‏أربعة قتلى سعوديين آخرين يوم أمس بقصف حوثي، وقبله بحرينيين، في ظل مناخات كل مافيها كانت تنبئ أننا مقدمون على حالة إنفراج في العلاقات بين الطرفين، الحوثي والسعودي الرسمي بعد الزيارات المتبادلة، والتفاهمات الثنائية بما في ذلك حلحلة الكثير من القضايا العالقة، لصالح الحوثي وعلى حساب الأطراف الأخرى.
السعودية تذهب في الإتجاه الخاطئ بالرهان على طرف لايؤمن كمنهج وسياسة بالسلام، ولايمكن أن يشكل إضافة حقيقية في بناء منطقة، تتبادل في ما بينها المنافع بدلاً عن الحروب والقصف المتبادل.


القرار السيادي في صنعاء مختطف من قبل طهران وهنا لا جديد في القول، وبالتالي لا مجال لتفسير هذا القصف الحوثي لجيزان لجهة مصلحة يمنية، بقدر ماهو في توقيته وعلاقاته بمايجري من تجاذبات سياسية إقليمية، على خلفية حرب غزة، يأتي بتوجيهات إيران، لتمرير تقديرات موقف خاص بها، تبعثه للأطراف الدولية الإقليمية، خطه العريض أن إيران عبر أدواتها لاعباً مقرراً، وأنها تمتلك أوراق ضغط تمس قلب المصالح الدولية الإقتصادية، وأن أي مغامرة إستهداف مباشر لها ولمصالحها، ستحرق خاصرة الغرب، بإستهداف مناطق النفط، عصب الإضطراب والإستقرار الدولي.
بعد القصف الأخير هل يمكن رمي كل ماتحقق من تفاهمات سعودية حوثية، خلف ظهر اللحظة القلقة المضطربة الراهنة، وإعادة تقديم سردية أقل تفاؤلاً، وأكثر إنفتاحاً على إنتاج مقاربة مختلفة، تقوم على خيار العودة للعنف، هذه المرة بدعم أمريكي حد الشراكة؟.
الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطاً متصاعدة، على خلفية إستهداف قواتها في العراق وسورية، وترمي مراكز صناعة القرار هناك باللائمة، على تراخي القبضة الإمريكية، وعدم الرد الصارم على القوى التي تمسك بالسلاح، مطالبة إياها بفتح مواجهة شاملة مع أذرع إيران في المنطقة بما في ذلك الحوثي، الذي تتقلص إيجابيات التعويل على إشراكه في تسوية سياسية، مغطاة من عواصم القرار الدولي، فيما تتزايد مؤشرات توصيفه كقوة مارقة.
عملية يوم أمس في جيزان ومحاولة الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل ولو دعائياً، يعيد تقييم المخاطر ذات الصلة بالحوثي، ويفرض آليات تعامل بديلة أو بالأصح العودة للخيار رقم واحد، أي إسقاطه من حسابات السياسة، وإضعافه عسكرياً بقوة نيران هائلة وقرارات إقصاء أو حتى إضعاف حاسمة.
السعودية قطعة السكر التي تجذب إليها الهوام، وتتحول إلى متلقٍ للرسائل الإيرانية المرسلة لواشنطن، وفرض طهران معادلة بحدين: اما المزيد من الإعتراف بدورها في المنطقة، وأما إعادة مناطق إنتاج النفط ، إلى مربع عدم الإستقرار السياسي السعري في الأسواق العالمية ناهيك عن إرهاق قواتها بمناوشات جانبية آخذة بالتزايد .
بايدن لايمكن أن يشتري كرسي الرئاسة مجدداً ، بمنح شيك مفتوح في دعم إسرائيل فقط، في ما قواته عرضة لإستنزاف القوة والمصداقية في العراق وسورية ، وحلفائه الخليجيين تحت رحمة الصواريخ الحوثية، ومالم يفعل الإثنين معاً: دعم الوحشية الإسرائيلية وتكسير أذرع إيران، فإن جائزة الفوز بالبيت الابيض ستبقى وفق صناع السياسات الإمريكية، محفوفة بالشك وبكثير من المخاطر.
الإستهداف الأخير يخلط الأوراق السعودية، الخاصة بالإنسحاب الآمن بأي ثمن من المستنقع اليمني، ويفتح على قراءات متعددة بما في ذلك العودة ثانية لمربع الحرب.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

في مرمى النيران: هل تتحول العقوبات على إيران إلى كارثة كهربائية؟

7 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: في خطوة تصعيدية جديدة، وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مذكرة تضمنت عقوبات مشددة على صادرات النفط الإيرانية، مستهدفة أيضاً أنشطة اقتصادية وصفت بـ«المشبوهة» في المنطقة.

هذه الإجراءات من شأنها التأثير على العراق، الذي يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، ما يضع بغداد أمام تحديات صعبة في تأمين مصادر بديلة للطاقة.

الحكومة العراقية، التي تدرك خطورة تداعيات هذه العقوبات، تؤكد أنها تعمل على «تنويع مصادر الطاقة» ضمن استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على إيران، والتكيف مع أي متغيرات إقليمية ودولية قد تطرأ مستقبلاً. ورغم ذلك، يبقى العراق في وضع حرج، خاصة أن ملف الطاقة فيه يعاني من مشكلات متراكمة منذ سنوات، أبرزها الفشل في تطوير البنية التحتية للكهرباء، وعدم إتمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي.

العقوبات.. ضغط أميركي متزايد

لم تكتفِ بحظر النفط الإيراني، الإدارة الأميركية بل شدّدت أيضاً على ضرورة «ضمان عدم استخدام إيران النظام المالي العراقي للتحايل على العقوبات». وهذا يعني أن العراق سيكون أمام إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بالتعاملات المالية، ما قد يؤثر على قطاع المصارف والتبادل التجاري بين البلدين.

بحسب مصادر حكومية عراقية، فإن العقوبات الأميركية قد تكون ضمن الأجندة غير المعلنة لاجتماعات بغداد مع المسؤولين الأميركيين، رغم عدم التصريح بذلك رسمياً. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضغوط إلى تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي العراقي، خاصة أن بعض الفصائل المسلحة المتورطة في حوادث اختطاف سابقة لأميركيين قد تكون أيضاً هدفاً لهذه الإجراءات.

زيارة ظريف إلى بغداد.. رسالة إيرانية

بالتزامن مع إعلان العقوبات، قام نائب الرئيس الإيراني، محمد جواد ظريف، بزيارة إلى بغداد، حيث التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد. وفق بيان رسمي، شدد رشيد على أن «سياسة العراق الخارجية تستند إلى مصالح شعبه»، مؤكداً على ضرورة «الحوار البناء» لحل أزمات المنطقة.

يرى مراقبون أن تداعيات العقوبات الأميركية لن تتوقف عند القطاع المالي أو المصارف، بل ستؤثر أيضاً على قطاع الطاقة العراقي.  ويحذر الشمري من أن التأخر في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج يجعل العراق في موقف صعب، إذ لا يزال يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني. كما أن العقوبات قد تؤدي إلى تعطل بعض المشاريع التنموية نتيجة تعقيدات مالية وتقنية ستنتج عن انقطاع الإمدادات الإيرانية.

مستقبل العراق وسط التصعيد

العراق يجد نفسه مرة أخرى في قلب الصراع بين واشنطن وطهران. وبينما تحاول الحكومة العراقية تحقيق توازن دبلوماسي يحمي مصالحها، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمستقبل علاقاتها مع الطرفين.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • في مرمى النيران: هل تتحول العقوبات على إيران إلى كارثة كهربائية؟
  • السعودية تجري تعديلات مفاجئة في تأشيرة الزيارة إلى المملكة .. السودان وأربع دول
  • بالأرقام.. صادرات إيران إلى السعودية تسجّل نمواً كبيراً
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟
  • إيران بين مطرقة العقوبات وسندان التنازلات.. هل يتخلى النظام عن حزب الله؟
  • السعودية ردًا على تصريحات ترامب: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية راسخ لا يتزعزع
  • صادرات إيران إلى السعودية ترتفع بنسبة 10 آلاف بالمئة
  • ارتفاع كبير لقيمة صادرات إيران إلى السعودية
  • السعودية تسمح لشركات الطيران الأجنبية المشغلة للرحلات الخاصة بنقل الركاب داخليا
  • اندلاع حريق في مستودع بمجمع مارون للبتروكيماويات في جنوب إيران