البوابة نيوز:
2025-04-25@04:38:01 GMT

صلاح ويوسف والتواصل مع الرأى العام العالمى

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

مع استمرار حرب الإبادة التى تمارسها إسرائيل ضد المدنيين فى قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الجاري، ومع استمرار الدعم العسكرى والمعنوى الغير مسبوق، الذى تتلقاه إسرائيل من غالبية الدول الغربية، خاصة أمريكا وإنجلترا، يأتى السؤال: لماذا نجحت إسرائيل فى كسب تعاطف كل هذه الحكومات، رغم أنها الدولة المحتلة والتى تمارس كل أنواع الجرائم فى حق المواطنين العُزّل؟ ولماذ خسر العرب التعاطف الدولى رغم أن كل قضاياهم عادلة ومشروعة حسب قواعد القانون الدولي؟
الإجابة ببساطة لأن الصهيونية العالمية نجحت فى تسويق قضيتها بكل الطرق.

نجح الصهاينة فى توضيح معاناة اليهود للمواطن العادي، خاصة ماحدث لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية على يد النازية. استغلوا فى ذلك سطوتهم على وسائل الإعلام، وعلى صانع القرار السياسى من خلال جماعات الضغط (اللوبى الصهيوني)، خاصة فى الدول الفاعلة مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا، والتى تمتلك حق الفيتو فى مجلس الأمن الدولي.. استغلال الصحف المؤثرة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأفلام الوثائقية، والمتاحف وأفلام السينما فى هوليوود، أدى الى التعاطف مع اليهود. ومن ناحية اخري، استغلوا الميديا فى إظهار تفوق العلماء اليهود الذين يخدمون البشرية، وفازوا بجوائز نوبل، وهذا صحيح إلى حد كبير.
فى الوقت الذى نجحت فيه الصهيونية العالمية فى صُنع صورة نمطية عن اليهود، مفادها أنهم يمثلون الجنس السامى المتحضر الذى يخدم البشرية، ويتعرض للظلم والعدوان من جيرانهم "الأشرار" فى إسرائيل، فقد فشل العرب تمامًا فى التأثير فى الرأى العام الدولي. بالعكس فقد ساعدت جماعات محسوبة على المسلمين مثل داعش والقاعدة وغيرهما، فى خلق صورة نمطية للعرب والمسلمين، على أنهم همج وبرابرة وقاطعو رؤوس. ومن هنا أخفق العرب والمسلمون فى التواصل مع الرأى العام الدولي، الذى كسبته إسرائيل، ولذا تجد الموقف الأمريكى والأوروبى منحاز تمامًا لإسرائيل.
الجديد فى هذه الحرب، والذى لم تكن إسرائيل ومؤيدوها يريدونه، هو ظهور بعض الشخصيات العربية التى تستطيع التحدث إلى المواطن الغربى باللغة التى يفهمها. وتشرح المعاناة التى يتعرض لها الأطفال والنساء فى غزة.. حديث محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الانجليزى،  الذى بثه على حسابه الشخصى على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهده الملايين عبر العالم، وعبر فيه بلغة بسيطة وتلقائية عن إحساسه بالألم والحسرة لما يحدث فى الأبرياء فى غزة على يد الجيش الإسرائيلى. ثم جاء لقاء باسم يوسف، مع المذيع الإنجليزى الشهير "بيرس مورجان" ليعبر بأسلوبه الساخر، ولغته التى تشتمل على كثير من "الألفاظ الجارحه"، والإيحاءات التى يحبها ويتفهمها المواطن الأوربى والأمريكي، عن معاناة شعب غزة والضفة الغربية تحت الاحتلال. كانت ردود باسم يوسف ذكية  جدًا، خاصة عندما قارن بين عدد الضحايا من الجانبين. وكان مؤثرًا عندما قال "انسوا حماس وماتفعله وخليكوا فى الضفة الغربية، والتى تتعرض يوميًا للاعتداء من قبل المستوطنين والجنود الإسرائيليين". أعتقد أن تأثير كل من محمد صلاح وباسم يوسف قد فاق كل التوقعات.
بالإضافة إلى مافعله صلاح ويوسف، هناك الكثير من وجهات النظر التى يمكن للعرب أن يستخدموها، لو استطاعوا الوصول إلى الميديا العالمية. على سبيل المثال، هناك صورة متداولة لثلاثة أطفال خرجوا من تحت أنقاض ببتهم الذى ضربته قوات الاحتلال فى غزة، وعلى وجوههم وملابسهم غبار أسود، وفى أيدى كلٍ منهم علم فلسطين. عيون الأطفال تحمل نظرات التحدى، وعلى وجوههم، ابتسامة الناجين من الموت. هذه الصورة وغيرها، لو تم نشرها فى الميديا الدولية، لكان لها تأثير فاعل مثل التأثير الذى أحدثته صورة الطفلة "فان كيم فوك" طفلة النابالم سنة ١٩٧٢، وهى تجرى عارية بعد إصابتها بحروق بالغة فى جسدها، والتى كانت السبب الأساسى فى إنهاء الحرب الفيتنامية.
د.السعيد عبد الهادى: رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب الإبادة غزة إسرائيل الدولة المحتلة

إقرأ أيضاً:

المشاط تعقد اجتماعات مكثفة مع الإدارة العليا لمجموعة البنك الدولي بواشنطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي؛ اجتماعات مكثفة مع الإدارة العليا لمجموعة البنك الدولي، وذلك في مستهل مشاركتها باجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة بواشنطن تحت عنوان "الوظائف.. السبيل إلى الرخاء".

التقت “المشاط”، مع عثمان ديون، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس شؤون اقتصاديات التنمية لمجموعة البنك الدولي، وأكسل فان تروتسنبورج، المدير المنتدب للعمليات في البنك الدولي.

ويأتي ذلك في ضوء العلاقة الوثيقة بين جمهورية مصر العربية ومجموعة البنك الدولي، باعتباره أحد أكبر نبوك التنمية متعددة الأطراف العاملة في مصر، ويستحوذ على نحو 21.8% من محفظة التعاون الإنمائي الجارية.

لقاء نائب رئيس مجموعة البنك الدولي

واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، مع عثمان ديون، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطورات أوضاع الاقتصاد العالمي في ضوء الحروب التجارية، وتداعياتها على النمو وتدفق الاستثمارات، خاصة في الدول النامية، مؤكدة أن التطورات الراهنة تؤكد الخلل في الهيكل المالي العالمي وضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على إعادة هيكلة النظام المالي العالمي وإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف بما يتيح حيز مالي أوسع للدول النامية والاقتصاديات الناشئة، ويدعم جهود التنمية والعمل المناخي.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، على التعاون الوثيق مع مجموعة البنك الدولي، خاصة كونه بنك للمعرفة، والتعاون الجاري مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لإعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، التي تعمل على تحليل وتشخيص وضع الاقتصاد المصري، ووضع توصيات وسياسات مستهدفة بشأن القطاعات الأكثر أولوية خاصة الصناعة، والتصدير، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وسياسات الاقتصاد الكلي.

وأشارت «المشاط»، إلى وجود قاعدة قوية للجهود المبذولة مع البنك الدولي، خاصة بعد مرور نحو عام على بدء تنفيذ برنامج الإصلاح مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية وسياسات ضبط المالية العامة وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، فضلًا عن الإصلاحات المنفذة في إطار البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية بالتعاون مع البنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، والبنك الأفريقي للتنمية، واستمرار تنفيذ تلك الإصلاحات ضمن المرحلة الثانية بآلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة MFA مع الاتحاد الأوروبي.

تعزيز جهد التحول الرقمي 

كما بحث الجانبان أهمية التعاون في تعزيز جهد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، خاصة أن تلك الأدوات أصبحت لا تمثل فقط دافعًا نحو تسهيل الخدمات ولكن أيضًا دافعًا قويًا للتنمية الاقتصادية، فضلًا عن المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل سياسات التنمية، فضلًا عن التعاون في مجال زيادة الاستثمار في رأس المال البشري.
وأكدت ضرورة توسيع نطاق الاستثمارات في ضوء اهتمام الحكومة بتشجيع الصادرات ودعم قطاع الصناعات التحويلية غير البترولية.

وأكدت "المشاط" خلال الاجتماع أهمية تنويع أوجه التعاون مع البنك الدولي لتشمل الدعم الفني والاستفادة من الخبرات المتراكمة في دراسة نموذج النمو الاقتصادي، وتحديد القطاعات ذات الأولوية الدافعة للنمو، فضلًا عن مواجهة تحديات الديون من خلال آليات شاملة ومبتكرة، في ظل ما يمر به العالم أجمع والمنطقة بشكل خاص من توترات جيوسياسية متصاعدة تؤثر بشكل كبير على جهود الدول في مسارات التنمية.

ومن جانبه، أشاد نائب رئيس مجموعة البنك الدولي، بالعمل الجاري والدعم الفني الذي يوفره البنك في قطاعات الطاقة والمياه وغيرها من القطاعات الحيوية.
لقاء رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس شؤون اقتصاديات التنمية للبنك الدولي

وفي سياق متصل، بحثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس شؤون اقتصاديات التنمية لمجموعة البنك الدولي، جهود التعاون المشترك لتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من الإمكانيات والخبرات الدولية التي يمتلكها البنك الدولي، من أجل تقديم الحلول اللازمة لمواجهة تحديات خلق فرص العمل في مصر، ودفع النمو والتشغيل وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

إعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادي

ووجهت الشكر للبنك الدولي، على التعاون البناء في إعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، والتي ستعد بمثابة خارطة طريق لتحقيق التنمية والمضي قدمًا في جهود الإصلاح الاقتصادي والهيكلي. كما تحدثت عن إدراج مصر في تقرير "جاهزية الأعمال" التابع للبنك الدولي، وتشكيل لجنة وطنية لإعداد التقرير باعتباره تقريرًا رئيسيًا لتقييم بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري إقليميًا ودوليًا.

وشددت «المشاط»، عن جهود الدولة في تشجيع الصادرات وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري على المستويين الإقليمي والعالمي، واستخدام البيانات لصياغة قرارات قائمة على الأدلة.

ومن جانبه، أوضح رئيس الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي، أن البنك يعمل على تقرير حول الذكاء الاصطناعي على الصعيد الإقليمي من بينه مصر.


مناقشة الاستراتيجيات المبتكرة

من جانب آخر، التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أكسل فان تروتسنبورج، المدير المنتدب للعمليات في البنك الدولي، وشهد اللقاء مناقشة الاستراتيجيات المبتكرة التي يتم وضعها مع البنك الدولي في الوقت الراهن، حيث تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) وتعزيز قطاع الصناعة ودعم التبادل التجاري بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

ووجه المدير المنتدب للعمليات بالبنك الدولي، الشكر للدولة المصرية على تأييدها لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، والتي تُركز على دعم الدول الأقل دخلًا خاصة في قارة أفريقيا، وتعد مصر من الدول المانحة لتلك المؤسسة.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية دور المؤسسة الدولية للتنمية IDA، في مساندة الدول الأقل نموًا والأقل دخلًا خاصة في ضوء التطورات الاقتصادية العالمية المتفاقمة والتي تقلل من قدرة تلك الدول على المضي قدمًا في مسيرتها التنموية، فضلًا عن دورها في خلق الشراكات بين بلدان الجنوب.

وأشارت إلى حرص مصر على تعزيز التعاون مع مجموعة البنك الدولي، في إطار تطوير نهج البنك ليتحول إلى "بنك للمعرفة" بما يُسهم في تبادل الخبرات والتجارب وتوسيع نطاق الحلول المؤثرة والقابلة للتنفيذ، لمساعدة الدول المختلفة على تحقيق رؤيتها التنموية.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد الدولي: الاقتصاد الأسترالي يواجه تباطؤًا وتضخمًا في ظل اضطرابات التجارة العالمية
  • دعوة عامة لتوقيع سجل التعازي للبابا فرنسيس في كاتدرائية القديسين باتريك ويوسف
  • النائب العام ينعى محمد صلاح الدين الألفي وكيل النيابة
  • المستشار محمد شوقي ينعي ببالغ الحزن وكيل النائب العام محمد صلاح الألفي
  • النائب العام ينعي محمد صلاح الألفي أحد أعضاء النيابة
  • النائب العام ينعي محمد صلاح الدين نجيب الألفي وكيل النائب العام
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!
  • عاجل ـ إسرائيل تحذف تعزية البابا فرنسيس من حسابها.. بعد ردود أفعال غاضبة
  • المشاط تعقد اجتماعات مكثفة مع الإدارة العليا لمجموعة البنك الدولي بواشنطن