام الديدان فى المرحلة الخامسة والأخيرة، وتبدأ تشكيل الكرات البيضاء إلى أن يتم وضعها فى غلايات كبيرة من المياه، وبعدها نبدأ فى وضعها فى مياه لتنقيتها من الشوائب، ثم توضع بماكينات الغزل لاستخراج الخيوط، لتبدأ بعد ذلك مراحل التصنيع المختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تنمية الوادى الجديد إنتاج الحرير الوادى الجدید تنمیة المجتمع
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يستكمل مناقشة قانون الإجراءات الجنائية الجديد الأسبوع الجاري
يستكمل مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال الجلسة العامة، غدًا الأحد وعلى مدار الأسبوع الجاري، مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ومكتب لجنة حقوق الإنسان، عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (مناقشة المواد من 172 وحتى 209).
وكانت قد انتهت الجلسات العامة الماضية بالموافقة على (171) مادة من مواد مشروع القانون، بعد مناقشات موسعة ومستفيضة من جانب النواب بمختلف انتماءاتهم السياسية ومن جانب الحكومة.
وقد أقر مجلس النواب خلال الجلسات العامة تقليص مدد الحبس الاحتياطي ووضع حدًا أقصى لها في مختلف الجرائم، ولحماية للحقوق والحريات.
ووافق المجلس على عدم جواز استجواب المتهم نهائيًا من قِبل النيابة العامة إلا في حضور محاميه، وفي حالة عدم حضور محام ألزم مشروع القانون النيابة العامة بندب محام له، وذلك تأكيدًا لحماية حق الدفاع.
قانون الإجراءات الجنائية الجديد
ويُمثل مشروع قانون الإجراءات الجنائية قانون متكامل للإجراءات الجنائية يحقق فلسفة جديدة تتسق مع دستور ٢٠١٤، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ويتلافى العديد من الملاحظات والتوصيات الصادرة عن بعض الأجهزة التابعة للمنظمات الدولية الرسمية، وبما يتواكب مع التطور التكنولوجي، وذلك كُله بما يحقق المصلحة العليا للدولة في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين الداخلي والدولي، ويحقق الاستقرار المنشود للقواعد الإجرائية.
وقد تضمن مشروع القانون الجديد مزيدًا من ضمانات الحقوق والحريات للمواطن المصري بما يليق بالجمهورية الجديدة على النحو الوارد بتقرير اللجنة المشتركة بشأنه.