خلافات نتانياهو والجنرالات تعرقل العملية البرية في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تسيطر الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجنرالاته، حول كيفية غزو بري لقطاع غزة، يهدف إلى سحق حركة حماس.
الساسة في إسرائيل، ورئيس وزرائها بشكل خاص، ما زالوا يتخبطون
وتروي مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الجنود الإسرائيليين بالقرب من الحدود مع غزة فوجئوا يوم 24 أكتوبر(تشرين الأول) برؤية شخصية مألوفة تزور الكيبوتسات، التي دمرها هجوم حماس.
كان الزائر آري درعي، زعيم حزب شاس، وهو حزب يهودي متشدد، ويُعد أحد أكبر الأحزاب في ائتلاف بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء، وقام بتفقد الوحدات العسكرية التي تستعد للحرب في غزة، وذلك بعدما أثار غضب قادة الجيش الإسرائيلي، عندما سرب تفاصيل اجتماع مع أعضاء حزبه قال فيه إن قوات الدفاع الإسرائيلية "غير مستعدة".
Itamar Ben-Gvir, the far-right national security minister, “has made a show of handing weapons to civilians, ostensibly to prevent further terrorist attacks. But he has been trying to stoke tensions between Israeli Jews and Arab-Israelis.” https://t.co/DjTDc5U9uW
— Kenneth Roth (@KenRoth) October 25, 2023
وتقول المجلة إن درعي لا يتمتع بأي دور رسمي في الحكومة، كما أنه لا يتمتع بأي خبرة عسكرية كبيرة. ومع ذلك، فقد دعاه رئيس الوزراء بصفة غير رسمية إلى بعض اجتماعات مجلس الوزراء الحربي، وتقتصر مؤهلاته على أنه حليف سياسي مهم لنتانياهو.
وفي حين تظهر استطلاعات الرأي دعما واسع النطاق بين الإسرائيليين للهجوم البري في غزة، فإنها تظهر أيضا أن الدعم لنتانياهو قد انخفض بشكل كبير. ويقول نحو 40% من الناخبين الذين دعموا "الليكود"، قبل أقل من عام، إنهم سيصوتون لشخص آخر.، وتتزايد الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق وطنية، بمجرد انتهاء الصراع.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا، يوم الثلاثاء، إنهم وافقوا على تأجيل غزو غزة للسماح لأمريكا بتعزيز دفاعاتها الجوية في المنطقة. لكن نتنياهو يتعرض لضغوط متزايدة من قاعدته اليمينية المتشددة لإثبات استعداده لتدمير حماس.
"The coalition of far-right and ultra-religious parties that backs Netanyahu knows it may not last long: public anger and another election could sweep them away. But they are anxious to cling on for as long as possible—and to make the most of their power." https://t.co/RK24nzu25i
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) October 26, 2023
وأبلغ مقربون من رئيس الوزراء الصحافيين أن الجيش ليس مستعداً بشكل كامل للحملة البرية، وأنه بدلاً من تعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر من خلال غزو سريع، كما يقترح جنرالات إسرائيل، هناك حاجة إلى ضربات جوية أكثر أقوى لتدمير شبكة الأنفاق التابعة لحماس، وقد أدى ذلك إلى ردود فعل غاضبة من الجيش الذي يؤكد جهوزيته.
كما أثارت تلك المواقف عناوين شرسة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول الخلاف في حكومة الحرب بين نتانياهو ووزير الدفاعه يوآف غالانت.
الانقسامات ليست جديدة
وتلفت المجلة البريطانية إلى أن الانقسامات داخل هذه الحكومة ليست جديدة. وفي مارس(آذار)، حاول نتانياهو إقالة غالانت، بعد أن انتقد علناً خطة الحكومة لإضعاف صلاحيات المحكمة العليا. واضطر رئيس الوزراء إلى التراجع في مواجهة الاحتجاجات العامة الحاشدة. لكن انعدام الثقة المتزايد بين الرجلين يعيق الآن التخطيط الإسرائيلي للحرب.
وعملياً، فشل تأليف "حكومة وحدة" مع قادة أحد أحزاب المعارضة، بيني غانتس وغادي آيزنكوت - وكلاهما رئيسان سابقان لهيئة أركان الجيش وعضوان في حكومة الحرب - في تحقيق أي وحدة فعلية.
وكانت علاقة نتانياهو مع جنرالات إسرائيل متوترة منذ فترة طويلة، وقد تفاقم هذا التوتر بسبب ردود فعلهم على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
ويقول مسؤول كبير في وزارة الدفاع: "لقد تضرر الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات بشدة بسبب فشلهم في اكتشاف ومنع هجوم حماس... لكنهم عادوا للوقوف على أقدامهم، وينتظرون الآن فكرة واضحة من الحكومة بشأن ما يجب فعله". وفي المقابل، يبدو أن الساسة في إسرائيل، ورئيس وزرائها بشكل خاص، ما زالوا يتخبطون.
استقالات بعد الحرب
واعترف رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي علناً بفشل السابع من أكتوبر، كما فعل رونين بار، مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي شين بيت، ورئيس فرع الاستخبارات العسكرية، اللواء أهارون هاليفا. ومن المتوقع أن يستقيل جميع هؤلاء بمجرد انتهاء الحرب. ومع ذلك، لم يقبل رئيس الوزراء أي مسؤولية من هذا القبيل، باستثناء قوله بشكل غامض في 25 أكتوبر إنه "بعد الحرب" سيتم طرح الأسئلة "علي أيضاً".
ويقول أحد أعضاء الكنيست من ائتلاف نتنياهو: "هناك كثيرون يتحملون اللوم لاعتقادهم أن حماس لن تجرؤ على القيام بشيء كهذا... من الواضح أن بيبي مسؤول أكثر من الآخرين، لكن لا تنتظروا منه أن يقول ذلك". وبدلاً من ذلك، عندما لا يكون في اجتماعات مع حكومته الحربية أو يرحب بالقادة الأجانب، يقضي نتنياهو معظم وقته في الأيام الأخيرة مع مستشاريه السياسيين ويتحدث إلى الصحافيين.
وخلصت المجلة إلى أن كل الحديث يدور عن المرحلة التالية من القتال في غزة، لا عما يليه. تفضل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رؤية السلطة الفلسطينية، التي أطاحت بها حماس من غزة في انقلاب دموي عام 2007، كي تعود وتسيطر على المنطقة. لكن أحد كبار المسؤولين يعترف بأنه لا يوجد أي تخطيط على هذه الجبهة.
لأكثر من عقد من الزمان، قام نتانياهو بعزل غزة وإهمالها، معتقدًا أنه يمكن تركها لتتفاقم. وقد أظهر هجوم السابع من أكتوبر مدى فشل هذه السياسة بشكل مأساوي. ولا شك في أن تسييسه للحرب الآن، وإحجامه عن التخطيط للمستقبل، قد يكلف إسرائيل أكثر من ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تتعثّر
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن عملية الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة تعاني من تعثر ملحوظ، بينما تسجل حركة حماس نسبة عالية في استعادة ذراعها العسكرية، رغم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليها.
اعلانوإنّ حركة حماس ما زالت تحتفظ بسيطرة قوية على معظم سكان غزة وفقاً للصحيفة، في ظل غياب أي خطة واضحة من حكومة نتنياهو لما بعد الحرب، ما يعزز من قبضة حماس على القطاع. وفي مؤتمر عسكري حضره عدد من كبار الضباط، اعترف مسؤول في استخبارات القيادة الجنوبية بأن الجناح العسكري لحماس يتعافى بسرعة، بحسب "هآرتس".
وفي منطقة المواصي جنوب القطاع، يخضع شباب فلسطينيون، تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، لتدريبات مكثفة على استخدام الأسلحة النارية والقنابل الصاروخية والمتفجرات. ويتم إرسال العديد منهم، وفقاً للصحيفة، للقتال ضد الجيش الإسرائيلي، خاصة في المنطقة الواقعة جنوب ممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى نصفين.
جنود إسرائيليون يتحركون بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع غزة، الخميس، 16 مايو، 2024. Leo Correa/ APوأضافت "هآرتس" أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا وعلى طول ممر نتساريم وممر فيلادلفيا لم تحقق نتائج حاسمة حتى الآن. ويبدو أن التركيز الإسرائيلي على جبهات أخرى، مثل إيران والحوثيين، إلى جانب التأخر في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، يزيد من تعقيد الموقف الميداني.
دمار غير مسبوق في شمال غزةكشفت زيارة ميدانية أجرتها الصحيفة إلى مخيم جباليا الأسبوع الماضي عن حجم دمار يفوق ما لحق بالمناطق الأخرى في القطاع، مثل مدينة غزة وخان يونس ورفح. المخيم دُمر بالكامل تقريباً، ولم يبقَ سوى القليل من المباني، بينما فر سكانه تقريباً بالكامل.
ورغم ادعاء رئيس الأركان هرتزل هاليفي وكبار قادة الجيش الإسرائيلي عدم وجود سياسة رسمية للتدمير الشامل كعمل انتقامي، فإن الواقع على الأرض يشير إلى تنفيذ عمليات ممنهجة على يد بعض الضباط، كما نقلت الصحيفة. ويبدو أن هذه العمليات تهدف إلى تأخير أو حتى منع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في تلك المناطق المدمرة.
منزل دمر في غارة إسرائيلية على رفح، قطاع غزة، يوم الثلاثاء، 26 مارس، 2024.Fatima Shbair/ APأزمة قوة بشرية في الجيش الإسرائيليمع استمرار الحرب، تتفاقم أزمة القوة البشرية داخل الجيش الإسرائيلي، بحسب "هآرتس". مئات الضباط، بما في ذلك قادة معارك رئيسيون، اختاروا إنهاء خدمتهم بسبب الضغوط الهائلة التي فرضها الصراع. وفي بعض الحالات، كانت تجاربهم الميدانية سبباً مباشراً لاتخاذ هذا القرار.
Relatedحصار وقتل في غزة واتهام متبادل بين حماس وإسرائيل حول عدم الجدية في المفاوضات"نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد".. معاناة بلا حدود للفلسطينيين في غزة في شتاء قارس ونقص المساعداتأطفال غزة.. إما قصفٌ ودماء أو عيشٌ وسط الركام والنفاياتفي المقابل، يواجه جنود الاحتياط أعباء متزايدة، إذ لم يحضر سوى 60% من أفراد بعض الكتائب التي تم استدعاؤها مؤخراً. هذا الأسبوع، تأخر تسريح كتيبة مشاة في غزة لساعات بسبب نقص في عدد الكتائب البديلة.
وذكرت الصحيفة أن خطة الجيش لعام 2025 تتطلب من جنود الاحتياط حالياً الخدمة لمدة تتراوح بين 70 و80 يوماً سنوياً، ما يزيد من الضغط عليهم. وتوقعت "هآرتس" أن تستمر أزمة التجنيد في التأثير سلباً على العلاقات بين الجيش والمجتمع الإسرائيلي، مع تزايد عزوف الإسرائيليين غير الحريديم عن الخدمة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين من قناة القدس في النصيرات بقطاع غزة عيد الميلاد في غزة: صلوات وقداس هادئ وسط أصوات الطائرات واستمرار القصف الإسرائيلي حركة حماسغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قوات عسكريةفلسطيناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ومنظومة ثاد الأمريكية تتصدى لصواريخ الحوثيين يعرض الآن Next الرئيس الألماني يحل البرلمان ويحدد 23 فبراير موعدًا للانتخابات يعرض الآن Next الموت يتسلل إلى خيام النازحين في غزة.. الممرض أحمد الزهارنة يلتحق بأطفال رضع قضوْا من البرد القارس يعرض الآن Next تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وألمانيا والخسائر تقدر ب17 مليون يورو يعرض الآن Next محافظ دمشق: هناك أناس يريدون التعايش والسلام ومشكلتنا ليست مع إسرائيل ولا نستطيع أن نكون ندّا لها اعلانالاكثر قراءة يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج طرطوس: مقتل 14 من قوات الحكومة السورية الحالية خلال "محاولة اعتقال ضابط في نظام الأسد" كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ارتكبوا جريمة اغتيال معنوية خطيرة بحقها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادروسياإسرائيلضحاياغزةالصحةهبوطقتلالذكاء الاصطناعيرأس السنةشرطةبشار الأسدالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024