فكرة اجتياح قطاع غزة وتدمير حركة حماس هو هدف بعيد المنال، والأفضل أن يكون هدف إسرائيل تحقيق الاستقرار في غزة، ومنع العنف من تحول التصعيد إلى صراع إقليمي.

هكذا قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية سفير بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة جون ساورز، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، مستشهدا بأن لدى حماس قاعدة سياسية وجماهيرية كبيرة ودعما خارجيا واسعا من إيران.

وأضاف: "حماس كانت تهدف من خلال هجومها (الوحشي) على إسرائيل غرس الخوف في قلوب الإسرائيليين، ولفت الانتباه إلى قضيتها وإثارة ردود فعل مبالغ فيها".

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وتابع ساورز قائلا: "لذلك يجب أن يراجع نتنياهو وحكومته الحربية خياراتهم بعناية أكبر، لأن حرب المدن صعبة ومعقدة، وهو ما شهدناه في حلب وماريوبول، حيث سويت المدينتان بالأرض لهزيمة القوة المتحصنة".

وأضاف أن عملية تطهير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي قادتها الولايات المتحدة استغرقت 9 أشهر، وكلفت الآلاف من القتلى المدنيين.

اقرأ أيضاً

الإطاحة بحماس تهدد بانهيار السلطة الفلسطينية.. إليك الأسباب

كما لفت إلى أن إسرائيل ليس لديها ذلك الوقت، وأن جيشها يعرف أنه سيواجه مطالب بوقف إطلاق النار في وقت مبكر.

وأكد الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية، أن أحد الخيارات التي يفكر فيها الإسرائيليون هو إغلاق قطاع غزة بأكمله بجدار مزدوج، يتكون من حاجز جديد على مسافة ما داخل أراضي غزة، بالإضافة إلى الجدار الحدودي الحالي، وإغلاق المعابر جميعها إلى إسرائيل.

وتابع: "لكن هذا الحل يترك السؤال حول من سيدير غزة ومواطنيها، فليس لدى إسرائيل رغبة في احتلالها مرة أخرى، وكذلك لا تستطيع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية العودة للقطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية، كما أن مصر ترفض استيعاب 2.3 مليون لاجئ".

وأشار الكاتب إن خطوة كهذه من شأنها أن تخدم أجندة بعض الإسرائيليين اليمينيين الذين يريدون طرد الفلسطينيين من منازلهم.

واقترح ساورز تشكيل إدارة دولية ما لإدارة قطاع غزة، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الأمم المتحدة فعلت ذلك من قبل في ناميبيا وكمبوديا والبوسنة وتيمور الشرقية.

وأضاف ستكون التحديات ضخمة وأي وجود من هذا القبيل يجب أن تقوده دول عربية مثل مصر والمغرب والسعودية تكون مقبولة لدى إسرائيل، وتقف إلى جانب سكان غزة، كما يمكن للآخرين مثل باكستان وإندونيسيا ودول الخليج المساهمة.

اقرأ أيضاً

و.س. جورنال: إسرائيل تريد تدمير حماس و5 سيناريوهات لمصير غزة

ووفق الكاتب، فإن الإدارة التي توافق عليها الأمم المتحدة سوف تتطلب تفويضاً من مجلس الأمن، ولن تشارك روسيا والصين إلا إذا كانت هذه مبادرة بقيادة عربية.

وتابع: "البديل هو تفويض الجامعة العربية، لكن هذا وحده قد لا يحمل السلطة اللازمة".

وحذر ساورز من أن تتوسع الأزمة الحالية، على الرغم من أن كلاً من طهران وحزب الله تحدثا بلهجة صارمة بينما تصرفا بحذر.

وتصاعدت وتيرة تبادل الصواريخ عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل خطير، لكن لا يرغب أي من الجانبين في فتح جبهة جديدة.

وسوف تستمر إيران في دعم حماس وحزب الله، ووكلائها في العراق وسوريا واليمن أيضًا، طالما أنها تتبع أيديولوجية الثورة الإسلامية.

واختتم مقاله بالقول: "مع تصاعد العمل العسكري، وتفاقم الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة، ومواجهة خطر العنف من جانب الجماعات المضللة في بلداننا، يجب أن نضع في اعتبارنا الأهداف الأطول أجلا المتمثلة في تحقيق الاستقرار في غزة وإيجاد طريق إلى حل دائم".

اقرأ أيضاً

حماس: تدمير البنايات واستهداف المدنيين بغزة جرائم حرب

المصدر | فايننشال تايمز - نرجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة تدمير إسرائيل فلسطين أمريكا نتنياهو فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يدعو بايدن إلى تدمير إيران إذا أقدمت على هذا الفعل!

  الولابات المتحدة – طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الرئيس الحالي جو بايدن تحذير إيران بعد أن أطلعته الاستخبارات على تهديدات له تقف وراءها، ملوحا بـ”تدميرها”إذا ألحقت ضررا بمرشح للانتخابات.

وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية كارولاينا الشمالية: “لقد تم تهديدي بشكل مباشر وأنا ممتن لممثلي السلطات الذين التقينا بهم.. وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نهددهم، ومن الأفضل من خلال مكتب الرئيس”.

وأضاف: “لو كنت الرئيس، لأبلغت الدولة المهددة، في هذه الحال إيران، أنه إذا فعلت أي شيء لإلحاق ضرر بالرؤساء السابقين أو المرشحين الرئاسيين، فسندمر البلاد نفسها”.

وأشار فريق حملته إلى أنه “تلقى معلومات من الاستخبارات عن تهديدات بالاغتيال ضد المرشح الجمهوري صادرة من إيران”، فيما عقدت الاستخبارات الأمريكية لقاء في هذا الصدد مع حملة ترامب، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

واستنكرت إيران اتهامات مماثلة في وقت سابق ووصفتها بـ”الخبيثة”.

واتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات والأمن القومي في الولايات المتحدة إيران، في وقت سابق، باستهداف حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر يونيو وأوائل يوليو.

يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية، حذرت إيران، في أغسطس الماضي، من عواقب أي تدخل لها في الانتخابات الرئاسية في أعقاب إعلان حملة هاريس عن استهدافها من قبل قراصنة الكترونيين أجانب، وكان ذلك بعد أيام من ادعاء حملة ترامب أنها تعرضت للاختراق من قبل إيران.

وكانت حملة ترامب، اتهمت وقتها، طهران، بأنها كانت وراء عملية قرصنة طالتها، وتوزيع وثائق على وسائل إعلام تتعلق بالأبحاث التي أجريت للتحقق من خلفية جاي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري.

هذا ونفت طهران أي تدخل في الانتخابات الأمريكية.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • عاجل - حزب الله يرد على إسرائيل بشأن تدمير مخازن الأسلحة.. ماذا قال؟
  • نتنياهو لـإيران: لا يوجد مكان في إيران بعيد عن أيدي إسرائيل
  • "البحث عن علا 2".. حماس الأبطال يواجه انقسام الجمهور
  • ستارمر يحول الرهائن الإسرائيليين إلى "نقانق"
  • الأحدث والأفضل.. كاف يستعرض كأس السوبر الإفريقي قبل مباراة الأهلي والزمالك
  • صحيفة “تايمز” البريطانية: الدماء تسيل في السودان والأمم المتحدة تغض الطرف
  • مترو دجلة: إنقاذ العراق من الزحام أم مجرد حلم بعيد المنال؟
  • ترامب يدعو بايدن إلى تدمير إيران إذا أقدمت على هذا الفعل!
  • تايمز: الدماء تسيل في السودان والأمم المتحدة تغض الطرف
  • أسوشيتيد برس: النصر الذي تطمح إليه إسرائيل على حزب الله ربما يكون بعيد المنال