أخبارنا:
2024-07-04@04:23:30 GMT

هل تبعد غزة المغرب عن تل أبيب؟

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

هل تبعد غزة المغرب عن تل أبيب؟

بقلم: نزار بولحية

فيما لا تزال الرباط تنظر بقلق عميق، كما جاء في بيان خارجيتها في السابع من أكتوبر، إلى العدوان الذي تشنه تل أبيب منذ ذلك التاريخ على غزة، يراقب الإسرائيليون بدورهم عن كثب، تفاعل البلد المغاربي الوحيد الذي يقيمون معه علاقات دبلوماسية مع ما يجري في المنطقة. إنهم يلاحظون جيدا، ومن دون شك، كيف أنه كلما طال أمد الحرب، ابتعد المغاربة عنهم واقتربوا أكثر فأكثر من الفلسطينيين، وهذا وحده قد يمثل لهم مصدر توجس وانزعاج.

. لكن هل يمكن أن يبلغ غضبهم أو تصل ردة فعلهم على ذلك حد محاولة التنصل من الإقرار المكتوب الذي قدموه قبل شهور قليلة فقط إلى العاهل المغربي وتضمن اعترافا صريحا من جانبهم بمغربية الصحراء؟

إن أكثر من نقطة استفهام أثارتها الخريطة التي ظهرت على أحد جدران المكتب الذي استقبل فيه نتنياهو في مقر وزارة الحرب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا مليوني، وبانت فيها الصحراء مفصولة عن الأراضي المغربية، وحتى إن قيل لاحقا إن تلك الخريطة قديمة، وإنه لم يكن القصد من إبرازها هو إظهار أن الإسرائيليين قد تراجعوا عن اعترافهم بمغربية الصحراء، فإن كل تلك الحجج تبدو واهية وغير مقنعة.. فلم يكن نتنياهو حتى وهو في غمرة انشغاله بالحرب غير مدرك لما يمكن أن تعنيه مثل تلك الإشارات في مثل هذا الظرف بالذات. والثابت اليوم أنه وعلى فرض أن يتمكن من الحفاظ على منصبه بعد انتهاء حربه على غزة، وهذا ما لا يبدو بعد في حكم المؤكد، فإنه لن يكون بوسعه أن يزور العاصمة المغربية في غضون الأسابيع، وربما حتى الشهور القليلة المقبلة، كما كان مفترضا من قبل. لقد قال له العاهل المغربي في الرسالة التي بعثها له الصيف الماضي ليشكره على اعترافه بمغربية الصحراء ويدعوه إلى زيارة المغرب: «كما سبق وأكدت لكم خلال محادثتنا الهاتفية بتاريخ 25 ديسمبر 2020 فإني أرحب بكم للقيام بزيارة إلى المغرب في موعد يحدد عبر القنوات الدبلوماسية بما يناسبنا معا».

ومن الواضح الآن أن التجاوزات والفظاعات التي تمعن تل أبيب في ارتكابها في غزة، تقف حاجزا منيعا أمام التوصل إلى تحديد مثل ذلك الموعد المناسب للطرفين. لقد عصفت الأحداث التي تتالت منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» وما تلاها من تشديد للحصار على القطاع وارتكاب الإسرائيليين لمجازر مريعة بحق سكانه المدنيين، بكل التوقعات التي ظهرت في وقت من الأوقات وأشارت إلى قرب حدوث تلك الزيارة. وانتقل الحديث من ترقب قدوم هذا المسؤول الإسرائيلي أو ذاك، إلى تتالي التوصيات للإسرائيليين بعدم زيارة المغرب، وآخرها ما صدر السبت الماضي عن جهاز الأمن القومي للإسرائيليين من تحذير لهم من زيارة المغرب ودول عربية وإسلامية أخرى «خشية أن يصبحوا أهدافا للغاضبين من الحرب المستمرة على قطاع غزة»، لكن ما الذي حصل بالضبط؟ وهل خاب أمل الإسرائيليين بالمغاربة، وكان سقف انتظاراتهم منهم في أعقاب الهزة السياسية والعسكرية التي ضربتهم في السابع من أكتوبر أعلى من اللازم؟ ثم ما الذي انتظروه منهم بالضبط؟ الأرجح أن ينأوا بأنفسهم وأن يحاولوا الوقوف على مسافة واحدة من المعتدي والمعتدى عليه قد يقول البعض، غير أن السؤال هنا هو هل كان من السهل على الرباط أن تفعل ذلك وملكها هو رئيس لجنة القدس؟ وهل كان ممكنا لها أيضا أن تغمض أعينها وتتجاهل معاناة الفلسطينيين وآلامهم وتمضي بعيدا لتصطف مع الدول الغربية، التي أبدت تعاطفها وتضامنها مع المعتدين؟

لقد أشار كثيرون ومن دون شك إلى العلاقات التي تجمع الطرفين، ولعل هناك من استعاد بوجه خاص ذلك الاتفاق الموقع بينهما قبل نحو عامين، والذي وصف في ذلك الحين بالتاريخي وغير المسبوق، واعتبره الجانب الإسرائيلي شاملا لأكثر من مجال من مجالات التعاون الأمني «بمختلف أشكاله» في «مواجهة التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة»، وفقا لما جاء في بعض التصريحات. لكن حتى إن حصل المغرب نسبيا على ما كان يريده من وراء العلاقات، فهل كان بوسعه أن يدعم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؟ قطعا لا، وحتى إن اعتبر البيان الذي أصدرته الخارجية المغربية في السابع من أكتوبر الجاري وأعربت فيه عن «قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة»، وأدانت استهداف المدنيين من أي جهة كانت، قبل أن تدعو إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام في المنطقة»، ضعيفا وفضفاضا ولم يتضمن ما يكفي من عبارات الإدانة القوية والصريحة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، فإن المواقف والبيانات التي تلته والتي صدرت سواء عن الخارجية في أعقاب قصف مستشفى المعمداني، أو من مجلس النواب المغربي كانت تشير وبوضوح أكبر إلى أي جانب يقف المغرب في حرب الإبادة التي تستهدف قطاع غزة. وبغض النظر عن البيانات فإن واحدا من المطالب التي رفعها المتظاهرون في المسيرة الضخمة، التي شهدتها الرباط للتضامن مع غزة، قد تحقق الان ولو بشكل غير مباشر، فلم يعد مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية مفتوحا. وهذا وحده ليس بالقليل. أما هل أغلقه الإسرائيليون من تلقاء أنفسهم ومن جانب واحد تحسبا لأن يطاله غضب الشارع المغربي؟ أم أن سلطات البلد المضيف هي التي أشارت عليهم أو طالبتهم بذلك؟ فهذا ما يمتنع الطرفان عن التصريح به. غير أن أغرب ما حصل في خضم ذلك هو أنه وفي الوقت الذي بات فيه معلوما للجميع، وكما أكده أكثر من مصدر إعلامي أن مدير المكتب وجميع العاملين فيه قد غادروا الأربعاء الماضي الرباط، فإن الإسرائيليين بدوا مصممين على نفي الخبر وإنكاره. إذ لم يتورعوا الخميس الماضي عن القول، وعلى لسان المتحدث باسم خارجيتهم في حديث صحافي إلى صحيفة: «إن تل أبيب لم تقم بإغلاق» المكتب وإنما قامت بما وصفها بـ»إجراءات متعلقة بظروف معينة»، قبل أن يضيف أن «إسرائيل تؤكد لجميع المغاربة أن العلاقات بين تل أبيب والرباط مبنية على أسس قوية ومتينة، وأنها لن تسمح لأي طرف كان بأن يمس بها». والسؤال الذي قد يطرحه ذلك هو هل يمثل انسحابها الدبلوماسي من المغرب بداية انتكاسة لمشروعها في الشمال الافريقي؟ ربما سيكون من المبكر الجزم بذلك أو توقع نهاية «التطبيع» الرسمي بين الرباط وتل أبيب بقرار أحادي الجانب. لكن سيكون من الصعب أيضا وبعد العدوان على غزة أن تحافظ العلاقة بين الطرفين على زخمها. وبالنسبة للمغاربة فإنهم يحاولون الموازنة بين ما يقتضيه التزاماتهم تجاه القضية الفلسطينية، وما يفرضه عليهم بحثهم عن حسم نزاع الصحراء.

كاتب وصحافي من تونس

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

أنسجة وألوان تبعد عنك الحر الشديد.. فما هي؟

في حرارة الصيف، يميل الناس إلى ارتداء أقل قدر ممكن من الملابس، لكن علماء النسيج والمصممين يقولون إن إبقاء الملابس تغطي الجسم قد يكون أفضل.

ووفقا للخبراء، فإنه إذا كنت ترتدي قميصا من دون أكمام وسروالا قصيرا، فإنك تعرض المزيد من بشرتك لأشعة الشمس الشديدة، ما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

إقرأ المزيد خبراء يحذرون من وصفة منزلية واقية من الشمس منتشرة على "تيك توك"

ويؤكد الخبراء أن مفتاح التغلب على الحرارة يكمن في القماش باختيار المادة المناسبة ولون الملابس المناسب.

وقالت لاريسا ماري شيبرد، الأستاذة التي تدرس الألياف والأقمشة وصولا إلى المستوى الجزيئي: "إن عدم ارتداء أي شيء ليس بالأمر الجيد. أنا لا أوصي به".

ووجد العلماء أن ارتداء الأقمشة التي تعمل مع أنظمة التبريد الطبيعية لأجسامنا (التقاط العرق والتخلص من حرارة الجسم) يمكن أن يساعد في الحفاظ على برودة الجسم طوال الصيف.

وتوصلت دراسات أجريت على القبائل البدوية الأصلية في الشرق الأوسط أن ألبستهم التقليدية الواسعة كانت أفضل في الحفاظ على برودة أجسادهم من المشاركين الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي مع بعض الجلد المكشوف.

وهذا لأن الخبراء قالوا إن الحفاظ على برودة جسمك لا يتعلق بالقمصان والسراويل القصيرة بقدر ما يتعلق بدوران الهواء والرطوبة على بشرتك.

ويؤدي تدفق الهواء فوق الجلد إلى طرد الحرارة منه، مثلما يفعل الجلوس أمام المروحة في يوم حار لتبريدك. وبشكل عام، كلما سمح القماش بدخول المزيد من الهواء، ستشعر بالبرودة.

وبعد ذلك، كلما كانت الملابس أفضل في المساعدة على إزالة الرطوبة من الجلد، شعرت بالبرودة أكثر. وكلما تبخر الماء بشكل أسرع من القماش، أطلق الحرارة في الهواء وأبعدها عنك.

إقرأ المزيد هل يمكن استخدام واقي الشمس منتهي الصلاحية؟

ويقول العلماء إن الكتان هو الملك عندما يتعلق الأمر بالملابس الصيفية. وتسمح الفجوات الموجودة بين الألياف المنسوجة لهذا القماش بمرور الهواء، ما يساعد على تبخر العرق من بشرتك بسهولة أكبر، ما يضمن تبريدك.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الأقمشة مثل الصوف، التي يتم تعبئتها معا بكثافة، تحبس الحرارة.

ومع الأخذ في الاعتبار هذه العوامل، يقول الخبراء إننا بحاجة إلى النظر إلى معرفة المادة المصنوع منها الملابس.

وتتنفس الألياف الطبيعية بشكل أفضل، وتسحب الرطوبة بعيدا عن الجلد وتسمح لها بالتبخر بسهولة.

وفي حين يتفق المصممون على أن الكتان سيقوم بعمل جيد في الحفاظ على انتعاشك. وهذا النسيج الطبيعي خفيف الوزن مصنوع من نباتات الكتان وهو الخيار الأكثر خفة في الصيف، حسبما صرحت مصممة الأزياء ميراندا هولدر لموقع"ديلي ميل".

وتوصي مصممة الأزياء هيذر نيوبرغر بأقمشة، مثل الليوسيل والبليسيه، المصنوعة من رقائق الخشب والقطن، على التوالي. وقالت إن هذه المواد تبقى باردة مثل الكتان، وتسمح للهواء بالدخول وتمتص الحرارة من الجلد، ولكنها أفضل من الكتان لأنها لن تتجعد.

بمجرد اتخاذ قرار بشأن الخامة التي ستستخدمها، يجب أن تنتبه جيدا لملاءمة ملابسك، حيث أن ارتداء الملابس الضيقة على البشرة تحبس الحرارة والرطوبة، ما يجعلك تشعر بالحرارة والتعرق.

إن اختيار السراويل ذات الأرجل الواسعة والقمصان الفضفاضة من شأنه أن يبقيك أكثر برودة لأنه يسمح بمرور المزيد من الهواء على بشرتك.

وأخيرا، عند ارتداء ملابسك لمواجهة الحرارة، عليك أن تأخذ في الاعتبار لون الملابس.

ويوضح الخبراء أن الأقمشة ذات الصبغات الداكنة، مثل الأسود أو الرمادي أو الأزرق الداكن، تمتص حرارة أكثر من الملابس ذات الألوان الفاتحة، مما قد يجعلك تشعر بحرارة أكبر.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الألوان، مثل اللون الأحمر، يمكن أن تخدعك نفسيا وتجعلك تشعر بالسخونة، كما قالت مصممة الأزياء دينيس كالدويل لصحيفة "واشنطن بوست".

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني إسرائيلي: حماس تصر على وجود بند يمنع تل أبيب من القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة
  • تجنيد «الحريديم» في جيش الاحتلال الإسرائيلي يثير أزمة داخل تل أبيب
  • مراسل رؤيا: انقطاع التيار الكهربائي في كافة ارجاء مدينة عكا المحتلة
  • المغرب يودع بلكوش و يؤشر على الأمين العام الجديد لاتحاد المغرب العربي
  • أنسجة وألوان تبعد عنك الحر الشديد.. فما هي؟
  • جرائم مُمنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين
  • بهدف عكسي .. فرنسا تبعد بلجيكا خارج يورو 2024
  • إعلام إسرائيلي: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • وسائل إعلام إسرائيلية: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • جون أفريك: زيارة حموشي إلى باريس مؤشر قوي على عودة دفئ العلاقات بين المغرب وفرنسا