بقلم/ مصطفى منيغ
ليس للسِّياسة نَفَس الصَّبر الطويل لما يريد طائِل ، إن كان رائدها لسببٍ مُعيّن لا يَرْقَى للمُفاوِض العاقل ، بل يعتمد المراوغة في الحصول على الدرجات الأوائل ، بما يشبه الامتحان عن حَصْرِ كلامٍ مُتَدَفِّقٍ بِدَلِيلٍ سائِل ، كفيل بإغراق الصَّامت عن عجز أساسه التشبُّث بالباطل .
إسرائيل تعوَّدت في السياسة رفع الحواجز بأسلوبٍ لا يتقنه سوى قاتل ، يتخفَّى بجبلٍ من البنادق وأحدث القنابل ، وما تتحصَّن به حتى لقعر ما تحتله من مساحات الغير واصِل ، بلا عناء ما دام الأداء مُقَدَّم من طرفها انبطاح دائم لصاحب نفوذٍ هائل ، له في إبادة الهنود الحُمْرِ ما يَتفرَّد به في التدمير كأكبر و أشهر مقاوِل ، لذا لم تعد السياسة عندها علم وصاقلة المواهب بما هو مفيد وأحيانا عنوان كفاءة قائل ، بل حرفة آلياتها النفوذ وامتلاك القوَّة ووفرة المال وانعدام الضمير كالسائد الآن في دولة إسرائيل .
يتباكون على أسرى بلغ تعدادهم 222 ينعمون في ضيافة مقاتلي القسَّام بما يضمن حقوقهم في الحياة ، وينسون ألاف القتلَى من نساء منهنَّ الحوامل ، والأطفال وبينهم الرًّضع ، والمسنِّين غير القادرين حتى على الحركة ، أسقطت إسرائيل أطناناً من المتفجِّرات تكفي لمسح مدناً من فوق سطح الأرض ، ولم تكتف بذلك بل قطعت على الآدميين من الفلسطينيين المدنيين العُزل الماء والطعام والوقود ، وسلطت عليهم كل صنوف الطائرات المصنّعة في أمريك تفتت أشلاء هؤلاء وهم يتراكضون ميمنة وميسرة بحثا عن بقعة مهما كانت آمنة ، ولا يجدون غير حفرٍ تحتضنهم قبوراً وقد أصبحوا شهداء ، ألا يتمعَّن ذاك الغرب المتواطئ مع مجرمي الصهاينة أنه يشارك بكيفية أو أخرى في القضاء على جزء من عرب الشهامة والكرامة والشرف الرافضين الانحناء لبني صهيون ؟؟؟. أم هؤلاء الضحايا مجرَّد حيوانات كما وصفهم نتنياهو وأتباعه الذين انحازوا لمساعدته على ذبحهم مثل جون بايدن وماكرو ومَن جاء على شاكلتهما ، كلما تعلَّف الأمر بالعرب يفقدون أحاسيسهم الإنسانية ويتحولون لمتفرِّجي حلقات برعت روما القديمة في تشييدها للترفيه عن النبلاء وهم يشاهدون الأسد الجائعة تفترس لحوم المغلوبين على أمرهم من عبيد لا حول لهم ولا قوة مجرّدين من حقوقهم الإنسانية جملة وتفصيلا.
... ستنتهي الحرب مهما طالت ولن تنال أمريكا لا أبيض ولا أسود، سوى فقدان مركزها ذاك الغد ، الجامع إياها مع شقيقاتها الصغيرات فرنسا وألمانيا والعجوز انجلترا ، يتدارسون وضع الحَد ، للابتعاد عن إسرائيل التي ورّطتهم ليصبحوا خدام الصين الملقَّبَة آنذاك رغم أنفهم بوارثة الأمجاد ، وستتحرَّر فلسطين بكامل أرضها والقدس كعاصمة لها عليها الاعتماد، لنشر نور حق العرب في استرجاع هيبة الآباء والأجداد ، والتعامل الند للند مع حضارات تؤمن بالمصير الأوحد ، المفعم بالرخاء والخير والازدهار وما يتضمنه المجد ، من قيم السمو مع العدل والمساواة والتصرفات الصاعدة صوب مراتب الحياة الخالية من المكر والخديعة والنكد .
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
عبر فيس بوك وإكس..ألمانيا تكشف حملة تضليل روسية لصالح حزب البديل
قالت وسائل إعلام ألمانية الإثنين، استناداً إلى وثائق داخلية لشركة في موسكو، أن وكالة مرتبطة بالسلطات الروسية تقود حملة تضليل لتخويف الناخبين الألمان وتعزيز حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وتنشر وكالة واسمها "سوشل ديزاين ايجنسي" معلومات كاذبة منذ عامين على الأقل، وعلى مدار 24 ساعة يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبتعاون وثيق مع الكرملين، وفق صحيفة سودويتشه تسايتونغ الألمانية وشبكتي التلفزيون والإذاعة العامتين "دبليو دي آر"، و"إن دي آر"وبمساعدة شركاء آخرين، قيّمت هذه الوسائل الإعلامية عروضاً داخلية وجداول وقوائم ورسوماً بيانية ووثائق مكتوبة أرسلها مصدر مجهول.
وتستهدف الوكالة التي تنشر تعليقات ورسوماً كاريكاتورية مؤيدة لروسيا على فيس بوك، وإكس، وتلغرام، وإنستغرام، تحالف يسار الوسط بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتس.
وبسب وثيقة مسربة من الوكالة منذ 2022، كان أحد أهدافها المعلنة حصول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على 20% من الأصوات في استطلاع يجريه معهد يُعتبر موثوقاً، وتنشر نتائجه في كل أوروبا.
وتهدف الحملة أيضاً إلى نشر فكرة مفادها أن الدعم الألماني لأوكرانيا يتسبب في "أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في التاريخ الحديث"، حسبما قالت أيضاً صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" اليومية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا توماس هالدينوانغ، أن روسيا تتصرف "بطريقة عملية ومرنة لاستغلال الانقسام إلى أقصى حد في ألمانيا".
وأكد هالدينوانغ أن أجهزته تعمل جاهدة "على تحديد الجهات الفاعلة التي تريد تدمير الديمقراطية الألمانية ومنعها من زعزعتها".