من هو النبي إسرائيل وقومه والفرق بينهم وبين اليهود؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
يخلط الكثير من الناس بين اسم “إسرائيل” المذكور في القرآن الكريم وبين اسم دولة اسرائيل، والفرق بين كل منهما فما لا يعرفه الكثير من الناس أن إسرائيل هو النبي يعقوب عليه السلام وأن اسم اسرائيل هو لقب له وهو اسم اعجمي أما معنى يعقوب: "اسم علم مذكر عبري توراتي معناه: الذي يعقب الآخر أو يخلفه"، وحينما بلغ سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الكبر بشره الله -تعالى- بإسحاق -عليه السلام- ومن وراء إسحاق يعقوب، ذرية طيبة فيها النبوة يعقب بعضها بعضًا، وكان أن جاء سيدنا يعقوب لهذه الدنيا ورزقه الله ذرية كبيرة من بينهم سيدنا يوسف -عليه السلام-، وكان سيدنا يعقوب متصًلا بالله متوكلًا عليه مفوضًا أمره كله لله -تعالى-، وكان عبد لله -تعالى- صابر ومحتسب.
إسرائيل هو سيدنا يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم -عليهم السلام-، وانتقل هو وذريته إلى مصر حين أرسل لهم يوسف -عليه السلام- رسولًا أن ائتوني بأهلكم أجمعين، وتمكنوا في مصر إلى أن جاء فرعون واستعبد ذرية إسرائيل واستحيا نساءهم وقتل أبناءهم، وبنو إسرائيل كانوا مسلمين على دين إبراهيم فيهم الصالحين وفيهم الطالحين، أما اليهود فهم الذين عبدوا العجل ثم تابوا وهم فئة من بني إسرائيل على زمن موسى -عليه السلام- وذكر الله -تعالى- سيدنا يعقوب في القرآن بكلا الاسمين:
يعقوب وإسرائيل، وذكر لفظ بني إسرائيل كثيراً في القرآن الكريم لأنَّ كثيرًا من الأنبياء كانوا من بني إسرائيل وفي قصصهم الكثير من المواعظ والعبر، فسيدنا يوسف وموسى وهارون -عليهم السلام- على سبيل المثال كانوا من بني إسرائيل.
-من هم بنو إسرائيل:
في كتب تفسير القرآن الكريم وفي سورة البقرة ذكر الله -تعالى- أخبار بني إسرائيل واليهود منهم خاصة، وقد يلتبس على القارئ ثناء الله -تعالى- على بني إسرائيل في آيات وذم اليهود في آيات أخرى، والمتتبع لذلك يرى أن الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل تحدثت عن ذرية يعقوب -عليه السلام- والذين تكاثروا، وأصبحوا أمة عندما انتقلوا إلى مصر، حيث كان سيدنا يوسف -عليه السلام- وزيراً عظيم الشأن في مصر.
أما اليهود فهم الذين عبدوا عجل السامري على زمن سيدنا موسى، ثم تابوا ورجعوا إلى الله -تعالى- بقولهم إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا، ولكنها توبة غير خالصة فقد تشرب العجل في قلوبهم وهم فئة من بني إسرائيل وليس كلهم، وتعدد الآراء في سبب تسمية اليهود بهذا إلى ما يأتي: أحد الأقوال وهو أنهم الفئة الذين عبدوا العجل ثم هادوا إلى الله -تعالى- وقيل أن اليهود سموا بهذا الاسم نسبة إليى يهوذا.
-الفارق بين بني إسرائيل واليهود:
يستخدم الكثير من الناس كلمة "اليهود" للتعبير عن كل بني إسرائيل. ولكن استخدم القرآن الكريم عدة تعبيرات عندما تحدث عن بني إسرائيل، وكل واحد من هذه التعبيرات له معناه ومدلوله الخاص ويتحدث عن فئة معينة، ومن بعض التعبيرات القرآنية المستخدمة:
-الفئة الأولى "بنو إسرائيل":
أي أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، والذي يسمى أيضا سيدنا إسرائيل كما جاء في الآية الكريمة:
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ـ سورة مريم آية 58)
ومن بني إسرائيل سيدنا يوسف وسيدنا موسى وهارون وداود وسليمان وأيوب وزكريا ويحيى والمسيح عليهم جميعا سلام الله، ولذا فإن سب "إسرائيل"، وهو نبي الله يعقوب عليه أفضل السلام، أو "بني إسرائيل"، وفيهم أنبياء ورسل، ، فلا ينبغي أن ينسى أو يتناسى البعض ما قاله القرآن عن "بني إسرائيل" مثل:
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة البقرة: 47)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة الجاثية 16).
-الفئة الثانية وهم "الذين هادوا":
أي الذين رجعوا إلى الله من بني إسرائيل فقالوا إنا هدنا إليك "أي رجعنا إليك)، وأطلق الله عليهم ذلك التعبير لأنهم رجعوا إليه (أي إلى الله) كما ذُكر في قوله تعالى {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ}، وكما جاء في الآيات الكريمة التالية عن بني إسرائيل الذين عبروا البحر مع موسى عليه السلام:
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖوَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا (أي رجعنا) إِلَيْكَ ـ سورة الأعراف 156 ـ 154)
-الفئة الثالثة وهم "أصحاب السبت":
وكانوا مجموعة صغيرة من بني إسرائيل تمثل أهل قرية منهم، حاولوا أن يخدعوا الله ويتحايلوا على آيات التوراة وأوامره فيها بعدم العمل يوم السبت (أو كما يسمى حفظ يوم السبت)، وقد ذكرت قصة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ (أي يوم السبت) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون } وهؤلاء هم المعنيون فى قوله {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ).
وهؤلاء هم فقط المذكورون في الآية (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ـ سورة البقرة 65).
-الفئة الرابعة وهم "اليهود":
هم كما يتضح من تدبر القرآن بدقة طوائف محدودة من بني إسرائيل، كانت موجودة في الجزيرة العربية وقت ظهور الإسلام فيها (على حسب المراجع الإسلامية)، وهؤلاء أي "اليهود" هم الذين قالوا عُزير ابن الله {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} وهم الذين قالوا يد الله مغلولة {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} وذلك يفرقهم عن باقي بنى إسرائيل والذين لم يقولوا مثل هذه الأشياء.
ومن يطلق عليهم أغلب المسلمين اليوم أنهم "يهود"، لا يؤمنون على الإطلاق بأن "عزير" هو ابن الله وأن المتدينين من بني إسرائيل يؤمنون ـ بل ويتبتلون إلى الله ـ بأن يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، وبالتالي فإن إطلاق كلمة "يهود" على كل بني إسرائيل ليس دقيقا ويخالف النص القرآني والواقع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القرآن الكريم اسحاق القرآن الکریم علیه السلام الکثیر من إلى الله هم الذین الذین ع ـ سورة
إقرأ أيضاً:
هل صلى النبي التراويح؟
صلاة التراويح، يبحث الكثير من مسلمي العالم عن صلاة التراويح، وعدد ركعات صلاة التراويح و كيفية صلاة التراويح ؟، لذا يقدم موقع صدى البلد كل ما يخص صلاة التراويح.
صلاة التراويح كم ركعةسنة مؤكدة، وعدد ركعات التراويح هو عشرون ركعةً مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا ما عليه معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة؛ فمن تركها فقد حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، إلا أن ذلك يُعَدُّ قيامَ ليلٍ، وليس سنةَ التراويح.
هل صلى النبي التراويح ؟مع أمْرِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها والحث على المواظبة عليها امتنع من صلاتها في المسجد جماعةً؛ خشية أن تفرض عليهم وتأكيدًا على عدم اشتراط صلاتها في المسجد؛ إشفاقًا عليهم ورأفة بهم.
فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلَّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا» فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأمرُ على ذلك. متفقٌ عليه.
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتخذ حجرة في رمضان، فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد، فخرج إليهم فقال: «قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ» متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وبذلك أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحييَ المسلمون بيوتَهُم بالصلاة وينوروها بكثرة النوافل والسنن فيها؛ حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك أفضل من التنفل في مسجده الشريف.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب أن يصلي النوافل في بيته مع لصوقه بمسجده: فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» متفقٌ عليه.
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ» أخرجه أبو داود في "السنن".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْرِمُوا بُيُوتَكُمْ بِبَعْضِ صَلَاتِكُمْ» أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"، وابن خزيمة في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك"، والضياء في "الأحاديث المختارة". زاد عبد الرزاق: «وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا»، قال الحافظ الضياء: إسناده صحيح، وصححه الحافظ السيوطي.
القدر المناسب للقراءة في صلاة التراويحاتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".
وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك .