حيات: العلاقات مع كازاخستان وآسيا الوسطى.. وجهتنا المقبلة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
فيما كشف مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، عن التحضير لزيارة رفيعة المستوى لجمهورية كازاخستان قريباً، اعتبر في سياق آخر، أن رفع «سوء التفاهم» في ملف العمالة الفيلبينية، يتطلب وقتاً وخطوات صلبة وخطوات صلبة، والأمور تسير بخطى ثابتة، خاصة بعد لقاء سمو ولي العهد بالرئيس الفيلبيني.
وقال حيات، في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته الاحتفال بيوم الجمهورية الكازاخية، إن العلاقات مع كازاخستان ومع دول آسيا الوسطى ستكون تكون وجهتنا القادمة، موضحاً أن هذا ليس توجهاً جديداً للكويت، وانما توجّه قديم، ولكن تداعيات جائحة «كوفيد» أخّرت بعض المشاريع، و«نحن في صدد إرجاع الأمور إلى نصابها، والقيام بزيارات رفيعة المستوى ستتمخض عنها اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تؤطّر هذه العلاقة بصورة قانونية، وتفتح لنا مجالاً للاستثمار في هذه البلدان الجميلة».
العمالة الفيلبينية
ورداً على سؤال في ما اذا كان هناك انفراجة في ملف العمالة الفيلبينية، قال حيات: «المسألة ليست قضية انفراجة، إنما هي قضية رفع سوء التفاهم، وهذا يتطلب وقتاً وخطوات صلبة، والأمور تسير بخطى ثابتة، خاصة بعد لقاء سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بالرئيس الفيلبيني بونغ بونغ ماركوس، على هامش قمة آسيان في الرياض».
وأضاف: «أنتم سمعتم تصريحات الرئيس الفيلبيني، وقضية رفع الحظر عن العمالة من عدمه تتعلق بعمل لجان وبحث أمور كثيرة بين الطرفين»، موضحاً أن «الاجتماعات الثنائية بين اللجان المعنية في البلدين لم تتوقف، وأنا ألتقي بالسفير الفيلبيني على غرار باقي السفراء، وهذا ما يسمونه القنوات الديبلوماسية، وهي دائماً مفتوحة».
الصين
وقال السفير حيات «وقعنا 7 اتفاقيات مع الصين على هامش زيارة سمو ولي العهد، وعقد سموه مباحثات استراتيجية مهمة مع الرئيس الصيني شي جينبيغ، وكبار المسؤولين، والاتفاقيات تتعلق بمشاريع تنموية وبالعديد من الميادين، ولكننا نحتاج الى وقت لوضعها في تصوّر معين، وكيفية إشراك الصين وآخرين».
اعتداء غاشم
وقال السفير حيات: «إخواننا في فلسطين يرزحون تحت اعتداء قوي وغاشم، ونحن يجب أن نوازن الأمور».
وأضاف: «مواقف الكويت صلبة وواضحة ومعروفة. والتاريخ يشهد لنا ماذا نكنّ لفلسطين وأهل فلسطين».
وتابع: «نحن دائماً نعمل مع القيادة الفلسطينية ومع سفرائها، التقيت مجموعة من سفراء دول آسيان، ودائماً نتشارك ونتبادل الآراء والمقترحات، لكي نكون صفاً واحداً في مساندة اشقائنا».
التعاون الثنائي
بدوره، أكد سفير جمهورية كازاخستان لدى الكويت عظمات برديباي، في كلمته خلال الحفل أن العلاقات السياسية المنتظمة هي ضمان التطوير المستمر للتعاون بين البلدين في كافة المجالات، مضيفا أعتقد أن كازاخستان والكويت لديهما إمكانات قوية لرفع التعاون الثنائي إلى مستوى جديد نوعياً.
وأعرب عن ثقته التامة أن نتائج المحادثات التي عقدت في مدينة جدة ستعطي دفعةً قويةً لمواصلة تطوير التعاون الشامل بين كازاخستان والكويت وتعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين بلدينا وشعبينا.
140 مجموعة عرقية.. و17 ديانة
وقال سفير كازاخستان إن بلاده لها 32 عاماً منذ إستقلالها وبالنسبة للتاريخ هى فترة زمنية قصيرة.
كازاخستان هى تاسع أكبر دولة من حيث المساحة في العالم وهى موطن لممثلي 140 مجموعة عرقية و17 ديانة.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
حضارة تارتاريا: بين الوهم والحقيقة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بين صفحات التاريخ وفي خبايا الخرائط المنسية يتردد أسم حضارة غامضة تدعى (تارتاريا). ظهرت Tartaria لأول مرة في خرائط أوروبا الغربية، وعلى وجه التحديد في أواخر العصور الوسطى. وكانت عبارة عن منطقة محددة بشكل غامض في وسط آسيا، في مكان ما خارج روسيا وبلاد فارس، شمال الهند، غرب الصين. لم يكن يُنظر إليها بالضرورة كدولة أو إمبراطورية. كانت مجرد مكان يعيش فيه التتار وهو الاسم العام المستخدم في أوروبا الغربية لشعوب آسيا الوسطى. .
لم يتم تصنيفها على أنها (تارتاريا) لأن الطوبوغرافيين الذين رسموا الخرائط لم يعرفوا شيئاً عنها. لذلك نعثر احيانا وعن طريق الصدفة على صور ولقطات مُتخيلة عن تلك الحضارة. ولكن مع زيادة المعرفة الأوروبية بآسيا الوسطى، تعاظم شأن تارتاريا. وأصبحت أكثر شهرة، وامتلأت الخرائط بتفاصيل أكثر دقة. ثم اختفت خرائطها من معظم المكتبات لأسباب مجهولة. ربما لأنها أصبحت جزءاً من البلدان الحديثة، ومنها روسيا: وخاصة سيبيريا والشرق الأقصى. ومنغوليا: المنطقة التي يسكنها تاريخياً الشعب المنغولي. وكازاخستان. .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن فكرة (تارتاريا) تعرضت للعديد من نظريات المؤامرة والأساطير في السنوات الأخيرة، بدعوى أنها حضارة ضائعة أو مجتمع متقدم. ومع ذلك، تفتقر هذه الادعاءات إلى الأدلة التاريخية ولا يدعمها المؤرخون. .
وهناك من يزعم أن كلمة (Tartaria) أو (Tartary)، هي أكثر صلة بـ (Tartars)، المقتبسة من ترجمة أوروبية لـ (Tatars)، والتي تكونت من ارتباط زائف بالمفهوم اليوناني القديم للجحيم، (Tartaros)، والذي كان من الممكن أن يكون مفهوما ومألوفا في أوروبا عبر التراث الثقافي اليوناني الروماني. فقد كان التتار الأصليون أنفسهم قبيلة حقيقية عاشت فيما يعرف الآن بشرق منغوليا. وكان لهم شأن كبير أثناء فتوحات جنكيز خان. .
اللافت للنظر ان (أرض التتار) تُكتب أحيانا باللغة الروسية بشكل غير رسمي: (تاتاريا)، وهي جمهورية اتحادية كانت تابعة للاتحاد السوفيتي تقع وسط نهر الفولغا. لكن هذا مفهوم أكثر حداثة وغير مرتبط جغرافيا بالمفاهيم القديمة لـ (Tartaria) أو (Tartary). .
وعلى الرغم من كل التناقضات التي نسمعها هنا أو هناك. توجد 285 خريطة يرجع تاريخها إلى المدة من عام 1200 إلى 1785 تحمل أسم: TARTARIA. واحيانا يرد اسمها تحت عناوين متناثرة. مثل: White Tartaria، Small Tartaria، Chinese Tartaria، Grand and Great، Black Tartaria، إلخ. .
لكن السؤال الذي يشغل بال الجميع. لماذا اختفى اسمها فجأة ؟. وهل كانت تمتلك تقنيات متقدمة جرى طمسها عمدا ؟. وهل لعبت الكوارث الطبيعية دورها في طمسها مثلما طمست حضارة أطلانطيس في جوف المحيط الأطلسي ؟. .