من جديد تبرز المواقف الأمريكية العدائية ضد العرب والمسلمين من خلال ما تمارسه الإدارة الأمريكية وكل مؤسساتها من دعم ومساندة عسكرية ومالية علنية لكيان العدو الصهيوني ليواصل قتل وإبادة الشعب الفلسطيني.

كشفت الحرب العدوانية على غزة الكثير من الحقائق عن رعونة ووحشية وصلف الكيان الصهيوني وداعميه الغربيين وفي المقدمة أمريكا بالنظر إلى ما يرتكبونه من مجازر وفظائع ومآسي بحق آلاف الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، والتي أثبتت تجردهم عن الإنسانية التي يتشدقون بها ويتخذون منها شعارات لتمرير أجنداتهم ومخططاتهم لقتل الشعوب واحتلال البلدان ونهب ثرواتها.

وأمام كل هذا الإجرام والصلف الأمريكي الإسرائيلي لم يجرؤ أي زعيم عربي على إعلان موقف رافض لما يقوم به الأمريكي من دعم وإسناد للصهاينة لقتل سكان غزة، باستثناء قادة محور المقاومة وفي مقدمتهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن منذ البداية، موقف الشعب اليمني الرافض للعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكل الوسائل المتاحة في مواجهة هذا الصلف والتصعيد الوحشي غير المسبوق.

وامتدادا لمواقفه الحرة والشجاعة النابعة من عقيدته الإيمانية الراسخة، ووقوفه الدائم إلى جانب قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها فلسطين، خرج قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في العاشر من أكتوبر ليعلن للعالم موقف الشعب اليمني وقيادته مما يجري على الأراضي المحتلة بكل وضوح، وهو الموقف المطلوب والمتوقع من قائد الثورة في مثل هكذا ظروف.

وفي مقابل الصمت والبيانات الخجولة لبعض الأنظمة والرؤساء العرب، أكد قائد الثورة استعداد الشعب اليمني تفويج مئات الآلاف إلى فلسطين لخوض معركة الجهاد المقدس مع الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، وفعل كل ما يستطيع مهما كانت العوائق والصعوبات ومنها الجغرافية.. كاشفا عن وجود تنسيق تام مع محور الجهاد والمقاومة لفعل ما يمكن فعله، ومن ضمنها أنه في حال تدخل الأمريكي بشكل مباشر، فاليمن على استعداد للمشاركة بمختلف الخيارات العسكرية.

كان للشعب اليمني وقيادته الحرة صوتاً مسموعاً وواضحاً منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، وما تلاها وسيبقى ذلك الموقف مستمراً لعمل كل ما يمكن القيام به، وفقا لما أكد عليه قائد الثورة الذي أعلن جهوزية الشعب اليمني لأداء واجبه المقدس إلى جانب الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال.. مبينا انه لو كان اليمن بجوار فلسطين لبادر الشعب اليمني بمئات الآلاف من المجاهدين للمشاركة المباشرة مع الشعب الفلسطيني في خوض معركة الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني.

وطمأن قائد الثورة أبناء الشعب الفلسطيني بأنهم “لن يكونوا لوحدهم، وأن الشعب اليمني وكل أحرار الأمة سيكونون إلى جانبهم، وعليهم أن لا يكترثوا للحملات الإعلامية والإرجاف والتهويل”، واعتبر عملية “طوفان الأقصى”، إيذاناً لبدء مرحلة جديدة يمنح الله فيها النصر والتأييد للشعب الفلسطيني، وهي من مؤشرات اقتراب الفرج الإلهي.

ومن ضمن الحقائق المهمة التي ذكرها قائد الثورة أن الجرائم والممارسات التي تصل إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، تقدم أدلة واضحة على أن الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا أنظمة إجرامية وقادتها ومسؤولوها مجرمون بكل ما تعنيه الكلمة ويكنون للعرب والمسلمين كل الحقد والبغض والعداء، وهذا ما يفسره دعمهم المباشر واللامحدود للمجرمين الصهاينة وكل كيان إجرامي ضد العرب والمسلمين.

لو لم يتوفر الغطاء والدعم الأمريكي لما أقدم العدو الصهيوني الجبان على اقتراف كل هذه الفظائع والجرائم ومحارق الموت التي أدمت كل القلوب واهتزت لها كل الضمائر الحية في العالم، عدا الإدارة الأمريكية وبعضا من الحكومات الغربية الخاضعة للصهيونية العالمية، والتي ترى في قتل وإبادة المسلمين ومحو عشرات الأحياء السكنية بمن فيها أمرا عاديا وجائزا بل وضروريا مادام سيخدم الكيان الصهيوني ويسهل عليه احتلال المزيد من الأراضي العربية وتحقيق الحلم اليهودي باحتلال جزء كبير من المنطقة.

لم يغفل قائد الثورة الإشارة إلى تماهي دول الغرب وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا مع العدو الصهيوني، رغم العناوين التي تتشدق بها ومنها حقوق الإنسان والمرأة والطفل وحق الشعوب في الحرية والاستقلال، وكذا حق الإنسان في الحياة، وكل أنواع الحقوق التي يتحدث عنها الغرب وتضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، إلا أن كل ذلك لا قيمة ولا اعتبار له عندما يكون الموضوع متعلقاً بالشعب الفلسطيني.

في هذا السياق أيضا أكد السيد القائد أن أمريكا والدول الغربية بشكل عام هي من أباحت للعدو الصهيوني اليهودي قتل الأطفال والنساء والكبار والصغار والتفنن في إعدامهم بكل الوسائل بدم بارد سواء بالغارات الجوية أو إطلاق النار مباشرة وغيرها، وأرادت أن يكون العدو الصهيوني رأس حربة لها في المنطقة العربية وذراعاً ووكيلاً لها في استهداف الأمة بأكملها.. مستشهدا بما يقوم به العدو الصهيوني من احتلال ومصادرة لأرض فلسطين وسيطرة على الممتلكات، وهدم للبيوت والمنازل، وقتل وتعذيب واختطافات وسلب لحرية واستقلال الشعب.

أكثر من أربعة وعشرين ألف شهيد وجريح فلسطيني سقطوا خلال أقل من ثلاثة أسابيع من الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة، وهي حصيلة مرعبة من المفترض أن تهز المجتمع الدولي وكل دعاة الإنسانية في العالم، وتدفعهم جميعا للتحرك العاجل لإيقاف الإجرام الصهيوني وما يقوم به من إبادة شاملة لشعب بأكمله.

وعلى مدى أكثر من سبعين عاما وقبل ذلك منذ بدايات هجرة الجماعات اليهودية المنظمة إلى فلسطين لم يحظ الشعب الفلسطيني بأي التفاتة من المؤسسات الدولية المتعاقبة التي تقدّم نفسها على أنها معنية بحقوق الشعوب وإحلال السلام والأمن لدول العالم، حيث لم تقم الأمم المتحدة بأي دور لصالح الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة إلى اليوم، سوى أنها ضمت الكيان الصهيوني المجرم إلى عضويتها، واعترفت به وبسيطرته واغتصابه لأرض فلسطين، وكذلك الحال بالنسبة لما يسمى مجلس الأمن، الذي لم يجرؤ حتى على إصدار حتى بيان إدانة واستنكار لجرائم العدو الصهيوني بحق المدنيين في غزة.

ورغم كل المشاهد المأساوية والممارسات والجرائم المروعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين، على مرأى من كل شعوب ودول العالم، إلا أنها لم تحرك ساكنا لدى أمريكا ودول الغرب، ما يشكل فضيحة مدوية لهذه الدول التي لطالما تشدقت بحقوق الإنسان وقدمت نفسها كأمة حضارية.

وبدلا من أن تتحرك هذه الدول وفي المقدمة أمريكا لوقف حملة القتل الصهيونية الممنهجة للمدنيين في غزة، وقفت إلى جانب الجلاد وقدمت له كل أشكال الدعم المالي والتسليحي من قذائف وصواريخ وقنابل وأعطته الضوء الأخضر لمواصلة قتل المدنيين وتدمير المنشآت الخدمية، ما جعل منها شريكاً أساسيا في تلك الجرائم إلى جانب العدو الصهيوني.

وبهذا الشأن فضح قائد الثورة موقف الإدارة الأمريكية التي بادرت وكأنها المعنية قبل الصهاينة بالدرجة الأولى، لتبين للشعوب العربية والإسلامية الحقيقة الواضحة عن الدور الأمريكي الذي يصل إلى درجة الشراكة مع العدو الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين والبلدان والشعوب العربية، معتبرا ذلك مسألة مهمة جدا ليعرف أبناء الأمة من هو العدو الذي يستهدف الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة.

وفيما وضع الكثير من الزعماء والأنظمة العربية رؤوسهم في التراب كالنعام خشية أن يكون لهم موقف واضح مما يحدث في فلسطين قد يؤثر على علاقاتهم المشبوهة بإسرائيل وواشنطن، بادر الأمريكي ليتبنى الموقف بشكل كامل بعدما رأى الحال الذي وصل إليه العدو الصهيوني من ذهول وصدمة وانهزام عقب عملية “طوفان الأقصى”.

يومها أعلن الرئيس الأمريكي “بايدن” تدخل بلاده وتقديمها كل الدعم والإسناد الذي يحتاج إليه الصهاينة للتنكيل بالفلسطينيين، بما في ذلك إرسال حاملات الطائرات للمشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني أن لزم الأمر، وكذا كل من يجرؤ على مساندتهم من الدول الحرة في المنطقة، بعد أن نجحت واشنطن في توريط بعض الدول العربية بالتطبيع مع العدو الصهيوني والدخول في علاقات سياسية واقتصادية معه مقابل تصفية القضية الفلسطينية.

قائد الثورة وصف علاقة أمريكا والأنظمة الغربية مع الكيان الصهيوني بأن الأخير كان منذ يومه الأول ربيباً لدول الاستكبار وحظي وما يزال بدعم مفتوح وتبن كامل من قبل الأمريكان والدول الغربية، والكل يساندون ويؤيدون ويدعمون هذا الكيان الفاشي في جرائمه لكي يبقى مسيطراً ويواصل احتلال الأراضي العربية.

وإزاء تخاذل الدول العربية المطبعة وخصوصا تلك التي تمتلك إمكانات ضخمة وتبعثر بأموالها في خدمة الأمريكي والإسرائيلي والمجتمعات الغربية وتبخل إنسانياً في مساندة الشعب الفلسطيني، وصف قائد الثورة مواقف تلك الدول بالمخزية وتكشف مدى ولائها للعدو الصهيوني، وإساءاتها وتنكرها للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال، مستنكرا ما تقوم به من إساءات تجاه أحرار ومجاهدي الشعب الفلسطيني على المستوى الإعلامي من تخدير وتثبيط وسعي لتفكيك الموقف العربي والإسلامي للحيلولة دون تبني مواقف جادة.

ولأن فلسطين، أرض عربية وفيها شعب مسلم يتعرض لكل أشكال الظلم والمعاناة، أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العالم الإسلامي معني بهذه القضية التي جاءت من واقع مظلومية، ما يتطلب من كل الشعوب العربية والإسلامية أن يكون لها موقف واضح، انطلاقاً من الواجب الشرعي والإنساني والقومي والأخلاقي والديني وأن تقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقدم له كل أشكال الدعم على المستويات السياسي والإعلامي والمالي وحتى العسكري، خصوصا والدول الغربية تقف بقوة لمساندة العدو الصهيوني الغاصب والمدنس للمقدسات الإسلامية.

وامتدادا لمواقف القيادة اليمنية الحرة إزاء العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، والدور الأمريكي المباشر في هذا العدوان أكد المجلس السياسي الأعلى أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بدعم أمريكي غربي تكشف لكل العالم الوجه القبيح والوحشي لأمريكا وإسرائيل والدول الغربية التي تجردت من كل المعاني الإنسانية.

المجلس السياسي جدد أيضا موقف الجمهورية اليمنية الثابت والمبدئي الداعم والمساند للقضية والشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الإسلامية، وأكد أيضا أنه في حال تجاوز المعتدون الخطوط الحمراء فإن اليمن سيقوم بواجبه الديني والمبدئي، ولن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يتعرض له أهالي غزة من حرب إبادة.

أما على المستوى الشعبي فقد تصدر اليمنيون المشهد العربي والدولي بخروجهم المليوني في العاصمة صنعاء والمحافظات لمساندة الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف، وتزامن مع ذلك تم إطلاق حملة تبرع واسعة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه آلة الحرب الإجرامية الصهيو أمريكية، إلى جانب تبني حملة لمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية وكل الشركات الداعمة لهذا الكيان الخبيث.

المصدر: سبأ

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی والدول الغربیة العدو الصهیونی الشعب الیمنی قائد الثورة إلى جانب على غزة

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف ‏معاناتهم‏

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.

وأشار وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.

وقال الدكتور محمد الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.

وأشار محمد الضويني خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع، حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.

ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.

وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.

وأردف الدكتور محمد الضويني أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة، لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.

وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.

اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: فلسفة القرآن لا مكان فيها لعلاقات الصراع والقتال مع المسالمين

وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجان تحت شعار «أديان من أجل كوكب أخضر»

وكيل الأزهر: الربط بين التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليس غريبا على الفكر الإسلامي

مقالات مشابهة

  • صباغ : سورية تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة وشعوبها، وإدانة جرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني
  • المرتضى بعد استهداف قلعة شمع: فليتعظ جميع العرب واللبنانيين من همجية العدوان
  • ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 44,235 شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي في كلمة بمناسبة أسبوع التعبئة: قصف الكيان الصهيوني للبيوت والمستشفيات في فلسطين ولبنان ليس انتصاراً ولن يحقق أياً من أهداف عدوانه
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف ‏معاناتهم‏
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 44,211 شهيدًا
  • مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي بشأن قرار وقف العدوان الصهيوني على غزة ويستنكر الصمت الدولي والتخاذل العربي
  • جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني