تسيطر الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجنرالاته، حول كيفية غزو بري لقطاع غزة، يهدف إلى سحق حركة حماس.

الساسة في إسرائيل، ورئيس وزرائها بشكل خاص، ما زالوا يتخبطون

وتروي مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الجنود الإسرائيليين بالقرب من الحدود مع غزة فوجئوا يوم 24  أكتوبر(تشرين الأول) برؤية شخصية مألوفة تزور الكيبوتسات، التي دمرها هجوم حماس.


 كان الزائر  آري درعي، زعيم حزب شاس، وهو حزب يهودي متشدد، ويُعد أحد أكبر الأحزاب في ائتلاف بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء، وقام بتفقد الوحدات العسكرية التي تستعد للحرب في غزة، وذلك بعدما أثار غضب قادة الجيش الإسرائيلي، عندما سرب تفاصيل اجتماع مع أعضاء حزبه قال فيه إن قوات الدفاع الإسرائيلية "غير مستعدة".

 

Itamar Ben-Gvir, the far-right national security minister, “has made a show of handing weapons to civilians, ostensibly to prevent further terrorist attacks. But he has been trying to stoke tensions between Israeli Jews and Arab-Israelis.” https://t.co/DjTDc5U9uW

— Kenneth Roth (@KenRoth) October 25, 2023


وتقول المجلة إن درعي لا يتمتع بأي دور رسمي في الحكومة، كما أنه لا يتمتع بأي خبرة عسكرية كبيرة. ومع ذلك، فقد دعاه رئيس الوزراء بصفة غير رسمية إلى بعض اجتماعات مجلس الوزراء الحربي، وتقتصر مؤهلاته على أنه حليف سياسي مهم لنتانياهو.
  وفي حين تظهر استطلاعات الرأي دعما واسع النطاق بين الإسرائيليين للهجوم البري في غزة، فإنها تظهر أيضا أن الدعم لنتانياهو قد انخفض بشكل كبير. ويقول نحو 40% من الناخبين الذين دعموا "الليكود"، قبل أقل من عام، إنهم سيصوتون لشخص آخر.، وتتزايد الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق وطنية، بمجرد انتهاء الصراع.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا، يوم الثلاثاء، إنهم وافقوا على تأجيل غزو غزة للسماح لأمريكا بتعزيز دفاعاتها الجوية في المنطقة. لكن نتنياهو يتعرض لضغوط متزايدة من قاعدته اليمينية المتشددة لإثبات استعداده لتدمير حماس.

 

"The coalition of far-right and ultra-religious parties that backs Netanyahu knows it may not last long: public anger and another election could sweep them away. But they are anxious to cling on for as long as possible—and to make the most of their power." https://t.co/RK24nzu25i

— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) October 26, 2023


وأبلغ مقربون من رئيس الوزراء الصحافيين أن الجيش ليس مستعداً بشكل كامل للحملة البرية، وأنه بدلاً من تعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر من خلال غزو سريع، كما يقترح جنرالات إسرائيل، هناك حاجة إلى ضربات جوية أكثر أقوى لتدمير  شبكة الأنفاق التابعة لحماس، وقد أدى ذلك إلى ردود فعل غاضبة من الجيش الذي يؤكد جهوزيته.
 كما أثارت تلك المواقف عناوين شرسة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول الخلاف في حكومة الحرب بين نتانياهو ووزير الدفاعه يوآف غالانت.


 الانقسامات ليست جديدة


وتلفت المجلة البريطانية إلى أن الانقسامات داخل هذه الحكومة ليست جديدة. وفي مارس(آذار)، حاول نتانياهو إقالة غالانت، بعد أن انتقد علناً خطة الحكومة لإضعاف صلاحيات المحكمة العليا. واضطر رئيس الوزراء إلى التراجع في مواجهة الاحتجاجات العامة الحاشدة. لكن انعدام الثقة المتزايد بين الرجلين يعيق الآن التخطيط الإسرائيلي للحرب.
وعملياً، فشل تأليف "حكومة وحدة" مع قادة أحد أحزاب المعارضة، بيني غانتس وغادي آيزنكوت - وكلاهما رئيسان سابقان لهيئة أركان الجيش وعضوان في حكومة الحرب - في تحقيق أي وحدة فعلية.


وكانت علاقة نتانياهو مع جنرالات إسرائيل متوترة منذ فترة طويلة، وقد تفاقم هذا التوتر بسبب ردود فعلهم على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
ويقول مسؤول كبير في وزارة الدفاع: "لقد تضرر الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات بشدة بسبب فشلهم في اكتشاف ومنع هجوم حماس... لكنهم عادوا للوقوف على أقدامهم، وينتظرون الآن فكرة واضحة من الحكومة بشأن ما يجب فعله". وفي المقابل، يبدو أن الساسة في إسرائيل، ورئيس وزرائها بشكل خاص، ما زالوا يتخبطون.

 

استقالات بعد الحرب


واعترف رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي علناً بفشل السابع من أكتوبر، كما فعل رونين بار، مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي شين بيت، ورئيس فرع الاستخبارات العسكرية، اللواء أهارون هاليفا. ومن المتوقع أن يستقيل جميع هؤلاء بمجرد انتهاء الحرب. ومع ذلك، لم يقبل رئيس الوزراء أي مسؤولية من هذا القبيل، باستثناء قوله بشكل غامض في 25 أكتوبر إنه "بعد الحرب" سيتم طرح الأسئلة "علي أيضاً".


ويقول أحد أعضاء الكنيست من ائتلاف نتنياهو: "هناك كثيرون يتحملون اللوم لاعتقادهم أن حماس لن تجرؤ على القيام بشيء كهذا... من الواضح أن بيبي مسؤول أكثر من الآخرين، لكن لا تنتظروا منه أن يقول ذلك". وبدلاً من ذلك، عندما لا يكون في اجتماعات مع حكومته الحربية أو يرحب بالقادة الأجانب، يقضي نتنياهو معظم وقته في الأيام الأخيرة مع مستشاريه السياسيين ويتحدث إلى الصحافيين.

المرحلة التالية

وخلصت المجلة إلى أن كل الحديث يدور عن المرحلة التالية من القتال في غزة، لا عما يليه. تفضل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رؤية السلطة الفلسطينية، التي أطاحت بها حماس من غزة في انقلاب دموي عام 2007، كي تعود وتسيطر على المنطقة. لكن أحد كبار المسؤولين يعترف بأنه لا يوجد أي تخطيط على هذه الجبهة.

لأكثر من عقد من الزمان، قام نتانياهو بعزل غزة وإهمالها، معتقدًا أنه يمكن تركها لتتفاقم. وقد أظهر هجوم السابع من أكتوبر مدى فشل هذه السياسة بشكل مأساوي. ولا شك في أن تسييسه للحرب الآن، وإحجامه عن التخطيط للمستقبل، قد يكلف إسرائيل أكثر من ذلك.

 

 

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

الدفاع تنفي تصريحان نُسبت الى معاون رئيس أركان الجيش للتدريب

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • نورلاند يبحث مع رئيس لجنة الخارجية النيابية المصرية سبل دفع العملية السياسية في ليبيا
  • قادة أعمال في إسرائيل يناشدون نتانياهو عدم إقالة وزير الدفاع
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • صفقة الرهائن كما يراها بايدن ويريدها نتانياهو
  • نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
  • إعلام إسرائيلي: إقالة جالانت المحتملة قد تؤثر بشكل مباشر على رئيس الأركان
  • الجيش الأمريكي يعلن سحب قواته بشكل كامل من النيجر
  • رئيس جامعة المنصورة يعقد حوار مع الهيئة المعاونة لهيئة التدريس لمناقشة تطوير العملية التعليمية
  • لافروف: واشنطن تعرقل وقف سفك الدماء بفلسطين
  • الدفاع تنفي تصريحان نُسبت الى معاون رئيس أركان الجيش للتدريب