شاهد: الصغيرة أفنان ظلّت 35 ساعة تحت الأنقاض ... المعنى الحقيقي للتشبث بالحياة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تمّ نقل الطفلة من قبل والدها والمسعفين ت للعلاج في أحد مستشفيات خان يونس حيث تمّ إجراء فحوص دقيقة لها للتأكد من عدم تعرض جسمها الصغير لكسور.
الفلسطينية أفنان علي شانة تتشبث بالحياة، بعد 35 ساعة عاشتها هذه الطفلة، التي تبلغ من العمر 13 عاما تحت الأنقاض. أفنان تتلقى الآن العلاج في مستشفى خان يونس بعد أن بقيت على قيد الحياة لمدة لأكثر من يوم ونصف اليوم تحت أنقاض بيت مدمر.
تمّ نقل الطفلة من قبل والدها والمسعفين ت للعلاج في أحد مستشفيات خان يونس حيث تمّ إجراء فحوص دقيقة لها للتأكد من عدم تعرض جسمها الصغير لكسور. والدها على شانة يتذكر اللحظات العصيبة، التي عاشتها العائلة بعد غارة استهدفت منزلهم وبقية المنازل المجاورة.
"عند وصول ابني إلى المنزل، تم استهدافه بصاروخ أصاب غرفة نومه بشكل مباشر. وفي أقل من عشر ثوانٍ، استهدفت طائرة مقاتلة المبنى أيضا الذي يضم متاجر في الطابق الأرضي"، قال الوالد.
أفنان فقدت شقيقها الذي قال عنه الوالد:"في اليوم الأول، استشهد ابني أحمد ودُفن بعد ذلك. أمس، بحثنا طوال اليوم عن الآخرين من أفراد الأسرة. كانت أخته أفنان، التي أخرجناها من تحت الأنقاض بعد أكثر من 32-35 ساعة، تنادي على والدتها وشقيقتها وكانت نائمة بسلام عندما سقط الصاروخ. وما زلنا نبحث عن ابنتي الثانية وزوجتي".
الوالد تحدث عن معجزة حيث لم يُصدق أن ابنته كانت على قيد الحياة: "سمع الناس أفنان تنادي بابا، بابا، بابا... حاولوا الوصول إليها وسألوها عما حدث. قالت لهم أنها بمفردها، جاء أخي وتحدث معها. حاولت التحدث إليها أيضًا ولكني لم أسمعها، ظننت أني أحلم فقط، وهذا فقط من باب الحب والتمني".
في الأثناء حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بأن "لا مكان آمنا في غزة" على خلفية القصف الإسرائيلي المركز على القطاع منذ هجوم حركة حماس في الـ 7 أكتوبر-تشرين الأول.
عندما تعجز الكلمات.. صور لمعاناة أهل غزة تحت القصف الإسرائيليمنهم من أذاع خبر وفاة أسرته.. هكذا يعاني الصحافيون الفلسطينيين في غزةوأكدت لين هاستينغز في بيان أن "الإنذارات المسبقة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء المناطق التي يعتزم استهدافها في شمال القطاع "لا تحدث أي فرق". وأضافت "لا مكان آمنا في غزة". وأشارت هاستينغز إلى أن الجيش الإسرائيلي "يواصل تحذير سكان مدينة غزة بأن الذين يبقون في منازلهم يُعرضون أنفسهم للخطر".
ولفتت هاستينغز إلى أنه "في بعض الحالات يشجع إبلاغ الجيش الإسرائيلي الناس على التوجه إلى منطقة إنسانية في المواصي" إلى غرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأكدت أن "الأمم المتحدة تعتزم تأمين المساعدة للذين يحتاجون إليها في مكان وجودهم".
وأنذر الجيش الإسرائيلي من خلال المتحدثين العسكريين باللغة العربية مرارا سكان مدينة غزة بمغادرتها والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية في منطقة المواصي التي ستوجه إليها المساعدات الإنسانية عند الحاجة".
وأكدت هاستينغز "بالنسبة للأشخاص، الذين لا يمكنهم المغادرة، سواء لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه أو لأنهم عاجزون عن التنقل، فإن التحذيرات المسبقة لا تحدث أي فرق". وتابعت "حين يتم قصف طرق الإجلاء، حين يكون الناس في الشمال كما في الجنوب معرضين للأعمال الحربية، حين لا تتوافر المقومات الأساسية للاستمرار، وحين لا يكون هناك أي ضمانة بالعودة، لا يترك للناس سوى خيارات مستحيلة".
وذكّرت بأن "النزاعات المسلحة أينما كان يحكمها القانون الدولي الإنساني. وهذا يعني أنه يجب حماية المدنيين، وأن يمتلكوا المقومات الأساسية لاستمرارهم أينما كانوا وسواء اختاروا الانتقال أو البقاء"، مؤكدة: "هذا يعني أيضا أنه يجب إطلاق سراح الرهائن، جميع الرهائن، فورا وبلا شروط".
وشنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر-تشرين الأول هجوما هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله الى مناطق إسرائيلية وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز حماس أكثر من 200 شخص بينهم أجانب، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وترد إسرائيل بقصف مكثف وعنيف على قطاع غزة أسفر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 6546 فلسطينيا، بينهم 2704 طفلا، وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عملية إسرائيلية "محددة الهدف" بدبابات في غزة تغطية مستمرة| حصيلة قتلى غزة تتجاوز الـ7000 وكتائب القسام تتحدث عن مقتل نحو 50 رهينة شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لهجمات استهدفت قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قصف حركة حماس إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفال غزة حركة حماس إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف ضحايا فرنسا جرائم حرب قطاع غزة كرة القدم غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قصف الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next حرکة حماس خان یونس قطاع غزة عن مقتل فی غزة
إقرأ أيضاً:
العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
لا تزال تسيطر على عقول المحللين العرب أو أكثرهم أن «المقاومة» فكرة أو اعتقاد، وأنه يستحيل إخمادها بالقوة، بل لا بد من سردية بديلة مقنعة أو مثيرة للخيال والهمم! وهذه القصة في الأصل من صناعة دونالد رامسفيلد وزير دفاع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن. وفي اعتقاده أن «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما تمثل مذاهبَ اعتقادية يصعُبُ الخروج منها، ويتشبث بها أصحابها استناداً لاقتناعٍ عميق، فيسهل عليهم التضحية بأنفسهم في سبيله.
والواقع أنه كانت لهذا التوجه علّتان: الأولى تأتي من سوء الظن بالإسلام، والاعتقاد أنّ العنف متأصلٌ فيه. والعلة الثانية سوء الظن بالدولة في العالمين العربي والإسلامي، بحيث يُحلُّ هؤلاء «الجهاديون» أنفسهم في محلِّها، لأداء الواجبات التي عجزت عن إنجازها!إنما اللافت للنظر أنّ المسلمين أنفسهم هم الذين قاتلوا المتطرفين إلى جانب المجتمع الدولي. وبالنسبة للعلة الثانية فأين هو الإنجاز الذي حقّقه «الجهاديون»، بحيث يغري ذلك الشبان باتباعهم؟
إنّ هذا الحديث يتجدد الآن في حالتَي «حماس» بفلسطين، و«حزب الله» في لبنان. ومع أنني أُحسُّ أن التحزب للتنظيمين يأتي غالباً من خارج مجتمعهما، فإنّ السؤال يظلُّ: ما الإغراء (حتى في الفكرة) بعد الهزائم المتوالية، وعشرات ألوف الضحايا، والخراب الهائل؟ ومتى حررت الميليشيات المسلحة أرضاً أو بنت سلطة تخدم ناسها الذين تسيطر عليهم؟ لا شك أنها تنظيمات متماسكة، ولدى البعض اعتقادات، لكنّ معظم الخاضعين مغلوبون على أمرهم، ولا يعتبرون الميليشيات أساساً لقيام نظامٍ صالحٍ يضمن الأمن والاستقرار وعيش الأطفال ومستقبلهم. بل كيف ينظر هؤلاء إلى أنفسهم وقد تسببوا في هلاك أطفالهم ونسائهم من دون أن يتحقق شيء من التحرُّر أو التحرير؟ يترجى العرب والمنظمات الإنسانية «حماس» الآن لكي تتخلى عن السيطرة في القطاع إبقاءً على حياة الملايين الذين هددتهم جميعاً حروبها. وسيقول قائل: لكن سلطة محمود عباس لا تعد بالتحرر وما عاد أحدٌ يفكر بإمكان الاستقلال بالسلم. لكنّ الاستقلال بالقوة ليس متاحاً، والأولوية ينبغي أن تكون لحفظ الحياة والنظر للمستقبل.
ولنمضِ إلى لبنان حيث ما عاد هناك غير خيارٍ واحد هو خيار الدولة. فقد وقّع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، باسم «حزب الله»، على الانسحاب من جنوب الليطاني، وانتهت الجبهة. فما الحاجة إلى هذا السلاح الكثيف بالداخل اللبناني؟ وما الحاجة إلى هذا الاستتباع لإيران الذي جلب كوارث على اللبنانيين وخصوصاً الشيعة من بينهم تكاد تضاهي ما جنته «حماس» على غزة والضفة، بل إنّ «حزب الله» والميليشيات الإيرانية المشابهة جلبت كوارث على سوريا والعراق واليمن وليس على لبنان فقط!
الدولة اللبنانية الآن ليست الخيار البديل، لأنّ ميليشيا الحزب ما كانت أبداً خياراً لمعظم اللبنانيين. فلنفترض أنّ الحزب كان بديلاً لفريقٍ من اللبنانيين، لكن لماذا يبقى كذلك بعد حروبٍ خاضها وخسرها جميعاً، وفي كل مرة تزداد المناطق المحتلة التي صار اللبنانيون جميعاً على يقين أنّ الحزب لن يستطيع - تماماً مثل «حماس» - إنجاز تحريرها.
يخوض اللبنانيون الآن تجربة جديدة لإقامة دولة للجميع تتمتع بالشرعية الدستورية والعربية والدولية. وهي تحاول بعد تكوين السلطات الدستورية، أن تخرج حتى في بيانها الوزاري من إسار الثالوث المعروف، وهو في الحقيقة قد مثّل دائماً سلطة أوحدية أضرَّت باللبنانيين أكثر بكثير مما أضرَّت بإسرائيل. قال لي عسكري سابق - هو صاحب أطروحة السردية: لكن الحزب تمكن من تهجير مائة ألف إسرائيلي، وهذا إنجازٌ بارز! قلت: لكن في المقابل تسبب في تهجير مليون لبناني وأكثر لا تستطيع كثرة منهم العودة إما بسبب الاحتلال أو بسبب خراب الديار!
إنّ قوة الشرعية تأتي ليس من الرسوم والشعائر المنظورة، فقد كانت موجودة من قبل. بل تأتي هذه المرة من الإرادة الجامعة للبنانيين، وهي الإرادة التي يتعيّن عليها أن تكون صلبة وفي غير حاجة للتبرير أو الاستدلال أو الاستسلام لفكرة أو اعتقاد أو سردية المقاومة. فالمقاومة ليست بديلاً عن الدولة، بل الدولة هي الخيار الأول والأخير. فحتى في فلسطين يبدو خيار الدولة الوطنية وإن تنكّر له الصهاينة هو الخيار الوحيد للحاضر والمستقبل - أو تبقى الميليشيات ويبقى انعدام الاستقرار، وقد يتقدم خيار التهجير الترمبي!
ما كانت تجارب الدول الوطنية ناجحة، وبخاصة الدول التي سيطر فيها الانقلابيون العسكريون، والأخرى التي سيطرت عليها قوى خارجية. وفي الحالتين صارت الميليشيات المسماة مقاومة هي السائدة وقد استخدمها العسكريون، كما استخدمتها القوى الخارجية.
عندما كنت أكتب هذه المقالة قرأت أنّ «حماس» تقبل الخروج من إدارة غزة. كما جاء في مسودة البيان الوزاري اللبناني انفراد الدولة بالسلاح وقرارات الحرب والسلم، و«السيادة» على الأرض. هل هي العودة للدولة ونهاية الميليشيات؟ هكذا الأمل!