قال الدبلوماسي العراقي قيس النوري، إن سلطات الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، عملت وبشكل مقصود على تشتيت الحراك السياسي للمجتمع العراقي، حيث ظهرت إثر ذلك المئات من التكوينات التي أطلقت على نفسها تسمية حزب سياسي، حتى بلغ عددها 204 أحزاب.

وأضاف النوري خلال كلمة له في المؤتمر الدولي للشرق الأوسط، الذي نظمته جامعة جليشيم التركية، أن هذه الأحزاب استغلت الفرغ السياسي والنظمي مع سيادة الفوضى التي أطلق عليها الولايات المتحدة "الفوضى الخلاقة".



وتابع، "رافق ذلك عودة بعض التنظيمات والقوى الحزبية، التي كانت خارج العراق قبل احتلاله، وهي قوى مرتبطة وممولة من دول إقليمية".



وأردف، "في العراق هناك مساحة واسعة من التناقض والتضارب، في الروئ أثر فيه غياب الفعل السياسي المؤثر والنشاط الجمعي للرأي العام العراقي".

وأكد، أن الأحزاب الحاكمة أصدرت عدة قوانين لترسيخ حالة التشرذم المجتمعي منها "اجتثاث البعث" كما لجأت للاستعانة بالدعم الخارجي والعشائري بسبب المأزق السياسي الراهن، كما ولدت العشرات من منظمات المجتمع المدني، للإمعان في شرذمة الرأي العام.

وبين النوري، أن هذه الأحزاب والمنظمات في العراق رسخت وضعا فوضويا شاذا لا يتسق مع مفهوم الحراك السياسي الديمقراطي،. خصوصا أن بعض الأحزاب تستند لمليشيات مسلحة وظيفتها مطاردة وتصفية العناصر المعارضة.



وأكد، "لا يمكن تصنيف هذه الأحزاب والمنظمات في العراق، وفق التصنيف العلمي لوظائفها، وإنما هي مجاميع غرضها المنافع الفئوية، إضافة إلى تنفيذ أجندة ومصالح دول مرتبطة بها".

وخلص النوري بالقول، "لقد تطورت وسائل وآليات استهداف الشعوب، بهدف شرذمة الرأي العام، وتغييب الفعل السياسي، وما حصل في العراق نموذج قابل للتطبيق في دول ومجتمعات أخرى بالشرق الأوسط.

ونظمت جامعة جيلشيم التركية مؤتمرا بعنوان "الشرق الأوسط في دوامة التوقعات والشكوك" لتسليط الضوء على أسباب دوامة التوقعات السياسية وعدم اليقين التي أصبحت سمة لمنطقة الشرق الأوسط. 



وتركزت جهود المشاركين في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، على تقديم رؤى جديدة للبحث عن حلول للمشاكل السياسية للجهات الفاعلة الإقليمية من خلال خلق بيئة من النقاش العلمي.

واستعرض المؤتمر أبرز الأزمات التي تعصف بدول الشرق الأوسط على مدى العقدين المنصرمين، مثل النزاعات الإقليمية في جغرافية الشرق الأوسط، وحركات الهجرة، والصراعات العرقية والطائفية، وأمن الطاقة، والإرهاب، والحرب الأهلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراقي العراق بغداد الأحزاب السياسية المليشيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط فی العراق

إقرأ أيضاً:

الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط وأوروبا يقترب

تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الدولي في فترة ما بعد الحرب الباردة، بإصراره على أن يهتم حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط بمصالحهم الاستراتيجية، بدلاً من الاعتماد على واشنطن في توفير الأمن لهم.

كان الأوروبيون يتجاهلون احتمال اضطرارهم إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية

وكتب الزميل البارز غير المقيم في برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية ليون هدار في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن رسالة ترامب واضحة: لن تعمل الولايات المتحدة على حل الصراعات التاريخية في أوروبا الشرقية وبلاد الشام، وتكمن المصالح الجيوستراتيجية الأساسية لأمريكا في شرق آسيا، حيث تواجه الولايات المتحدة التهديد العالمي الرئيسي، ألا وهو الصين.
وأعلن ترامب أنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إجراء محادثات من شأنها إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأبلغ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث زملاءه الأوروبيين، أن واشنطن وافقت على بعض المطالب الأساسية لروسيا. ووصف رغبة أوكرانيا في استعادة سلامة أراضيها، بأنها هدف "وهمي"، وأنه لن تكون هناك عضوية في حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا. 

https://t.co/DECwAUdFM8

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 24, 2025

وشكلت هذه التعليقات صدمة لحلفاء أوكرانيا وأمريكا الأوروبيين، الذين شعروا بالقلق من أن واشنطن تستعد لاسترضاء موسكو، حيث كان المسؤولون الروس والأمريكيون على استعداد للتفاوض في شأن مستقبل أوكرانيا في المملكة العربية السعودية، من دون مشاركتهم في المحادثات.
وكان ترامب قد أطلق موجات مماثلة من الصدمة في الشرق الأوسط قبل أسبوعين، عندما اقترح خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن خطة لنقل مليوني فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر.
وتعتبر فكرة توطين ملايين الفلسطينيين في الأردن ومصر، بمثابة تهديد وجودي لهذه الدول، وقد تم رفضها من قبل السعوديين والحكومات العربية الأخرى.
وكانت الرسالة التي بعث بها ترامب إلى الحلفاء العرب مشابهة تماماً لتلك التي أرسلها إلى شركائه في الناتو: "لقد حان الوقت لكم للحفاظ على الاستقرار والحفاظ على السلام في جواركم الجغرافي".   

Bidding Farewell to the Middle East and Europe https://t.co/YAtjvYpXx4 via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) February 23, 2025

وهذا يعني أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدول الأعضاء الأخرى في حلف الأطلسي، ستكون بحاجة إلى زيادة مساهماتها في حلف شمال الأطلسي وإنفاقها الدفاعي عموماً. وهذا من شأنه أن يسمح للأمريكيين بتحويل اهتمامهم ومواردهم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
في غضون ذلك، يتعين على الدول العربية أن تضع خطة للمساعدة في إنهاء الحرب بغزة، وإعادة إعمار المنطقة، ونشر قوات حفظ السلام للحفاظ على النظام. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة حملتها لتدمير حماس وربما طرد الفلسطينيين.
وبطريقة ما، لا ينبغي لحلفاء أمريكا في الأطلسي ولا العرب، أن يتفاجأوا بالقرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب، والتي تعكس، من نواحٍ عدة، التغيرات في الاستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية. وكانت الرغبة في الحصول على المزيد من المساعدة من أوروبا والانفصال عن الشرق الأوسط، من الأفكار التي اكتسبت تأييداً قبل فترة طويلة من بدء قطب العقارات السابق في تعزيز أجندته "أمريكا أولاً".
وبدأ ما يطلق عليه "التحول نحو آسيا" من الشرق الأوسط إبان عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، رداً على الصعود الاقتصادي والعسكري للصين والحاجة إلى حماية المصالح الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
والحقيقة، أن الإخفاقات التي شهدتها حربي العراق وأفغانستان، ومساعي "تغيير النظام" و"تعزيز الديمقراطية"، فضلاً عن "عمليات السلام" الفلسطينية-الإسرائيلية الكثيرة، كانت سبباً في خلق الضغوط الشعبية وضغوط النخبة، لبدء عملية فك الارتباط التدريجي مع المنطقة. ولا يوجد دعم في واشنطن الآن للتدخلات العسكرية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.

الأوروبيون والدفاع

وفي الوقت نفسه، ظلت فكرة أن الأوروبيين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، هي المقولة التقليدية في واشنطن لسنوات.
وفي يوليو (تموز) 2011، وبخ وزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس بعض أقرب حلفاء أمريكا، قائلاً إن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في العمل كشريك ثقيل الوزن في النظام العسكري، الذي عزز علاقة الولايات المتحدة مع أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وندد غيتس بالتخفيضات الدفاعية الأوروبية، قائلاً إن الولايات المتحدة سئمت المشاركة في مهام قتالية لأولئك الذين "لا يريدون تقاسم المخاطر والتكاليف".
وفي واقع الأمر، كان الأوروبيون يتجاهلون احتمال اضطرارهم إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية منذ نهاية الحرب الباردة. والآن بعد أن دار الحديث عن احتمال تخفيضات كبيرة في الوجود الأمريكي في أوروبا، بدأ ناقوس الخطر يدق في لندن وباريس وبروكسل وبرلين. ويتساءل المسؤولون: "هل ستأتي الولايات المتحدة لمساعدتهم في حالة وجود تهديد وجودي من روسيا؟".
وفي الشرق الأوسط، تأمل واشنطن، في أن تجبر ضغوطها الدول العربية، على "فعل شيء ما" في شأن غزة.  
وردت الدول العربية على ضغوط ترامب من خلال المضي في خططها لمرحلة ما بعد حماس في غزة، والالتزام بتقديم المساعدات الاقتصادية والمساعدة العسكرية لهيئة الحكم الذاتي في القطاع.  

مقالات مشابهة

  • محفوظ زار وزير الداخلية: تشديد على دور الاعلام في صناعة الرأي العام
  • وزير التخطيط: واقع التنمية سيكون مختلفًا بعد إجراء التعداد العام
  • مبعوث ترامب في الشرق الأوسط: 15 عاما لإعادة إعمار غزة
  • أكاديمي فرنسي: أنقذوا غزة كي تنقذوا أوروبا
  • الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط وأوروبا يقترب
  • نائب كردي سابق: الخطاب القومي للأحزاب الكردية دليل افلاسها السياسي
  • «الاتحاد»: الحوار الوطني ساعد في تعزيز مشاركة الأحزاب السياسية على أرض الواقع
  • المنفي يلتقي شبكة الأحزاب السياسية الليبية
  • «المنفي» يلتقي شبكة «الأحزاب السياسية» الليبية
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة