ورشة لمناقشة وإقرار توصيف مستويات الإطار الوطني للمؤهلات
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الوحدة نيوز/ عُقدت بصنعاء، اليوم ورشة خاصة بمناقشة وإقرار توصيف مستويات الإطار الوطني للمؤهلات، نظمها مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي، ضمن مشاريع الرؤية الوطنية وأهداف المجلس 2026م.
ناقشت الورشة التي شارك في إعداد وثائقها ممثلي 22 جهة بقطاع التعليم العالي، الفني، العام، الصحة، الخدمة المدنية، الشؤون الاجتماعية، المالية، التخطيط، هيئة الأوقاف، العدل، ومجلس الاعتماد الأكاديمي والمجلس الطبي، اليونسكو ورؤساء وممثلي الجامعات الحكومية والأهلية، كلية الشرطة، والمعاهد والكليات المعنية بالتعليم، توصيف وإقرار مستويات الإطار الوطني للمؤهلات.
واعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال حسين حازب، مشروع الإطار الوطني للمؤهلات، أحد أهم المشاريع الحيوية التي تضمنتها خطة الرؤية الوطنية بالوزارة لتوفير مرجعية للمسارات التعليمية في الجمهورية والسعي لوصفها ومقارنة وتصنيف المؤهلات الممنوحة من قطاعات التعليم المختلفة.
وأشار إلى أهمية إنجاز مشروع التوصيف الذي تأخر وكان يفترض إنجازه عقب إنشاء المجلس 2009 لحل القضايا والمشاكل التي تواجه الطلاب والجامعات في النقل والمصادقة ومعادلة الوثائق والشهادات والمقاصة والتجسير فضلاً عن الحد من تداخل المهام والاختصاصات بين الوزارات.
ولفت حازب إلى أهمية تصحيح أوضاع التعليم الأساسي منذ الصفوف الأولى وتأهيل روح القراءة والكتابة والوطنية والهوية الإيمانية .. منوهاً بالإنجازات التي حققها مجلس الاعتماد الأكاديمي وفي مقدمتها الاعتماد الوطني البرامجي وكذا المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية والإطار الوطني للمؤهلات.
بدوره أشار وزير التعليم الفني والتدريب المهني في حكومة تصريف الأعمال غازي أحمد علي محسن، إلى أهمية إعادة النظر في أوضاع التعليم الأساسي وتصحيحه بداءً من الصفوف الأولى والتدرج في هذا المسار وصولاً إلى التعليم الفني والعالي.
وأكد أهمية توزيع مخرجات الورشة لعمداء كليات المجتمع والمعاهد الفنية والمهنية الحكومية والخاصة لإثرائها وأخذ ملاحظاتهم بشأنها واستيعابها في مشروع التوصيف الإطار الوطني للمؤهلات.
من جانبه، أوضح نائب وزير التعليم العالي، الدكتور علي شرف الدين، أن الإطار الوطني للمؤهلات من أهم المشاريع الحيوية على مستوى التعليم بجميع أصنافه ومساراته، ما يستدعي مراعاة واحترام خصوصية التعليم الطبي بأنظمته المتعددة.
في حين أكد رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، الدكتور أحمد الهبوب، أن الإطار الوطني للمؤهلات يرتكز على مجموعة من المحددات الوصفية العامة للمستويات التي تصف المخرجات المتوقعة لكل مستوى.
وأفاد بأن مشروع الإطار الوطني للمؤهلات يتلاءم مع توجهات الرؤية الوطنية 2030، وفي سياق التوجهات الإستراتيجية لوزارة التعليم العالي وتنفيذ أهداف إستراتيجية مجلس الاعتماد الأكاديمي 2026 م لإعداد إطار وطني يعمل على بناء رأس المال البشري وتجويد التعليم.
ولفت إلى أن إنجاز مشروع الإطار الوطني للمؤهلات سيحد من منح المؤهلات وتقادم وتضارب النصوص القانونية والحد من تداخل المهام والصلاحيات في المؤهلات.
من جهته أوضح أمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، أن مشروع الإطار يهدف لإعداد نظام متكامل يضمن مستوى عالي من الجودة والقدرات التنافسية والاعتراف الدولي للمؤهلات الوطني عبر تنظيم المؤهلات الوطنية وتوحيد عمليات تخطيطها وتصميمها وتطويرها في الجمهورية في ضوء معايير موحدة.
فيما استعرض نائب رئيس المكتب التنفيذي للرؤية الوطنية علي المتميز الإنجازات التي حققتها وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بأنشطة ومشاريع الرؤية الوطنية .. مؤكداً أن التعليم العالي من أبرز الوزارات التي أنجزت خططها وأكثرها حصولاً على تمويل المشاريع ويُعول عليها إحداث نهضة في مجال التعليم من خلال تجويد مخرجاته وفقاً لمتطلبات سوق العمل.
وفي الورشة، التي حضرها وكيل وزارة التعليم الفني الدكتور محمد قحوان ووكيل وزارة التعليم العالي المساعد لقطاع التخطيط الدكتورة إلهام السنباني، ومدير مركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبد الرزاق، ورئيس قطاع الإعلام والتعليم والثقافة بالرؤية الوطنية أحمد المليكي، وأعضاء مجلس الاعتماد الأكاديمي، استعرض الدكتور شرف الحمدي مخرجات الورشة السابقة، فيما استعرض الخبير الوطني الدكتور نعمان فيروز آليات عمل المجموعات البؤرية وعرض بطائق الملاحظات.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي مجلس الاعتماد الأکادیمی الرؤیة الوطنیة التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
المجال المهاري في برامج التعليم العالي
د. مسلم بن علي المعني **
تطرقنا في المقالة السابقة إلى المجال المعرفي وأكدنا أن المعرفة تشكل الأساس في التعليم، إلّا أن هناك مجال آخر لا يقل أهمية عن المجال المعرفي؛ بل يفوقه من حيث التحصيل العلمي وهو التركيز على المهارات التي يكتسبها الطالب أثناء دراسته الجامعية الأولى وهذا المجال يُعرف بالمجال المهاري.
ومن الأهمية أن ندرك أن هذا المجال يلعب دورا مهما في التعليم الجامعي؛ كونه لا يركز على الجانب النظري؛ بل يركز على تطوير المهارات لدى الطالب والتطبيق العملي والتعلم القائم على التجربة. ففي حين يركز المجال المعرفي على اكتساب المعرفة، يُركز المجال المهاري على تطوير الكفايات القائمة على التجربة والتي هي مُهمة للغاية في التخصص لدى الطالب كونه يتطلب أن يمتلك الطالب المعرفة الفنية الكافية حتى يُطبقها بطريقة إبداعية مع امتلاك القدرة على اتباع الإجراءات.
ولعلَّ إحدى الفوائد المُهمة في المجال المهاري أنه يركز على اكتساب الطالب للمهارة عبر تدرج مبني بصورة جيدة بدءًا من العام الدراسي الأول ووصولًا إلى السنة الأخيرة له من الدراسة. ففي المستوى الخامس (السنة الأولى) حسب الإطار الوطني للمؤهلات، يبدأ الطالب بتطوير مهارات أساسية تتمثل في المُلاحظة مع تطبيق عملي لا يمكنه القيام به بشكل مستقل وإنما بإشراف من أستاذ المقرر. فيبدأ الطالب بمراقبة ما يفعله المختصون في مجال التخصص من خلال حضور الورش والعروض التقديمية وعروض الأداء التي يقدمها المختصون مع المشاركة في التمرينات والمناقشات حتى يتطور لديه فهم قائم على التفكير الناقد. وعلى الرغم من أن التركيز على الجانب المعرفي المتمثل في فهم النظريات في مجال التخصص مهم جدا في المرحلة الأولى من الدراسة، إلّا أن الطالب يبدأ في تطوير مهارات أساسية ككتابة مقالة أو رسم الخطوط الأساسية.
أما في السنة الثانية فيبدأ الطالب في ممارسة ما تعلمه في السنة الأولى مع حصوله على توجيه وإسناد من أستاذ المقرر، وهنا يبدأ الطالب في الأنشطة العملية لكنه لا يزال بحاجة إلى مساعدة وتصحيح. فعلى سبيل المثال يبدأ طالب الحقوق في صياغة مسودات تتعلق بالعقود أو المشاركة في المحاكمات الصورية بإشراف من أستاذ المقرر. وفي هذه المرحلة، تبدأ الثقة لدى الطالب من خلال الأدوات التي يتحصل عليها في الممارسة.
أما في السنة الثالثة، فيبدأ الطالب في امتلاك المهارة والعمل بشكل مستقل؛ إذ يتوقع من الطالب أن تكون لديه الثقة اللازمة في إجادة ما يقوم به من خلال قدرته على تنفيذ بشكل مستقل مهام وتدريبات أكثر تقدما وتعقيدا. وهنا يبدأ الطالب في التحول إلى الكفاية الذاتية رغم أنه قد يحتاج إلى تعليقات من فترة إلى أخرى من أستاذ المقرر. فطالب التصميم الجرافيكي يستطيع أن يقوم بعمل تصميمي متكامل اعتمادًا على ما يمتلكه من معرفة نظرية، مما ينتقل من مرحلة تلقي المعرفة إلى مرحلة القدرة على التنفيذ بشكل مستقل دون الحاجة إلى إشراف أو متابعة متواصلة. لذا يبدأ الطالب في مستوى السنة الثالثة في تطوير الثقة وإجادة المهارة مما يمكنه من تنفيذ المهام بأقل جهد ممكن وبجودة عالية.
وفي السنة الرابعة والأخيرة من الدراسة الجامعية الأولى يتوقع من الطالب أن يمتلك مهارات الابتكار وتكييف مهاراته للتعامل مع تحديات جديدة ومواقف معقدة مما يظهر قدرته على الإبداع وحل المشكلات. لذا تجد في تصميم البرامج الأكاديمية التركيز على طرح مقررات مثل مشاريع التخرج أو المشاريع ذات الطبيعة البينية حيث يستطيع الطالب العمل بشكل مستقل والتكيف مع المسائل الجديدة ليتمكن من التعامل مع مشاكل واقعية في مجال تخصصه. وتتجلى صور تمكن الطالب في المجال المهاري في القيام بإنتاج عمل أصيل له من خلال قدرته على التعامل مع التحديات التي يواجهها مع طرح أفكار جديدة وأساليب مبتكرة.
** عميد كلية الزهراء للبنات