تمّ نقل الطفلة من قبل والدها والمسعفين ت للعلاج في أحد مستشفيات خان يونس حيث تمّ إجراء فحوص دقيقة لها للتأكد من عدم تعرض جسمها الصغير لكسور.

اعلان

الفلسطينية أفنان علي شانة تتشبث بالحياة، بعد 35 ساعة عاشتها هذه الطفلة، التي تبلغ من العمر 13 عاما تحت الأنقاض. أفنان تتلقى الآن العلاج في مستشفى خان يونس بعد أن بقيت على قيد الحياة لمدة لأكثر من يوم ونصف اليوم تحت أنقاض بيت مدمر.

تمّ نقل الطفلة من قبل والدها والمسعفين ت للعلاج في أحد مستشفيات خان يونس حيث تمّ إجراء فحوص دقيقة لها للتأكد من عدم تعرض جسمها الصغير لكسور. والدها على شانة يتذكر اللحظات العصيبة، التي عاشتها العائلة بعد غارة استهدفت منزلهم وبقية المنازل المجاورة.

"عند وصول ابني إلى المنزل، تم استهدافه بصاروخ أصاب غرفة نومه بشكل مباشر. وفي أقل من عشر ثوانٍ، استهدفت طائرة مقاتلة المبنى أيضا الذي يضم متاجر في الطابق الأرضي"، قال الوالد.

 أفنان فقدت شقيقها الذي قال عنه الوالد:"في اليوم الأول، استشهد ابني أحمد ودُفن بعد ذلك. أمس، بحثنا طوال اليوم عن الآخرين من أفراد الأسرة. كانت أخته أفنان، التي أخرجناها من تحت الأنقاض بعد أكثر من 32-35 ساعة، تنادي على والدتها وشقيقتها وكانت نائمة بسلام عندما سقط الصاروخ. وما زلنا نبحث عن ابنتي الثانية وزوجتي".

الوالد تحدث عن معجزة حيث لم يُصدق أن ابنته كانت على قيد الحياة: "سمع الناس أفنان تنادي بابا، بابا، بابا... حاولوا الوصول إليها وسألوها عما حدث. قالت لهم أنها بمفردها، جاء أخي وتحدث معها. حاولت التحدث إليها أيضًا ولكني لم أسمعها، ظننت أني أحلم فقط، وهذا فقط من باب الحب والتمني".

في الأثناء حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بأن "لا مكان آمنا في غزة" على خلفية القصف الإسرائيلي المركز على القطاع منذ هجوم حركة حماس في الـ 7 أكتوبر-تشرين الأول.

عندما تعجز الكلمات.. صور لمعاناة أهل غزة تحت القصف الإسرائيليمنهم من أذاع خبر وفاة أسرته.. هكذا يعاني الصحافيون الفلسطينيين في غزة

وأكدت لين هاستينغز في بيان أن "الإنذارات المسبقة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء المناطق التي يعتزم استهدافها في شمال القطاع "لا تحدث أي فرق". وأضافت "لا مكان آمنا في غزة". وأشارت هاستينغز إلى أن الجيش الإسرائيلي "يواصل تحذير سكان مدينة غزة بأن الذين يبقون في منازلهم يُعرضون أنفسهم للخطر".

ولفتت هاستينغز إلى أنه "في بعض الحالات يشجع إبلاغ الجيش الإسرائيلي الناس على التوجه إلى منطقة إنسانية في المواصي" إلى غرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأكدت أن "الأمم المتحدة تعتزم تأمين المساعدة للذين يحتاجون إليها في مكان وجودهم".

وأنذر الجيش الإسرائيلي من خلال المتحدثين العسكريين باللغة العربية مرارا سكان مدينة غزة بمغادرتها والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية في منطقة المواصي التي ستوجه إليها المساعدات الإنسانية عند الحاجة".

وأكدت هاستينغز "بالنسبة للأشخاص، الذين لا يمكنهم المغادرة، سواء لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه أو لأنهم عاجزون عن التنقل، فإن التحذيرات المسبقة لا تحدث أي فرق". وتابعت "حين يتم قصف طرق الإجلاء، حين يكون الناس في الشمال كما في الجنوب معرضين للأعمال الحربية، حين لا تتوافر المقومات الأساسية للاستمرار، وحين لا يكون هناك أي ضمانة بالعودة، لا يترك للناس سوى خيارات مستحيلة".

وذكّرت بأن "النزاعات المسلحة أينما كان يحكمها القانون الدولي الإنساني. وهذا يعني أنه يجب حماية المدنيين، وأن يمتلكوا المقومات الأساسية لاستمرارهم أينما كانوا وسواء اختاروا الانتقال أو البقاء"، مؤكدة: "هذا يعني أيضا أنه يجب إطلاق سراح الرهائن، جميع الرهائن، فورا وبلا شروط".

وشنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر-تشرين الأول هجوما هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله الى مناطق إسرائيلية وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز حماس أكثر من 200 شخص بينهم أجانب، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وترد إسرائيل بقصف مكثف وعنيف على قطاع غزة أسفر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 6546 فلسطينيا، بينهم 2704 طفلا، وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عملية إسرائيلية "محددة الهدف" بدبابات في غزة تغطية مستمرة| حصيلة قتلى غزة تتجاوز الـ7000 وكتائب القسام تتحدث عن مقتل نحو 50 رهينة شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لهجمات استهدفت قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفال اعلانالاكثر قراءة تغطية مستمرة| بايدن يقول إنه "لا يثق" بحصيلة القتلى المعلنة من قبل الفلسطينيين البحرية المغربية: انتشال 3 جثث وإنقاذ ما لا يقل 189 مهاجراً سنغالياً قبالة سواحل الصحراء الغربية مقتل ابن وابنة وزوجة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح في قصف طال منزله في غزة شاهد: حالة هلع في تل أبيب تدفع الإسرائيليين إلى الهرع نحو الملاجئ إيقاف مدافع نيس الدولي الجزائري يوسف عطال سبع مباريات بسبب منشوره حول النزاع بين حماس واسرائيل اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. تغطية مستمرة| حصيلة قتلى غزة تتجاوز الـ7000 وكتائب القسام تتحدث عن مقتل نحو 50 رهينة يعرض الآن Next عاجل. مسؤولون من حماس وايران في موسكو الخميس لاجراء محادثات (الخارجية الروسية) يعرض الآن Next قادة الاتحاد الأوروبي يسعون إلى موقف موحد بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس يعرض الآن Next فيديو: الصحفي وائل الدحدوح يلقي نظرة الوداع الأخيرة على أفراد أسرته الذين قتلتهم غارة إسرائيلية يعرض الآن Next منهم من أذاع خبر وفاة أسرته.. هكذا يعاني الصحافيون الفلسطينيين في غزة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة حركة حماس إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف ضحايا فرنسا جرائم حرب قطاع غزة كرة القدم Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قصف My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفال غزة حركة حماس إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف ضحايا فرنسا جرائم حرب قطاع غزة كرة القدم غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قصف الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next حرکة حماس خان یونس قطاع غزة عن مقتل فی غزة

إقرأ أيضاً:

شاهد.. هل عادت قرية تينزرت التي مسحها زلزال المغرب للخريطة؟

تينزرت- بدت الشمس بهية جميلة هذا الصباح، وتدفقت أشعتها الدافئة المشاغبة تداعب في دلال الوجوه التي لا تكاد تصدق أنه قبل ساعات قليلة فقط، كانت الأمطار العاصفة تغمر منطقة الحوز كلها، والأحجار تملأ الطرق الجبلية الضيقة، والسيول الصغيرة المتفجرة من بين فجاج الجبال تنذر من يمر من إلى جانبها بخطر الانزلاق إلى ذلك الوادي السحيق هنالك في الأسفل.

كان القرار هذا اليوم هو زيارة تينزرت، تلك القرية الصغيرة التي شهدت مأساة كبيرة قبل عام بالضبط، تأثر لقصصها الحزينة كل من سمع بها أو قرأ عنها.

فقبل عام، مسح زلزال الثامن من سبتمبر/أيلول 2023 هذه القرية الوادعة في سلسلة جبال الأطلس الكبير بمنطقة الحوز من الخريطة، ودمر منازلها الطينية وخلف عدة قتلى وجرحى، وعزلها عن العالم.

قرية تينزرت تقع جنوبي مراكش على نحو 40 كيلومترا فقط من جبل توبقال أعلى قمة جبلية في المغرب (الجزيرة)

كلما اقتربنا من الطريق الفرعية الجبلية الضيقة التي توصل إلى تينزرت يزداد ثقل ذكريات ما جرى قبل عام، وتتراقص القصص والوجوه التي عشنا معها مأساتها في هذا المكان النائي المتعب بجبال الأطلس الشاهقة.

كانت قصة تلك السيدة "أم سناء"، التي فقدت فلذتي كبدها سناء ورجاء عندما كانتا في بيت جدهما من أكثر القصص التي أثرت في من سمع بتفاصيلها، وتبدو الآن حكايتها كمغناطيس يجذبك نحو ذلك المكان هناك، لمعرفة كيف عاشت هذه الأم المكلومة عاما كاملا بينما جثمانا ابنتيها يرقدان هناك إلى جانبها في مكان قريب بهذا الدوّار المنكوب.

بدت الطريق الجبلية الضيقة خالية هادئة، والشمس الحارقة توسطت سماء زرقاء صافية، مما أدخل بعض الطمأنينة على قلوبنا التي كانت ترتعد قبل عام خلال زيارة هذا المكان خوفا من هزات ارتدادية مفاجئة، أو رياح عاصفة قد تلقي بنا بعيدا في أسفل الوادي.

حتى التعرجات الشديدة في هذه الطريق الضيقة التي لا تزال كما كانت، لم تخفنا كما في المرة الأولى، ويبدو أن ألفةً ما سرت بيننا مثلما تسري بين الضيف والمضيف.

الخيام لا تزال منتشرة بقرية تينزرت في انتظار بناء منازل وفق شروط مقاومة الزلازل (الجزيرة)

من بعيد، لاح لنا دوار تينزرت في حضن الجبل، نقاط صغيرة منتشرة هناك هي خيام احتضنت الأهالي خلال عام كامل. وتينزرت بالمناسبة تعني "الأنف" بالأمازيغية، وهو اسم على مسمى، إذ تبدو القرية الصغيرة من بعيد وكأنها أنف يتصدر وجه هذا الجبل الرهيب بالأطلس.

عند وصولنا بدت القرية وكأنها خالية من سكانها، واستقبلتنا خيام في أسفل الطريق الوعرة نصبت فوق التراب الذي غطى المنازل الطينية التي دمرها زلزال القرن، تتوسطها خيمة كبيرة علمنا أنها "المدرسة" التي احتضنت تلاميذ القرية بالمرحلة الابتدائية خلال عام مضى، ويبدو أنها ستحتضنهم أيضا خلال عام قادم في انتظار إعادة بناء الوحدة المدرسية الابتدائية.

أهالي تينزرت والقرى المدمرة يأملون أن تعجل الحكومة بصرف دفعات الدعم لاستكمال بناء منازل تقيهم بأس فصل الشتاء (الجزيرة) الطبلة وآه من الطبلة

وسرعان ما تبدت لنا حركة بناء نشيطة لأساسات منزل هنا وهناك، وفق الشروط التي فرضتها السلطات لمقاومة الزلازل.

يؤكد لنا سي محمد، من سكان تينزرت أن من استفادوا من الدفعة الأولى لبناء منازل بديلة لتلك التي هدمت، وقدرها 20 ألف درهم (ألفا دولار) بدؤوا في بناء أساسات المنزل -التي تعرف محليا بـ"الطبلة" أي الطاولة- وفق شروط تقنية دقيقة يحرص المهندس المكلف على تتبعها، وبمجرد الانتهاء، يفترض أن يتوصلوا بالدفعة الثانية بالمبلغ نفسه، لبناء جدران المنزل من دون سقف، أي "الصندوق" بحسب التعبير المحلي.

تينزرت تعني بالأمازيغية "الأنف" وهو اسم على مسمى عندما تتراءى لك من بعيد بين الجبال (الجزيرة)

ويوضح القرويون هنا أن المبلغ المخصص لـ"الطبلة" لا يكفي البتة، وليست لديهم موارد كافية لتوفير بقية المبلغ لمواصلة البناء في انتظار صرف الدفعة الثانية وما يتبعها، في حدود 80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لمن تضرر بيته بشكل جزئي، و140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لمن هُدم الزلزال بيته بالكامل.

فبالنسبة إلى أهالي تينزرت، ونظرائهم في الدواوير المشتتة في جبال الأطلس الشاهقة، فالأعمال التي يشتغلون بها في البلدات والمدن المحيطة هي أشغال شاقة، وفي مقدمتها قطاع البناء والفلاحة، ومداخيلها قليلة جدا ولا تكفي حتى لتوفير أساسيات العيش.

عبد الرحيم بويا أكد أنهم لم ولن ينسوا بنتيهما الراحلتين سناء ورجاء (الجزيرة) حكاية لم تمت

تشعب الحديث مع سي محمد ومن معه، لكن برغم الصحبة الطيبة والدردشات الجميلة مع هؤلاء المكافحين، فإن قصة أم رجاء وسناء لا تزال تشغل البال، ولا بد أن نلتقي الأم.

أخبرنا مضيفنا سي محمد أن الأم غير موجودة حاليا في القرية، لكن زوجها سي عبد الرحيم موجود، وسرعان ما قام بهمة ونشاط وناداه ليأتي من بيت إسمنتي قريب في الأسفل.

تسمرت عيوننا في الاتجاه الذي يفترض أن يأتي منه زوج السيدة أم سناء ورجاء، وسرعان ما أطل علينا وسرت فرحة غريبة في المكان بوصول رجل علقت قصة أسرته بقلوبنا لعام كامل.

بعض آثار الزلزال المدمر لا تزال قائمة في تينزرت (الجزيرة)

حكى لنا عبد الرحيم أنه كان في مدينة مراكش عندما ضرب الزلزال على الساعة 11 ليلا و11 دقيقة وثانية بتوقيت المغرب (الواحدة فجرا و11 دقيقة وثانية بتوقيت مكة المكرمة)، إذ لجأ للمدينة للعمل في قطاع البناء لإعالة أسرته.

وعندما تأكد أن الأمر يتعلق بزلزال عنيف ضرب منطقة الحوز كلها، حاول الاتصال بأسرته في تينزرت بأعلى الجبل لكن من دون جدوى.

اتصل بأخيه داخل القرية وطلب منه الاطمئنان على أسرته، ففعل الأخ ليحمل إليه النبأ الحزين، بأن سناء ورجاء وعددا من أفراد القرية في ذمة الله، وأن الدوار مُسح من الخريطة.

يتابع عبد الرحيم أنه انطلق والقلق قد بلغ منه مداه إلى الطريق وتوسل إلى كل من يمر منها ليحمله إلى منطقة قريبة من قريته، وبعد فترة من الانتظار حمله أحدهم إلى قرية قريبة، ثم فوجئ بانقطاع الطريق بسبب سقوط الأحجار الضخمة جراء الزلزال.

سكان هذه الخيام عاشوا ليلة مرعبة قبل عام عندما دمر الزلزال قريتهم (الجزيرة)

تحرك راجلا إلى منطقة أخرى، ووجد من يقله إلى أقرب بلدة إلى قريته، وصعد إلى تينزرت وقلبه هواء.

أخبرنا أنه بمجرد وصوله إلى ما تبقى من بيته بحث عن ابنتيه فلم يجدهما، وصعق في ذلك الليل البهيم للدمار الذي أصاب القرية. اقتاده أخوه وبعض الجيران إلى المكان الذي سجي فيه جثمانا فلذتي كبده، وكان ما كان من صراخ وبكاء حارق لأب مكلوم على حبيبتيه.

كان عمر رجاء وقتها 8 أعوام، في حين أن عمر سناء كان قد بلغ 13 عاما، وانضمتا إلى لائحة ضحايا الزلزال الذين بلغ عددهم بحسب الأرقام الرسمية 2960 ضحية.

في حين قُدر عدد المتضررين بحوالي 2.8 مليون نسمة، وبلغ عدد القرى التي طالها الدمار 2939 قرية، وانهار ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا جراء الزلزال، 32% منها دُمر بالكامل.

الكرم من الشمائل الأصيلة لأهالي الجبال وقد ساقونا سوقا لنشاركهم طعامهم البسيط اللذيذ (الجزيرة) شيم الجبل

ورغم الغوص في ذكريات أليمة لا تريد أن تنسى، وظروف معيشية صعبة، فإن شمائل أهل الجبال بقيت هي هي، وفي مقدمتها الكرم والجود بما لديهم.

فقد أبى محدثنا سي محمد إلا أن نوقف الحديث مع سي عبد الرحيم ونتجه لخيمة بسيطة هناك لتناول وجبة الغداء، وقطع حديثنا مع سي عبد الرحيم، وانطلق أمامنا متوجها إلى حيث اجتمع بعض البنائين حول طاجين جبلي بسيط، ولا ألذ!

في هذه المناطق تعد عدم مشاركة الناس طعامهم إهانة بالغة للمضيف، وسببا للتوجس من الضيف، لذا كان لا بد من المشاركة في ازدراد طاجين أول، ثم ثان يبدو أن نساء القرية طبخنه بقلوبهن قبل أيديهن.

الحديث المسيطر في مثل هذه الظروف لا يكاد يخرج عن موضوع الزلزال وآثار الزلزال، وعن معاناة الناس، وعن البناء وضرورة مواصلة الحكومة صرف الدعم الشهري للمتضررين الذي سيتوقف هذا الشهر، وتعجيل الدفعات المالية المخصصة للبناء للمسارعة في تشييد منازل قبل أن تطل ليالي الشتاء القارسة الطويلة التي لا ترحم في هذه المناطق الجبلية الوعرة.

هذا كل أمل سكان تينزرت وغيرها من القرى والمداشر الجبلية.

أهل تينزرت يتشبثون بالأمل في غد أفضل رغم صعوبة الظروف في هذه القرية الجبلية (الجزيرة) وامتلأ الفؤاد

حان وقت مغادرتنا تينزرت، والقلب قد تعلق بها وبذكريات مأساتها التي من الواضح أنها لم تفت من عضد شيبها وشبابها الذين لا يفترون عن الكفاح متشبثين بقوة بالحياة وبالأمل في غد أفضل مهما تعددت الصعاب.

بالمناسبة، ربما تسألون عن أم سناء ورجاء التي لم يقدر لنا أن نلقاها وهي التي كان فؤادها فارغا عندما أخذ منها الزلزال ابنتيها وأقارب لها.

لكن القدر كان رحيما بها وبنا، إذ حمل لنا زوجها سي عبد الرحيم بشرى جميلة، إذ أكد لنا أنها موجودة في بيت أسرتها بمنطقة أوكايمدن القريبة.

وسبب وجودها هناك أنها ولدت قيصريا بنتا جميلة، ونصحها الطبيب بالابتعاد عن مطبات الطرق الجبلية الوعرة، والبقاء في أمان بمكان قريب من المستشفى.

كانت سعادتنا بالغة بتزامن زيارتنا للقرية -بعد عام كامل على زلزال القرن- مع هذا الخبر السعيد، وعندما سألنا الأب عن الاسم الذي اختاره وزوجته للمولودة الجديدة، أجابنا باسما: "اخترنا أن نسميها سناء". أخيرا، لم يعد قلب هذه الأم فارغا، فسناء الجديدة، ستملأ البيت ضجيجا كما كانت تفعل أختاها الراحلتان سناء ورجاء في زمن مضى.

مقالات مشابهة

  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • وردنا للتو| خبر هام وعاجل من العاصمة صنعاء.. وهذا ما سيحدث بعد أقل من نصف ساعة من الآن والكل في ترقب
  • نص رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • تحرير 151 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم  بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • الموصل تعود إلى لياليها النابضة بالحياة
  • حماس: تجنيد جيش الاحتلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال بغزة تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها
  • 3 مجازر خلال 24 ساعة في غزة.. ووزارة الصحة تكشف آخر حصيلة للشهداء (شاهد)
  • نشطاء من حركة "تمرد ضد الانقراض" يغلقون الطريق السريع في لاهاي احتجاجًا على دعم الوقود الأحفوري
  • انخفاض قيمة حركة الدفع عبر إي فواتيركم 14% الشهر الماضي
  • شاهد.. هل عادت قرية تينزرت التي مسحها زلزال المغرب للخريطة؟