غالباً ما توحِّد الشدائد صفوف المصريين، خاصة عندما يلوح فى الأفق خطرٌ ما على الوطن، وفى الأزمات الكل يصبح على قلب رجل واحد وتتوحد الكلمة قولاً واحداً «فداك يا مصر» ووسط كل ما يدور فى الداخل والخارج نهض الشعب بكل طوائفه وانتماءاته وائتلافاته بمختلف أطيافه واختلافاته التى يعلو فوقها فى الأزمات ووقف خلف قائده وخرجت المسيرات من كل حدب وصوب، عندما استشعر الشعب خطراً ما هب لتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسى لحماية مصر وأمنها وحدودها، فهذا التفويض يمنح الرئيس كل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم فى إطار تحقيق المصلحة الوطنية للبلاد.
وقد أشاد الجميع بحكمة الرئيس السيسى فى الحفاظ على الوطن وتأكيد أن أمن مصر القومى خط أحمر ولا تهاون فى حمايته وحماية قضية فلسطين، حيث إن موقف الدولة المصرية ثابت وراسخ تجاه قضيتها، فدائماً يرى العالم العربى والغربى أن القيادة السياسية المصرية تحرص دائماً على دعم القضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية والمحلية، وتبذل مصر جهوداً كبيرة من أجل تهدئة الأوضاع فى فلسطين ووقف نزيف الدماء، واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
إن الشعب المصرى لا يزال وسيظل داعماً للقضية الفلسطينية حتى الحل، ورافضاً للانتهاكات الوحشية التى يمارسها الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين والأطفال، وليس أدل على ذلك مما تقدمه مصر من المساعدات للفلسطينيين عبر معبر رفح، كما أن مصر وشعبها وقائدها يرفضون أى محاولات لتضييع القضية الفلسطينية بمنحهم أرضاً بديلة، ولا بد أن يقف الوطن العربى مع مصر فى ذلك؛ لأنه عندما يكون هناك خطر على دولة عربية فإنه يطال الجميع، وهنا يحضرنى بيت شعر للشاعر اللبنانى إبراهيم اليازجى:
تَنَبَهوا وَاستفيقوا أَيُّها العَرَب فَقَد طَمى السيل حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلبُ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بين السطور المصلحة الوطنية للبلاد الكلمة غزة القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.