الفن مواجه لمخالب الألم ومتاعب الحياة!
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
منذ أيام قليلة كنت أستعد لتقديم حفل بالأوبرا المصرية يوم ١٩ أكتوبر، على آلة (الفيولا) وبصحبتى مجموعة كبيرة من أروع العازفين، ونتيجة للمجزرة التى حدثت بفلسطين الحبيبة على أيدى الصهاينة، من تفجير وقصف متوحش للمستشفى الأهلى المعمدانى بغزة، راح ضحيته مئات من الأطفال والشهداء الأبرياء، بخلاف مئات المصابين.
الأحداث المؤلمة كانت عائقًا أمام أداء حفل يحتاج منا صفاء الذهن، والظهور في أبهى صورة لإسعاد الجمهور، وتقديم رسالتنا الجادة وإستقبالها برضا الحضور.. ورغم أننى ترددت كثيرًا قبل إعلان الحداد رسميًا، ماذا أفعل لو لم يتم إعلان الحداد؟! هل ألغى الحفل أو أطلب تأجيله؟! فإذا كنا أنا وزملائي نمارس فنوننا تحت أى ظرف، لأن الفن بالنسبة لنا ليس ترفيهًا أو لعبًا أو تسلية، وإنما عمل دؤوب وجهد شاق وتدريبات مستمرة وقاسية، ولكن مع هذا الظرف يصعب علينآ أن نجتاز الحزن!.. ومع ذلك ورغم الحالة النفسية السيئة، إلا أننى حسمت الأمر، وقررت أن أتماشى مع قرار الدولة أيًا كان، وأن أستمر فى تقديم الحفل، إذا لم يُتخذ قرار رسمى بالتأجيل!.. لأننى على يقين بأننا لن نعبر الحزن والألم الذى نعيشه، إلا بالعمل والاجتهاد، لأن إنكسار أمتنا لم يأت سوى من التهاون فى العلم والعمل!.. وعلى كل منا أن يحاول أداء دوره على أكمل وجه فى ميدان عمله، كى ننهض!.. فنحن لن نذهب جميعًا كي نحارب أو ندافع عن الأرض، ولا نحتاج أن نحفز الهمم كى يذهب الشباب إلى فلسطين! ويتخيلون أنهم بحماسهم وترديدهم للشعارات المعتادة قادرون على تحرير القدس! فكم من إرهابيين تم إستقطابهم من خلال دعاوى الجهاد الزائفة، والتى لم تزدنا سوى ضعفًا وقهرًا وتشريدًا!.. لسنا فى حاجة لجنود آخرين فى ساحات القتال، فلكل مهمته! ولكننا فى أشد الحاجة أن نتعلم كيف يحارب كل منا بسلاحه فى موقعه.. فالأعداء المتربصون بنا وبأمتنا أصبحوا يملكون القوة فى كل التخصصات والمجالات، وعلينا نحن أيضا أن نقتنص مكانًا ومكانة فى كل التخصصات بالعلم والعمل، وليس بالتوقف عن أداء أى عمل، لنقف عاجزين مكتوفى الأيدى!.. لذلك أرفض بشدة الدعاوى التى تطالب بوقف كافة الأنشطة الفنية، وتزايد على الفنانين الذين يُقدِمون على أداء عملهم، والقيام بدورهم! فدور الفن لا يستهان به، حتى فى الترفيه والسخرية التى كثيرًا ما تعيننا فى الشدائد!.. وعلينا أن ندرك أننا بالفن يمكن أن نصل إلى ما لا يمكن أن نصل إليه بأى وسيلة أخرى!.. وقد لفت إنتباهى منذ أيام خبر منشور يوم ١٨ أكتوبر، فى صحف أجنبية عن عازف الفيولا أميهاي جروس Amihai Grosz ليدر مجموعة الفيولا فى أوركسترا برلين الفيلهارموني (والذى يعد من أرقى وأعرق الأوركسترات على مستوى العالم) هذا العازف الشهير قام بعزف عمل موسيقى بإسم “تذكر” للمؤلف المجرى الإسرائيلى أودون بارتوس Odon Partosوالذى تم كتابته للفيولا والأوركسترا فى ذكرى الهولوكوست في عام ١٩٤٦.. (١٩٠٧- ١٩٧٧).. وقد قرر جروس أداء هذا العمل - وفقا لما نشر- كوسيلة للفت الإنتباه إلى ما أسماه "محنة إبن أخيه" الإسرائيلي المختطف من قِبل حماس، ضمن ٢٠٠ من الإسرائيليين، الذين أخذتهم حماس وإحتجزتهم كرهائن للحصول على فدية!.. وذكر أن العازف جروس لا ينام بسبب القلق على إبن أخيه الإسرائيلي!.. كان هذا الخبر المنشور بعد ساعات من تفجير المستشفى، وكأن ذلك العمل الإجرامي فى حق الفلسطينيين لم يحدث!.. وتم تصوير ما أقدمت عليه حماس على أنه مجرد عملية إختطاف للحصول على فدية، وليس نتيجة للإرهاب الذى يمارسه الكيان الصهيونى ضد الآمنين والأبرياء! والذى لا يمكن أن يؤدى إلا إلى المزيد من العنف والدم!.. ولكن هكذا يرى أغلب الأوروبيين ما يحدث فى فلسطين، وهكذا هم من يحاربوننا، لا يكتفون بالقصف والطائرات والدبابات فقط! بل يحاربوننا بشكل أكبر بالمواقف والكلمات وطمس الحقائق!.. لأنهم يملكون الإعلام العالمى، ويحركونه كيفما شاءوا!.. ومن ناحية أخرى رأينا كيف لم يتوقف عازف الفيولا الشهير عن عمله، بل على العكس قرر أن يحارب بعمله، ووجه رسالة للعالم كله تزيد التعاطف مع الكيان الصهيونى، وتمنحه غطاءا شرعيا لإرتكاب المزيد من العنف والدموية ضد الفلسطينيين!.. لذلك على كل منا أن يدرك دوره ومسئوليته، ولا يتكاسل أو يتهاون فى أداء مهمته بدعوى الحزن!.
د. رشا يحيى: أستاذة بأكاديمية الفنون
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفن الفلسطينيين الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
5 أخطاء شائعة في التعامل مع الحروق.. لا تستعمل الثلج أو معجون الأسنان
التعرض للحروق من المواقف التي تتطلب تدخلًا سريعًا، فالإسعافات الأولية الصحيحة تؤدي دورًا حاسمًا في تقليل الأضرار الناتجة عن الحرق، وحماية المصاب من المضاعفات، ومع ذلك يرتكب الكثيرون أخطاءً في التعامل مع الحرق، ما يؤدي إلى تفاقم الإصابة وتأخير الشفاء.
«لا تفعل هذه الخطوة عند التعرض للحروق.. احرص على استشارة الطبيب المختص لعلاج مكان الحرق بطريقة صحيحة»، هكذا حددت وزارة الصحة والسكان عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعض التحذيرات لمصابي الحروق.
تحذيرات من وضع بعض الأشياء على الحروقوفيما يلي نعرض أبرز إرشادات التعامل الصحيح مع الحروق الجلدية:
لا يجب وضع
1- معجون الأسنان
2- بن
3- زيت
4- قطن
5- ثلج
إرشادات التعامل الصحيح مع الحروق الجلديةوقدّمت وزارة الصحة بعض النصائح والإرشادات للتعامل الصحيح مع الحروق الجلدية، تتمثل في الآتي:
1. التعامل مع الحروق البسيطة «الدرجة الأولى والثانية السطحية»:
- تبريد الحرق:
ضع المنطقة المصابة تحت ماء بارد جار «وليس مثلجا» لمدة 10-20 دقيقة لتخفيف الألم وتقليل تلف الأنسجة.
تجنب وضع الثلج مباشرة لأنه قد يسبب ضررا أكبر.
- تنظيف الحرق:
اغسل المنطقة بلطف بالماء والصابون لتجنب العدوى.
- تغطية الحرق:
ضع ضمادة معقمة أو قطعة قماش نظيفة غير لاصقة على الحرق.
لا تقم بشد الضمادة بإحكام.
- تجنب الممارسات الخاطئة:
لا تضع الزيوت، أو الزبدة، أو معجون الأسنان على الحرق.
لا تحاول فقع الفقاعات إن وُجدت.
- استخدام مسكنات الألم:
يمكن تناول مسكنات خفيفة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين إذا كان الألم شديدًا.
2. التعامل مع الحروق الشديدة «الدرجة الثانية العميقة أو الثالثة»
الاتصال بالطوارئ:
اتصل فورًا بالإسعاف إذا كان الحرق يغطي مساحة كبيرة، أو إذا كان في مناطق حساسة مثل الوجه، اليدين، القدمين، أو الأعضاء التناسلية.
تجنب إزالة الملابس الملتصقة:
إذا كانت الملابس ملتصقة بالحرق، لا تحاول إزالتها.
تجنب تبريد الحرق بالكامل:
لا تغمر الحرق الكبير في الماء البارد لأنه قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم.
- رفع المنطقة المصابة:
إذا كان ذلك ممكنا، ارفع الجزء المصاب فوق مستوى القلب لتقليل التورم.
-تغطية الحرق:
استخدم قطعة قماش نظيفة غير لاصقة أو شاشًا معقمًا لتغطية الحرق بلطف.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟إذا كان الحرق كبيرا أو عميقا.
إذا ظهرت علامات عدوى «احمرار زائد، تورم، صديد، أو حرارة».
إذا كان الحرق بسبب مواد كيميائية أو كهربائية.
إذا لم يتحسن الحرق البسيط خلال أيام قليلة.
نصائح عامة للتعامل مع الحروق
حافظ على نظافة الحرق لتجنب العدوى.
استخدم الكريمات المرطبة أو المضادة للحروق «بإشراف طبي» مثل كريمات المضادات الحيوية.
تجنب تعريض الحرق لأشعة الشمس مباشرة لأنه قد يزيد من التصبغ.