«معهد الفلك» يفتح أبوابه للجمهور بعد غدٍ لرصد الخسوف الثاني والأخير هذا العام
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أعلن رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، الدكتور جاد القاضي، فتح أبواب المعهد بعد غد السبت أمام الزائرين من هواة الفلك لرصد ظاهرة خسوف القمر الجزئي، من المقر الرئيسي بحلوان ومرصد القطامية الفلكي والمركز الإقليمي بالوادي الجديد.
وقال القاضي، في تصريح اليوم /الخميس/، إن الخسوف الجزئي للقمر، الذي تشهده الكرة الأرضية يوم السبت في الساعة الثامنة ودقيقة و47 ثانية مساء بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، سيستغرق منذ بدايته "مرحلة الخسوف شبه ظلي"، التي تكون غير ملاحظة بالعين المجردة، وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و25 دقيقة تقريبا.
وأضاف أن هذا الخسوف هو الخسوف الثاني والأخير للقمر في العام الحالي 2023، وسيمكن رؤيته في مصر والوطن العربي، ويتفق توقيت وسطه مع بدر شهر ربيع الآخر 1445، لافتا إلى أن أول خسوف للقمر في العام الحالي حدث في 5 مايو الماضي، وهو خسوف (شبه ظلي) ولم تتمكن مصر من رؤيته.
وكشف عن مراحل الخسوف الجزئي للقمر الذي سيتم رصده في مصر، حيث سيستغرق من بداية الخسوف الجزئي الأول في الساعة التاسعة و35 دقيقة و18 ثانية مساء حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني في الساعة العاشرة و52 دقيقة و35 ثانية مساء مدة قدرها ساعة و17 دقيقة تقريبا، موضحا أن ظل الأرض في الخسوف الجزئي سيغطي 2ر12% تقريبا من سطح القمر، وذروته ستحدث في الساعة العاشرة و15 دقيقة و18 ثانية مساء، وسينتهي في الساعة 12 و26 دقيقة و20 ثانية صباح يوم الأحد 29 أكتوبر الحالي "مرحلة الخسوف شبه ظلي".
ونوه إلى أنه خلال هذا النوع من الخسوف يصير جزء من القمر داكنا أثناء تحركه عبر ظل الأرض، وهو الجزء السفلي من قرص القمر كما سيتراءى في مصر، كما سيكون الخسوف مرئيا في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وشمال وشرق أمريكا الجنوبية، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلنطي، والمحيط الهندي، والقارة القطبية الشمالية، والقارة القطبية الجنوبية.
وأكد أن خسوف القمر بأنواعه لا يحدث إلا إذا كان القمر بدرا، موضحا أن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا.
من جانبه، قال أستاذ الفلك بالمعهد، الدكتور أشرف تادرس، إنه وقت حدوث الخسوف الجزئي للقمر يوم السبت سيكتمل "بدر ربيع الآخر" في الساعة العاشرة و25 دقيقة مساء، وتبلغ نسبة لمعانه 100%.
وأوضح أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم "قمر الصيادين" لأنه في هذا الوقت من العام تتساقط فيه أوراق الشجر كاشفة عن الطيور السمينة التي تكون جاهزة للصيد، كما يُعرف أيضا باسم "قمر السفر" و"القمر الدموي".
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وأشار إلى أنه في وقت الخسوف سيقترن القمر للمرة الثانية خلال هذا الشهر مع كوكب المشترى (أكبر كواكب المجموعة الشمسية)، وسنراهما متجاورين في السماء باتجاه الشرق بعد غروب الشمس ودخول الليل وسيظلان بالسماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ونوه إلى أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر)، وبناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر يحدثان على فترة أسبوعين من بعضهما، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر وبالفعل شهدت الكرة الأرضية يوم 14 أكتوبر الحالي كسوفا حلقيا للشمس لم يُرَ في مصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الزائرين المعهد القومي سطح القمر الخسوف الجزئی خسوف القمر ثانیة مساء فی الساعة فی مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي يمكننا تعلمه من ظاهرة قمر الدم النادرة؟
وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم "القمر الدموي" أو "قمر الدم".
ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.
وستحظى أمريكا الشمالية والجنوبية بمشاهدة واضحة لجميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية المذهلة، أما في أوروبا الغربية، فسيغرب القمر وهو ما يزال في مرحلة الكسوف.
وسيتمكن سكان غرب إفريقيا من رؤية الخسوف الكلي مع غروب القمر، وسيتمكن سكان أستراليا ونيوزيلندا من رؤية المراحل الأخيرة من الخسوف مع شروق القمر في 14 مارس.
لكن الخسوف ليس مجرد عرض فلكي ممتع، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة. على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة اليونانيون أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.
ما نتعلمه من الخسوف اليوم
- الغلاف الجوي للأرض: أثناء الخسوف الكلي، يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يتسبب في تشتت الألوان ذات الطول الموجي القصير، مثل الأزرق والأخضر، بينما تصل الألوان الحمراء والبرتقالية إلى القمر. وهذا يفسر سبب ظهور القمر باللون الأحمر أثناء الخسوف، وهو نفس السبب وراء الألوان الدافئة التي نراها أثناء شروق الشمس وغروبها.
ويمكن للون القمر أثناء الخسوف أن يخبرنا عن تغيرات في تركيب الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المثال، بعد الانفجارات البركانية الكبيرة، قد يظهر القمر بلون بني رمادي داكن بدلا من الأحمر.
- دراسة سطح القمر: تستخدم المركبات الفضائية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO) التابعة لناسا لدراسة القمر أثناء الخسوف. ولاحظ العلماء أن سطح القمر لا يبرد بشكل موحد أثناء الخسوف، ما يكشف عن اختلافات في خصائص سطحه، خاصة حول الفوهات الصغيرة.
- تأثير الخسوف على المركبات الفضائية: المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO)، تتأثر بالخسوف لأنها تفقد ضوء الشمس المباشر لساعات. لذلك، يتم إعدادها مسبقا لشحن البطاريات بالكامل قبل الخسوف، وإيقاف الأجهزة مؤقتا لتوفير الطاقة، ثم إعادة تشغيلها بعد انتهاء الخسوف.
- مستقبل دراسة الخسوف: مع استمرار هبوط المزيد من المركبات الفضائية على القمر وبدء عملياتها العلمية، بالإضافة إلى خطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر عبر برنامج "أرتميس" (Artemis)، سنتعلم المزيد عن تأثير الخسوف على القمر نفسه.
وتقول كريستين شوبلا، مديرة التعليم في معهد الكواكب القمرية: "على عكس كسوف الشمس، الذي يمكن أن يراه فقط الأشخاص الموجودون على مسار ظل القمر، يمكن رؤية خسوف القمر من قبل أي شخص يمكنه رؤية القمر في ذلك الوقت". وفي هذا الحدث للخسوف، سيتمكن أكثر من مليار شخص من رؤية القمر يتحول إلى اللون الأحمر.