كتاب حول الحِجاج في مناظرات القرآن الكريم
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الجزائر «العُمانية»: تدرسُ الباحثة د.وهيبة خبيل في كتابها «الحجاج في مناظرات القرآن الكريم»، الصادر عن دار ميم للنشر بالجزائر، موضوع الحجاج من منظور معرفيّ، ينقلُ تكوُّن الحجج من اللّغة إلى الذّهن الذي يكون أوّل موطن لها.
وبحسب ما تذهب إليه المؤلّفة بناءُ أيّ حجّة، تنطلق من مختبر رئيس، وهو ذهن المحاجج الذي يبحث في المعنى الذي يناسب مقام التّناظر، ويحدّد قوّة أو ضعف الحجّة التي سيبنيها تصوّرُه الذّهني بمراعاة الجوّ الثّقافيّ، والاجتماعيّ لبيئة التّناظر، والذي هو عنصر فعّال فيه، وفي بناء الحجّة في مختبر الذّهن يستوجب إعطاء أولويّة للقصديّة المبتغاة وراء إنتاج الحجّة الذّهنيّة، والتي ستُجسّدها اللّغة لحظة الإعلان عنها، نطقا وتبليغها، للخصم.
وتضيفُ المؤلّفة: «ورغم ذلك، تبقى الأفكار والحجج الموجودة في الذّهن، والقابعة في مختبر الدّماغ، أكبر بكثير، ممّا يُمكن لنا إنجازُه عبر اللّغة. وقد جسّد أولو العزم من الرّسل أهمّ جانب من ذلك، وأعظم تمثيل للحجج الذّهنيّة قياسًا باللّغة المعبّرة عنها فهم رسلُ الله المبلّغون لرسالته الإلهيّة العظيمة الكاملة لا لرسالتهم البشريّة، ثمّ إنّهم استدعوا العواطف في حجاج أقوامهم بناء على حقيقة إنسانيّة مفادُها أنّ الإنسان يتأثّر بوجدانه أكثر ممّا يتأثّر بعقله، خاصّة إذا كانت هذه الحجج العاطفيّة لا ترمي إلى مصلحة خاصّة يهدف إليها المتكلّم، في ظلّ التّهذيب بنوعيه، الإيجابي والسّلبي، والذي يعدُّ نشاطًا ذهنيًّا منبثقًا عن الأرضيّة الذّهنيّة المترسّخة لدى العارض أو المعترض». وتؤكّد الباحثة د. آمنة بلعلى، في تقديم هذا الكتاب، أنّ هذا الإصدار «يُشكّل فتحًا جديدًا في مجال الدراسات القرآنيّة التي يتجاوزُ بها الباحثون الجزائريُّون اليوم أساليب قرائيّة ظلّت تجترُّ كثيرًا من تقاليد المقاربات التقليديّة التي ترتهن إلى معطيات النصّ، وتوظّفُ آليات، وإن تنوّعت، لكنّها لم تصل إلى تقديم مقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التداوليّة للنصّ القرآني، وبخاصة جانبه المعرفي الذي يشهد اليوم، اهتمامًا كبيرًا، هو نتيجة طبيعيّة للمسار الذي قطعته الدراسات التداوليّة في الجامعة الجزائرية، منذ تسعينات القرن الماضي، حين تمّ الانتباه إلى محدودية دراسة استعمال اللُّغة بمعزل عن تمثُّلات مستعمليها الذهنيّة، فتصبح كلُّ تجربة خطابيّة هي بالأساس نتاج عمليات ذهنيّة، تستند إلى حالات قصديّة، وعاطفيّة مسؤولة عن مسارات استعمال اللُّغة».
يُشار إلى أنّ د. وهيبة خبيل، مؤلّفة هذه الدراسة العلميّة، حاصلةٌ على شهادة دكتوراه في الأدب العربي من جامعة مولود معمري بتيزي وزو (شرق الجزائر)، وهي تشتغل أستاذة للُّغة والأدب العربي بالجامعة الجزائرية، وتعدُّ هذه الدراسة باكورة أعمالها النقديّة المنشورة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي يوضح أهمية قراءة القرآن الكريم بالتشكيل
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية قراءة القرآن بالتشكيل الصحيح، مشيرًا إلى أن بعض الكلمات قد تتشابه في الرسم الكتابي لكنها تختلف تمامًا في المعنى عند النطق.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن كلمة "السِّلْم" الواردة في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" (البقرة: 208) تعني الإسلام، أي الدخول الكامل في الدين واتباع تعاليمه.
وتابع "أما كلمة "السَّلْم" في قوله تعالى: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" (الأنفال: 61)، فتشير إلى المسالمة والصلح، أي قبول المعاهدة وعدم الحرب إذا كان الطرف الآخر يميل للسلم".
ولفت إلى أن كلمة "السَّلَم" بتسكين اللام كما في قوله تعالى: "وَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ" (محمد: 35)، فتعني الخضوع والاستسلام للعدو، وهو ما نهى الله عنه للمؤمنين، حيث يجب ألا يقبلوا بالهزيمة أو الخضوع وهم في موقف القوة.
وشدد "الجندي"، على أن التشكيل في اللغة العربية يغيّر المعنى تمامًا، مؤكّدًا أن قراءة القرآن بدون تشكيل قد تؤدي إلى فهم خاطئ للآيات.
ودعا المسلمين إلى تعلم اللغة العربية بدقة حتى يتمكنوا من تدبر معاني القرآن الكريم على الوجه الصحيح.