زوجي يرغب في إنجاب الذكور فقط.. فهل يجوز الدعاء بنوع المولود؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
زوجي يرغب في انجاب الذكور فقط.. فهل يجوز الدعاء بنوع المولود؟ سؤال أجاب عنه أمين الفتوى بدار الإفتاء الشيخ عويضة عثمان.
هل يجوز الدعاء بنوع المولود؟وقال أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، ردا على سؤال متصلة تدعى خيرية، حول حكم الدعاء بأن يرزقها الله بولد لأن زوجها صعيدي ويحب الأولاد، فهل هذا يجوز الدعاء؟، قائلا: "نعم حلال، لكن علينا أن نعلم أن اختيار الله لنا افضل مما نريد، لأنه فيه حكمة واختيار العبد قاصر على امر دنيوى".
وأضاف: "في واحدة كانت خلفتها كلها بنات، وفي آخر خلفة لها قال لها زوجها لو خلفتى بنت ارجعى على بيت والدها، وفعلا أنجبت بنت، وجلست تبكى فقام الطبيب ووضع البنت فى الحضانة، وترقب زوجها وحين ووصوله قال له الطبيب تعالي معلش بنتك نزلت بتشوهات، فقال للطبيب يا ريتها كانت نزلت سليمة، فقال له بنت سليمة فقال الحمد لله".
وفي جواب سؤال هل هناك ورد قرآني يستعان به على صلاح الذرية ؟، قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هناك عدة أشياء في ذلك الأمر الذي هو من الأهمية بمكان منها أن يستعين الرجل والمرأة بذلك الدعاء الوارد في سورة الأحقاف على صلاح ذريتهما : (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وأني من المسلمين).
واستدل على ذلك بما أخرجه ابن أبي حاتم عن مالك بن مغول قال : شكا أبومعشر ابنه إلى طلحة بن مصرف. فقال طلحة رضي الله عنه: استعن عليه بهذه الآية (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) انظر الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 41 .
وذكر أحد علماء الأزهر أنه كان يتردد على شيخ من كبار الشيوخ فسأله ألك أولاد ؟ فقال له نعم والحمد لله، فقال له استعن على صلاحهم بهذه الآية ( وأصلح لي في ذريتي)، هذا والأكمل أن تدعو بالدعوة كاملة وأن ترددها كثيرا حتى تحوز كل ما في هذه الدعوة من بركات.
وهي على النحو التالي (رب أوزعني) أي ألهمني ووفقني أولا،(أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) ولا شك أن شكر النعم من أجل النعم على العبد بل ومن أهم الأعمال قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ).
ثانيا (وأن أعمل صالحا ترضاه) وهذا دعاء لأن يوفقك الله تعالى للعمل الصالح الذي يرضاه الله تعالى.
ثالثا (وأصلح لي في ذريتي) وصلاح الذرية هو المقصود من الكلام هنا وهو من أهم ما يطلبه المسلم لأنه مما يبقى للمسلم بعد وفاته قال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) انظر صحيح مسلم كتاب الوصية باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته .
وقوله تعالى ( إني تبت إليك وإني من المسلمين) توسل إلى الله تعالى لاستجابة الدعاء .
ونبه: اقرأوا البسملة قبل هذا الدعاء حتى يحصل للداعي في كل مرة 1000 حسنة، لأن هذا الدعاء القرآني يشتمل على أكثر من 100 حرف والحرف من القرآن الكريم بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما ثبت في السنة المشرفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعاء أمين الفتوى دار الإفتاء یجوز الدعاء قال له
إقرأ أيضاً:
هل ندخل الجنة بأعمالنا أم برحمة الله .. الإفتاء تجيب
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما مدى صحة حديث: «لا يُدْخِلُ أَحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ»؟ وكيف نوفِّق بينه وبين قول الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32] ونحو ذلك من الآيات؟
لترد دار الإفتاء موضحة: انه الحديثُ المذكور في السؤال حديثٌ صحيحٌ، ومتفقٌ عليه، ولا تعارُض بينه وبين الآيات التي وردت في كتاب الله عزَّ وجل، والتي تدل على أنَّ دخول الجنة بالأعمال، كقول الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32] ونحوها، فالمنفي في الحديث المقابلة والعوض، بمعنى كون العمل عوضًا وثمنًا لدخول الجنة، فمهما طال عمر الإنسان فعمله محدود ومتناهٍ، فلا يعدل أن يكون عوضًا وثمنًا لنعيم وخلود لا نهاية له في الجنة، وأمَّا المثبَت في الآيات فهو كون هذه الأعمال سببًا في شمول رحمة الله للعبد وبها يدخله جنته، كما أنها تتناول التفاوت في الدرجات والمنازل، فدرجات العباد في الجنة متباينة على قدر تباين أعمالهم.
مدى صحة حديث: «لا يُدْخِلُ أَحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ»
الحديثُ الوارد في السؤال حديثٌ صحيحٌ؛ فقد أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لا يُدْخِلُ أَحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ» قَالُوا: وَلَا أَنتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا أَنَا، إِلَّا أَن يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ».
هل هناك تعارُض بين الحديث المذكور والآيات التي تدل على أن دخول الجنة بالأعمال؟
لا تعارُض بين هذا الحديث والآيات التي وردت في كتاب الله عزَّ وجل والتي تدل على أن دخول الجنة بالأعمال؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43]، وقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32]، وقوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: 72]؛ وذلك لاختلاف محل النفي الوارد في الحديث عن محل الإثبات الوارد في الآية، فالمنفي في الحديث هو المقابلة والعِوَض، وهو كون العمل عوضًا وثمنًا لدخول الجنة، فمهما طال عمر الإنسان فعمله محدود ومتناهٍ، فلا يعدل أن يكون عوضًا وثمنًا لنعيم وخلود لا نهاية له في الجنة، وأمَّا المثبَت في الآيات فهو بيان أنَّ هذه الأعمال تكون سببًا في شمول رحمة الله للعبد وبها يدخله جنته، كما أنها تتناول التفاوت في الدرجات والمنازل، فدرجات العباد في الجنة متباينة على قدر تباين أعمالهم.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «خَرَجَ مِنْ عِنْدِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ لِلَّهِ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى خَمْسَ مِائَةِ سَنَةٍ... فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ وَقْتِ الْأَجَلِ أَنْ يَقْبِضَهُ سَاجِدًا وَأَنْ لَا يَجْعَلَ لِلْأَرْضِ وَلَا لِشَيْءٍ يُفْسِدُهُ عَلَيْهِ سَبِيلًا حَتَّى بَعَثَهُ وَهُوَ سَاجِدٌ. قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نَمُرُّ عَلَيْهِ إِذَا هَبَطْنَا وَإِذَا عَرَجْنَا، فَنَجِدُ لَهُ فِي الْعِلْمِ أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: رَبِّ بَلْ بِعَمَلِي، فَيَقُولُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، بَلْ بِعَمَلِي، فَيَقُولُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، فَيَقُولُ: رَبِّ بَلْ بِعَمَلِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ: قَايِسُوا عَبْدِي بِنِعْمَتِي عَلَيْهِ وَبِعَمَلِهِ. فَتُوجَدُ نِعْمَةُ الْبَصَرِ قَدْ أَحَاطَتْ بِعِبَادَةِ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَبَقِيَتْ نِعْمَةُ الْجَسَدِ فَضْلًا عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَدْخِلُوا عَبْدِي النَّارَ. قَالَ: فَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ، فَيُنَادِي: رَبِّ بِرَحْمَتِكَ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ» أخرجه الحاكم في "المستدرك"، والبَيْهَقِي في "شُعب الإيمان".
أقوال العلماء الواردة في التوفيق بين الحديث والآيات القرآنية
قد تواردت عبارات العلماء من المفسرين وشُرَّاح الأحاديث وغيرهم على ذلك المعنى.
قال الإمام فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (14/ 244، ط. دار إحياء التراث): [طعن بعضهم فقال: هذه الآية تدل على أن العبد إنما يدخل الجنة بعمله، وقولُه عليه السلام: «لَن يَدْخُلَ أَحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ وَإِنَّمَا يَدْخُلُهَا بِرَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى»، بينهما تناقض.
وجواب ما ذكرنا: أن العمل لا يوجب دخول الجنة لذاته، وإنما يوجبه لأجل أن الله تعالى بفضله جعله علامة عليه ومعرفة له، وأيضًا: لما كان الموفي للعمل الصالح هو الله تعالى كان دخول الجنة في الحقيقة ليس إلا بفضل الله تعالى] اهـ.
وقال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (7/ 220، ط. دار الكتب العلمية) في بيان قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: [أي: أعمالكم الصالحة كانت سببًا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يُدخِل أحدًا عملُه الجنةَ، ولكن برحمة الله وفضله، وإنما الدرجات يُنال تفاوتها بحسب الأعمال الصَّالِحَاتِ] اهـ.
وقال العلَّامة ابن بَطَّال في "شرح صحيح البخاري" (10/ 180، ط. مكتبة الرشد): [فإن قال قائل: فإن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَن يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ» يُعارض قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: 72]. قيل: ليس كما توهمت، ومعنى الحديث غير معنى الآية، أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث أنه لا يستحق أحد دخول الجنة بعمله، وإنما يدخلها العباد برحمة الله، وأخبر الله تعالى في الآية أن الجنة تُنال المنازل فيها بالأعمال، ومعلوم أن درجات العباد فيها متباينة على قدر تباين أعمالهم، فمعنى الآية في ارتفاع الدرجات وانخفاضها والنعيم فيها، ومعنى الحديث في الدخول في الجنة والخلود فيها، فلا تعارض بين شيء من ذلك] اهـ.
وقال القاضي عِيَاض المالكي في "إكمال المعلم" (8/ 353، ط. دار الوفاء): [لا تعارُض بين هذا وبين قوله: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وشبهه من الآيات؛ لأن الحديث يفسر ما أُجمِل هاهنا، وأن معنى ذلك: مع رحمة الله وبرحمة الله؛ إذ من رحمة الله توفيقه للعمل وهدايته للطاعات، وأنه لم يستحقها بعمله؛ إذ الكل بفضل من الله تعالى] اهـ.
وقال الشيخ ابن تيمية الحنبلي في "مجموع الفتاوى" (8/ 70-71، ط. مجمع الملك فهد): [ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة، بل هي سبب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَن يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ» قالوا: "وَلَا أَنتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟" قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَن يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنهُ وَفَضْلٍ». وقد قال تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فهذه باء السبب أي: بسبب أعمالكم، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: باء المقابلة، كما يقال: اشتريت هذا بهذا، أي: ليس العمل عوضًا وثمنًا كافيًا في دخول الجنة، بل لا بد من عفو الله وفضله ورحمته، فبعفوه يمحو السيئات، وبرحمته يأتي بالخيرات، وبفضله يضاعف البركات] اهـ.
ويتحصَّل من ذلك أن دخول الجنة في الحقيقة ليس إلا بمحض فضل الله تعالى ورحمته سبحانه، وأن العمل بمجرده لا يوجب دخول الجنة، بل هو سببٌ، وأن الدرجات تتفاوت في الجنة على حسب الأعمال الصَّالحة، فلا تعارُض بين شيء من النصوص الواردة في ذلك.
الخلاصة
بناءً على ما سبق: فالحديثُ المذكور في السؤال حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه، ولا تعارُض بينه وبين الآيات التي وردت في كتاب الله عزَّ وجل، والتي تدل على أنَّ دخول الجنة بالأعمال، كقول الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32] ونحوها، فالمنفي في الحديث المقابلة والعوض، بمعنى كون العمل عوضًا وثمنًا لدخول الجنة، فمهما طال عمر الإنسان فعمله محدود ومتناهٍ، فلا يعدل أن يكون عوضًا وثمنًا لنعيم وخلود لا نهاية له في الجنة، وأمَّا المثبَت في الآيات فهو كون هذه الأعمال سببًا في شمول رحمة الله للعبد وبها يدخله جنته، كما أنها تتناول التفاوت في الدرجات والمنازل، فدرجات العباد في الجنة متباينة على قدر تباين أعمالهم.