45 يوما على زلزال الحوز.. معاناة الضحايا بالمخيمات مستمرة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
ماريغا/ ضواحي مراكش- تنظر الشابة "كريمة أيت حمو" إلى من يحدثها بكثير من الأسى وهي تتذكر ما حدث في ليل الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي، حين انقلبت حياتها رأسا على عقب بعدما فقدت منزلها وعددا من أقربائها بسبب زلزال المغرب المدمر.
في منطقة ماريغا العليا الجبلية، وتحديدا قرية ويرغان بضواحي مراكش، تعيش كريمة الآن إلى جانب زوجها وولدها وبنتها داخل خيمة صغيرة، نُصبت بشكل مؤقت فوق ربوة مستوية لم يجد الساكنة غيرها لنصب خيامهم، لكنها معرضة للريح الجبلية الشديدة، مما يجعل السكان يقضون وقتا غير يسير في إعادة تثبيتها.
تجلس الشابة الثلاثينية القرفصاء لتعد طعام الغذاء، في جزء قصي من خيمتها الصغيرة حوّلته إلى مطبخ، فيما أضفت على ترتيب الأواني لمسة لا تخطئها العين، تخفف من الإحساس بضيق المكان ووحشته.
عندما طلبنا منها الإذن بالتصوير، لم تكترث للأمر، إذ فقدت حياتها الأسرية كل خصوصية، وفق تعبيرها في حديث مهموم للجزيرة نت.
كريمة أيت حمو تعد طعاما لأسرتها داخل خيمتها المؤقتة في انتظار توفير مساكن ضحايا زلزال المغرب (الجزيرة) معاناة مستمرةمثل كريمة، يعيش عدد من الأسر -المتضررة من الزلزال- بإقليم الحوز وضعية مزرية، حيث فقدوا أحبتهم وسكنهم، وتزداد معاناتهم بعد هطول الأمطار والثلوج مع حلول موسم الخريف، مما دفع البعض للقول إنهم أصبحوا منسيين تماما.
تحكي كريمة أنها سمعت عن دعم حكومي لمتضرري الزلزال، لكن إلى الآن لم يصلها شيء منه، فيما يقول السيد حسن بوناصر للجزيرة نت، إن حوالي 20% فقط من سكان "ماريغا العليا" التي يعيش بها نحو 240 أسرة، وصلها الدعم.
يسمع بوناصر -وهو ناشط مدني- عن إعادة الإعمار، لكنه يتساءل عن وقت تنفيذه الذي يبدو أنه غير قريب، ويشدد على ضرورة توفير مساكن مؤقتة غير الخيام، خاصة خيام المدارس التي يعاني داخلها التلاميذ أيضا.
تضامن بين المتضررين من زلزال المغرب عبر توفير مطبخ جماعي داخل خيمة كبيرة (الجزيرة) خيام باليةقبل وصولنا إلى ماريغا العليا، وعلى طول الطريق إليها من مركز قرية بويرغان أو قرية أسني، تنتشر الخيام هنا وهناك، في منظر أصبح مألوفا منذ الزلزال المدمر، لكن هذه المرة تقادمت الخيام، وتحتاج دوما إلى تجديد، لم يعد السكان قادرين على تحمله، كما يحكي حسن بوناصر.
عند الانتقال إلى قرية أمزميز، عبر ممر جبلي، لا يختلف المنظر عما شوهد في قرية ويرغان، حيث خيام بالية تنتشر في الفضاء العام.
عند الدخول إلى مخيم أمادل (أحد المخيمات وسط بلدة أمزميز)، لفت انتباهنا انتشار المياه العادمة التي تمر عبر قنوات صغيرة، ما يدل على صعوبة العيش داخل المخيم بالرغم من أن السكان زينوا المداخل بورود وشجيرات.
في المخيم ذاته، تواجه السيدة "جميلة أيت لحنش" مشكلة من نوع آخر، فهي تستأجر منزلا، لكنها لا تستطيع العيش فيه بسبب تصنيفه دارا آيلة للسقوط، كما لا تستطيع إخلاءه من جميع أغراضها لضيق خيمتها المؤقتة، لكن صاحب المنزل يطالب بدفع الإيجار أو الإخلاء الفوري.
تنوه جميلة إلى قرار الحكومة بتخصيص مبلغ مالي لمثل حالتها، لكنها تعيب عليها بطء التنفيذ وتعميم الاستفادة، وتختم بالقول إنها ترى مستقبل أطفالها يضيع منها بعدما لاحظت تدهورا في نفسيتهم ورغبتهم في التحصيل الدراسي.
الشاب معاذ الغزواني على أطلال منزله المهدم جراء زلزال المغرب (الجزيرة) قوافل التضامنالشاب معاذ الغزواني من المخيم ذاته، يقول إن السكان يطالبون بمساكن مجهزة عوض الخيام التي أظهرت الأمطار الأخيرة عدم كفاءتها في حمايتهم، علاوة على أن عددا من الدور الآيلة للسقوط ما تزال قائمة وتشكل خطرا دائما على المارة.
وفي حديثه للجزيرة نت، ينبه الغزواني إلى أن عددا من الأسر فضلت الهجرة، وتحمل أعباء إضافية، موضحا أن الظروف المعيشية الصعبة دفعت التجار إلى إغلاق محلاتهم، والسكان إلى تنظيم مسيرة احتجاجية رغم علمهم بقرار منعها.
في مخيم أمادل، ما تزال إحدى الجمعيات تزود السكان ببعض المواد الغذائية، لكن أسرا أخرى تعيش ظروفا أصعب كما هو الحال بدوار بوسكيوض غير بعيد عن مركز أمزميز، وفيه تعيش 9 أسر.
تلاحظ الشابة "فاطمة الزهراء أيت إيدار" من سكان منطقة الدوار أن قوافل التضامن قلت بشكل كبير إلى أن انعدمت، موضحة أن مياه الشرب التي تستعملها العائلات باتت بجودة أقل. وأضافت للجزيرة نت، أن الدوار به حوالي 18 طفلا، يقضون كل أوقاتهم في اللعب، محرومين من الدراسة بمدرسة قريبة.
خيام عشوائية تحتاج إلى تجديد كل حين وهو ما لم يعد متضررو الزلزال قادرين على تحمل تكلفته (الجزيرة) آمال معلقةيعلق السكان آمالهم على وعود الحكومة لتحسين معيشتهم. ووفق مصدر مسؤول في إقليم الحوز، فإن السلطات المحلية ستعمل على توفير مزيد من الخيام لمن لم يتسلمها بعد أو تضررت خيمته بالرياح والأمطار الأخيرة، وأيضا تعميم توفير الماء والكهرباء والمرافق الصحية وروض الأطفال.
كما ستعمل السلطات على تبديل خيام المدارس ببيوت متنقلة تدريجيا، وإيجاد حل لمشكلة النقل المدرسي وإيواء تلامذة دور الطلاب، وتوفير المحافظ والمقررات والأدوات المدرسية لمن يحتاجها من التلاميذ، وفق المسؤول ذاته.
علاوة على ذلك، تعمل الحكومة على رفع عدد المستفيدين من الدعم الخاص بمتضرري الزلزال، والتدقيق أكثر في لوائح المستفيدين وتوسيع الدائرة لتشمل المستأجرين كذلك، والعمل على إقامة مستشفى ميداني في أقرب الآجال.
ويلاحظ الشاب معاذ الغزواني أن كل تلك الوعود ليست لها آجال محددة، لكنه يأمل أن تتطور الأمور إلى الأحسن بالسرعة المطلوبة.
السلطات المغربية أعلنت مناطق عدة منكوبة بسبب الزلزال ووعدت بتوفير الدعم والمساكن المؤقتة للمتضررين (الجزيرة) منطقة منكوبةووفق قرار نُشر في الجريدة الرسمية بناء على استطلاع رأي قامت به لجنة تتبع الوقائع الكارثية، اعتبرت الحكومة المغربية الزلزال "واقعة كارثية"، وأعلنت 169 جماعة محلية بأقاليم الحوز وشيشاوة وأزيلال وورزازات وتارودانت، وعمالة مراكش، مناطق منكوبة.
وهو أول قرار من نوعه منذ تأسيس صندوق تضامن خاص بالوقائع الكارثية. وحسب قانون التأمين رقم (110.14)، تعتبر "كارثية" كل واقعة نجمت عنها أضرار مباشرة بسبب قوة طبيعية أو بفعل إنساني عنيف.
وبعدما كانت الدولة قد حددت مبالغ التعويض عن السكن من خلال صندوق تدابير تداعيات الزلزال، يطرح القرار الجديد إشكالية جديدة، تتمثل في كون مبالغ التعويض المعلن عنها أقل بكثير مما يوفره صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، فيما يرى مراقبون أن المبالغ الأولى قد تصبح جزءا من التعويض الكامل.
ويتساءل بعض السكان، في حديثهم للجزيرة نت، "هل كان على الحكومة أن تنتظر شهرا ونصف الشهر لتعلن إقليم الحوز (وباقي الأقاليم) منطقة منكوبة؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: زلزال المغرب للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
زلزال بقوة 6.5 يضرب إندونيسيا
بغداد اليوم - متابعة
أعلنت وكالة "الجيوفيزياء" الإندونيسية، اليوم الجمعة (15 تشرين الثاني 2024)، عن تسجيل حدوث زلزال بقوة 6.5 ضرب بابوا شرق إندونيسيا.
وذكرت الوكالة ان "الزلزال بلغت قوته 6.5 درجات على مقياس ريختر، إلا أنه لا يوجد احتمال لحدوث تسونامي"، مضيفة أن :مركز الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات (6.21 ميل)".
وبينت انه "ولم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع ضحايا أو أضرار مادية جراء الزلزال".
وتشهد إندونيسيا زلازل متكررة بسبب موقعها على "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهو قوس من النشاط الزلزالي الشديد حيث تصطدم الصفائح التكتونية، والتي تمتد من اليابان عبر جنوب شرق آسيا وعبر حوض المحيط الهادئ.
المصدر: وكالات