قال رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، عثمان كاير، إن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يروم تحصين الأسرة من مخاطر الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية للحفاظ على أدوارها المحورية داخل المجتمع. وأبرز كاير، في حديث صحفي، أن هذا الورش الملكي جعل من الأسرة “الوحدة المرجعية” لتوجيه الدعم الاجتماعي المباشر للفئات المعوزة التي هي في حاجة إلى منظومة التضامن الاجتماعي، وذلك من خلال عقلنة الولوج إلى خدمات الدعم العمومي في المجال الاجتماعي بالارتكاز على المعطيات والإحصائيات المتوفرة في السجل الوطني للسكان والسجل الاجتماعي الموحد.

وأضاف أن الحكومة تستند في ذلك إلى “مقاربة قائمة على توحيد آليات وشروط الاستفادة، وتتسم بالشفافية والتقنين لتحقيق الولوج المنصف لجميع الفئات التي تستحق هذا الدعم المباشر”. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية أن إطلاق العمل ببرنامج الدعم الاجتماعي المباشر يأتي تتويجا للمسار الذي أطلقه الملك محمد السادس قصد توطيد دعائم الدولة الاجتماعية. وأشار إلى أن هذا الورش الاجتماعي يقوم على “مقاربة إصلاحية استباقية تروم تثبيت البدائل عوض اللجوء التلقائي إلى نظام الدعم المرتكز على المقاصة، والذي أثبت محدوديته سواء في ما يتعلق بتحسين مؤشرات التنمية البشرية أو مردودية الإنفاق العمومي الموجه للدعم الاجتماعي”. وبخصوص الأبعاد التنموية والاجتماعية لهذا الورش الوطني الهام، قال كاير إن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يحمل العديد من الأبعاد الوطنية والإقليمية، مسجلا أن “إخراج هذا المشروع المجتمعي الكبير إلى حيز الوجود يشكل، في حد ذاته، إنجازا مهما في ظل السياق الجيوسياسي الراهن والظروف السوسيواقتصادية الوطنية والدولية”. وتابع بالقول “يمكن اعتبار برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، الذي يشكل تفعيله لحظة مفصلية، ورشا مندمجا وشموليا لأنه يجمع بين آليات الدعم الاجتماعي المرتكزة على الاستهداف وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية بشكل عام، وذلك مع الربط بين منظومة الدعم والولوج إلى خدمات الصحة والتعليم”. وخلص رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية إلى أن برنامج الدعم المباشر سيمكن أيضا من مواكبة تحسن مؤشرات القطاعات الاجتماعية الأساسية التي تشهد أوراشا إصلاحية كبرى تهدف إلى الرفع من مستوى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

كلمات دلالية المغرب بشرية تنمية حكومة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب بشرية تنمية حكومة

إقرأ أيضاً:

أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة

 

 

تُصوّر هوليود أمريكا كقوة عظمى لا تُقهر، تنتصر دائمًا في ساحات المعارك وتقود العالم نحو المستقبل. لكن وراء هذا الإبهار السينمائي، تكشف الوقائع عن تناقض صارخ؛ فهل أمريكا مجرد “قوة كرتونية” تُخفي هشاشتها خلف شاشات السينما؟
تعتبر هوليود الذراع الثقافي الأقوى لأمريكا، حيث تُصدر أفلامًا مثل “توب غن” و”إندبندنس داي” تروج لأسطورة البطولة الأمريكية والتفوق التكنولوجي والعسكري. هذه الأعمال لا تبيع الترفيه فحسب، بل تُشكل الوعي العالمي، مُرسخة صورة “المنقذ العالمي” الذي يتجاهل تعقيدات التاريخ. ففي الواقع، كثير من “الانتصارات” السينمائية تتناقض مع إخفاقات حقيقية، كحرب فيتنام أو الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
رغم تصوير الجيش الأمريكي كآلة لا تُهزم، تكشف الوقائع عن إخفاقات استراتيجية. تكلفة الحروب في العراق وأفغانستان تجاوزت التريليونات دولار، دون تحقيق أهداف معلنة مثل نشر الديمقراطية أو القضاء على الإرهاب. حتى “النصر” في حرب الخليج الثانية ترك منطقة مُزعزعة، مما يُظهر الفجوة بين الرواية الهوليودية وتعقيدات الجغرافيا السياسية.
بينما تظهر الأفلام أمريكا كجنة الرفاهية، يواجه الاقتصاد تحديات، كالدين الوطني الذي تجاوز 31 تريليون دولار، واتساع فجوة الثروة، وضعف البنية التحتية. الأزمات مثل الانهيار المالي (2008) وجائحة كورونا كشفت هشاشة النظام، حيث تحول “الحلم الأمريكي” إلى كابوس للكثيرين.
تحت سطح الأفلام التي تروج لوحدة المجتمع، تعصف بأمريكا انقسامات عنصرية وسياسية. حركات مثل “حياة السود مهمة” وأحداث اقتحام الكابيتول (2021) تعكس أزمة هوية عميقة. حتى في هوليود نفسها، تتعالى أصوات نقدية تكشف التناقض بين الخطاب التقدمي وواقع التمييز.
من سيناريو الهيمنة إلى واقع التعددية القطبية
أمريكا ليست “قوة كرتونية” بالكامل، لكنها أيضًا ليست الأسطورة التي تبيعها هوليود. صعود قوى مثل الصين وروسيا، وتحديات الداخل، تجبرها على التعامل مع عالم متعدد الأقطاب. السينما قد تصنع الأساطير، لكن التاريخ يُكتب بالواقع — واقع تتراجع فيه الهيمنة لصالح حقبة جديدة من التنافس العالمي.

مقالات مشابهة

  • أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة
  • وزيرة الأسرة تبحث دعم العمل الاجتماعي مع “الأعلى لشؤون الأسرة” بالشارقة
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن مشروعًا لحماية المتأثرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في عدن وتعز 
  • تشمل القضاء على الفقر.. أبرز أهداف نظام الضمان الاجتماعي
  • برنامج جديد لدعم المزارع العضوية في الشارقة
  • وزير الصناعة: المملكة حريصة على الاستثمار في الطاقات البشرية الشابة
  • قضية الطفل ياسين.. استشاري يوضح لـ«الأسبوع» التأثيرات النفسية على الضحايا
  • المدارس الصيفية.. تحصين لطلابنا من مخاطر الضلال القادم من الغرب
  • خلال 3 أشهر.. تمكين 23 ألف مستفيد من الضمان الاجتماعي في سوق العمل
  • مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع يناقش مستجدات ملف نمو الأسرة