فلسطين ... بين حرب صليبية ووصية القسام !
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
ومرة تلو أخرى يتوجب على هذه العجوز اوروبا ووليدها الحضاري أمريكا أن تذبح الشرق الإسلامي من الوريد الى الوريد بحملاتهم الصليبية .
كما يتوجب اليوم على المجمع الصليبي الأمم المتحدة ان تبارك تلك الحرب المقدسة ضد غزة والمسلمين .
-حروب صليبية
( فقد حسمت كل المسائل الأخلاقية في ذهني ، هذه مسألة أبيض وأسود ، ومسألة خير وشر ، إننا نقاتل في صف الله ) من خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل توجيه جيوشه إلى الخليج العربي عام 1991م م بعد اجتياح العراق للكويت والطرفين مسلمين فكيف بموقفها اليوم بمعركة طوفان الاقصى.
وقد حشدت واشنطن والغرب كل طاقاتهما خلف الكيان الصهيوني معلنين حرب صليبية جديدة تقودها امريكا؟! .
وفي نفس الفترة اشار وزير الدفاع الفرنسي جان بيير شوفيمنان بقوله : ( لأربع مرات في غضون قرن واحد ، ابتداء من محمد علي باشا ومرودا بالشريف حسين فعبدالناصر وانتهاء بصدام حسين ، يجهض الغرب بوحشية السلاح حلم نهضة عربية ، دون دخولا عريضا الى خط صناعة التاريخ العالمي المعاصر )
بهذه العبارة اوجزت حقيقة صراع الغرب مع الشرق بأن الحروب الصليبية ضد العرب لم تنتهي بعد فبالأمس قادت روما تلك الحروب الدينية واليوم تقود امريكا الحرب ليقاتل الجميع بزعمهم فى صف الله كما وصفها ذلك الرئيس الامريكي جورج بوش برب الخليج الثانية 1991م .
واكد ذلك بوش الابن الرئيس للبيت الابيض ايضا في احداث 11 سبتمبر 2001م .
- فاتيكان واشنطن
واليوم بمعركة الطوفان يتوحد الغرب جميعا تحت الصليب و التلمود والهيكل المزعوم في محاولة يائسة منهم لاخماد بركان معركه طوفان الاقصى وما تصاريحهم المعلنة وزياراتهم للوقوف مع الكيان الصهيوني الا دليل ان الكفر ملة واحدة في محاربه الإسلام واهله .
وما يزيد كشف للحقيقة بإن الغرب قد اجمع على اقامة تحالف صليبي جديد ما كشفه رئيس فرنسا ماكرون خلال زيارته للكيان الصهيوني عن ضرورة اقامه تحالف ولن يكون لفرنسا المبادرة في إعلان حرب صليبية مالم تكن امريكا هي من اعطت الضوء الاخضر لماكرون ليعلن عن ضروره اقامه تحالف لان من يقود الحرب الصليبية اليوم هي امريكا وما على دول اوروبا الا الاذعان والخضوع لقيادة فاتيكان البيت الابيض .
-إعلام الغرب
إن وحشية القتل والاباده الجماعية وجرائم الحرب هي من سمات الغرب ضد الإنسانية وشواهد التاريخ وحتى اليوم توكد ذلك من هيروشيما الى غزة فالوحشية في القتل والتدمير تنتصب كحكم إذا ماوجه المشروع الغربي الصليبي المتغطرس بأية مقاومة محلية أو اقليمية أو دولية .
ولسان حالهم يقول : نحن ضد كل من يقف في وجه مشروعنا بأي ثمن . وهذا ما نشاهده اليوم في قصفهم لغزة وقتلهم للاطفال والنساء وتدمير كل شيء وفرض حصار يتعارض مع كل الاعراف والقوانين الإنسانيه و الدولية امام مشاهده ومسمع العالم.
ليأتي دور الإعلام الموجهه عن الحديث عن الفروق بين السلوك العقلاني والسلوك الهمجي .
وأن العقل الغربي إذا استوطن العنف فهو على حق ودفاع عن النفس ، وأن عقل الشرق العنفي والذي يدافع عن ارضه ونفسه انما هو الشر بعينه .
ولتنظيم دروس النوت عبر الأساطيل وحاملات الطائرات الجوابة لأعالى البحار في محاولةلأغتيال التاريخ وفرض هيمنتها .
فمنذ الحروب الصليبية الاولى اتخذت المواجهة أشد اشكالها الصداميه مع الإسلام فهناك تاريخ من الدماء والسلب والنهب والنشاطات المفجعة الأخرى مارسها الغرب بكل ممالكه ودوله الاوروبية المسيحية التى قاتلت تحت راية الصليب وعلى اثرها احتلوا القدس ومناطق عديدة من بلاد الشام ومحاولين احتلال تونس ومصر .
واليوم نجد الغرب المسيحي تحت قيادة امريكا وليس كنيسه روما تقود الغرب لغزو صليبي جديد على المنطقة العربية - الإسلامية بداية ميدانها فلسطين .
-روح المقاومة
وفي ابريل 1936م بلغ التعداد اليهودي المهاجر الى فلسطين زهاء ثلاثمائة ألف مهاجر يهودي . وبتواطى المحتل الانجليزي لفلسطين تحت مسمى الانتداب بعد ان احتلها خلال الحرب العالمية الاولى ودخول قائدهم اللنبي القدس الشريف في 19 أكتوبر 1917م ليمهد لقيام وطن قومي لليهود في في فلسطين واستكمال لوعد بلفور .
فثورة عز الدين القسام لم تكن ثورة وليدة حاضرها في عام 1936م بل إن العمل على إنشاء حركته المسلحة لمقلومه الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية قد بدأت منذ عام 1928م .
واستعمل القسام منبر للمسجد في حيفا لاستثاره روح الكفاح والمقاومة والجهاد.
......................
الخذلان
وقد خشيت القيادة الوطنية آنذاك ممثله بمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني من التهور في حركة القسام .
ويقول ناجي علوش في كتابه ( المقاومة العربيه في فلسطين ) أن المفتي كان قد اجتمع بالقسام ، وكان جوابه على دعوة القسام ( بأن الوقت لم يحن بعد لمثل هذه الأعمال ، وأن الجهود السياسية التى تبذل بمؤازرة إخواننا العرب تكفى لحصول عرب فلسطين على حقوقهم )كان ما فعله القسام إبلغ رد على السياسة الوطنيةالتقليدية فقد ( علًم ونظًم وقاتل غير آبه لجاه أو باحث عن زعامة ، وكانت سيرته مثلا يحتذى ، بعكس السياسة التي ظلت قائمة على المناصب لا المتاعب والمساومه لا المقاومة ) .
-موتوا شهداء
وكما المؤمن يرفض المذلة ويستعجل الشهادة ، فقد دارت رحى معركة طاحنة بين القوات الانجليزية والتى حولت قضاء جنين الى ساحة حرب وبين جماعة القسام للتى قررت المقاومة حتى النفس الأخير ، ثم كان آخر كلماته كوصية لرجاله : موتوا شهداء - .
فكان الوليد الشرعي لثورة القسام فقد قامت الثورة الفلسطينية الكبرى والتى امتدت احداثها من عام 1936 الى 1939م ومازالت وصيته تتجلى اليوم في معركة طوفان الأقصى جهاد ومقاومة وشهادة لا استسلام وخضوع .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الوضع السورى.. ومستقبل ليبيا
من السابق الحكم على مستقبل سوريا فى ظل تعدد اللاعبين الدوليين على الأراضى السورية، وسعى كل القوى الدولية والإقليمية لتقديم نفسها فى المشهد السورى وفرض نفوذها خلال المرحلة الانتقالية التى تؤسس لشكل الدولة السورية بعد سقوط نظام الأسد الذى أسس للطائفية والعرقية فى سوريا، ولم يستطع تجاوز المرحلة الأولى من الربيع العربى منذ عام 2011 وكانت سببًا فى هجرة وتشريد ما يقارب نصف الشعب السورى، وسقوط كثير من المحافظات والمدن السورية فى أيدى الجماعات الإرهابية وتيار الإسلام السياسى والمعارضة السورية، حتى جاءت لحظة التفاهمات الدولية الجديدة لمسرح الأحداث فى أوكرانيا والشرق الأوسط، لتتخلى روسيا عن النظام السورى مقابل مصالحها المباشرة فى أوكرانيا وحماية أمنها القومى فى مواجهة الغرب، وفى ذات اللحظة انسحبت إيران من المشهد السورى مقابل تأمين منشآتها النووية باعتبارها أهم أهدافها الاستراتيجية، لتتصدر تركيا المشهد السورى وتصبح اللاعب الرئيسى فى سوريا نتيجة دعمها لهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع فى دخول دمشق وإعلان سقوط النظام السابق.
التحركات الدبلوماسية الأخيرة، تكشف عن بعض من جوانب الغموض للحالة السورية، خاصة بعد زيارة الوفد الأمريكى ولقائه مع أحمد الشرع وعدد من أعضاء هيئة تحرير الشام التى تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية كجماعة إرهابية، فى تغير دراماتيكى يكشف عن تلون وازدواجية السياسية الأمريكية طبقًا للمصالح الأمريكية الإسرائيلية وتحقيق أهدافهما الاستراتيجية فى الشرق الأوسط.. أما زيارة وزير الخارجية التركى هاكان فيدان قبل أيام كانت كاشفة بجلاء عن أن الرابح الأكبر من أزمة سوريا هى تركيا كما جاء فى المؤتمر الصحفى مع أحمد الشرع عندما أكد أن التنسيق كامل على محاور عدة وأتى على رأسها العمل مع القيادة الجديدة على تحرير كامل الأراضى السورية من الجماعات الإرهابية والمسلحة إلى خارج سوريا، كاشفًا عن التعاون فى شتى المجالات ودعم تركى سياسى وفنى خلال المرحلة الانتقالية لإعادة بناء المؤسسات السورية وأيضًا عمليات الإعمار وبناء البنية الأساسية للدولة السورية، مشيرًا إلى البدء فى ترتيب زيارة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى سوريا فى تأكيد على الهيمنة التركية على سوريا، وفى ظل تشتت وغياب موقف عربى موحد لما يحدث فى سوريا نتيجة أيديولوجيات طائفية وعرقية تحدد مواقف بعض الأنظمة العربية، وعمل البعض الآخر كوكلاء لقوى كبرى، أو بعض الأنظمة التى ترفض التعامل مع تيار الإسلام السياسى والجماعات الإرهابية.
خطورة الوضع السورى لا يقف عند حد الوضع المجهول لمنطقة الشام وتأثيرها على الأمن القومى العربى والنزعة العروبية لهذه المنطقة بالغة الأهمية، وإنما يمتد تأثيرها لما هو أبعد وأخطر وتحديدًا على الأمن القومى المصرى، فى ظل ما تشهده المنطقة من إنتاج موجة من تيارات الإسلام السياسى ودعمها للسيطرة على الدول، كهدف استراتيجى أمريكى لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد.. ومع تلاقى المصالح والأهداف التركية الأمريكية فى سوريا والهيمنة التركية على الوضع السورى، يجب التوقف أمام تصريحات وزير الخارجية التركى حول مستقبل جبهة النصرة ونقلها خارج سوريا، خاصة أن الكل يعلم أن تركيا لها مصالح فى الغرب الليبى وتدعم حكومة الغرب وتيار الإسلام السياسى، الذى بات ينتظر الدعم ويتحين الفرصة لتكرار التجربة السورية فى ليبيا، الأمر الذى يدعو الشعب الليبى الآن، وأكثر من أى وقت مضى إلى التحرك واتخاذ خطوات جادة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لحماية دولته ومقدراته من المخططات الخارجية وغزو تيارات الإسلام السياسى إلى الغرب لفرض واقع جديد على ليبيا، وهو نفس الأمر الذى يدعو الدولة المصرية إلى تحركات فاعلة ومسبقة تشكل خطوطا حمراء جديدة أمام محالات العبث بمستقبل ليبيا باعتبارها حدود الأمن القومى المصرى المباشر.
حفظ الله مصر