محاولة جديدة لوقف الحرب.. استئناف محادثات السلام السودانية في جدة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، والتي أودت بحياة أكثر من 9 آلاف شخص، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية الخميس.
ومنذ 15 أبرلي/نيسان، أدى النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5.
وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية: "ترحب المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية".
وأكّد طرفا النزاع الأربعاء، قبولهما دعوة لاستئناف التفاوض، لكنّ الجيش شدّد على أن "استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية".
ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأمريكية-السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت اليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة.
وذكرت الوزارة في بيانها، أنّ المملكة "تحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) في 11 مايو/أيار، وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في مدينة جدة في 20 مايو/أيار 2023".
اقرأ أيضاً
الجيش السوداني والدعم السريع يوافقان على عودة مفاوضات السلام برعاية سعودية أمريكية
ويشارك في مفاوضات جدة أيضا ممثلون عن "إيغاد"، التكتل المعني بالتنمية في شرق أفريقيا الذي تقوده كينيا الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة.
وقالت الخارجية السعودية إنّ المملكة "تؤكد حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني".
وتابعت أنها تأمل التوصل إلى "اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق".
وقبل تعليق الجولة الأولى من مفاوضات جدة، ازداد إحباط الوسطاء بسبب إحجام الجانبين عن العمل من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة.
ورأى خبراء أن البرهان وحميدتي اختارا بدلا من ذلك حرب الاستنزاف، على أمل انتزاع تنازلات أكبر على طاولة التفاوض فيما بعد.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي ساعد في الوساطة في بداية الأزمة، قد وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المفاوضات خلال زيارته إلى السعودية مؤخرا لبحث الحرب بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاً
السودان في "لعبة الأمم"... انقسام وتقاسم وتقسيم
وقال مسؤولون أمريكيون معنيون بأزمة السودان، إن المفاوضات، وهي الأولى منذ انهيار الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في يونيو/حزيران، ستستأنف الخميس بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار، لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم.
أشار مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية (طلب عدم كشف هويته)، الأربعاء، إلى أن "الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة".
وترى خلود خير، مؤسّسة مركز "كونفلوانس أدفايزوري" البحثي في الخرطوم، بصيصا من الأمل.
وكتبت الخميس على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، أن قرار إحياء المحادثات يستند إلى افتراض أن الجيش وقوات الدعم السريع "اكتفيا من القتال بسبب الانهيار الوشيك للدولة والمعاناة والبؤس".
وأضافت: "لم يكتفيا بعد.. على الرغم من خطاب (الجيش) وقوات الدعم السريع، فإن أيا منهما لا يهتم بالتكاليف البشرية لشن هذه الحرب".
ومع استئناف المحادثات الخميس، أفاد شهود عيان عن تجدد القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وأعلنت قوات الدعم السريع أن مقاتليها فرضوا سيطروا "بشكل كامل" على مواقع الجيش في نيالا، عاصمة جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان من حيث عدد السكان.
اقرأ أيضاً
حصيلة ضحايا النزاع في السودان تتجاوز 9 آلاف قتيل
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان مفاوضات سلام الجيش السوداني الدعم السريع البرهان حميدتي الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"
قُتل أكثر من 20 مدنيًا وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفقما أعلن مسعفون يوم الاثنين.
وفق بيان لـ"غرفة طوارئ معسكر أبوشوك"، قصفت قوات الدعم السريع المنخرطة في حرب مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالمدفعية والرصاص الطائش.
ويؤوي أبو شوك عشرات آلاف الفارين من عنف نزاعات سابقة في دارفور والحرب الدائرة حاليًا.
في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، وكذلك على مخيمي أبو شوك وزمزم المجاورين.
وجاء ذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم في الشهر الماضي.
وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل 481 مدنيًا على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل.
الحصيلة تشمل 129 مدنيًا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين، وفق المفوضية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وأوضحت الوكالة الأممية أن "ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم 9 من العاملين في المجال الطبي" قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل.
13 مليون نازح ولاجئوفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصبح مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان "شبه خال"، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
النزاع الذي دخل عامه الثالث قسم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر قوات الدعم السريع التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.
ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة 5 مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.