سواليف:
2024-07-06@00:27:04 GMT

كلماتٌ في وداع أخي الشهيد وأطفاله الشهداء

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

كلماتٌ في وداع أخي الشهيد وأطفاله الشهداء

في ظلال #طوفان_الأقصى “10”

كلماتٌ في #وداع أخي الشهيد وأطفاله #الشهداء

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لسنا وحدنا دون سائر أهلنا، ولا نختلف شيئاً عن شعبنا، ولا نقبل إلا أن نكون منه ومثله، يسعنا ما يسعه، ويصيبنا ما يصيبه، نفرح معه ونحزن معه، فما من بيتٍ في قطاع غزة إلا وناله نصيبٌ من القصف الصهيوني الغادر، إذ تشير إحصائيات المؤسسات المدنية الأهلية والأجنبية، أن أكثر من 60% من مساكن وبيوت ومساجد وأسواق ومخابز ومحال ومتاجر قطاع غزة قد دمرت بدرجةٍ كليةٍ أو بنسبةٍ لا تقل عن 50%.

مقالات ذات صلة الفلسطينيون لا يريدون طحينا 2023/10/26

وأنه ما من عائلةٍ فلسطينية إلا ابتليت بنقصٍ في الأموال والأنفس والثمرت، وأن بعض العائلات قد شطب اسمها من السجل المدني، إذ طال القصف بيوتها الآمنة، وهم فيها مجتمعين ظناً منهم أنهم في مأمنٍ من هذا العدو الغدار، فما نجا منهم طفلٌ رضيعٌ، ولا صبية يافعة، ولا رجلٌ كبيرٌ أو شيخٌ في السن طاعن، ولا امرأة مسنة أو مريضة، أو شابة وصغيرة، وعائلاتٌ أخرى انتقصت من أطرافها، وطال القصف فروعها، فاستشهد منها العشرات دفعةً واحدةً، في غاراتٍ ليليةٍ تعمدت قصف المدنيين وهم نيام، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طعام، كما لا أمان ولا سلام ولا اطمئنان.

هذا هو حال شعبنا العظيم في قطاع غزة، الذي رفض شماله النزوح إلى جنوبه، فأصاب جنوبه ما أصاب شماله، حتى بلغ عدد الشهداء في اليوم العشرين من العدوان أكثر من تسعة آلاف شهيد، من بينهم قرابة الألفي مفقود تحت ركام البيوت المدمرة، إذ أن الصواريخ الجديدة، الأمريكية الصنع، التي يستخدمها جيش العدو بالتعاون مع القوات الأمريكية، تفتت البيوت وتحولها إلى ركامٍ، فلا يبقى من جدرانها وسقوفها سوى حجارة صغيرة، تدفن تحتها أعداداً كبيرة من الفلسطينيين، الذين يستشهد أكثرهم تحت الركام اختناقاً، لصعوبة اكتشافه أو الوصول إليه.

نحن من هذا الشعب وجزءٌ أصيلٌ منه، أحزننا كثيراً أن قصف العدو بيت عائلتنا الأصيل الجامع في مخيم جباليا، فدمره كلياً على كل من كان فيه، وهو الذي تعرض للقصف مراتٍ كثيرة خلال الحروب السابقة، إلا أننا كنا نعيد بناءه وترميمه، ليبقى محتفظاً بمكانته ورمزيته بيننا، إذ فيه ولدت وأخوتي العشرة وأختاي، وفيه نشأنا وترعرعنا، وكبرنا وتعلمنا، ومنه خرج الشهداء وانتمى الأبناء إلى قوى المقاومة، التي عملوا معها وتحت رايتها.

لكن القصف هذه المرة لم يطل البنيان الذي انهار، ولا الجدران التي تفتت، وإنما استهدف من كان فيه من المدنيين، فاستشهد نتيجة الغارة أخي رائد، المقاوم الجريح، العامل بصمتٍ في الإعداد والتسليح، واستشهدت معه زوجتاه وسبعة من أبنائه، كلهم من الأطفال، إلى جانب كثيرين من أنسبائه وأطفالهم الذين لجأوا إلى بيته، واحتموا في داره، فنالهم الشرف الذي ناله، والتحقوا معه إلى جانب كل شهداء شعبنا العظيم إلى مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

رحمة الله على شهداء شعبنا الفلسطيني كله، وعلى كل شهداء المقاومة، الذين يرسمون اليوم بدمائهم خطوط مرحلةٍ جديدة، ويطرقون بأيديهم المضرجة بالدماء أبواب الجنان، ومعها أبواب القدس وفلسطين، وينتزعون بالقوة مفاتيح المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، لتكون لنا ومعنا إلى الأبد، فطوبى لكم أيها الشهداء، وهنيئاً لك أخي شهادتك، وجمعك الله بمن ارتحل معك، وأبلغ سلامنا لأبينا الذي أحسن إلينا إذ ربانا، ولأخوينا الذين سبقا، فتحي الذي قضى شهيداً في السجن، وفؤاد الذي رحل بعد أن دك المستوطنات الإسرائيلية بصواريخ المقاومة.

حزنت لفراقك أخي رائد، البسام الضحوك، العفوي البريء، الجريح المعاني، وقد بكيت لغيابك إذ لم أرك منذ سنين طويلة، ولكنني تشرفت بك، ورفعت الرأس عالياً بأنني أخوك وشقيقك، فأنت وأطفالك الذين احتضنتهم ورفعتهم معك، قد زدتنا شرفاً، ورفعت مقامنا قدراً، وجعلت لنا عند الله عز وجل ذكراً، فسلام الله عليك أخي وعلى من معك أجمعين، سلام الله عليكم في الخالدين.

بيروت في 26/10/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى وداع الشهداء

إقرأ أيضاً:

طولكرم - شهيد متأثرا بجراحه

 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة،5 تموز 2024 ، استشهاد الشاب أشرف هاني محمد عبد الله (20 عاماً) متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق محافظة طولكرم قبل نحو أسبوع.

وأوضحت الوزارة أن الشهيد عبد الله كان يتلقى العلاج في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله .

وكان الشهيد عبد الله اصيب في الثلاثين من شهر حزيران الماضي، بجروح خطيرة في الأجزاء العلوية من الجسم، إثر قصف طائرة احتلال مسيرة منزلا لوالده في حارة المنشية وسط مخيم نور شمس، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، ثم تم تحويله إلى المستشفى الاستشاري في رام الله.

واستشهد خلال القصف في حينه الشهيد سعيد عزت جابر (24 عاما)، وأصيب 5 مواطنين بينهم اثنان بحالة خطيرة حسب بيانات وزارة الصحة، ليرتقي أحدهما الليلة وهو أشرف هاني.


 

وباستشهاد الشاب عبد الله يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا على أرض محافظة طولكرم منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/اكتوبر 2023 إلى 123 شهيدا.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • طولكرم - شهيد متأثرا بجراحه
  • عاجل.. حدث أمني في غزة ومروحيات الإنقاذ تنقل جنود إسرائيليين
  • حماس تنعى شهداء مخيم جنين وتؤكد: دماءهم وقود للانتفاضة ضد الاحتلال
  • المفتي دريان في رسالة السنة الهجرية: الوحدة الوطنية كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال
  • رئيس الجمهورية يترحم على أرواح الشهداء
  • أدعية وداع العام الهجري ..تعرف عليها
  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • ‏حفل وداع لحارس النصر وليد عبدالله .. فيديو
  • برفقة شخصيّة إيرانيّة بارزة... صورة تنتشر لقائد حزب الله الذي استشهد في الحوش
  • وداعًا للنسيان.. دواء جديد لعلاج مرض الزهايمر