خبير عسكري: التدمير الممنهج لمناطق غزة قد يؤشر على قرب التوغل البري
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الملامح العامة للعملية العسكرية البرية الإسرائيلية المحتملة قد بدأت تتضح، في ضوء التدمير الممنهج لمناطق وبلدات قطاع غزة، والإجراءات التي اتخذت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات والأيام الماضية.
وتوقع أن تكون المعركة الرئيسية في القطاع الشمالي من غزة، وهناك إجراءات على المستويات السياسية والعسكرية والإجرائية تدعم هذا التوقع، بحسب الدويري.
ولفت إلى أن استهداف المناطق والأحياء الشمالية من قطاع غزة مثل العطاطرة وبيت لاهيا وبيت حانون وحي الزيتون وغيرها من الأحياء، يظهر وجود تدمير لمربعات كاملة واستهدافات على شكل خطوط طولية أو عرضية، ما يرجح -بحسب المحلل العسكري- أن العملية العسكرية المحتملة ستكون في هذه المناطق.
وأوضح الدويري -في التحليل العسكري الذي تقدمه قناة الجزيرة- أن التدمير الذي يستهدف المناطق الشمالية من غزة هو من أجل إيجاد ممرات تستطيع من خلالها الجارفات -التي عادة ما تتقدم في العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي مع الدبابات- فتح الطرق وإيجاد ممرات للقوات الإسرائيلية لتنفيذ مناورة داخلية تقوم بعمليات العزل والتطويق.
وحول تركيز الغارات الإسرائيلية اليوم على السياج الحدودي الشرقي من غزة مثل حي الشجاعية، قال الدويري إن القصف الكثيف على الشريط الحدودي في المناطق الزراعية شبه الفارغة سكانيا كان مثيرا للدهشة، ولو استمر هذا القصف -الذي استخدمت فيه الطائرات والمدفعية والراجمات- لكان مؤشرا على أن بدء العملية البرية أصبح قريبا.
والمناطق التي محيت بالكامل جراء الغارات الإسرائيلية في إطار التدمير الممنهج، تؤكد -يضيف المحلل العسكري- أن هناك احتمالية كبيرة بأن "القادم سيكون أقرب من التوقعات السابقة"، لكنه مع ذلك رفض الجزم في هذا الأمر بشكل يقيني، لأن الاحتلال قد يغير إجراءاته خاصة مع وصول مستشارين أميركيين وأحدهم مختص في حرب المدن، حسب قول المتحدث العسكري.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية حاجز تياسير نوعية تماثل عمليات الكوماندوز
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن عملية إطلاق النار على حاجز تياسير العسكري شرق جنين بالضفة الغربية، تُعد عملية نوعية تماثل عمليات القوات الخاصة (الكوماندوز)، مشيرا إلى أنها كشفت عن إخفاقات أمنية واستخباراتية خطيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت -في وقت سابق- إن مسلحا تسلل إلى داخل المجمع العسكري قرب حاجز تياسير، وبدأ بإطلاق النار واندلعت اشتباكات بينه وبين الجنود، مما أدى لمقتل جنديين اثنين وإصابة 8 آخرين، حالة 2 منهم حرجة.
وأوضح الصمادي، في تحليل للمشهد العسكري أن العملية تميزت بشجاعة ومهارة استثنائيتين، إذ تمكن المنفذ من تجاوز منظومة مراقبة متكاملة تشمل كاميرات ومستشعرات وحراسة مشددة.
ولفت إلى أن المنفذ استغل توقيت الهجوم قبل شروق الشمس (عند الساعة 6:00 صباحا)، حيث تنخفض درجة اليقظة لدى الجنود، مما يسهل التسلل تحت جنح الظلام.
وأشار إلى أن المنفذ امتلك معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات الجنود وأماكن تمركزهم داخل الموقع، مما مكّنه من الوصول إلى البرج العسكري والسيطرة على الطابق العلوي منه، وإدارة اشتباك مسلح لعدة دقائق.
فشل أمني كبيرويرى الخبير العسكري أن العملية كشفت "فشلا أمنيا كبيرا" لجيش الاحتلال، رغم امتلاكه تقنيات مراقبة متطورة، مؤكدا أن الاعتماد المفرط على الوسائل التكنولوجية دون تعزيز اليقظة البشرية يترك ثغرات قاتلة.
إعلانكما علق على الرد الإسرائيلي المشتت، الذي تطلب استدعاء قوات إضافية واستخدام طائرة مسيرة دون تفعيلها، واصفا المشهد بـ"الارتباك" الناتج عن عامل المباغتة الذي أحدثه المنفذ.
وربط الصمادي بين تصاعد العمليات الفردية والسياسات الإسرائيلية القمعية، مثل توسع الاستيطان وتصريحات قادة اليمين المتطرف والانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين، معتبرا أن هذه العوامل تدفع المواطنين إلى تبني عمليات مقاومة "هي حق مشروع".
وأكد أن غياب الأفق السياسي وفشل التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي يزيد من الإحباط، مما قد يؤدي إلى مزيد من العمليات المشابهة.
وفي ردّه على سؤال حول حجم الثغرات الأمنية، أوضح أن الإخفاقات تكمن في التراخي خلال فترات "اليقظة الصباحية"، وضعف التنسيق بين الوسائل التكنولوجية والجاهزية البشرية، فضلا عن الدقة الاستخبارية التي تمتع بها المنفذ.
وأكد الصمادي أن هذه العملية تمثل "فضيحة" للجيش الإسرائيلي وحكومة اليمين، خاصة مع انتشار قوات كبيرة في المنطقة، مما يؤكد عدم قدرتها على فرض الأمن عبر القوة العسكرية الخالصة.