رغم كل ما يمتلكه الجيش الإسرائيلي من عتاد متطور جعله من بين أقوى الجيوش في العالم وأحدثها عتادا، فإنها تحظى بدعم أميركي وأوروبي غير مسبوق بمواجهة فلسطينيين محاصرين منذ 17 عاما في قطاع غزة، فكيف كان رأي المغردين على هذه المواجهة غير المتكافئة عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا.

من ضمن هذه الأسلحة المتطورة، يمتلك الجيش الإسرائيلي قذائف هاون "اللسعة الحديدية"، وهي عبارة عن نظام إطلاق نار دقيق التوجيه بتكنولوجيا الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS)، وتخترق الخرسانات المسلحة.

وتمتلك إسرائيل أيضا نحو 750 قنبلة خارقة للحصون والأنفاق، شديدة الانفجار وموجهة بالليزر، كما تستخدم أيضا قنابل "جدام" الذكية للهجوم المباشر لتدمير البنى التحتية حتى عمق 4 أمتار، وتحدث حفرا ضخمة.

أما بخصوص المقاتلات الجوية، فإسرائيل تمتلك طائرات إف 35 الشبح، بالإضافة إلى صواريخ جو-أرض من نوع "هيلفاير" وهي صواريخ دقيقة في إصابة أهدافها.

من جهته، أكدت منظمة أطباء العالم الفرنسية خطورة الإصابات الناجمة عن القصف الإسرائيلي على غزة مؤخرا، وقالت "الحالات تشبه الإصابات التي تتسبب بها القنابل العنقودية الخطيرة، لأنها تحتوي على عبوات صغيرة عالية الانفجار يمكن أن تنفجر بعد الهجوم".

تفاعل واسع

وتابع برنامج "شبكات" في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعليقات الناشطين على الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل مقابل الأسلحة البسيطة التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ اعتبر الناشط زيزو أن غزة بحاجة ماسة إلى مساعدات عسكرية وليست إنسانية، وقال في تغريدة له " غزة مش (ليست) محتاجة مساعدات أكل وشرب، غزة محتاجة أسلحة زي (مثل) ما أميركا والغرب تساعد إسرائيل بالمعدات والصواريخ".

من جهته، لفت عبد الله المطوي إلى الدعم الأميركي لإسرائيل، وغرد بقوله "بخلاف الطائرات توجد مخازن أميركية إستراتيجية للسلاح في فلسطين المحتلة. بجرة قلم (بأمر) من الإدارة تفتح أبوابها، وتتحول إلى جيش الاحتلال".

في المقابل، رأى أحمد بدوي أن إسرائيل لا تتحمل حربا طويلة الأمد وكتب "… لم يحقق العدو إنجازات تذكر، معنى ذلك أن إسرائيل استنزفت أميركا، وليس لدى أي منهما إمكانية لإحداث تغير ملموس على الأرض ولا قدرة على تحمل طول أمد الحرب".

وانتقدت يارا بشدة الصورة التي تقدم عن الفلسطيني المدافع عن نفسه، وقالت "إذا دافع الفلسطيني عن نفسه بالحجارة يعتبرونه إرهابيا.. أما هم يستخدمون شتى أنواع الأسلحة فلا رقيب ولا حسيب عليهم، وهذا حكم القوي على الضعيف ولنا الله".

من جهتها، خلصت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن إسرائيل استخدمت فعلا الفوسفور الأبيض في عدوانها على غزة، رغم أن الفوسفور الأبيض محظور استخدامه دوليا في المناطق المدنية، ويسبب حروقا شديدة غالبا ما تصل إلى العظام، ويكون شفاؤها بطيئا، وقد تتطور إلى التهابات، وفي بعض الأحيان تكون قاتلة.

إضافة إلى ذلك، قد يتسبب في تلف للجهاز التنفسي، وفشل بعض أعضاء الجسم، ومعاناة المصابين به عادة ما تكون مزمنة. أما الحرائق الناجمة عنه، فيمكن أن تدمر المنشآت والممتلكات المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتقتل الماشية.

ويشار إلى أن الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض هي أسلحة حارقة، ومن ثم فهي تخضع للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، وكانت فلسطين ولبنان انضمت إلى هذا البروتوكول، في حين لم تُصدق عليه إسرائيل.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا السلاح الفتاك، بدءا من الحرب العالمية الأولى وصولا إلى غزو العراق عام 2003. وسبق لإسرائيل استخدامه في حربها على غزة عام 2008.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وسط نيران الحرب.. قصة 80 شخصا محاصرين داخل كنيسة بالخرطوم

وسط المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لجأ قرابة 80 شخصا لكنيسة في حي الشجرة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وباتوا محاصرين تحت إطلاق النار الكثيف ويعانون من الجوع ونقص الإمدادات.
ويعاني الأب جاكوب ثليكادان المحاصر في مركز “دار مريم” الكاثوليكي من الجوع الشديد وتسبب شح إمدادات الطعام في نقص وزنه، ويؤي المركز العشرات من النساء والأطفال لحمايتهم من المعارك المستعرة في شوارع الخرطوم بحسبما أفادت وكالة رويترز.
وتعرض سقف المبنى الرئيسي بالكنيسة لأضرار جراء القذائف، واشتعلت النيران في أجزاء من سكن الراهبات.
وفي ظل شح الطعام، تقوم الراهبات بغلي أوراق الأشجار ليأكلها الأطفال، ولا يتناول البالغون ما يسد رمقهم.
وانتهت محاولة من الصليب الأحمر لإنقاذهم في ديسمبر الماضي بمقتل 2 وإصابة 7 آخرين، منهم 3 من موظفي المؤسسة الخيرية، بعد أن فتح مسلحون النار على قافلة مما أجبرها على العودة قبل أن تتمكن من الوصول إلى الدار، حيث تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم.
وقال ثليكادان إنه والراهبات رفضوا عروضا من الجيش لنقلهم عبر النهر بشكل دائم مع ترك العائلات وراءهم، لكنهم آثروا المغادرة مع لناس.
وفر كثير من سكان العاصمة السودانية بعد اندلاع شرارة الصراع في أبريل من العام الماضي وامتدادها للخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان على نهر النيل، قبل أن يتسع الصراع سريعا إلى مناطق أخرى من البلاد.
وقال ثليكادان: “أصبح وضعنا الغذائي سيئا للغاية.. نشعر جميعا بالوهن الشديد”.
وينتشر الجوع الحاد في المناطق الأكثر نكبة بالصراع في أنحاء السودان، مما استلزم إطلاق تحذيرات من مجاعة في مناطق من بينها الخرطوم.
ولجأت بعض العائلات إلى المركز في يونيو من العام الماضي، على أمل الاحتماء تحت سقف خرساني.
وقال ثليكادان إن المنطقة مع ذلك سرعان ما صارت معزولة مع ضغط قوات الدعم السريع للسيطرة على مقر سلاح المدرعات ذي الأهمية الاستراتيجية الذي يبعد نحو كيلو مترين عن المركز الكاثوليكي، ضمن عدد من قواعد الجيش التي كانت تستهدفها.
ويتعرض حي الشجرة لهجوم عنيف من قبل قوات الدعم السريع، وسجل من يملكون المال اللازم من السكان بالقرب من الحي أسماءهم لدى الجيش ليتم نقلهم إلى الضفة الأخرى من نهر النيل، وينتظر بعضهم منذ شهور.
وقال ثليكادان إن الإجلاء ليلا بالقوارب عبر رافد النيل الأبيض يعتبر مع ذلك بالغ الخطورة على الأطفال المحتمين بالمركز.
وفجرت حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم ودفعت ما يقرب من 10 ملايين شخص للبحث عن مأوى داخل البلاد أو خارجها، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، كما ألحقت دمارا غير مسبوق بالعاصمة الخرطوم.
وذكر ثليكادان أن الأعداد تتغير، لكن منذ مارس هناك نحو 30 امرأة إلى جانب 50 طفلا أعمارهم بين عامين و15 عاما في المركز.
ومعظم المقيمين في المركز من المسيحيين اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا، الذين نصبوا خياما من المفارش البلاستيكية حول مباني المجمع الذي يشمل كنيسة ومجمعا تعليميا ومبنى سكنيا.
وحول الأب ثليكادان والراهبات أكثر غرف المكان أمنا إلى ملاذ لحماية الأطفال من تبادل إطلاق النار. ويحاولون صرف انتباه الأطفال عن العنف الدائر حولهم بإتاحة مساحة لركوب الدراجات في الباحة وتشجيعهم على الانشغال بألعاب فيديو.
أما الحصول على الغذاء فهو يشكل تحديا، وبحلول سبتمبر بدأت النقود تنفد وبات جلب الإمدادات من الأسواق في المنطقة شبه مستحيل بسبب الاشتباكات.
وعادة ما كان الأطفال يتلقون كميات ضئيلة من العصيدة والعدس والفول لكن المخزونات تناقصت بشدة.
وقال الأب ثليكادان إنه منذ فبراير أوصلت قوات في معسكر سلاح المدرعات بعض المساعدات جوا لدار مريم بما شمل السكر والوقود لمولدات سحب المياه من الآبار.
كما أتاح الجيش اتصالا عبر ستارلينك ليسمح لمن هم في المجمع باستخدام هواتفهم، ونقلوا القس ومسؤولا إداريا مرتين إلى بورتسودان، وهي مدينة على البحر الأحمر انتقل إليها الجيش والحكومة، لمقابلة مسؤولين من الكنيسة وجمع بعض الأموال والإمدادات.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وسط نيران الحرب.. قصة 80 شخصا محاصرين داخل كنيسة بالخرطوم
  • انفجر الوضع عسكرياً ومقاتلات إسرائيلية تقصف مواقع لـحزب الله جنوب لبنان
  • إسرائيل تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لحزب الله
  • المليشيا اختارت أن تحارب الشعب كله، وسيحاربها حتى القضاء على آخر مرتزق
  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  •  إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • إسرائيل تحبط عملية تهريب أسلحة من الأردن للضفة الغربية
  • إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟