إستهداف المليشيا للسعودية يخلط الأوراق الخاصة بالإنسحاب من المستنقع اليمني
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أربعة قتلى سعوديين آخرين يوم أمس بقصف حوثي، وقبله بحرينيين، في ظل مناخات كل مافيها كانت تنبئ أننا مقدمون على حالة إنفراج في العلاقات بين الطرفين، الحوثي والسعودي الرسمي بعد الزيارات المتبادلة، والتفاهمات الثنائية بما في ذلك حلحلة الكثير من القضايا العالقة، لصالح الحوثي وعلى حساب الأطراف الأخرى.
السعودية تذهب في الإتجاه الخاطئ بالرهان على طرف لايؤمن كمنهج وسياسة بالسلام، ولايمكن أن يشكل إضافة حقيقية في بناء منطقة، تتبادل في ما بينها المنافع بدلاً عن الحروب والقصف المتبادل.
القرار السيادي في صنعاء مختطف من قبل طهران وهنا لا جديد في القول، وبالتالي لا مجال لتفسير هذا القصف الحوثي لجيزان لجهة مصلحة يمنية، بقدر ماهو في توقيته وعلاقاته بمايجري من تجاذبات سياسية إقليمية، على خلفية حرب غزة، يأتي بتوجيهات إيران، لتمرير تقديرات موقف خاص بها، تبعثه للأطراف الدولية الإقليمية، خطه العريض أن إيران عبر أدواتها لاعباً مقرراً، وأنها تمتلك أوراق ضغط تمس قلب المصالح الدولية الإقتصادية، وأن أي مغامرة إستهداف مباشر لها ولمصالحها، ستحرق خاصرة الغرب، بإستهداف مناطق النفط، عصب الإضطراب والإستقرار الدولي.
بعد القصف الأخير هل يمكن رمي كل ماتحقق من تفاهمات سعودية حوثية، خلف ظهر اللحظة القلقة المضطربة الراهنة، وإعادة تقديم سردية أقل تفاؤلاً، وأكثر إنفتاحاً على إنتاج مقاربة مختلفة، تقوم على خيار العودة للعنف، هذه المرة بدعم أمريكي حد الشراكة؟.
الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطاً متصاعدة، على خلفية إستهداف قواتها في العراق وسورية، وترمي مراكز صناعة القرار هناك باللائمة، على تراخي القبضة الإمريكية، وعدم الرد الصارم على القوى التي تمسك بالسلاح، مطالبة إياها بفتح مواجهة شاملة مع أذرع إيران في المنطقة بما في ذلك الحوثي، الذي تتقلص إيجابيات التعويل على إشراكه في تسوية سياسية، مغطاة من عواصم القرار الدولي، فيما تتزايد مؤشرات توصيفه كقوة مارقة.
عملية يوم أمس في جيزان ومحاولة الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل ولو دعائياً، يعيد تقييم المخاطر ذات الصلة بالحوثي، ويفرض آليات تعامل بديلة أو بالأصح العودة للخيار رقم واحد، أي إسقاطه من حسابات السياسة، وإضعافه عسكرياً بقوة نيران هائلة وقرارات إقصاء أو حتى إضعاف حاسمة.
السعودية قطعة السكر التي تجذب إليها الهوام، وتتحول إلى متلقٍ للرسائل الإيرانية المرسلة لواشنطن، وفرض طهران معادلة بحدين: اما المزيد من الإعتراف بدورها في المنطقة، وأما إعادة مناطق إنتاج النفط ، إلى مربع عدم الإستقرار السياسي السعري في الأسواق العالمية ناهيك عن إرهاق قواتها بمناوشات جانبية آخذة بالتزايد .
بايدن لايمكن أن يشتري كرسي الرئاسة مجدداً ، بمنح شيك مفتوح في دعم إسرائيل فقط، في ما قواته عرضة لإستنزاف القوة والمصداقية في العراق وسورية ، وحلفائه الخليجيين تحت رحمة الصواريخ الحوثية، ومالم يفعل الإثنين معاً: دعم الوحشية الإسرائيلية وتكسير أذرع إيران، فإن جائزة الفوز بالبيت الابيض ستبقى وفق صناع السياسات الإمريكية، محفوفة بالشك وبكثير من المخاطر.
الإستهداف الأخير يخلط الأوراق السعودية، الخاصة بالإنسحاب الآمن بأي ثمن من المستنقع اليمني، ويفتح على قراءات متعددة بما في ذلك العودة ثانية لمربع الحرب.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
شحة المياه في العراق بسبب إيران وتركيا والسلطة التنفيذية لم تتخذ أي إجراء فعال بصدد ذلك
آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 2:20 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الاثنين، ضرورة تحسين إدارة المياه ومنع “الهدر والإسراف”، داعياً إلى التنسيق مع دول المنبع للحفاظ على حصة مياه “عادلة” للعراق.وقالت رئاسة الجمهورية في بيان ، إن “رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد استقبل، اليوم، وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله”، موضحة أن “اللقاء ناقش الوضع المائي ومعالجة الآثار الناجمة عن شح المياه في البلاد”.وأكد الرئيس، حسب البيان، “أهمية التنسيق والتعاون مع دول المنبع لزيادة الإطلاقات المائية، والاستمرار في بذل الجهود على الصعيد الإقليمي للحفاظ على حصة العراق العادلة من المياه”.ودعا رئيس الجمهورية، إلى “التركيز على الواقع المائي وتطويره من خلال المتابعة المستمرة لإنشاء السدود ومعالجة مشاكل الجفاف والتصحر وانخفاض مناسيب المياه الجوفية”، مشددا على “ضرورة تحسين إدارة المياه ومنع الهدر والإسراف في استخدامها سواء للأغراض الزراعية أو الاستخدام المباشر وتكثيف الحملات التوعوية لترشيد استخدام المياه”.من جانبه قدم الوزير شرحا حول سير عمل الوزارة والخطط الموضوعة لإدارة ملف المياه في البلاد، والجهود المبذولة مع دول الجوار لضمان حصص مائية ومنصفة تضمن وتحفظ الحياة والبيئة وتؤمّن المصالح المشتركة للجميع.