بالدليل من القرآن.. لماذا عرف اليهود بالخداع والصفات الدنيئة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
عرف اليهود منذ زمن طويل بعدد من الصفات الدنيئة منها الخداع والكذب والبخل وغيرها من الصفات التي يعرفون بهم فى جميع دول العالم حيث يخافون من العيش والتعامل معهم ، فمن يتعامل معهم بأي دولة واي ديانة آخرى يتأكد من تلك الصفات التي حذر منها الاسلام، حيث أبرز القرآن الكريم صفات كثيرة لليهود، ليحذر العالم كله منهم، خاصة العرب والمسلمين.
يذكر الباحثون أهم الصفات التي ذكرها القرآن عن اليهود والتي كان لها الأثر السلبي في تشكيل عقيدة وعقلية وفكر اليهود المنحرفة، من هذه الصفات الكفر بالله وآياته والخداع وقسوة القلب والدهاء والمكر والخيانة والغدر وسفك الدماء وحب الدنيا وكراهية الموت وأكل أموال الناس بالباطل، تلك الصفات التي انعكست على سلوكهم أفرادا وجماعات مما جعلهم يرتكبون الجرائم، فمعظم الجرائم على وجه الأرض إما ارتكبوها، أو لهم دور فيها، لأنهم لا يعرفون معنى الإنسانية، وهذا ما يفعله اليهود الصهاينة في اراضي فلسطين المحتلة منذ ٨٠ عام .
وكانت لرسول الله “محمد” صلى الله عليه وسلم والمسلمين معاناة من اليهود شديدة، وأليمة، وتحدث القرآن الكريم عن بعضها، وكتب السنة، والتاريخ، والسير حافلة بالأحداث الجسيمة مع اليهود، وقد تحدث القرآن الكريم، وبينت السنة النبوية صفاتهم القبيحة كالنفاق، وسوء الأدب مع الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمكر، والخداع، والمداهنة، وعدم الآنتفاع بالعلم، والحقد، والكراهية، والحسد، والجشع، والبخل، ونكران الجميل، وعدم الحياء، والغرور، والتكبر، وحب الظهور، والإشراك في العبادة، ومحاربة الأنبياء، والصالحين، والتقليد الأعمى، وكتمان العلم، وتحريف المعلومات، والتحايل على المحرمات، والتفرق، والطبقية في تنفيذ الأحكام، والرشوة، والكذب، والقذارة.
-من الصفات الذميمة التي جاءت في القرآن الكريم:
-الإشراك في العبادة:
عبادة اليهود شركية باطلة حيث يعتقدون أن لله ولداً، ويشركون معه في عبادته غيره، وقد سجل الله عز وجل عليهم بعض مظاهر الإشراك، قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 30 - 31] .
فهم لم يكتفوا في الإشراك بالقول المتقدِّم؛ بل عبدوا أنبياءهم، وصالحيهم، واتخذوا قبورهم مساجد، وأوثاناً يعبدونها من دون الله. قال صلى الله عليه وسلم : «قاتَلَ اللهُ اليهودَ؛ اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد» [البخاري (437) ومسلم (530)] .
2 - محاربة الأنبياء والصَّالحين:
في الوقت الَّذي يقدِّسون فيه أحبارهم، ورهبانهم إلى درجة العبادة نجدهم في المقابل لا يتورَّعون عن محاربة أنبيائهم، وصالحيهم، ويشنُّون عليهم الحملات المغرضة بشتَّى الطُّرق، والوسائل كافَّةً، ولا يمتنعون حتَّى عن قتلهم؛ كما فعلوا بزكريا، ويحيى عليهما السَّلام، وقد أخبرنا الله - عزَّ وجلَّ - عنهم بذلك، فبعد أن بيَّن - عزَّ وجلَّ - ألواناً من العذاب أوقعه عليهم؛ قال: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيات اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61] .
3 - كتمانهم العلم، وتحريفهم للحقائق:
إنَّ كتمان العلم، وتحريف الحقائق صفتان ملازمتان لليهود من قديم الزَّمن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قيل لبني إسرائيل: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، فبدَّلوا، ودخلوا يزحفون على أَسْتَاههم، وقالوا: حَبَّةٌ في شَعرةٍ» [البخاري (3403) ومسلم (3015)] .
ومن أعظم العلوم الَّتي كتمها أحبار اليهود، وحاولوا إخفاء حقيقتها علمُ نبوَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعُ بن حارثة، وسلام بن مِشْكم، ومالك بن الصَّيف، ورافع بن حُريملة، فقالوا: يا محمد! ألستَ تزعم أنَّك على ملَّة إبراهيم، ودينه، وتؤمن بما عندنا من التَّوراة، وتشهد أنَّها من الله حقٌّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بلى؛ ولكنَّكم أحدثتم، وجحدتم ما فيها، ممَّا أخذ الله عليكم من الميثاق فيها، وكتمتم منها ما أُمرتم أن تُبيِّنوه للنَّاس، فَبَرِئْتُ من إحداثكم». قالوا: فإنَّا نأخذ بما في أيدينا، فإنَّا على الهدى والحقِّ، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك، فأنزل الله - عزَّ وجلَّ - فيهم [ابن هشام (2/217) وابن جرير في تفسيره (6/310)]: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالآنجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 68] .
4 - التَّفـرُّق:
إنَّ اليهود دائماً، وأبداً مختلفون في الأفكار، مفترقون في الأحكام، تحسبهم جميعاً؛ وقلوبهم شتَّى، تماماً كما وصفهم الباري - عزَّ وجل - في قوله تعالى: ﴿لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنَ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14] .
5 - الرِّشوة:
إنَّ من سمات اليهود بحثَهم عن تحقيق الغاية التي ينشدونها، بشتَّى السُّبل، والوسائل؛ ولو كانت مخالفةً لشرعهم؛ كدفع الرِّشوة، والمال الحرام، فأكل السُّحت من رشوةٍ، ومال حرامٍ من طباعهم، وقد وصفهم الحقُّ - سبحانه وتعالى - بذلك: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42] .
6 - النِّفاق:
أظهر بعضُ زعماء اليهود الإسلام حين قويت شوكة المسلمين بالمدينة، وتستَّروا بالنِّفاق، وقد سجل الله عليهم ذلك في قولـه تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمنوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمنوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 13 - 14] .
7 - المداهنة:
كانوا يسايرون الواقع والمجتمع، ولا ينكرون المنكر؛ ولذلك لعنهم الله - عزَّ وجلَّ - وسجَّل لعنته عليهم في كتابـه العزيز. قال تعـالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 78 - 79] .
8 - عدم الانتفاع بالعلم:
أخبرنا الله تعالى بذلك، وصوَّر هذه الصِّفة تصويراً دقيقاً. قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيات اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5] .
9 - الحقد، والكراهية:
من صفات اليهودِ المستقرَّة في أعماق نفوسهم الحقدُ على كلِّ شيءٍ ليس منهم، والكراهية لكلِّ ما هو غير يهوديٍّ؛ مهما كان نوعه ومصدره، وخاصَّةً إذا كان يمتُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلةٍ، كما حصل في أمر القبلة، وما حصل في تحريم الخمر، فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: لما نزلت آية تحريم الخمر، قالت اليهود: أليس إخوانكم الذين ماتوا كانوا يشربونها؟! [الحاكم (4/143 - 144)] فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمنوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93] .
10 - الحسد:
حسد اليهودُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم على الرِّسالة؛ إذ كانوا يظنُّون: أنَّ الرَّسول الَّذي سيبعث، سيكون منهم، يتجمَّعون حوله، ويقاتلون به أعداءهم، فلـمَّا بُعِث الرَّسول صلى الله عليه وسلم من غيرهم؛ جُنَّ جنونهم، وطار صوابهم، ووقفوا يعادونه عداوةً شديدةً، ولقد حسدوا أصحابه على الإيمان، ونعمة الهدى؛ الَّتي شرح الله صدورهم لها، وقد قال تعالى في ذلك: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 4 - 5]، وسورتا «الفلق» و«النَّاس» تعوَّذ بهما الرَّسول صلى الله عليه وسلم حينما سحرته اليهود. وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 109] .
11 - الغرور والتَّكبُّر:
اتَّصف اليهود بالغرور، والتَّكبُّر على الخلق من قديم الزَّمان، فهم يرون أنَّهم أرقى من النَّاس، وأفضل من النَّاس، ويزعمون أنَّهم شعب الله المختار، ويعتقدون أنَّ الجنَّة لليهود، وأنَّ طريق اليهودية هو طريق الهداية، وسواها ضلالٌ، وقد أخبر المولى - عزَّ وجلَّ - في كتابه عن هذه الخصلة الذَّميمة فيهم. قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[البقرة: 111] وقد مارسوا ذلك الغرور والتَّعالي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بشتَّى الوسائل والصُّور، ومن ذلك هذه الصُّورة:
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نُعمانُ بن أضاء، وبَحْريُّ بن عمرو، وشأسُ بن عديٍّ، فكلَّموه، وكلَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاهم إلى الله، وحذَّرهم نِقمته، فقالوا: ما تُخَوِّفنا يا محمد! نحن أبناء الله، وأحبَّاؤه - كقول النَّصارى - فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18] .
12 - البخل:
من صفات اليهود القديمة بخلُهم بالمال، وعدم إنفاقه في سبيل الخير، فكانوا يأتون رجالاً من الأنصار ويقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم؛ فإنَّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النَّفقة؛ فإنَّكم لا تدرون علامَ يكون، فأنزل الله فيهم: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِيناً ﴾ [النساء: 37] أي: من التَّوراة الَّتي فيها تصديق ما جاء به محمَّد صلى الله عليه وسلم : ﴿وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمنوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴾ [النساء 39] .
-العناد:
برغم قيام الأدلة، على صدق نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أن اليهود بسبب عنادهم، امتنعوا عن الإيمان، وانغمسوا في الكفر، والتكذيب؛ لأن العناد يقفل العقول بأقفال الهوى، وقد بين المولى عز وجل هذه الصفة في قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145] ويصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيات وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: 101] .
-الإفساد وإثارة الفتن والحروب:
قال الله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم ما أنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين [المائدة: 64]
-تحريف كلام الله تعالى وشرعه، والكذب على الله بما يتفق مع أهوائهم وأغراضهم الفاسدة، فقد قال تعالى عنهم: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ [المائدة: 13]
-احتقار الآخرين:
فهم يزعمون أنهم شعب الله المختار، وأنهم أولياء الله وأحباؤه، وأنهم وحدهم أهل الجنة والمستحقون لرضا الله ورحمته، ويسمون غيرهم من النصارى والمسلمين وسواهم (الأمميين) أو الأميين؛ لذلك هم يستبيحون أموال الآخرين ودماءهم وأعراضهم، بل يرون أنهم كالأنعام مسخرة لليهود، وذكر الله عنهم بأنهم يقولون: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ [ آل عمران: 75]
-قسوة القلوب:
جاء ذلك عقوبة من الله تعالى لهم على مخالفتهم لأوامره، وكثرة شغبهم على رسله، قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً [المائدة: 13] وقال: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [ البقرة: 74]
-الجشع والطمع والحرص على الحياة الدنيا:
قال الله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ [البقرة: 96]
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اليهود القرآن الكريم رسول الله صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم الله تعالى قال تعالى رضی الله هذه الص
إقرأ أيضاً:
دعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد العشاء .. ردده وتجنب 5 أفعال
دعاء مستجاب في نفس اللحظة هو جل ما يسعى إليه الجميع، وأرشدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى أن الدعاء في ذاته عبادة من أكرم العبادات عند الله سبحانه وتعالى، والدعاء وسيلة لمناجاة الله سبحانه وتعالى، وأن كل دعاء مستجاب سواء في الدنيا أو الآخرة، وهناك طرق أو شروط تجعلنا نفوز بـ دعاء مستجاب في نفس اللحظة ففيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصانا بالحرص على الدعاء لأنه أكثر ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وهناك أربعة أمور تجعلك تفوز بـ دعاء مستجاب في نفس اللحظة.
ورد في الحديث الشريف عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث حثنا على أربعة أمور عند الدعاء تجعل الله سبحانه وتعالى يستجيبه، فيتحول إلى أفضل دعاء مستجاب في نفس اللحظة، وأول هذه الأمور الأربعة بدء الدعاء بتمجيد الله عز وجل، وثانيها الثناء عليه جل وعلا، وثالثها الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ورابعًا الدعاء بحاجته.
ورد في سُنن أبي داود، أنه سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ - : «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ».
أقوى دعاء مستجاب فوراورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه أوصانا وأرشدنا إلى كل ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى ويبلغنا به الجنة في الآخرة والسعادة والخير في الدنيا، ومنها أن أقوى دعاء مستجاب فورا أخبرنا عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بتسع كلمات بها يكشف الله تعالى الكرب ويزيل الهم ويستجيب الدعاء، وهي: « لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، وهذا أقوى دعاء مستجاب فورا حيث إن نبي الله يونس –عليه السلام- كان يدعو بها وهو في بطن الحوت ، قائلا: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» فأخرجه الله تعالى من بطنه ونجاه من الكرب بما يدل على أنه أقوى دعاء مستجاب فورا، حيث إن العبد يفوز فضلًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا إذا دعى الله تعالى بها .
ورد في جامع الترمذي، أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا».
صيغة الدعاء المستجابوجاءت صيغة الدعاء المستجاب الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهي صيغة للدعاء يستجيب الله تعالى لقائلها، هي: «بدء الدعاء بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وختمه به»، فالدعاء بهذه الصيغة أحرى به أن يُستجاب، مشيرًا إلى أن الدعاء منحة من الله تعالى يتفضل بها على عباده، كما أن دعاء مستجاب يعد من أخص خصوصيات العبادة.
ويعتبر الدعاء من العبادات التي لها ميزة خاصة، لذا من أراد أن يحصل على دعاء مستجاب في نفس اللحظة لقضاء الحاجة فليحرص على تلك الأمور الأربعة التي أوصى بها النبي –صلى الله ليه وسلم- السالف ذكرها، كما عليه أن يتحرى صيغة الدعاء المستجاب التي تبدأ وتنتهي بالصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، مستندًا لما ورد عن أبي سليمان الداراني، قال : «من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله يتقبل الصلاة وهو أكرم من أن يرد ما بينهما».
شروط استجابة الدعاءورد في الدعاء المستجاب عدة شروط يجب أن تتوافر في ليستجيب الله سبحانه وتعالى للعبد، منها: أن يدعو المسلم الله سبحانه وتعالى لا شريك له، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى بصدق وإخلاص، لأنّ الدّعاء يعدّ عبادةً، فال الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» الآية 60 من سورة غافر، وفيما رواه مسلم في الحديث القدسي: «من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ».
وجاء من شروط استجابة الدعاء منها ألا يدعو المسلم دعاءً فيه إثم أو قطيعة رحم، لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدّعاء»، وكذلك من شروط استجابة الدعاء أن يدعو ربّه عز وجل بقلب حاضر، وأن يكون على يقين من الإجابة، وذلك لما رواه الترمذي والحاكم وحسّنه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه».
أوقات استجابة الدعاءتعد أوقات استجابة الدعاء هي تلك الأوقات والمواطن التي يكون فيها الدعاء مستجاب وأولها أثناء السّجود، فقد أخرج مسلم وأصحاب السّنن أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: « ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرّب عزّ وجل، وأمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء، فَقَمِنُ أن يستجاب لكم»، وثاني وقت للدعاء المستجاب يتم تحريه في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة، ففي الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ذكر يوم الجمعة فقال:« فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إيّاه، وأشار بيده يقللها »، ويكون الدعاء مستجاب كذلك في الثّلث الأخير من الليل، فقد أخرج مسلم وأصحاب السّنن أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:« إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصّبح ».
أسباب عدم استجابة الدعاء1- من أسباب عدم الاستجابة أكل الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).
2- سؤال الله عز وجل ما لا يجوز، فمن أسباب عدم استجابة الدعاء أن يكون فيه اعتداء، وهو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله، كأن يدعو بإثم أو محرم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ» رواه مسلم.
3-غفلة القلب، فمن أسباب عدم استجابة الدعاء استيلاء الغفلة على القلب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ادْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ»، رواه الترمذي.
4- عدم الأخذ بالأسباب ، حيث إن من أسباب عدم استجابة الدعاء أن العبد لم يأخذ بالأسباب، كأن يطلب النجاح من غير دراسة، أو الرزق من غير عمل، أو النصر من غير إعداد العدة، أو الشفاء من غير علاج، كما في قصة الفقيه الإمام عامر الشعبِي رحمه الله عندما مرَّ بإبِل قد فشا فيها الجَرَبُ، فقال لصاحبها: أما تداوي إبلك؟ فقال: إن لنا عجوزًا نتَّكِلُ على دعائِها، فقال: "اجعل مع دعَائِهَا شيئًا مِنَ القَطِرَانِ". والقطران: يداوي جَرَب الإبل.
5- استعجال الإجابة، حيث من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يستعجل العبد الإجابة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي» رواه البخاري ومسلم.