عمان: عُقدت صباح اليوم ندوة ثقافية حول الخطاب الوجداني في القرآن الكريم وأثره على التفكير والتربية الإبداعية، ضمن الفعاليات التي تقيمها لجنة كتاب وأدباء شمال الشرقية بالتعاون مع مركز مصادر التَّعلم بجامعة الشرقية.

وقدمت الندوة الدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية، تحدثت من خلالها عن أهمية الخطاب الوجداني في القرآن الكريم ودوره في تحقيق قيم التعليم والتربية الإبداعية، كما توقفت عند تعريف مصطلحات العنوان في اللغة وعلم النفس وعلاقتها بالدراسات اللسانية الحديثة، وقبل الولوج إلى المحاضرة قامت الدكتورة غالية الزبيدية بسرد قصة قصيرة بيّنت من خلالها دور الكلمة الطيبة في غرس القيم الإيجابية وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مخرجات إيجابية تسهم في تقويم عملية التعليم من خلال فن الخطاب ووجدانيته.

وبينت أن للقرآن الكريم تأثيرا في عملية الإقناع، لذلك أنزل القرآن الكريم في مخاطبة القلب، كما جاء في سورة الشعراء الآيتان:(192-195). والقلب هو موطن المشاعر والأحاسيس والانفعالات الإنسانية المختلفة التي تؤدي إلى التأثير الوجداني والذي بدوره يقود إلى الإقناع العقلي، وشرحت كيف تتم عملية التفكير والاقتناع من خلال السماع والتأثير أولا، حيث تدرجت مراحل الإيمان من خلال السماع والتأثير ثم التفكير والاقتناع والإيمان. وقسمت الزبيدية المحاضرة إلى عدة محاور، حيث تحدثت في المحور الأول عن معنى الخطاب عند النقَّاد القدامى و المعاصرين، وعن أنواع الخطاب، والفرق بين الخطاب والإخبار والقص، وذكرت بعض الآيات التي وردت فيها لفظة الخطاب بعدة مواضع مختلفة. وفي المحور الثاني تحدثت عن دور الأجناس الأدبية كالقصة والمسرح والأجناس الفنية كالفن التشكيلي الإيقاع الصوتي في التأثير الإيجابي للخطاب ومدى قدرتها على جذب الحواس وعلى التأثير العاطفي وخلق الابتكار عن طريق استثمار المخيلة، كما جاء في القرآن الكريم من اهتمام بالصورة واللون وصوت الفاصلة القرآنية، كما وصف الله لنا أدق تفاصيل الجنة وطرق لنا باب المخيلة للترغيب والتحبيب في حثنا على العمل الصالح حيث يكون الجزاء جنة عرضها السموات والأرض.

وفي المحور الثالث تحدثت المحاضرة عن بعض الظواهر الأسلوبية في الخطاب الوجداني للقرآن الكريم وتحليل بعض الآيات أسلوبيًا ودلاليًا من حيث انفعالات الحب والحزن والخوف والطمأنينة والغضب، وغيرها من انفعالات الخطاب الوجداني في القرآن الكريم. وفي ختام المحاضرة عددت الدكتورة غالية عيسى بعض النتائج والتوصيات التي من شأنها أن تحسن وتطور عملية التعليم في مدارسنا وتحفز الإبداع عند الأطفال والناشئة وتعزز من مستوى التفكير والتربية الإبداعية. أدارت المحاضرة الدكتورة أسماء شنقار أستاذة النَّقد والأدب بجامعة الشرقية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مدير إدارة فتاوى المحاكم: الشرع لم يقتصر على معالجة سلامة التفكير في العقائد

شهد اليوم الثاني من فعاليات ندوة دار الإفتاء الدولية الأولى انعقاد الجلسة العلمية الثانية، تحت عنوان "حماية الأمن الفكري: التحديات وطرائق الفتوى في المواجهة"، أكد الدكتور محمد الأدهم، مدير إدارة فتاوى المحاكم والمؤسسات بدار الإفتاء المصرية في ختام الجلسة، على أهمية سلامة التفكير كعامل رئيسي في صلاح الكون، مشيرًا إلى أن صلاح الكون أو فساده يتوقف على مدى سلامة تفكير الإنسان الذي يعيش فيه، وأن ضمانة سلامة التفكير تكون عبر "سياج الأمان الأول وهو الوحي".


وأضاف الأدهم أن الشرع الإسلامي لم يقتصر على معالجة سلامة التفكير في العقائد والأخلاق فحسب، بل تناول أيضًا الفقه والأحكام الشرعية والفتاوى. وأوضح أن الفتوى قد ساهمت في ضمان سلامة تفكير أفراد المجتمع، حيث عالجت الأمن الفكري من خلال محورين رئيسيين: وضع معايير لضمان سلامة الفتوى، ومحاربة صور الانحراف في الفتوى.
وأكد د. محمد الأدهم على أهمية "سلامة مصدر الفتوى وصحة الاستدلال به"، مشيرًا إلى دور علوم الإسناد وأصول الفقه في ضمان صحة الفتوى. كما تناول شروط المفتي، موضحًا أن الفتاوى التي تصدر عن غير المؤهلين لها قد تتسبب في "ضياع حقوق وخراب بيوت".


وفي معرض حديثه عن مواجهة الفتوى للانحرافات الفكرية، استعرض مدير إدارة فتاوى المحاكم والمؤسسات بدار الإفتاء بعضَ صور الانحراف الفكري، مثل الأعراف الفاسدة، والتمسك بظواهر النصوص دون فهم مقصودها. كما أكد على دَور دار الإفتاء المصرية في محاربة محاولات التغريب والغزو الفكري، والفتاوى المتطرفة، ومنع ظاهرة التكفير.
واختتم الدكتور محمد الأدهم كلمته بالإشارة إلى أنَّ "دار الإفتاء المصرية تسعى دائمًا لتصحيح المفاهيم وإرساء دعائم الأمن الفكري"، من خلال الفتاوى التي تعالج القضايا الملحَّة في المجتمع، مؤكدًا أهمية هذه الجهود في تعزيز الفكر الصحيح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • انطلاق المرحلة الرابعة من اختبارات مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بأسيوط
  • مدير إدارة فتاوى المحاكم: الشرع لم يقتصر على معالجة سلامة التفكير في العقائد
  • ختام اختبارات التصفية المبدئية لمسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم بالغربية
  • حظك اليوم الاثنين| توقعات الأبراج الهوائية.. لا تبالغ في التفكير
  • نتنياهو: تحدثت مع ترامب عن حاجة اسرائيل إلى النصر في غزة
  • الأزهر يعلن إطلاق مبادرة لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المصريين في الخارج.. تفاصيل
  • كان طاغيا
  • تقييم مسابقة حفظ القرآن الكريم بجنوب الشرقية
  • الأوقاف: صرف 25 ألف جنيه لأسرة ضحية مسابقة حفظ القرآن الكريم ببورسعيد
  • شكلهم يشرح القلب.. تكريم 35 سيدة من حافظات القرآن الكريم بأسوان