الخارجية الإسرائيلية تنفق ملايين الدولارات لدعم روايتها عن الحرب في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أنفقت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 8 ملايين دولار على الدعاية في أوروبا من أجل دعم روايتها عن الحرب التي تشنها على غزة عقب إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في حين لم تحظَ الرواية الفلسطينية بأي دعاية من أجل إظهار المجزرة التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي.
وحسب موقع غوغل لشفافية الإعلانات، فقد اختارت الخارجية الإسرائيلية موقع يوتيوب لنشر نحو 100 مقطع دعائي للترويج للرواية الإسرائيلية التي تربط في أغلبها بين حركة حماس والإرهاب، وتصر على أن المقاومة الفلسطينية هي نفسها تنظيم الدولة الإسلامية في أكثر من مناسبة.
حجم الإنفاقوحسب البيانات التقديرية التي يوفرها موقع سيمرش، فقد بلغ حجم الدعاية على منصة يوتيوب وحدها أكثر من 8 ملايين دولار، وتركز ظهور هذه المقاطع الدعائية في 3 دول، على النحو التالي:
كانت فرنسا أعلى الدول بنسبة إنفاق بلغت 4.6 ملايين دولار، وبلغ عدد ظهور المقاطع الدعائية فيها أكثر من 535 مليون مرة. وفي ألمانيا بلغ حجم الإنفاق 2.4 مليون دولار، ومرات الظهور على منصة يوتيوب أكثر من 284 مليون مرة. أما في المملكة المتحدة فقد وصل حجم الإنفاق 1.2 مليون دولار، وعدد ظهور المقاطع الدعائية بلغ أكثر من 250 مليون مرة. وهناك دول أخرى -سواء في أوروبا أو خارجها- كان حجم الإنفاق منخفضا بما يمثل 0.3 مليون دولار، وكذلك عدد مرات الظهور التي بلغت نحو 43 مليونا في هذه الدول مجتمعة.ولتوضيح حجم الإنفاق الإسرائيلي على الدعاية -حسب الأرقام السابقة- يمكن مقارنتها بشركة أمازون التي تعد من أكبر المعلنين في العالم كله، حيث أنفقت في فرنسا وحدها على منصة يوتيوب، وخلال 30 يوما تقريبا؛ نحو 5.6 ملايين دولار. في حين بلغ ما أنفقته وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة يوتيوب وحدها أيضا 4.6 ملايين دولار، حسب البيانات التي يوفرها موقع سيمرش.
توجيه الرأي العام الأوروبي
وعند تحليل المقاطع الدعائية التي نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة يوتيوب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فهي تتشابه جميعها في الرسالة الموجهة للجمهور الأوروبي، وتتضمن 4 رسائل رئيسية:
ربط حماس بالإرهاب، فلا يخلو مقطع تقريبا من وصف الحركة بالإرهاب، وتصنيفها منظمة إرهابية، بالإضافة إلى وصفها بأنها تنظيم الدولة. ترهيب العالم بأن أنشطة حماس لن تقف عند حدود إسرائيل، بل ستتمدد لتشمل العالم كله. يختتم كل مقطع دعائي بجملة صريحة وواضحة: "قف مع إسرائيل". توظيف صور لأطفال ومسنين من أجل التأثير في المزاج العام وإضفاء المشروعية على ما تقوم به إسرائيل من قتل وهدم وقصف على القطاع.وكان اللافت في هذه الأرقام هو اختيار دول محددة لنشر الرواية الإسرائيلية (فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة) عما يحدث في قطاع غزة، من أجل توجيه الرأي العام في هذه الدول؛ وما يتبع ذلك من وسائل الإعلام التي تبنت بدايةً هذه الرواية، متجاوزة علنا الضوابط المهنية والحياد الذي كانت توصف به؛ وبالتالي التأثير في أي قرار سياسي يصدر عن حكومات هذه الدول، ويُترجم كل ذلك إلى دعم عسكري وسياسي وقرارات أممية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى حجب الرواية التي توثق المجازر التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.
صفحات عدة تعرضت للحجب أو التقييد لتعاطفها مع القضية الفلسطينية (مواقع التواصل) حجب المحتوى الفلسطينيوأمام هذه الآلة الدعائية والإعلامية التي تحركها الأذرع المختلفة للاحتلال الإسرائيلي، لم يُنفق دولار واحد على المحتوى الفلسطيني من أجل إظهار حجم الدمار والقتل والعنف الذي يمارسه جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين.
والأكثر من ذلك أن العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت صفحاتهم للحجب أو التقييد أو المنع لمحاولتهم إظهار زيف الرواية الإسرائيلية ومدى تضليلها الرأي العام العالمي، أو حتى مجرد التعاطف مع ما يحدث في قطاع غزة بعد الفظائع التي ارتكبها الاحتلال من قتل آلاف الأطفال والنساء وقصف المستشفيات ومحو أحياء بكاملها.
والحجة التي تستند إليها هذه المنصات عند حجب المحتوى الفلسطيني إما لأنه صادم ويضم مشاهد تحتوي على عنف وأشلاء بشرية ودماء؛ وبالتالي يصبح محتوى غير لائق، حسب تصنيفهم، أو إلصاق تهمة "الإرهاب" بكل من يتبنى الرواية التي تظهر حقيقة الصراع وأسبابه وتداعياته على فلسطين؛ شعبا وأرضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخارجیة الإسرائیلیة على منصة یوتیوب ملایین دولار الرأی العام حجم الإنفاق أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
تمثال للبيع بـ3 ملايين دولار بعد 100 عام من اكتشافه.. «مكانوش يعرفوا قيمته»
تمثال بوشاردون النصفي، صنعته أنامل النحات الفرنسي إدمي بوشاردون من الرخام في أوائل القرن الثامن عشر، اشتراه مجلس المرتفعات الاسكتلندية مقابل 5 جنيهات إسترلينية فقط منذ عدة سنوات، لكنه اليوم مرشح للبيع بأكثر من 3 ملايين دولار أمريكي، حيث يصوّر مالك الأراضي والسياسي الراحل جون جوردون أيام الملك الفرنسي.
تمثال نصفي قد يباع بـ3 ملايين دولاروبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، فإن التمثال يمثل كنزا كبيرا للحكومة الاسكتلندية، إذ اُستخدم مصد لأحد الأبواب، إلا أنه من المقرر بيعه بنحو 3.2 مليون دولار أمريكي، بعد أن وافقت محكمة اسكتلندية على بيعه رغم أنه يعد كنزا أثريا.
وبحسب موقع Artnet News الألماني، فإن التمثال النصفي ظل موجودا في مقر عائلة جوردون في قلعة إنفرجوردون بالبلدة التي تحمل القلعة اسمها، لأكثر من قرنين من الزمان، وهي بلدة صغيرة يقل عدد سكانها عن 4 آلاف نسمة، وتقع في المرتفعات الاسكتلندية، وذلك قبل أن تحدد الحكومة مصيره بالبيع بعدما استحوذ عليه المجلس المحلي للمرتفعات الاسكتلندية في مزاد علني عام 1930 بـ5 جنيهات إسترليني فقط، عقب بيع القلعة في عشرينيات القرن العشرين.
ما قصة تمثال جوردون؟الحكومة المحلية التي تمتلك التمثال النصفي سعت للحصول على موافقة من محكمة Tain Sheriff Court في المرتفعات الاسكتلندية لبيعه العام الماضي، وظلت المشاورات سارية حتى أيام مضت، إذ حصلت على الموافقة، ولم تقدّم أي اعتراضات، وفقا لما ذكرته المتحدثة باسم مجلس المرتفعات في المنطقة، وذلك بعدما قدمت ما يفيد أن التمثال يعود لجوردون مؤسس بلدة إنفرجوردون، وفي عام 1998 عُثر على التمثال النصفي، وقد استُخدم لإبقاء باب مخزن مفتوحا في منطقة صناعية، وفقا لمجلس المرتفعات.
وفي مايو الماضي، تجدد عرض بيع التمثال النصفي من قبل مشتري مجهول، حيث تواصل مع دار سوذبي للمزادات، وقدّم عرضا بأكثر من 2.5 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 3.2 مليون دولار، كما عرض المشتري دفع ثمن نسخة طبق الأصل من التمثال النصفي بجودة المتاحف لعرضها في المنطقة المحلية، رغم إعارته إلى متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس عام 2016، ومتحف جيتي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية في 2017، ومن المقرر أن يجرى تحديد مزادا لبيع التمثال قريبا.