يبدو أن الاصطدام بين نجمين نيوترونيين مرتبطين حدث نادر نسبيا، ففي مجرة درب التبانة بأكملها، من بين 100 مليار نجم، يعتقد العلماء أنه لا يوجد سوى نحو 10 نجوم نيوترونية ثنائية متجهة للتصادم. وحتى الآن، لم يتم اكتشاف سوى عدد قليل من الانفجارات التي تتبع مثل هذا الاصطدام، ولم يتم اكتشاف أي منها في مجرتنا.

وقد قام فريق من الباحثين بالتحقيق في كيفية تأثير هذه الاصطدامات على كوكبنا في حال حدوثها، بناء على ما نعرفه عن أول تصادم لنجم نيوتروني تم اكتشافه على الإطلاق وهو التصادم المعروف باسم "جي دبليو 170817".

الأشعة والمسافات الآمنة

ووفقا للفريق الذي قاده الفيزيائي هايلي بيركنز من جامعة إلينوي أوربانا شامبين، إن حدث مثل هذا الاصطدام فلن يكون ذلك شيئا جيدا إذا كان الانفجار الناتج عنه على مسافة قريبة.

فتشير النتائج التي توصل إليها الفريق، والتي تم تحميلها على خادم ما قبل الطباعة "أركايف"، إلى أن الخطر الأكبر يأتي من الأشعة الكونية التي ينتجها انفجار كهذا، ومن أخطرها أشعة غاما.

فإذا لم نكن في المسار المباشر لانفجار أشعة غاما، فإننا قد نكون بمأمن إذا كنا على مسافة أكثر من 35 سنة ضوئية. أما إذا كنا في هذا المسار، فكي نكون بمأمن، فإننا نحتاج إلى أن نكون على مسافة أكثر من 300 سنة ضوئية.

وهذا يساعدنا على تقييم التهديدات التي تواجه وجودنا، ولكنه سيسمح أيضا للعلماء بتحديد احتمالية بقاء الحياة على العوالم الغريبة التي يمكن أن تكون بالقرب من هذه الأحداث التي تحطم النجوم والتي تندلع بإشعاعات قوية تجرد الغلاف الجوي.

اصطدامات النجوم النيوترونية الثنائية تتألف من عدة مكونات (ناسا) اصطدام النجوم النيوترونية وما ينتج عنه

وتنتج عن اصطدامات النجوم النيوترونية الثنائية أنواع من أشعة غاما، منها القوي ومنها الضعيف، فضلا عن الأشعة السينية.

فعادة ما يكون هناك انفجار قصير المدى من إشعاع غاما، وعندما تصطدم نفثات الأشعة بالوسط النجمي المحيط، فإنها تنتج أشعة سينية قوية، وهذا ما يعرف باسم شفق الأشعة السينية. ومع تطور الوضع على مدى سنوات إلى قرون، تتوسع فقاعة من الأشعة الكونية إلى الفضاء من مركز الاصطدام.

ووفقا لما جاء في تقرير لموقع "ساينس ألرت"، فإن أشعة غاما لو كانت قوية فإن أي كائن حي ضمن نطاق 297 سنة ضوئية سوف يفنى، أما خارج هذا النطاق فإنه سيكون أكثر أمانا إلى حد ما. أما إذا كانت أشعة غاما ضعيفة، فإن أي كائن حي يجب أن يكون على مسافة أكبر من 13 سنة ضوئية لاتقاء آثار التعرض لتلك الأشعة.

وفي الحالتين، سوف تقوم الأشعة القوية أو الضعيفة بتجريد طبقة الأوزون الستراتوسفيرية للأرض، الأمر الذي يستغرق نحو 4 سنوات للتعافي.

نحن أكثر عرضة للخطر من التوهجات العملاقة القادمة من شمسنا في المقام الأول (ناسا) التهديدات الأخطر

إضافة إلى ذلك، فقد وجد الفريق أن الأشعة السينية، التي تكون ناتجا ثانويا للاصطدام، تكون أكثر فتكا، إذ يستمر شفق الأشعة السينية لفترة أطول بكثير من انبعاث أشعة غاما. ووجد الباحثون أن فقاعة الأشعة الكونية طويلة المدى هي التي تشكل التهديد الأكثر أهمية.

ومن شأن هذه الظواهر، التي يتسبب هذا الاصطدام المحتمل في تسارعها، أن تجرد الأرض من طبقة الأوزون، مما يترك الأرض عرضة للخطر وللتعرض للإشعاع، لمدة تصل إلى آلاف السنين. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انقراض جماعي مدمر.

وإذا كان حدوث اصطدام قريب لنجوم نيوترونية من هذا النوع مستبعدا، إلا أننا -حسب العلماء- نواجه فعليا أخطارا قادمة من الفضاء نحتاج إلى الانتباه لها، فنحن أكثر عرضة للخطر من التوهجات العملاقة القادمة من شمسنا في المقام الأول. بعد ذلك، يجب أن نقلق بشأن تأثير الاصطدام المحتمل للكويكبات بالأرض، ثم من تأثير المستعرات الأعظمية.

وكما يقول الباحثون فإن ندرة اندماجات النجوم النيوترونية الثنائية في النطاق القريب يعني أنها ربما لا تشكل تهديدات خطيرة للحياة على الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأشعة السینیة على مسافة سنة ضوئیة

إقرأ أيضاً:

«مول زمرد».. حلم عطّلته السنون والحروب يعود للحياة

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أنه “بعد 15 عامًا من التحديات، عاد مول زمرد للحياة، وفاز بجوائز دولية بأفضل تصميم معماري وبيئي لمجمع تجاري“.

وفي بيان، نشره رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، على موقع “حكومة الوحدة الوطنية “فيسبوك”، جاء فيه: “بعد 15 عامًا من التحديات، يعود مول زمرد للحياة، المشروع الذي أطلقته عام 2009 كمهندس يحلم بمستقبل أكثر ازدهارًا، فاز بجوائز دولية بأفضل تصميم معماري وبيئي لمجمع تجاري”.

وأضاف، “حلم عطّلته السنون والحروب والظروف التي ألمّت ببلدنا”.

وتابع “والآن في عام 2025 تعود الحياة لهذا المشروع المهم ليتحقق من جديد، ويصبح معلمًا اقتصاديًا بارزًا في قلب العاصمة”.

وختم “مشروع بمساحة تفوق 135 ألف متر مربع، يوفر 3,000 فرصة عمل للشباب الليبيين، ويضم أكثر من 200 علامة تجارية عالمية ومحلية، وقاعات سينما بأحدث التقنيات، وممرات للبولينغ وأحواض أكواريم عملاقة، و265 محلا بمختلف المساحات موزعة على 5 طوابق تجمع بين التسوق، والترفيه، والمطاعم العائلية”.

مقالات مشابهة

  • إنقاذ مريضة بنزيف كلوي حاد بتقنية القسطرة التداخلية بمستشفيات جامعة المنوفية
  • وكيل صحة الدقهلية يتابع تطوير قسم التعقيم وتركيب جهاز أشعة رنين بـ"ميت غمر"
  • إنقاذ مريضة بنزيف كلوي حاد بتقنية القسطرة الداخلية بمستشفيات جامعة المنوفية
  • طبيب ألماني: الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ضرورية للوقاية من السرطان
  • «مول زمرد».. حلم عطّلته السنون والحروب يعود للحياة
  • لحظة انقلاب حافلة كبيرة أثناء تفادي الاصطدام بدراجة نارية… فيديو
  • الأشعة تثبت إصابة الجفالي بتمزق في العضلة الخلفية
  • باحثون أمريكيّون يطوّرون بطارية كهربائية تعمل بالنفايات النووية
  • تحفيز إيقاعات الدماغ.. علاج واعد للزهايمر
  • مفارقا للحياة.. العثور على الطفل المفقود في ولاية السيب