دعم المقاومة الفلسطينية.. ننشر توصيات المؤتمر الأدبي لثقافة القاهرة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
كتب- محمد شاكر :
شهد قصر ثقافة روض الفرج، الأربعاء، انعقاد مؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة القاهرة، بعنوان "الأدب في مصر القديمة.. مقارنة بين الماضي والحاضر" دورة الآثاري الكبير سليم حسن، ضمن برنامج الفعاليات الثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
المؤتمر عقد برئاسة د. محمد أمين عبد الصمد، وأمانة الأديب أحمد هاشم البنا، وقدمه الإذاعي السيد حسن مدير عام البرامج الثقافية بالإذاعة المصرية، وبدأت فعالياته بالسلام الوطني، ووقفة دقيقة حداد على شهداء فلسطين.
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس المؤتمر عن الحضارة المصرية وكيف شكلت نموذجًا للمنجز الإنساني على مر العصور وذلك لما تعكسه من عمق زمنى خلق راقات ثقافية متتالية زادت من أسباب توهج تلك الحضارة وخاصة التنوع، هذا الثراء كان دافعا مغريا للكثيرين لمحاولة نسب تلك الحضارة لهم، وأشار رئيس المؤتمر إلى الثقافة الجماهيرية التى حملت على كاهلها هموم الوطن وثقافته وشكلت حصنا منيعا لحماية الحضارة وتاريخها.
وتحدث أمين عام المؤتمر عن الأدب باعتباره شكلا من أشكال التعبير الإنسانى عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره بأرقى الأساليب الكتابية المتنوعة، كما تطرق إلى مفهوم الأدب المعاصر فى العصر الحديث ويدل على معنيين الأول شامل ما يكتب فى اللغة من الآداب والعلوم، والثانى كلام ذو معنى يتصف بالجمال والتأثير، كما عرف الأدب فى عصر المعلوماتية بأنه خيرة ما يكتب ويقرأ من ثقافة ومعرفة وفن، واختتم كلمته بضرورة الاستفادة الكاملة من الوسائل المعلوماتيه وليس اعتبارها ندا للأدب والأدباء.
وفي كلمتها توجهت لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى الثقافي بالشكر لرئيس المؤتمر والباحثين المشاركين وأثنت على جهود الهيئة العامة لقصور الثقافة وحرصها على إقامة الأنشطة التفاعلية المرتبطة بمناقشة قضايا الثقافة المصرية، والعمل على الاستفادة من المشروعات العلمية والبحثية فى إطار النشاط العام للهيئة، متمنية أن يكون المؤتمر نواة لمشروع يهدف الى المحافظة على الهوية المصرية وتاريخها.
وتحدثت إلهام واصف مدير عام الفرع فى حديثها عن الدكتور سليم حسن وإنجازاته العلمية وموسوعته مصر القديمة، مؤكدة على أهمية هذا المؤتمر الذى يعنى بالأدب واللغة فى الماضى والحاضر.
وأشار الشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة إلى عنوان المؤتمر وأهميته فى ترسيخ الهوية المصرية والحفاظ عليها، تلا ذلك فقرة تكريمات لكوكبة من أدباء وشعراء القاهرة على مساهمتهم فى إثراء الحركة الأدبية.
المؤتمر نظم بالتعاون بين إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وشهد حضور د. نهى نبيل مدير عام الإقليم، والشاعر وليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات ونوادي الأدب، والعديد من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
الجلسة البحثية الأولى..
أدار فعاليات الجلسة الأولى الكاتب حمدي عبد الرازق وعُرض فيها بحث د. عصام محمود أحمد "بواكير الثقافة العربية فى مصر" الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان، وجاء في البحث أهمية مصر الثقافية حيث ذكرها العديد من الشعراء فى أشعارهم كالفرزدق، وأبو نواس ، ثم تطرق إلى توالى العصور على مصر وتأثير ذلك على اللغة والأدب وازدهارهم فى عهد الخلافة الفاطمية نتيجة اهتمام الدولة الفاطمية بالشعر والشعراء وهو ما أثر فى حركة النقد فى مصر والعالم العربي.
ثم قدم د. طارق منصور مؤرخ وروائى بكلية الآداب جامعة عين شمس، بحثا عن "مظاهر تأثيرات التراث المصرى القديم على الأدب الحديث" قدم من خلاله نظرة عامة للأدب فى مصر القديمة مع تقديم حصر لجميع الموضوعات التى تناولت فى الكتب والروايات سواء كانت عالمية أو عربية أو مصرية، مؤكدا ضرورة تنوع الموضوعات التى يتم تناولها مع وجود سلسلة للأطفال تشرح الحضارة المصرية القديمة.
أما الكاتبة شاهيناز الفقى الكاتبة فعرضت بحثا بعنوان "أدب المصريين القدماء بين الفن الأسطوري وواقع البسطاء" تطرقت إلى نشأة الأدب المصرى القديم والعصر الذهبى له فى عهد الملك منتحتب فى عصر الدولة الوسطى حيث يمثل هذا العصر نقلة ثقافية فى عصر مصر القديمة، كما تطرقت إلى فنون الأدب المختلفة فى مصر القديمة كالشعر، الكتابة المسرحية والدراما المصرية، والأدب القصصى، والأدب الاجتماعى وكلها تنسب إلى المصرى القديم الذى برع فيها.
كما أشارت إلى تأثير الأدب المصرى على الغرب موضحة أن الحضارة المصرية هى من أقدم الحضارات وقد أضافت كثيرا الى التراث الإنساني العالمى فى مجال الآداب والفنون .
الجلسة البحثية الثانية..
وشهدت الجلسة الثانية تعريفا عن شخصية المؤتمر الآثارى سليم حسن وأدارها الشاعر شرقاوى حافظ، والذي سرد نبذة عن مولد "حسن" بقرية بيت ناجى التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية، ووفاة والده وهو صغير والتحاقه بمدرسة المعلمين الخديوية ثم انضمامه إلى فرقة دراسة علم الآثار بعد أن أتم دراسته عام ١٩١٢ ثم تعيينه مدرسا بالمدرسة الناصرية بالقاهرة، حيث ألف وترجم العديد من الكتب، وبعدها عين أمينا مساعدا بالمتحف المصرى، ثم سافر إلى باريس والتحق بالجامعة وحصل على دبلوم فى اللغة الشرقية وثان فى الديانات، وثالث فى اللغات الشرقية.
هذا بجانب جهوده الكبيرة فى عمليات الحفر والتنقيب التى استمرت لمدة ١٠سنوات استطاع من خلالها الكشف عن العديد من مقابر الدولة القديمة، ثم تفرغ بعد ذلك للدراسة والتأليف ومن أهم مؤلفاته موسوعة "مصر القديمة" الذى أخرجه فى ١٦جزءا متناولا تاريخ مصر وحضارتها القديمة، ثم تحدث عن جزء "الأدب المصرى القديم" أحد أهم كتب الموسوعة، بالإضافة إلى مؤلفاته التى كتبها بغير العربية والتى بلغت ٣٣مؤلفا، بجانب بحوثه ومؤلفاته فى المحلات الأثرية الاجنبية، ثم وفاته عام ١٩٦١ بعد رحلة عطاء.
توصيات المؤتمر:
وأوصى المؤتمر في ختام فعالياته بالتالي:
- رفض كافة مظاهر وصور التطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني ويؤكد دعمه التام لكافة أوجه المقاومة الشعبية لتحرير الأرض.
- تدشين سلسلة ضمن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة تتيح التعريف بالتاريخ المصري القديم من خلال إنجاز المدرسة المصرية ومن ينتهج نهجها العلمي.
- لفت نظر واضعى السياسات التعليمية والإعلامية والثقافية إلى أهمية النظر إلى المنجز الحضارى المصرى القديم أدبا وفنونا وعناصره الثقافية المتنوعة والدعوة إلى التعريف بها وتقديمها من خلال مناهجها وبرامجها تأكيدا لتميز عناصر هوية مصر.
- صناعة مادة فيلمية خاصة بالثقافة المصرية القديمة والاستفادة من الموقع الإلكتروني للهيئة والكوادر الفنية والعلمية بها
- إقامة ورش تدريبية حول فن القصة الشاعرة باعتباره فنا مصريا خالصا.
هذا وشهدت الفعاليات تكريم رئيس المؤتمر وأمينه العام والباحثين المشاركين والعديد من المبدعين والشعراء، وتضمنت الفعاليات عرضا لفرقة القاهرة للموسيقى العربية التابعة لقصر ثقافة روض الفرج والتى قدمت باقة متنوعة من الأغانى الوطنية مصر يا أم الدنيا، يا أحلى اسم فى الوجود، يا حبيبتى يا مصر وغيرها، بجانب أمسية شعرية أدارها الشاعر العزب فتحي أبو الفتوح، وشارك بها أعضاء نوادي الأدب. وأقيم على هامش المؤتمر معرض للكتب الفائزة بجائزة النشر الاقليمى، ومعرض إكسسوارات من السلك النحاس، وأشغال يدوية، بجانب ورشة فنية للأطفال.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني قصور الثقافة ثقافة القاهرة ثقافة روض الفرج دعم المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى المزيد المصرى القدیم رئیس المؤتمر مصر القدیمة مدیر عام فى مصر
إقرأ أيضاً:
الكاتب والصحفي اللبناني علي رضا يوسف سبيتي لـ” الثورة”: جئنا من أرض المقاومة إلى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين
من بيروت إلى صنعاء… الكلمة تقاوم وفلسطين لا تغيب من البحر الأحمر إلى حدود فلسطين.. الرصاص يتكلم حيث تصمت الأنظمة ¶ اليمن لا يرفع شعار فلسطين بل يقاتل من أجلها ¶ السيد عبدالملك مدرسة إيمان وثبات ووعي قرآني.. وقائد لا يتراجع عن فلسطين ¶ أنصار الله اليوم أصبحوا رمزاً في أوروبا والحق لا يحتاج إلى تلميع ¶ نحن في لبنان لا نأسف على التضحيات.. بل نفخر بها على طريق القدس ¶ المقاومة اليوم لم تعد وحدها.. الشعوب بدأت ترى الحقيقة رغم التواطؤ الإعلامي ¶ الشعوب الغربية بدأت تفهم.. والتضامن لم يعد مجرد شعارات ¶ الإعلام الممول لم يعد قادرًا على تشويه صورة أنصار الله ¶ ما يفعله اليمن هو المعيار الحقيقي لنصرة فلسطين ¶ قائد الثورة اليمنية ثابت على موقفه رغم الحصار والحرب ¶ ما يجري في البحر الأحمر هو الفعل الحقيقي لمساندة غزة ¶ التضامن الشعبي في الغرب يجب أن يتحول إلى مواقف سياسية ¶ وسائل التواصل كسرت احتكار الرواية الغربية وزادت وعي الشعوب ¶ هذا المؤتمر الذي يحمل شعار »فلسطين قضية الأمة«.. يؤكد أن معركة الوعي لا تقل عن معركة السلاح ¶ على كل مشارك أن يعود من صنعاء فاعلاً لا متضامناً فقط
في زمنٍ تحاول فيه بعض الأنظمة أن تُطفئ شعلة المقاومة باسم الواقعية، وتُبدد مركزية فلسطين تحت ذرائع «السلام» و»التطبيع»، يخرج الصوت الصادق من بيروت ويصل صداه إلى صنعاء «الكلمة لا تزال تقاوم، وفلسطين لم ولن تغيب».
من أرض الجنوب اللبناني، حيث ارتسمت ملامح الانتصار، إلى اليمن الثائر الذي أصبح رأس الحربة في دعم غزة، جاء الصحفي اللبناني علي رضا ليؤكد أن المقاومة ليست خيارًا عابرًا، بل عقيدة راسخة تتجلى في الميدان كما في المنبر.
في حوار صريح وجريء أجرته معه «الثورة»، يكشف الصحفي اللبناني علي رضا رؤيته حول دور اليمن المحوري في معركة فلسطين، ويُضيء على قيمة الكلمة كمقاومة لا تقل أثراً عن الرصاص، ويصف المؤتمر الثقافي في صنعاء بأنه أكثر من فعالية… إنه جبهة واعية تُسند البندقية وتُحرج أنظمة تخلّت عن فلسطين.
من بيروت التي لم تساوم، إلى صنعاء التي لم تُساير، يتحدث عن محور المقاومة، عن البحر الأحمر، عن الشارع الأوروبي، عن السيد عبدالملك الحوثي كقائد استثنائي، وعن فلسطين كقضية لا تموت… مهما طال ليل التطبيع:
الثورة / ماجد حميد الكحلاني
حدثنا عن انطباعك من زيارتك لليمن ومشاركتك للمؤتمر الثالث تحت شعار فلسطين قضية الأمه؟
لقد جئنا من لبنان، من أرض المقاومة، إلى يمن الإيمان والصمود والمقاومة، وهذه الأرض الطاهرة باتت اليوم رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين ومقارعة العدوان الأمريكي والصهيوني، وقد كان لي الشرف بالتواجد هنا في هذه الأرض الطيبة بين شعب طيب، مقاوم، صبور، صامد. رغم سنوات الحصار الطويلة والحروب المتواصلة، ثابتًا على موقفه، متجذراً في انحيازه للقضية الأساس وهي قضية فلسطين.
مشاركتنا في المؤتمر هذا العام تكتسب رمزية إضافية كونه يُعقد تحت شعار «لستم وحدكم»، وهو الشعار الذي تطبقه اليمن فعلاً، لا قولاً، عبر مواقفها وعملياتها، وبحضور شخصيات من مختلف أنحاء العالم.. من لبنان، من أوروبا، من أمريكا اللاتينية، من الصين، جميعهم اجتمعوا في صنعاء ليقولوا بصوت واحد.. نحن مع اليمن وفلسطين، في خندق واحد، مؤكدين أن دعم فلسطين واجب أممي لا يسقط بالتقادم.
هذا المؤتمر الثقافي ليس فعالية رمزية، بل محطة نضالية تؤكد أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح، يجب ألا نغفل أي جبهة.. لا الإعلامية، ولا الثقافية، ولا السياسية، ولا العسكرية – فكلها تشكل ساحة من ساحات المواجهة في معركة التحرير الكبرى.
فلسطين ليست قضية هامشية
برأيك، ما دور محور المقاومة في هذه المرحلة؟ وهل الدفاع عن فلسطين ما زال يمثل قضية مشتركة للمحور؟
بلا شك إن الدفاع عن فلسطين ليس قضية هامشية بالنسبة لمحور المقاومة، بل هو جوهر وجوده وروحه الجامعة، ما شهدناه في السابع من أكتوبر من اندلاع المقاومة داخل فلسطين، أعقبه في الثامن من أكتوبر تحركٌ نوعي ومنسّق لمحور المقاومة في مختلف الجبهات.. من جنوب لبنان، ومن اليمن، ومن العراق، في معارك إسناد حقيقية للشعب الفلسطيني.
هذا التكاتف، وهذا التعاون بين جبهات المقاومة، ليس طارئاً ولا موسمياً، بل هو بناء استراتيجي طويل المدى. ونحن نؤمن بأن هذا التلاحم سيؤتي ثماره، بإذن الله، مهما بلغت التضحيات.
نحن في لبنان، قدّمنا تضحيات جسام في هذه المعركة، لا نقول «نأسف» عليها، بل نفخر بها، لأنها على طريق القدس. نؤمن أن كل دم يُسفك على هذا الطريق، هو خطوة تقربنا من النصر. فكلما قدّمنا أكثر، كان العوض من الله أعظم… والعوض الذي نطلبه ونعمل من أجله هو تحرير فلسطين، كاملة، من البحر إلى النهر.
ضرورة التمييز
كيف تقيّم المشهد الدولي حالياً تجاه العدوان المتجدد على غزة؟ وهل ترى تحوّلاً في المواقف؟
من المهم دائماً أن نُفرّق بين مواقف الحكومات ومواقف الشعوب، سواء في أوروبا أو غيرها. في مؤتمرنا الحالي، حضر عدد من المشاركين من دول أوروبية، وقد نقلوا لنا صورة حقيقية من الشارع الأوروبي، تؤكد أن شريحة واسعة من المجتمع باتت تدرك حقيقة ما يجري، وتدعم القضية الفلسطينية بشكل متزايد.
لقد أصبح من الواضح أن كثيرًا من الناس في الغرب باتوا يرون أن ما تقوم به حركات المقاومة كـ«حماس» و«حزب الله» و»أنصار الله» هو دفاع مشروع عن الشعب الفلسطيني، وأنهم من خلال مواقفهم يدافعون عن حقوق الإنسان، على عكس ما تروج له بعض الحكومات التي تدّعي الحرص على القيم الإنسانية، بينما تغض الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة.
نأمل ألا يبقى هذا التضامن الشعبي محصوراً في المظاهرات والشعارات، بل إن يتطور ليُترجم في المستقبل إلى مواقف سياسية حقيقية، تنعكس من خلال دعم رسمي وفعلي من حكومات أوروبية وغربية للقضية الفلسطينية، بما يُعيد الاعتبار للعدالة والكرامة الإنسانية.
قائد الثورة.. مدرسة متكاملة
ما هو تقييمك لدور قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ترسيخ القضية الفلسطينية كأولوية؟
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، ليس مجرد قائد، بل هو مدرسة متكاملة في الصبر والثبات، ومعلم حقيقي في الالتزام بالمبادئ. يستمد قوته من الشعب اليمني الأصيل، ويعكس بإيمانه وصلابته إرادة هذا الشعب الذي صمد في وجه الحصار والحروب.
ما يميّز هذا القائد أنه بقي ثابتًا على موقفه من القضية الفلسطينية، ولم يتخلّ عنها رغم كل التحديات التي مرّ بها اليمن. ولو كان في موقعه قائد آخر يفتقر إلى هذا الإيمان العميق وهذه الروح القرآنية، لربما تراجع أو تذرّع بالظروف للانسحاب من الموقف. لكن السيد عبد الملك أثبت أن نصرة فلسطين واجب لا يسقط، وأن دعم غزة موقف لا يتغير مهما اشتدت الأزمات.
إن تمسكه بالقرآن الكريم، وإيمانه بأن اليمن بلد القرآن، هو ما جعله يستمر بثبات في دعم الشعب الفلسطيني، ونحن في لبنان نُكنّ لسماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كل المحبة والتقدير، وندعو له دائماً بطول العمر، وبالسداد، والنصر بإذن الله، لأنه قائد عظيم ومحبوب، ومصدر فخر لأمتنا.
أمريكا لن تستطيع هزيمة »أنصار الله«
كيف تردّ على المزاعم الأمريكية والإسرائيلية بشأن عمليات البحر الأحمر ودورها في فك الحصار عن غزة؟
ما يجري اليوم في البحر الأحمر يُمثّل أحد أصدق وأوضح مشاهد الدعم العملي لفلسطين. فبينما نرى صواريخ “فلسطين 2” تتجه نحو تل أبيب، نرى في الوقت ذاته حصاراً مفروضاً على السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، في خطوة تؤكد أن هناك من لا يزال يترجم تضامنه مع غزة بالفعل لا بالقول.
الإدارة الأمريكية، وكعادتها، تحاول تزييف الحقائق؛ فتارة تزعم أنها أرسلت بوارجها لحماية «حرية الملاحة»، وتارة أخرى تدّعي أنها تدافع عن نفسها في البحر الأحمر. لكن السؤال الجوهري هو: ما الذي أتى بك إلى هناك أصلاً؟ هذه ليست مياهك، وليست أرضك.
والأهم من ذلك، أنك لن تستطيع هزيمة «أنصار الله»؛ فهم أبناء الأرض، وحملة قضية، ومؤمنون بعدالة موقفهم. التاريخ اليمني يشهد بأن هذا الشعب لا يُكسر ولا يُهزم، فادعاءات أمريكا وحلفائها ما هي إلا محاولات يائسة للتشويش على مشهد أصبح واضحاً للجميع.
اليوم، الشعوب العربية، بل وحتى الأوروبية، بدأت تُدرك أن ما يقوم به «أنصار الله» ليس عملاً معزولاً أو عدائياً، بل هو موقف نابع من إيمان حقيقي بنصرة فلسطين. وحتى من كانوا في السابق يصدقون الرواية الغربية التي تصف «أنصار الله» بالجماعة المسلحة أو الإرهابية، أصبحوا اليوم يرون الحقيقة: أنها حركة تناضل من أجل قضية إنسانية عادلة.
وقد أكد لنا العديد من أصدقائنا في أوروبا أن «أنصار الله» باتوا يحظون باحترام وتقدير متزايد، وأن صورتهم تغيّرت بشكل كبير في الوعي الأوروبي، حيث يُنظر إليهم اليوم كقوة تقف في وجه الظلم وتُدافع عن الحق الفلسطيني بكل شجاعة.
لا تحرير بدون مقاومة
هل تعتقد أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين؟
لا خلاف على أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، ولا يوجد حل لتحرير فلسطين سوى عبر البندقية، كما قال الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله، لكن هذا لا يتحقق إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، وهو ما يؤمن به محور المقاومة، حيث تتعاون القوى الصادقة من “أنصار الله” في اليمن، إلى “حزب الله” في لبنان، فالمقاومة العراقية، وصولاً إلى الفصائل الفلسطينية، في إطار جهد مشترك لنصرة القضية المحورية للأمة وهي قضية فلسطين.
هذا التعاون الاستراتيجي، إن استمر وتعزز، سيكون بإذن الله طريقًا حقيقيًا نحو تحرير فلسطين، لأنها لا تُحرر بالشعارات، ولا بالمفاوضات وحدها، بل بالمواجهة والمقاومة، ومن يطالب بتسليم السلاح تحت شعار «السلام» يُظهر سذاجة مفرطة، لأن العدو لا يمنح السلام إلا لمن يفرض عليه احترامه بالقوة. السلاح هو وسيلة البقاء، ومصدر الاحترام، وعامل الردع الوحيد أمام عدو لا يفهم سوى منطق القوة.
اليمن يقف على الجبهة الأمامية
هل ترى أن ما قام به اليمن تجربة يجب أن يقتدى بها من جميع الشعوب العربية في مواجهه الظلم والطغيان؟
ما قام به اليمن ليس مجرد تجربة ناجحة، بل هو فعل يضع كل من يدّعي نصرة فلسطين أمام اختبار حقيقي، اليمن اليوم يُحرج الأنظمة العربية، ويُحرج الدول التي تتحدث باسم الإسلام وتزعم أنها تقف مع القضية الفلسطينية، بينما يقتصر دعمها على التصريحات أو المفاوضات.
ورغم أهمية العمل السياسي في بعض المراحل، إلا أنه لا يكفي وحده، ما يفعله اليمن هو الفعل الحقيقي.. مقاومة صادقة، عملية، ومباشرة، ورغم كل حملات التشويه ومحاولات الإعلام الممول للنيل من صورة «أنصار الله»، فإن الحقيقة باتت واضحة أمام الشعوب، خاصة في ظل وجود وسائل التواصل التي فضحت الكثير من الأكاذيب.
اليوم، الجميع يرى أن اليمن يقف على الجبهة الأمامية دفاعاً عن فلسطين، وأن هذا النموذج هو الطريق الذي يجب أن يُحتذى به في مواجهة الظلم والطغيان، لا بالكلام بل بالفعل والموقف.
فرصة ثمينة لتبادل التجارب
ما رسالتك من خلال مشاركتك في المؤتمر؟ وماذا تتوقع من مخرجاته؟
هذا المؤتمر الثقافي يعتبر في غاية الأهمية، لأنه يضع الوعي في قلب المعركة، نحن لا نقاتل فقط بالبندقية، بل بالكلمة، بالفكر، بالإعلام، بالشعر، بالمسرح، وبكل وسيلة تعبير. ويُعد المؤتمر محطة في غاية الأهمية، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم، نحن لا نزال في بدايات المؤتمر؛ فقد كان يوم أمس هو يوم الافتتاح، ولا تزال أمامنا أيام مهمة من النقاشات والمباحثات.
نأمل أن تسفر الأيام المقبلة، خصوصًا بعد انتهاء الجلسات الحوارية والمشاورات، عن مخرجات عملية وواضحة، تتجسد في خطط ثقافية وإعلامية تستهدف فئة الشباب بشكل أساسي، وتعمل على تأطير جهودهم في دعم القضية الفلسطينية على المستوى الثقافي والفكري والإعلامي.
المؤتمر فرصة ثمينة لتبادل التجارب وتوحيد الجهود، وقد كان الحضور الدولي الواسع دليلاً على أن فلسطين لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الأحرار حول العالم، وما ينبغي على كل مشارك فعله بعد انتهاء المؤتمر هو أن يتحول من موقع المتضامن إلى موقع الفاعل، من الكلام إلى العمل، وأن يعود إلى بلده أو مجتمعه حاملاً مسؤولية نشر الوعي، وتحفيز الناس، خاصة الشباب، على نصرة فلسطين بكل الوسائل الممكنة.
ونحن على ثقة أن المخرجات ستكون على قدر التطلعات، وسنعمل جميعًا على تنفيذها والبناء عليها للتحضير لخطوات أكبر وأكثر تأثيرًا في العام القادم، بإذن الله.