البوابة نيوز:
2025-03-31@08:12:49 GMT

صلاح ويوسف والتواصل مع الرأى العام العالمى

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

مع استمرار حرب الإبادة التى تمارسها إسرائيل ضد المدنيين فى قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الجاري، ومع استمرار الدعم العسكرى والمعنوى الغير مسبوق، الذى تتلقاه إسرائيل من غالبية الدول الغربية، خاصة أمريكا وإنجلترا، يأتى السؤال: لماذا نجحت إسرائيل فى كسب تعاطف كل هذه الحكومات، رغم أنها الدولة المحتلة والتى تمارس كل أنواع الجرائم فى حق المواطنين العُزّل؟ ولماذ خسر العرب التعاطف الدولى رغم أن كل قضاياهم عادلة ومشروعة حسب قواعد القانون الدولي؟
الإجابة ببساطة لأن الصهيونية العالمية نجحت فى تسويق قضيتها بكل الطرق.

نجح الصهاينة فى توضيح معاناة اليهود للمواطن العادي، خاصة ماحدث لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية على يد النازية. استغلوا فى ذلك سطوتهم على وسائل الإعلام، وعلى صانع القرار السياسى من خلال جماعات الضغط (اللوبى الصهيوني)، خاصة فى الدول الفاعلة مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا، والتى تمتلك حق الفيتو فى مجلس الأمن الدولي.. استغلال الصحف المؤثرة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأفلام الوثائقية، والمتاحف وأفلام السينما فى هوليوود، أدى الى التعاطف مع اليهود. ومن ناحية اخري، استغلوا الميديا فى إظهار تفوق العلماء اليهود الذين يخدمون البشرية، وفازوا بجوائز نوبل، وهذا صحيح إلى حد كبير.
فى الوقت الذى نجحت فيه الصهيونية العالمية فى صُنع صورة نمطية عن اليهود، مفادها أنهم يمثلون الجنس السامى المتحضر الذى يخدم البشرية، ويتعرض للظلم والعدوان من جيرانهم "الأشرار" فى إسرائيل، فقد فشل العرب تمامًا فى التأثير فى الرأى العام الدولي. بالعكس فقد ساعدت جماعات محسوبة على المسلمين مثل داعش والقاعدة وغيرهما، فى خلق صورة نمطية للعرب والمسلمين، على أنهم همج وبرابرة وقاطعو رؤوس. ومن هنا أخفق العرب والمسلمون فى التواصل مع الرأى العام الدولي، الذى كسبته إسرائيل، ولذا تجد الموقف الأمريكى والأوروبى منحاز تمامًا لإسرائيل.
الجديد فى هذه الحرب، والذى لم تكن إسرائيل ومؤيدوها يريدونه، هو ظهور بعض الشخصيات العربية التى تستطيع التحدث إلى المواطن الغربى باللغة التى يفهمها. وتشرح المعاناة التى يتعرض لها الأطفال والنساء فى غزة.. حديث محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الانجليزى،  الذى بثه على حسابه الشخصى على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهده الملايين عبر العالم، وعبر فيه بلغة بسيطة وتلقائية عن إحساسه بالألم والحسرة لما يحدث فى الأبرياء فى غزة على يد الجيش الإسرائيلى. ثم جاء لقاء باسم يوسف، مع المذيع الإنجليزى الشهير "بيرس مورجان" ليعبر بأسلوبه الساخر، ولغته التى تشتمل على كثير من "الألفاظ الجارحه"، والإيحاءات التى يحبها ويتفهمها المواطن الأوربى والأمريكي، عن معاناة شعب غزة والضفة الغربية تحت الاحتلال. كانت ردود باسم يوسف ذكية  جدًا، خاصة عندما قارن بين عدد الضحايا من الجانبين. وكان مؤثرًا عندما قال "انسوا حماس وماتفعله وخليكوا فى الضفة الغربية، والتى تتعرض يوميًا للاعتداء من قبل المستوطنين والجنود الإسرائيليين". أعتقد أن تأثير كل من محمد صلاح وباسم يوسف قد فاق كل التوقعات.
بالإضافة إلى مافعله صلاح ويوسف، هناك الكثير من وجهات النظر التى يمكن للعرب أن يستخدموها، لو استطاعوا الوصول إلى الميديا العالمية. على سبيل المثال، هناك صورة متداولة لثلاثة أطفال خرجوا من تحت أنقاض ببتهم الذى ضربته قوات الاحتلال فى غزة، وعلى وجوههم وملابسهم غبار أسود، وفى أيدى كلٍ منهم علم فلسطين. عيون الأطفال تحمل نظرات التحدى، وعلى وجوههم، ابتسامة الناجين من الموت. هذه الصورة وغيرها، لو تم نشرها فى الميديا الدولية، لكان لها تأثير فاعل مثل التأثير الذى أحدثته صورة الطفلة "فان كيم فوك" طفلة النابالم سنة ١٩٧٢، وهى تجرى عارية بعد إصابتها بحروق بالغة فى جسدها، والتى كانت السبب الأساسى فى إنهاء الحرب الفيتنامية.
د.السعيد عبد الهادى: رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب الإبادة غزة إسرائيل الدولة المحتلة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: إسرائيل وكالة خاصة لتشجيع الفلسطينين على الهجرة

قال أستاذ العلوم السياسية خالد الشنيكان، إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ العمليات العسكرية في قطاع غزة من أجل دفع حركة حماس إلى تسليم المحتجزين الإسرائيليين، مشيرًا، إلى أن الاحتلال سيستمر في حربه حتى النهاية ولن تتوقف.

بكري: رجال الجيش يجددون العهد بالالتزام بمهامهم في حماية الوطنوول ستريت جورنال: مسئولو إدارة ترامب محبطون من الجيش اللبناني

وأضاف في مداخله هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية» أن القضاء على حماس ونزع سلاحها والسيطرة على قطاع غزة وتنفيذ مخطط التهجير من أهداف الاحتلال من حربه على الفلسطينيين، مشيرًا، إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية شرعت بإنشاء وكالة خاصة لتشجيع الفلسطينين على الهجرة.

وتابع: التغيير في الداخل الإسرائيلي لن يحدث دون انتخابات، مفسرا ذلك، بأن المعارضة فشلت في حشد التأييد والدعم عبر المظاهرات.

وذكر أن الولايات المتحدة لم تفرض عبر تاريخها على إسرائيل شيئا لا تريده، ولن تجبرها على فعل أي شيء، ولن تغامر بالأمن الإسرائيلي في المنطقة، فوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى ميزة إضافية لنتنياهو، بالإضافة إلى الدعم الكلي الذي قدمته إدارة بايدن مسبقا.

مقالات مشابهة

  • سوق المُسيرات العالمية يتجاوز 60 مليار دولار بحلول 2029
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • وعدت يا "عيد"
  • منظمة الصحة العالمية تدرس خفض موازنتها 20% عقب تجميد المساعدات الأمريكية
  • مراقب الدولي للسلاح:تنظيم مصر لكأس العالم لسلاح السيف رائع.. والرياضة في المصري أصبحت أكثر خبرة
  • ديون الشركات العالمية تناهز الـ8 تريليونات دولار
  • وزير الشئون النيابية: النخب السياسية والأحزاب عليها دور فى توعية الرأى العام
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل وكالة خاصة لتشجيع الفلسطينين على الهجرة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تنتهك القانون الدولي عبر عمليات الإجلاء القسرية في غزة
  • حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة